السلااااااااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى تسمعووووون المقطع والله شئ مؤثر
فلنتعرف أولا على معنى المجاهرة ؟
جهر لغة : (مصدر قولهم جَاهَرَ يُجَاهِرُ مُجَاهَرَةً ,
و هو مأخوذ من مادة(ج هـ ر) التي تدل على إعلان الشيء و كشفه , يقال جهرت بالكلام
أي أعلنت به ورجل جهير الصوت أي : عاليه.)
و شرعاً :هو إعلان الذنب للناس سواء فعل الذنب أمامهم , أو فعله خفية ثم أعلنه للناس.
ومن مفاسد المجاهرة بالمعاصي :
أنها استخفاف بأوامر الله عز وجل ونواهيه.
أنها تؤدي إلى اعتياد القبائح واستمرائها وكأنها أمور عادية لا شيء فيها.
أنها بمثابة دعوة للغير إلى ارتكاب المعاصي وإشاعة الفساد ونشر للمنكرات.
أنها ربما أدت إلى استحلال المعصية فيكفر بذلك والعياذ بالله.
أنها دليل على سوء الخلق والوقاحة وقلة أدب صاحبها.
أنها دليل على قسوة القلب واستحكام الغفلة من قلب المجاهر.
ومن صور المجاهرة بالمعاصي:
1- الدعوة إلى وحدة الأديان وتصحيح عقائد الكفر.
2- الاحتفال بأعياد الكفار وإعلان ذلك في الصحف والمجلات والقنوات مثل الاحتفال بالكريسمس وعيد الحب وعيد الأم وغيرها.
3- خروج المرأة أمام الملأ متعطرة ومتزينة.
4- خروج المرأة وهي تلبس العباءة القصيرة أو المزركشة أو الشفافة، أو تلبس البنطال أو الكعب العالي وتجاهر بذلك أمام الملأ.
5- خلوة المرأة بالسائق الأجنبي أمام الملأ، وكذلك خلوتها بالبائعين في الأسواق والمحلات التجارية.
6- ممارسة عادة التدخين أمام الملأ.
7- إسبال الثياب للرجال.
8- حلق اللحى، والمجاهرة تشمل الحالق والمحلوق.
9- قص الشعر على مثال أهل الكفر.
10- تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء.
11- سفر المرأة وحدها بدون محرم.
12- ترك الرجال لصلاة الجماعة بدون عذر.
13- لبس الرجال للذهب والحرير.
14- السباب واللعن عمدا أمام الملأ.
15- تعاطي بعض الشباب - هداهم الله - أنواع المعاكسات في الأسواق والشوارع والحدائق وأماكن الترفيه وغيرها.
16- لبس الشباب للشورت الذي يظهر الفخذين والسير به في الشوارع، وكذلك لبس السلاسل والفانيلات التي عليها صور خليعة.
17- إتلاف السيارات بالتفحيط والتطعيس.
18- الإفطار في رمضان عمدا أمام الملأ بدون عذر.
19- مزاولة أنشطة تجارية محرمة كالبنوك الربوية ومحلات أشرطة الغناء ومحلات الشيشة والجراك وغيرها.
20- قيام بعض الشباب بالضرب على آلات الطرب والموسيقى في البر أو في المنتزهات وغيرها.
21- تركيب أطباق استقبال القنوات الفضائية على أسطح المنازل.
22- إزعاج الناس بأصوات المغنين والمغنيات عبر الراديو أو التلفاز.
23- استخدام بعض الكتاب الصحف والمجلات منبرا للطعن في الإسلام والمسلمين.
24- الغيبة والنميمة؛ لأنها لا تكون عادة إلا أمام الملأ.
25- السخرية والاستهزاء بأهل الدين والعفاف من الرجال و النساء، ووسمهم بالتخلف والرجعية.
ومن ضمن الصور ما آنف ذكره آعلاه ، عن الاخبّار باحدث الاغاني والآفلام والنصح! بمشاهدتها .
هذه إرشادات سريعة وعلى مثلها فقس، والحر تكفيه الإشارة، وليس المطلوب هو ترك المجاهرة بالمعاصي فقط،
ولكن المطلوب هو ترك المعاصي كلها ولو سراً، لأنها قبيحة العواقب، سيئة المنتهى.
فتووووووووى
الجهر بالمعصية يعتبر معصية،
والمنافق هل من يخالف ظاهر ذلك يأثم، فكيف يمكن التوفيق بين ذلك؟
جزاكم الله خيراً. بمعنى: أن يخفي المعاصي ويظهر الصلاح وذلك من النفاق؟
الواجب على المسلم أن يتستر بستر الله، وأن لا يجاهر بالمعصية بل إذا فعلها يتستر بستر الله
وليتب إلى الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)،
جعلهم من غير أهل العافية، كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة أن يفعل العبد المعصية في الليل
ثم يصبح وقد ستره الله فيفضح نفسه ويقول: فعلت كذا وكذا، فالواجب على المسلم التستر بستر الله
وعدم إظهار المعاصي، والتوبة إلى الله فإن المعصية إذا خفيت ما تضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة،
فالواجب على من عصى أن يتقي الله وأن يسر بمعصيته، وأن يتوب إلى الله منها ويجاهد نفسه،
وأن لا يتجاهر المعاصي فإن المجاهرة فيها شر عظيم، تجرئة لغيره على المعاصي ليتأسوا به،
وعدم مبالاة بالمعصية، وقلة حياء، فإذا فعلها خفيةً كان أقرب إلى أن يتوب فيتوب الله عليه، وليس هذا من النفاق،
النفاق كونه يسر الكفر ويظهر الدين، هذا النفاق، نسأل الله العافية.
</B>الشيخ : عبد العزيز بن باز
السؤال :
شيخنا الفاضل // الشيخ عبد الرحمن السحيم
وددت من فضيلتكم توجيه كريم
لرواد المنتديات واللذين اتخدوا من التوقيع مساحة لـوضع بطاقات تحمل صور ذوات الأرواح كصور نسائية
لمغنيات نخجل نحن النساء من النظر لها أو فتيات صغيرات أو بعض الشخصيات من الرجال
تحمل العبارات ما بين شعر ونثر الخ ... فما توجيهكم وما حكم ذلك
أتمنى منكم التوضيح حتى يتسنى لي نقله لمن يتساهل بوضع مثل هذه التواقيع
وجزاكم الرحمن خير الجزاء ونفع بكم وبعلمكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .
لا شَكّ أنَّ مسألة التصوير والصُّوَر مما ابْتُلِي بها كثير مِن الناس ، بل وقد تَهاوَن فيها كثير مِن الناس ،
وهي مسألة عظيمة ، فإنَّ أصل أوّل شِرْك في الأرض كان بسبب الصُوَر ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما
عن ( وُدّ وسِواع ويَغوث ويَعُوق ونسْر ) قال : أسْمَاء رِجَال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان
إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا
فلم تعبد حتى إذا هَلك أولئك وتُنسّخ العِلْم عُبِدَت . رواه البخاري .
وقال محمد بن قيس : ( يَغُوث وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) قال : كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح ،
وكان لهم أتْبَاع يَقْتَدون بهم ، فلمَّا مَاتُوا قال أصحابهم الذين كانوا يَقْتَدون بهم : لو صَوَّرناهم كان أشْوَق لنا
إلى العبادة إذا ذَكرناهم . فَصَوَّروهم ، فلما مَاتُوا وجَاء آخَرون دَبّ إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يَعْبُدونهم وبهم يُسْقَون الْمَطَر ، فَعَبَدُوهم .
وصُوَر ذوات الأرواح عُموما دَاخِلة في الأحَاديث الصحيحة التي جاء فيها التشديد على التصوير وذَمّ الصُّوَر والْمُصوِّرين ،
وأنه يُؤتى به يوم القيامة فيُؤمَر أن ينفخ الرُّوح بكل صورة صوّرها ، وهذا من باب التعجيز .
والنصوص قد جاءت بِذَمّ الصُّور والتصاوير والمصوِّرين ، ولفظ الصُّوَر يشمل الجميع ، فيشمل التصوير والرسم باليد ،
ويشمل حبس الظِّلّ ، ويَشْمَل صناعة التماثيل من باب أولى .
وقد جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما مَعِيشتي مِن صَنعة يَدي ،
وإني أصنع هذه الـتَّصَاوِير ، فقال ابن عباس : لا أحدثك إلاَّ مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ،
سَمِعْتُه يقول : مَنْ صَوّر صُورة فإن الله مُعَذِّبه حتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوح ، وليس بنافخ فيها أبدا .
فَرَبَـا الرجل رَبْوَة شديدة ، واصْفرّ وَجْهه . فقال : ويَحْك إن أَبَيْتَ إلاَّ أن تَصنع فعليك بهذا الشَّجر ،
كل شيء ليس فيه روح . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ . اهـ .
وقال : وَرَدَ فِي الأَحَادِيثِ : الإِخْبَارُ عَنْ أَمْرِ الآخِرَةِ بِعَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ . وَأَنَّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " . اهـ .
ولن يُسأل الإنْسان يَوم القيامة : لِم لَمْ تُصوِّر ؟
ولكنه سَوف يُسْأل : لِمَ صَوَّرْت ؟ ويُحَاسَب عمَّا صَوَّرَه مِن ذوات الأرواح ، إلاَّ مَا اضْطُرَّ إليه.
والتصوير سواء كان بواسِطة آلة تصوير أو كان باليد فهو تصوير ، والجميع يتّفِقُون على أنها صُورَة !
ولا يُخْرِجها مِن عُموم الأحَادِيث ولا مِن شِدَّة الوَعِيد إلاَّ نَصّ قاطِع ، وليس في المسألة نَصّ قاطِع يُخرِج
بعض صُوَر ذوات الأرْوَاح عن بعض .
ويشتَدّ الأمر إذا كان ذلك بِنِشْر صُوَر فاتِنة ، أو شِبْه عَارِيَة ؛ فإنَّ فاعِل ذلك آثِم مِن ثلاث جِهَات :
الأولى : مِن جِهَة نشْر صُوَر ذوات الأرواح .
والثانية : مِن جِهة نَشْر الصُّوَر الفاتِنَة .
والثالثة : مِن جِهة إشاعة الفاحشة بين الناس .
فكُلّ مَن نَظَر إلى تلك الصُّوَر فإنه آثِم ، ومَن نَشَرها فهو آثِم ، ولا ينقص مِن آثام ناشرها شيئا !
وقد دَلّ على هذا قوله سبحانه وتعالى : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) .
وقوله عليه الصلاة والسلام : مَن دَعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ،
ومَن دَعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مِن تَبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا . رواه مسلم .
وأما إشاعة الفاحشة في المؤمنين ، فقد جاء في حقّ صاحبها الوعيد الشديد ،
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .
وعلى المسلم أن يَحتاط لِنفسه ولِدِينه ، فإن السلامة لا يَعْدِلها شيء .
وكما قلت : لن يُسأل الإنْسان يَوم القيامة : لِم لَمْ تُصوِّر ؟
والله تعالى أعلم .
الشيخ : عبد الرحمن السحيم
اتمنى تسمعووووون المقطع والله شئ مؤثر


فلنتعرف أولا على معنى المجاهرة ؟
جهر لغة : (مصدر قولهم جَاهَرَ يُجَاهِرُ مُجَاهَرَةً ,
و هو مأخوذ من مادة(ج هـ ر) التي تدل على إعلان الشيء و كشفه , يقال جهرت بالكلام
أي أعلنت به ورجل جهير الصوت أي : عاليه.)
و شرعاً :هو إعلان الذنب للناس سواء فعل الذنب أمامهم , أو فعله خفية ثم أعلنه للناس.
ومن مفاسد المجاهرة بالمعاصي :
أنها استخفاف بأوامر الله عز وجل ونواهيه.
أنها تؤدي إلى اعتياد القبائح واستمرائها وكأنها أمور عادية لا شيء فيها.
أنها بمثابة دعوة للغير إلى ارتكاب المعاصي وإشاعة الفساد ونشر للمنكرات.
أنها ربما أدت إلى استحلال المعصية فيكفر بذلك والعياذ بالله.
أنها دليل على سوء الخلق والوقاحة وقلة أدب صاحبها.
أنها دليل على قسوة القلب واستحكام الغفلة من قلب المجاهر.
ومن صور المجاهرة بالمعاصي:
1- الدعوة إلى وحدة الأديان وتصحيح عقائد الكفر.
2- الاحتفال بأعياد الكفار وإعلان ذلك في الصحف والمجلات والقنوات مثل الاحتفال بالكريسمس وعيد الحب وعيد الأم وغيرها.
3- خروج المرأة أمام الملأ متعطرة ومتزينة.
4- خروج المرأة وهي تلبس العباءة القصيرة أو المزركشة أو الشفافة، أو تلبس البنطال أو الكعب العالي وتجاهر بذلك أمام الملأ.
5- خلوة المرأة بالسائق الأجنبي أمام الملأ، وكذلك خلوتها بالبائعين في الأسواق والمحلات التجارية.
6- ممارسة عادة التدخين أمام الملأ.
7- إسبال الثياب للرجال.
8- حلق اللحى، والمجاهرة تشمل الحالق والمحلوق.
9- قص الشعر على مثال أهل الكفر.
10- تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء.
11- سفر المرأة وحدها بدون محرم.
12- ترك الرجال لصلاة الجماعة بدون عذر.
13- لبس الرجال للذهب والحرير.
14- السباب واللعن عمدا أمام الملأ.
15- تعاطي بعض الشباب - هداهم الله - أنواع المعاكسات في الأسواق والشوارع والحدائق وأماكن الترفيه وغيرها.
16- لبس الشباب للشورت الذي يظهر الفخذين والسير به في الشوارع، وكذلك لبس السلاسل والفانيلات التي عليها صور خليعة.
17- إتلاف السيارات بالتفحيط والتطعيس.
18- الإفطار في رمضان عمدا أمام الملأ بدون عذر.
19- مزاولة أنشطة تجارية محرمة كالبنوك الربوية ومحلات أشرطة الغناء ومحلات الشيشة والجراك وغيرها.
20- قيام بعض الشباب بالضرب على آلات الطرب والموسيقى في البر أو في المنتزهات وغيرها.
21- تركيب أطباق استقبال القنوات الفضائية على أسطح المنازل.
22- إزعاج الناس بأصوات المغنين والمغنيات عبر الراديو أو التلفاز.
23- استخدام بعض الكتاب الصحف والمجلات منبرا للطعن في الإسلام والمسلمين.
24- الغيبة والنميمة؛ لأنها لا تكون عادة إلا أمام الملأ.
25- السخرية والاستهزاء بأهل الدين والعفاف من الرجال و النساء، ووسمهم بالتخلف والرجعية.
ومن ضمن الصور ما آنف ذكره آعلاه ، عن الاخبّار باحدث الاغاني والآفلام والنصح! بمشاهدتها .
هذه إرشادات سريعة وعلى مثلها فقس، والحر تكفيه الإشارة، وليس المطلوب هو ترك المجاهرة بالمعاصي فقط،
ولكن المطلوب هو ترك المعاصي كلها ولو سراً، لأنها قبيحة العواقب، سيئة المنتهى.

فتووووووووى
الجهر بالمعصية يعتبر معصية،
والمنافق هل من يخالف ظاهر ذلك يأثم، فكيف يمكن التوفيق بين ذلك؟
جزاكم الله خيراً. بمعنى: أن يخفي المعاصي ويظهر الصلاح وذلك من النفاق؟
الواجب على المسلم أن يتستر بستر الله، وأن لا يجاهر بالمعصية بل إذا فعلها يتستر بستر الله
وليتب إلى الله، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)،
جعلهم من غير أهل العافية، كل أمتي معافى إلا المجاهرين. وإن من المجاهرة أن يفعل العبد المعصية في الليل
ثم يصبح وقد ستره الله فيفضح نفسه ويقول: فعلت كذا وكذا، فالواجب على المسلم التستر بستر الله
وعدم إظهار المعاصي، والتوبة إلى الله فإن المعصية إذا خفيت ما تضر إلا صاحبها، فإذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة،
فالواجب على من عصى أن يتقي الله وأن يسر بمعصيته، وأن يتوب إلى الله منها ويجاهد نفسه،
وأن لا يتجاهر المعاصي فإن المجاهرة فيها شر عظيم، تجرئة لغيره على المعاصي ليتأسوا به،
وعدم مبالاة بالمعصية، وقلة حياء، فإذا فعلها خفيةً كان أقرب إلى أن يتوب فيتوب الله عليه، وليس هذا من النفاق،
النفاق كونه يسر الكفر ويظهر الدين، هذا النفاق، نسأل الله العافية.
</B>الشيخ : عبد العزيز بن باز
السؤال :
شيخنا الفاضل // الشيخ عبد الرحمن السحيم
وددت من فضيلتكم توجيه كريم
لرواد المنتديات واللذين اتخدوا من التوقيع مساحة لـوضع بطاقات تحمل صور ذوات الأرواح كصور نسائية
لمغنيات نخجل نحن النساء من النظر لها أو فتيات صغيرات أو بعض الشخصيات من الرجال
تحمل العبارات ما بين شعر ونثر الخ ... فما توجيهكم وما حكم ذلك
أتمنى منكم التوضيح حتى يتسنى لي نقله لمن يتساهل بوضع مثل هذه التواقيع
وجزاكم الرحمن خير الجزاء ونفع بكم وبعلمكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وبارك الله فيك .
لا شَكّ أنَّ مسألة التصوير والصُّوَر مما ابْتُلِي بها كثير مِن الناس ، بل وقد تَهاوَن فيها كثير مِن الناس ،
وهي مسألة عظيمة ، فإنَّ أصل أوّل شِرْك في الأرض كان بسبب الصُوَر ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما
عن ( وُدّ وسِواع ويَغوث ويَعُوق ونسْر ) قال : أسْمَاء رِجَال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان
إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا
فلم تعبد حتى إذا هَلك أولئك وتُنسّخ العِلْم عُبِدَت . رواه البخاري .
وقال محمد بن قيس : ( يَغُوث وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ) قال : كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح ،
وكان لهم أتْبَاع يَقْتَدون بهم ، فلمَّا مَاتُوا قال أصحابهم الذين كانوا يَقْتَدون بهم : لو صَوَّرناهم كان أشْوَق لنا
إلى العبادة إذا ذَكرناهم . فَصَوَّروهم ، فلما مَاتُوا وجَاء آخَرون دَبّ إليهم إبليس ، فقال : إنما كانوا يَعْبُدونهم وبهم يُسْقَون الْمَطَر ، فَعَبَدُوهم .
وصُوَر ذوات الأرواح عُموما دَاخِلة في الأحَاديث الصحيحة التي جاء فيها التشديد على التصوير وذَمّ الصُّوَر والْمُصوِّرين ،
وأنه يُؤتى به يوم القيامة فيُؤمَر أن ينفخ الرُّوح بكل صورة صوّرها ، وهذا من باب التعجيز .
والنصوص قد جاءت بِذَمّ الصُّور والتصاوير والمصوِّرين ، ولفظ الصُّوَر يشمل الجميع ، فيشمل التصوير والرسم باليد ،
ويشمل حبس الظِّلّ ، ويَشْمَل صناعة التماثيل من باب أولى .
وقد جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال : يا أبا عباس إني إنسان إنما مَعِيشتي مِن صَنعة يَدي ،
وإني أصنع هذه الـتَّصَاوِير ، فقال ابن عباس : لا أحدثك إلاَّ مَا سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ،
سَمِعْتُه يقول : مَنْ صَوّر صُورة فإن الله مُعَذِّبه حتى يَنْفُخَ فِيها الرُّوح ، وليس بنافخ فيها أبدا .
فَرَبَـا الرجل رَبْوَة شديدة ، واصْفرّ وَجْهه . فقال : ويَحْك إن أَبَيْتَ إلاَّ أن تَصنع فعليك بهذا الشَّجر ،
كل شيء ليس فيه روح . رواه البخاري ومسلم .
قال ابن دقيق العيد : وَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلائِلُ الشَّرِيعَةِ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ التَّصْوِيرِ وَالصُّوَرِ . اهـ .
وقال : وَرَدَ فِي الأَحَادِيثِ : الإِخْبَارُ عَنْ أَمْرِ الآخِرَةِ بِعَذَابِ الْمُصَوِّرِينَ . وَأَنَّهُمْ يُقَالُ لَهُمْ " أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ " . اهـ .
ولن يُسأل الإنْسان يَوم القيامة : لِم لَمْ تُصوِّر ؟
ولكنه سَوف يُسْأل : لِمَ صَوَّرْت ؟ ويُحَاسَب عمَّا صَوَّرَه مِن ذوات الأرواح ، إلاَّ مَا اضْطُرَّ إليه.
والتصوير سواء كان بواسِطة آلة تصوير أو كان باليد فهو تصوير ، والجميع يتّفِقُون على أنها صُورَة !
ولا يُخْرِجها مِن عُموم الأحَادِيث ولا مِن شِدَّة الوَعِيد إلاَّ نَصّ قاطِع ، وليس في المسألة نَصّ قاطِع يُخرِج
بعض صُوَر ذوات الأرْوَاح عن بعض .
ويشتَدّ الأمر إذا كان ذلك بِنِشْر صُوَر فاتِنة ، أو شِبْه عَارِيَة ؛ فإنَّ فاعِل ذلك آثِم مِن ثلاث جِهَات :
الأولى : مِن جِهَة نشْر صُوَر ذوات الأرواح .
والثانية : مِن جِهة نَشْر الصُّوَر الفاتِنَة .
والثالثة : مِن جِهة إشاعة الفاحشة بين الناس .
فكُلّ مَن نَظَر إلى تلك الصُّوَر فإنه آثِم ، ومَن نَشَرها فهو آثِم ، ولا ينقص مِن آثام ناشرها شيئا !
وقد دَلّ على هذا قوله سبحانه وتعالى : ( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ
يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) .
وقوله عليه الصلاة والسلام : مَن دَعا إلى هُدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ،
ومَن دَعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مِن تَبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا . رواه مسلم .
وأما إشاعة الفاحشة في المؤمنين ، فقد جاء في حقّ صاحبها الوعيد الشديد ،
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ) .
وعلى المسلم أن يَحتاط لِنفسه ولِدِينه ، فإن السلامة لا يَعْدِلها شيء .
وكما قلت : لن يُسأل الإنْسان يَوم القيامة : لِم لَمْ تُصوِّر ؟
والله تعالى أعلم .
الشيخ : عبد الرحمن السحيم
منقول