و أشعــلــت النــآر ( قصـة قصيـرة )

Q8 Jewel

New member
إنضم
25 أكتوبر 2008
المشاركات
215
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
عروس الخليج

يجيء الليل بعد ليلٍ يسبقه ،
يمضي علي كما مضي الجبال ،، تعتمر نفسي التي ضاقت رغم اتساعها .. أما تراني أنتظرك كل ليلة
بعد تواري الجميع خلف ستار الليل و إستلقاء الأجساد البالية في فراش وثير إلا أنا أمضي كالمعتوهه
المحرومة النوم ، كمن لا تملك من أمرها شيء ، فقد سلمت أمرها إليك ،، أو تقرأ كلماتي بما تيسر
لك من عاطفة وُهِبَتْ لك ؟ أو تجعل لي منها نصيب ، تعلم كم أرهبني كتابة هذا الخطاب ، فلست
بالفتاة المراهقة الندية ذات السابعة عشر سنة ، و لست بالطائشة ..
أنا من تملك من اللغة والطلاقة في التعبير ما يحوز على إعجاب سامعيها ، أوَ أعجز عن جذب قليل من
إستحسانك ، ما بك حتى أراني لا أستطيع بقلمي التعبير عما يختلجني ؟ ، ما بك حتى لا أكاد أراك
إلا و تستعجل دقات قلبي سرعتها الجنونية لأجزم أنه ما من أحد إلا سمعها ؟ ، ما الذي يجعل عيني
تشعان و إحساس حلوٌ مر لا يوصف يعتمر صدري ينعشني و يتآكلني حتى لا أستطيع معه الوصف ،
مخاطرةٌ هي التي أرتكبها بكتابة هذا الخطاب هذا دون الحديث عن إرساله ، لكن ما أصابني سقم لا
يرده إلا دواء واحد هو بيديك ، إن كنت ترى بنفسك ما يجعلني مقبولةً بعينيك فاجعل دوائك لي
في هذا الأسبوع وعجل فيه ، وإن كنت لا تجد في قلبك مُتَّسَعٌ لي، فلي طلب أخيـر ، أحرق هذه
الورقة دون تأجيل ،،


كتبتها : ســدره


،،،،


أغلقت الورقه وأحكمت إغلاقها وهي تُمسك بها بشدة بين يديها وكأنها طفلتها الوليدة ،
اليوم سيتغير كل شيء .. لن تطيل كتمان ما يعتمر قلبها كما كتمته طوال تلك السنين ، ستقول كل
شيء ، نعم إنها متهوره لكن من يستطيع ردعها ، في تلك اللحظه ، لا أحد يستطيع ..
كان العالم قد اكتسى بوشاح أسود مخملي ونجوم الليل متناثره هنا وهناك في السمآء ، تنقل بصرها
بين النجوم وبين ذلك البيت حيث الساكن هناك ، ساكن قلبها ، تختبئ بين شجر الحديقة بوشاحها
الأسود يلتف حول جسدها ، والورقه بيدها ، سيأتي بعد دقائق ، وستلقي الورقه بين يديه لتترك له
الخيار ، فقد ملت ما تُحِسُّه ، كيف تغيرت منذ أن انتقلوا للسكن في هذا الحي ، بيتهم الملاصق لبيتها
جعلت رؤيتها له معتادة ، أصبح جزءاً من حياتها .
تذكرت ما قاله حين عادت من مدرستها وهي تلبس لباس الثانوية وتهم بالنزول من الباص مودعه
زميلاتها ، وفي يدها الشهادة التي لطالما تعبت من أجلها ، كانت الفرحه تعتمرها وتكاد تفيض منها
فيضا يكفي العالم كله ، وهناك كان هو يخرج من سيارته ، وكأنما أحس بها توقف ليلقي عليها السلام ،
وهي تلك الفتاة المراهقة التي ترى حبيبها أمامها فكيف بقلمي أن يصف إحساسها المنعش ، إحساس
ندي تتمنى لو تسترجعه ، سألها عن هذه الشهادة فقدمتها له بحياء وكأنما تعجز عن النطق مخافة أن
تكسر سحر الموقف ، تلقفها بيديه و فردها أمامه ، رأت وجهه و قد فرجت أساريره ، ويحه أيريدها قتيلة
أمامه كي يبتسم هكذا أمامها بطفوليه ، تود لو يتوقف الزمان عند هذه اللحظه وهذه الابتسامة لتظل
تراها دون أن تختفي ، بارك لها تفوقها وهو يحثها على المضي بهذا المستوى .


برودة الجو أيقظتها من أحلامها ،

لم يبقَ إلا القليل يا قلبي فلتصبر فإن الفرج قريب ، فهذا ما إنتظرته طوال الخمسة سنين الماضيه ، من أجله فقط رفضت العديد من الخاطبين ، من أجله فقط رفضت ابن خالتها الذي لا يُرد كما تقول والدتها ، ومن أجله فقط رفضت صاحب أخيها والذي غضب من رفضها ، أيظنون أني أقبل غيرك ؟ ..


مــرت الساعه دون أن يأتي ، ما باله لم يأتي كموعده كل يوم ، أعلم جيداً متى يأتي فأنا من ترقبه كل
ليله أمام النافذه ولا تخلد إلى النوم دون رؤيته يترجل من سيارته إلى البيت ، صبرت نفسها بأن غدا
ستنتظر على نفس الموعد لتعطيه هذه الورقة وتنهي هذا العذاب الذي هي فيه .


في صباح اليوم الثاني وقد حُرمت عينيها النوم رغم تصبيرها نفسها ، كانت للتو قد نزلت من الطابق
الأول إلى حيث المطبخ لتتناول طعام الإفطار ، وهناك حيث تقف عند باب المطبخ سمعتهم
يتحدثون ، عنه ؟؟ لا إنها مزحه صح ؟؟ لااابد أنها كذبه ..


" نعم المسكين لم يرى السياره قادمه من الجانب الآخر"
" لا حول ولا قوة الا بالله يجب أن أذهب إلى أمه لأعزيها "

.
.

لاا يا أمي لا حاجه لكِ للذهاب إلى هناك لتعزي أمه ، فأنا أولى بالتعزيه ، أنا من انتظرته 5 سنين ، أنا
من كنت أجلس بجانب النافذه كل ليلة لأقر عيني برؤيته ، أنا من رفضت الخاطب تلو الخاطب من
أجله ، أنا من تشاجرت مع زميلتها لأنها ذكرت اسمه ، أنا من كتبت له ورقه له هو فقط لا غيره ،
أسرعت إلى تلك الورقة وأمسكتها .. ذهبت إلى حيث المطبخ ..


وهنآك أمام مرأى الجميع ..

.
.


أشعلت النار ..


منقـولــة ...