وغابت مناهي :( <<< اروع ماقرات سمعتو عنها وعن الماساة الي عاشتها ؟!

إنضم
28 أغسطس 2010
المشاركات
231
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حاليا كويب قريبا راح ابتعد عنها لسوء الحظ بس راح ا
:68_asmilies-com:

مبارك عليكم باجي الشهر
قريت قبل فترة رواية اسمها مناهي في احد سمع عنها ؟!
تعرفون ماساتها هالبنت شافت الويل :eh_s(1):


شوفو معاي للامانة منقول من سيدة الغياب
ملاحظة : راح تلاحظون طريقة سرد القصه غير, مميزة


________________________________

(1)

الكويت في يوم الاثنين الموافق30/12/1986م

كان مساء لا يشبه غيره .
رتلت فيه أمي كل الأدعية التي تحفظها وتبتلت إلى الله بان يرزقها ما تمنت طوال عمرها.
كان الصمت هو السائد بينهم, والقلق يبدوا على محياهم . وجدوا صعوبة في الجلوس والانتظار, كانت الثواني تمر ثقيلة والدقائق بدت كالساعات عندهم .
هم الذين ترقبوا قدومي لهذه الحياة . فصعقوا بسماع خبر قدومي وحلت بهم الفاجعة حتى أنهم قتلوا ابتسامه رسمتها الممرضة وهي تزف لهم تباشير ميلادي. أبي وأخواتي وخالي وعمي . كان اجتماعا يدل على الاهتمام بالمخلوق القادم لهذه الحياة .لكنه في الواقع كان مؤتمرا مصغرا لأول اتفاقيات إنهاء حياة
حياتي
مرحبا أنا مناهي , اعلم أن اسمي وسماعه يجر خلفه سؤالا اعتدت على سماعه فالكل يتجرا ويسألني ( ماذا يعني اسمك)
أجاوب كعادتي وأنا أتصنع البراءة وجهلي بالسبب الحقيقي والسر وراء حملي لهذا الاسم ومعناه . انه يعني نهاية العام حيث صادف يوم ميلادي آخر يوم في السنة الميلادية .
تشغلني الأشياء والتعمق في تفاصيلها عن الغوص في ذاتي . لكني هنا مجبره على ان اعري نفسي ودواخلها أمامكم وانثر تفاصيلها لعل ذلك يشفع لي كي لا ادخل السجن .
في ذاكرتي بعض المسودات القديمة . التي تجلني أجهش بالبكاء حين أتعثر بها وأنا ابحث عن شيء واحد مبهج قد عشته ورصدته ذاكرتي .
طموحاتي أيه السادة والسيدات لا علاقة لها بالمكتوب أمامكم بالملف المسجل باسمي. والقدر والقضاء كون بداخلي تعليل لما رأيت وحدث لي وسأخبركم تباعا عنه .

في ذلك المساء الذي صرخت فيه وشهقت أطالب بأكسجين البقاء . قطع والدي وريد الوصل بينه وبين والدتي . سكب سنوات العشرة مع دموع والدتي ولم يبالي. بها أو بي
أسمتني هي مناهي
لأنها وبسببي وقعت على الكثير من النهايات
نهاية زواج
نهاية إنجاب
نهاية نبض قلب

هل لي بفنجان قهوة مر اشعر برجفة الحمى الباردة .


.................................ي ت ب ع





(2)


كنت ارتشف قهوتي بصمت وأتأمل أعين الموجودين حولي والتي ترمقني باحتقار . اجلس على كرسي في غرفه ضيقه لا أرى فيها إلا قاتلي وجلادي .
هم يدعون أنهم هنا لمساعدتي . لكني اعلم يقينا أن مجموعه من المحققين ورجال الشرطة ودكتورة نفسية وباحثه اجتماعيه .ليس بيدهم شيء بعد ان صدور الحكم ضدي .
تذكرت مقوله لبروست ( أن تشرح تفاصيل رواية كأن تنسى السعر على هدية )
وها أنا مضطرة إلى شرح حياة . عشتها أمام الغرباء .

كيف كانت علاقتك بفجر ؟
صوت فاجئني وسؤال باغتني , نظرت إلى الدكتورة وقبل ان أجيب دخلت في حاله حداد. الحداد يكون على شخص أو على شيء و في حالتي كان الاثنان معا .
أجبت بصوت صاحبته الحشرجة والحزن ( أختي)
إيمان, أمل, نوره , سعاد , فجر , وأخيرا مناهي .
نحن ست شقيقات لم ترزق أمي بغيرنا . أما أبي فهو أبو ناصر .
كسر أبي حلقه أحاطت به سنوات وتخلص من اسم لازمه في حله وترحاله فالكل كان يناديه أبو البناااات
بميلادي طلق أمي التي هددها كثيرا وترجاها أكثر بان تنجب له ولد ولي العهد حامي عرض شقيقاته والذراع اليمنى لأبيه والفرع الممتد لجذور شجره العائلة .

كنت بالعاشرة عندما أصاب فجر مرض الحمى الذي خلف بعده وشما على جسدها يطلقون عليه شلل الأطفال.
أقعدها عن الحركة وعن اللعب معي ومشاركتي ضرب والدتي شبه اليومي لي . وكرهها المعلن لوجودي بهذا الكون . كنت اجري واختبأ خلفها خوفا من أمي. وكانت هي تقف بوجه أمي معلنه أنها من كسر الإناء او من أغلق الباب بقوه أزعجتها .

أحبب فجر بقدر يوازي كرهي للآخرين .
كانت فجر أسيره وحبيسة جسد ومع الأيام فقدت الرغبة في كل شيئ حتى الكلام .
صمتت لمده سنتين قبل ان تذبل وتموت وهي تحمل بداخلها روح طيبه

كانت شاهده على ما يحدث لي .

لم تستطع ان تتحمل حاجتها الدائمة للآخرين حتى في غسلها وإطعامها. وانشغال والدتي عنها بالبحث عن لقمة العيش وغياب والدي التي لم تره منذو سنوات .

في ليله صيفيه سمعت صوت قط بالخارج شعرت بالخوف . كانت فجر تنام معي في نفس الغرفة اقتربت منها وسحبت الغطاء الذي يلف جسدها واستلقيت بجانبها واقتربت منها
كنت ابحث عن الأمان و السكون . اخذت يدها وجعلتها وساده لي . كانت يدها باردة كالجليد

لم تتحرك لم تؤنبني , اقتربت أكثر ونمت , لاستيقظ بالصباح . أما فجر فلم تستيقظ أبدا بعد تلك الليلة
زاد كره كل من حولي لي بعد موت فجر واتهموني بقتلها وخنقها و..............
أطلقوا علي الكثير من الأسماء وحملوني مثلها من الألقاب .

أيها السادة


هل لي بكأس ماء ... ابتلع معه مرارة الماضي

...................ي ت ب ع





(3)







كيف تصنع السعادة ؟
كان هذا السؤال يتردد بداخلي مع انسكاب قطرات الماء إلى جوفي علها تسقي روحي, ياه إن لي روحاً جوفاء خاليه لا تستلذ بشيء .
حتى عندما كنت احضر حفلات زفاف أخواتي لم أكن سعيدة , بعكس كل واحده منهن , كٌن يشعرن أن الزواج من رجل غريب في سن لم يتجاوز الثامنة عشر , هو خلاص رحلت ألم وحمل وشم العار بأنها أنثى . لتكون أم تنجب الأولاد . بالطبع لم يكن أبي بحاجه إلى اخذ موافقة أمي او أختي في الرجل المتقدم لها او لأكن أكثر دقه الذي وقع اختيار ابي عليه فخطبه لابنته مبتدا بقوله

( البنات هم _ وخلفتهم ابتلاء)

وهو يحبنا ويدعي الخوف علينا والدليل انه لم ينفق علينا بعد طلاقه من والدتنا إلا ما ندر.
في القانون الكويتي يكفل حق المطلقات والأبناء في النفقة من الزوج إن قصر او تهرب من الإنفاق. ولكن خالي رفض طلب أمي بتقديم شكوا رسميه ضد أبي بالمحكمة ليقوم بواجباته بالنفقة .
وكان سبب رفضه ( ما عندنا حريم يشتكون بالمحاكم) حتى لو كانت تطالب بحقها وحق بناتها .فاضطرت أمي بعد ذلك إلى أن تعمل.


لا أزال أتذكر معلمه التربية الإسلامية عندما قرأت

قول الله تعالى (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به}



وانتهت كنت ابكي لامستني هذه الآية جدا شعرت بها تصف حال والدي ومن حولي .

سألتني ما بكـ .

كان الصمت جوابي فلا يوجد لدي جمل كافيه للإجابة ولم يكن عمري حينا يسمح بتوصيل الألم الذي اشعر به .

مناهي أنا أهنئك على إتقان الأدوار والبراعة بالتمثيل . من يراك الآن يكاد يقسم أن الملف الذي بين يدينا لا يخصك . وان هذا الهدوء والسكون صفه ملازمه لك . كم كان عدد محاولاتك الانتحار أمامي اثنتان ولكني اعلم أن هناك أكثر من هذا الرقم ؟.

ابتسمت وأنا أجيب على ذلك المحقق الحذق الذي يبدوا لي انه اكبر الموجدين سنا وأكثرهم خبره


( كلها باءت بالفشل يا سيدي, فلم تعد بعدها تهم الأرقام التي حملتها )

أردت ان اخبره إنني لم أحاول او أفكر ولو لثانيه بقتل نفسي وان كل ما يراه أمامه من صور ألتقطها إنسان بارد القلب لي يطلق على نفسه محقق جنائي عند دخولي للمستشفى لم تكن بسببي . وكل تلك الجروح والكدمات لم ارسمها على جسدي . كان لدي حياه تذوب المصائب بها . وكان لدي جسد تحمل أحزان الآخرين وكرههم لأنفسهم قبل أن يكون لي.





لا اذكر المرة الأولي التي سجل بجانب اسمي في مستشفى الصباح محاوله انتحار لأني كنت في التاسعة وكنت مرعوبة من فكره فقدان فجر فلم يمضي على وافتها يوم . لم أدرك ان والدتي أخبرت الطبيب الذي عاين راسي النازف . إنني تعمدت أن القي بنفسي من فوق سور المنزل . كنت أتألم والدم الغزير يسيل على وجهي افعلا ما تقوله أمي ام أنها هي من قام بضرب راسي بالحائط متهمه إياي بقتل فجر وان قدومي شؤم , لا اذكر وأحاول أن أتناسى.
لكني لن أنسى أبدا ما حييت وما دام هناك شريان ينبض بقلبي المرة الثانية والأخيرة التي أدخلت بها للمستشفى .

لسعني ضوء سلط على وجهي ومصور يريد ان يوثق نهاية حياتي فتوقفت عن التذكر

وأغمضت عيني محاوله إلا أتذكر الدونية التي أسرني الآخرون بها

نظرت إلى ساعتي .... ليتني امتلك مصباح علاء الدين لأمسح كل الأمس الحاضر في داخلي

......................... ي ت ب ع


اذا عجبتكم اكمل ....:33_1185028183:
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 أغسطس 2010
المشاركات
231
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حاليا كويب قريبا راح ابتعد عنها لسوء الحظ بس راح ا
رد : رد: وغابت مناهي :( <<< اروع ماقرات سمعتو عنها وعن الماساة الي عاشتها ؟!

شدعوه بنات لا تقصون ويهي رد واحد!

(4)

أرجوحتي
لم امتلك مصباح علاء الدين لكي امسح عليه متمتمه بأماني طفله صغيره كانت تشعر بالخوف والرعب من كل من حولها من الناس وخاصة اقرب الناس لها أمها . لكني كنت امتلك أرجوحه . نعم أرجوحه صغيره حبل يتدلى بين شجرتين بالقرب من منزلنا القديم . يبدو أن ذلك الشيخ الكبير الذي كان جار لنا هو من قام بتعليق الحبال وربطها . لم اسأله بل لم اكلمه يوما . كنت طفله تميل للهدوء والصمت اغلب الأوقات وخاصة بعد موت فجر.
كنت اجلس بالساعات على الأرجوحة ولا يفتقدني احد.
لم أكن اغني , لم اكن احلم بالغد, لم ابني بيتا في خيالي وأكون أنا سيدته . كنت اجلس بصمت غالبا ما كنت أراقب ما حولي وخاصة النمل . كنت اجد متعه في متابعة الدقة المتناهية والنظام الذي يتمتع به النمل .
اذكر أني أضع بيدي كسره خبز او حفنه شعير من المنزل واركض بها إلى بيت النمل القريب من أرجوحتي . كأني أقمت معهن صداقه وهدنه غير مكتوبة فكن لا يقمن بقرضي وكنت أقوم بإطعامهن .

مناهي ( صوت رخيم حنون نبع من الدكتوره المتخصصه بعلم النفس والاجرام )

نظرت لها وانا ااكل ما تبقى من أظافر أصابع يدي ( نعم )
كم كان عمرك عندما هربتي من المنزل؟
. هناك نوعان للأسئلة اسأله كبيره مخيفه واسأله فضوليه ساذجة. يبدو ان سؤال الدكتورة كان من النوع الأول فلقد هزني هذا السؤال بما حمل معه من آلام تذكر حاله التشرد التي مررت بها.
اجبت ( أسأليني كم عشت من هذا العمر) كان لدي منطق معقد بسيط لا يهم عدد السنوات التي نحمل المهم كم احسسنا اننا نعيش فهناك من يعيش الايام والسنين وهو لا يشعر انه عاشها .
كانت الدكتوره لا تزال تنظر لي أكملت ( كنت بالخامسة عشر من عمري . في احد ايام رجوعي من المدرسه التي لا تبعد كثيرا عن منزلي وجدت ابن الجيران يقف بين الاشجار . اقترب مني عندما رآني وسلم لم اعره انتباه ولم الق لكلماته المنمقة بال . تكرر تواجده في طريقي بشكل يومي واصبح يتعمد دائما ان يمسك يدي او يقترب مني , كنت في حيره من امري ماذا افعل , حاولت ان اخبر اخواتي ولكني اعلم انهن سوف يقمن بمعاتبتي اكثر من تفهمي , كان لدي مدرسه رائعة تحبني لاني من الطالبات المتميزات لديها بالمادة والدين والخلق لكني لم اجرأ خوفا على ان تقع هي بمشاكل جراء تدخلها في مشاكلي

وفي ذات مساء استجمعت كل ما تبقى لي من قوه .... كل ما بقي لدي من امل في حب امي لي..... كل ما عندي من مصاد يأس مكبوت بداخلي منذو سنين .
اقتربت من أمي التي كانت تجلس في الصالة ... يمه
لم ترد بالبداية وكأني بها تستخسر الرد علي
يمه
نظرت لي بقسوة شتبين
أخبرتها عن ابن الجيران الذي يتعرض لي وعن ........ولم اشعر إلا وصوت يدوي بأذني وألم حارق على خدي .. صفعتني .. وقالت وقالت الكثير
من ضمن ما قالت أني أنا التي أوحيت له او اغويته بملاحقتي والتحرش بي واني ........ واني..........
لم أتحمل وقتها كل ذلك لم اعرف ماذا افعل او ما أقول .
شعرت بأني جسد يرشق برصاص الكلمات , تحطمت كل حصون صبري وفقدت ادنى رغبه بأدعاء القوه والشجاعة
فتحت باب المنزل وخرجت وانا اسمعها تصرخ خلفي

( يعل الموت ياخذج ويفكني منج )
أين أنت أيها الموت .... تزور من لا يريدك وتترك من يبحث عنك ...

كنت أسير هائمة بالشوارع ليلا بلا هدف ولا وجهه .... حافيه القدمين .. عيناي متورمتان من البكاء.... شعري يتطاير بإهمال ... ارتدي ثوب شبه بالي يستر جسدي النحيل ...
كنت خائفة اردت الرجوع للبيت لكني كنت قد ابتعدت كثيرا وظللت الطريق
فأهدى لي تفكيري ان أسير في وسط الشارع كي أتجنب الظلام .. وقد يتكرم علي احدهم فيرشدني الى طريق منزلي.
سيطر علي الشعور بالجوع ...قدماي تؤلماني ... جسدي مرهق ... الظلام حل ... ولا اجد لي حل ...
لم اشعر بشيء بعدها ..........
اسمع أصوات بعيده .... بعيده جدا ..

اشعر بالبرد.....
انا عطشانه ... أريد ماء.....

قيل ( في انتظار الشمس , تعلم أن تنصج في الجليد )

فتحت عيني ...لأرى الضوء... هل مت...
كنت طفله صغيره هاربه خائفه لكني كنت لا اشعر بشيئ ....
الحمد لله على السلامة ....
نظرت للرجل الذي يقف بجانب السرير الذي كنت مستلقيه عليه ...
ما اسمك... ما عمرك... ما

أخبرتني الممرضة الكويتية بان سيارة استصدمت بي وفر سائقا وان من تبقى بقلوبهم خير قاموا بحملي الى المستشفى .
جاءت امي بعد أن اتصل بها المحقق بالمستشفى .
نظرت إلى يدي الموضوعة في جبيرة , وإلى رأسي المربوط بعصابة بيضاء , وقالت بكل ما أوتيت من حقد ( حتى الموت ما يبيج وهج منج )
سجلت بأسمى المحاولة الثانية للانتحار, بعد ان أخبرتهم امي اني تعمدت ان القي بجسدي أمام السيارة المسرعة .


دفنت كل ما بقى لي على السطح من رغبه وتشبث بالحياة
وقررت حينها ان .......


سأخبركم عن ما قررت غدا اما الآن فاسمحوا لي بالانصراف ... فانا امرأة منزوعة مني الحياة


ي ت ب ع……









(5)




اعدام مناهي



هل نمتي البارح جيدا ؟


اجل سيدي ...فبيني وبين الذكريات هدنه بان لا تزعجني اثناء الليل وان لا أنساها أثناء النهار

ضحك الحضور .... اما انا فبقيت صامته مكابرة مخفيه كل ما عايشته البارحة من انهار دموع وشلالات سرد الإحداث والذكريات .

هذا هو اليوم الثاني في التحقيق بقضيتي ... ولا زلت اشعر بالاختناق ...
فقدت الكثير من وزني في الفترة الأخيرة ومع هذا لا زلت احافظ على جمال وهبني إياه الله
وكان مصدر شقاء مثلما كان مصدر نعمه .

مناهي متى غيرتي اسمك؟

هذا المحقق الذي يسألني لا أحبة اشعر ان عينيه تجردني من ثيابي وهو ينظر لي . مع انه بعمر شارف على الخمسين .

شكرت الخادم الذي قدم لي القهوه السوداء كمزاجي هذا الصباح , فكل ما احتاجه الآن السواد ,
أجبت بسخرية عندما أردت ذلك , عندما قررت أن لا أصبح ما انا عليه بعد الآن .

عدت إلى الوراء سنوات تذكرت اليوم الذي أخرجتني به أمي من المستشفى وهي تجرني إلى المنزل جرا.
لتدخلني عالم النهاية بعد ان حرمتني من إكمال دراستي فمثلي بنظرها لا يستحق العلم .
عُينت لديها مرسال( أي اني احمل لزبائنها الملابس التي انتهت هي من خياطتها ثم أعود لها حامله الأجرة)

غالبا ما يكون التوصيل سيرا على الأقدام لان اغلب من تتعامل معهن والدتي من الجارات .
في احد الأيام وفي طريق عودتي للمنزل توقفت انظر بتمعن لصبيه يلعبون في الشارع.
خطرت ببالي فكره مجنونه خفت بنفسي منها عندما طرأت علي فجريت مسرعه هاربة منها إلى المنزل

لكني لم أستطع النوم تقلبت كثيرا بفراشي .... اشعر بالنعاس... لكني لا انام

تراودني هذه الفكرة المجنونة....أتقلب بفراشي... اشد شعري لعلي أخرجها مع خصلاته ...
ومع هذا لم تخرج بل استوطنتني وأصبحت أفكر فيها وبكيفية تنفيذها بل التفنن في إخراجها بصوره مبدعه...
سوف أقوم بقتل مناهي ... لوحدي... لا احتاج لمساعده احد للقيام بذلك .
لأي مدى يستطيع الإنسان إيذاء نفسه .. وهل هناك من يستمتع بذلك الإيذاء
ويصل للقتل والتعذيب... هل تحب ان تكون قاتل ام مقتول..
كلاهما كنت انا فانا القاتل وانا القتيل...ان لم اقم انا بذلك سأنجرف لحافه الجنون
واقتل غيري

قبلت بقراري على مضض التضحية فيني لأجلي.
وقفت أمام المرآه نظرت لها ... مسكينة هذه المناهي الضحية وكبش الفداء ... المجني عليها .. المأسوف على شبابها .. المرحومة .

كانت يدي ترتجف .... وأنا اسحب المقص الموضوع بجانب ماكينة الخياطة ...

تعثرت بخطواتي وأنا أحاول ان امشي على أطراف أصابعي ...سطع ضوء منعكس من طرف المقص الحاد الذي احمله ...لمع...فرأيت الموت الذي خلفه .. وفيه جزء من الثانية رأيت انعكاس وجهي على هذا القاتل الذي يحمله القتيل ... لا اعلم لم تهيء لي اني فجر تراقبني .. وانها خلفي .. بسم الله .. وبدأت بعمليه القتل لمناهي
احيانا نذكر اسم الله من باب العادة لكني هنا كنت اردده واذكره لان لا ملجأ لي إلا هو ...وفعلتها ... وتساقطت دموعي بغزاره مع تساقط خصلات شعري...
سقطت على الأرض ابكي ... وابكي... وابكي...
جمعت خصلات شعري التي كانت بالأرض ... مسحت على رأسي الذي لا يوجد به إلا القليل من الشعيرات الصغيرة المتفرقة.. .. شعرت بألم في راحة يدي فرأيت الدم يسيل منها لابد أني جرحتها وانا لم اشعر ... خرجت ألى خارج المنزل في جنح الظلام وحفرت بكلتا يدي حفره صغيره بجانب أرجوحتي القديمة ودفنت شعري ... وسنوات عمري.. ومناهي... سقيت ذرات التراب بدموعي .. وقطرات دمي .... وأنا اتمتم هكذا أفضل
جلست في فناء المنزل .. فجاء صوت الديك ليوقظني من آلامي التي عشتها .. ويوقظهم ليقوموا بواجب العزاء لي فيني .
أم تراه رأى ملاكا في السماء فأراد ان يذكرني بأن اذكر الله لعل الله يرحمني ...

اشرقت الشمس عليهم بعد ان غابت على مناهي


نظرت لي أمي وقالت ( ما شاء الله شعندج) بصوت متهدج قلت لها لا شيء
لم تسألني مره اخرى عن شيء بعدها ابدا

خرجت كعادتي لأوصل طلبات الزبائن ...فصرخت بي إحداهن يا كافره ... نظرت لها بصمت كنت اعلم ما الذي قصدته ... نظرت لي من الخارج وإلى شعري ولم تبالي ان تسألني ما الذي حل بشعرك ..
أطلقت حكمها كحال الغالبية من البشر على ظاهري ... هي تراني منذو شهور ... وفي يوم واحد فقط ومن مشهد واحد فقط ..كفرتني.. رأت نفسها أفضل مني .. لان لديها شعر يدل أنها انثى ...

مع الأيام أصبحت أدرك أكثر ما الذي أقدمت عليه وأصبحت ارصد الآراء من حولي بكل ما في الدنيا من عدم اكتراث ولا مبالاة .. بل أصبحت أتفنن في تقمص الدور الذكوري في اللباس.... بل يبدو لي ان اسم غادي الذي أطلقة الجيران مناسب لي جدا


فغادي يعني الضائع والتائه وكل ذلك كنت انا واجتمعت فيني..


ابتسمت فجاه وانا أتذكر المواقف التي حدثت لي بعد ذلك ...

مسحت بيدي على شعري...

هل اكتفيتم بما سبق كإجابة ام أنكم تريدون إخراج الذكريات التي دفنت مع خصلات الشعر في تلك السنوات وتشريحها على طاوله باردة قديمه باليه أمام الملأ

ي....ت....ب.....ع







 
إنضم
31 يوليو 2010
المشاركات
2,328
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
الإقامة
الكويت
رد : رد: وغابت مناهي :( <<< اروع ماقرات سمعتو عنها وعن الماساة الي عاشتها ؟!

حلوة الرواية ,,
بس هالاسباب مو يعني تتشبه بالجنس الثاني ,,
كملي متابعه
 

.sadtear.

New member
إنضم
28 مايو 2010
المشاركات
169
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
.,

عجبتني طريقه سرد الروايه

وشكلها حلوه

يسلمووووو

وناطره البارت آلياي،،

بليز كملي :****

 
إنضم
28 أغسطس 2010
المشاركات
231
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
حاليا كويب قريبا راح ابتعد عنها لسوء الحظ بس راح ا
رد : وغابت مناهي :( <<< اروع ماقرات سمعتو عنها وعن الماساة الي عاشتها ؟!

(6 )

غادي المعجزة

جاء غادي بما يشبه المعجزة داخل حلم والحلم داخل أمنيه النابعة من الأحداث التي عاشها قبل ان يصبح غادي .
هل تقبلك المجتمع ؟
كنت هذا الصباح مبتهجة وأنا ذاهبة إلى غرفه التحقيق .. شعرت باقتراب النهاية وإغلاق الملف.. بكل قصاصات الصحف التي تكلمت عني وكل برامج التلفاز التي جعلت مني قضيه اجتماعيه تستحق الدراسة .
نظرت إلى الأرض لبرهة قبل ان أجيب .
سيدتي انا من صنع المجتمع ... انا نتاجه باكورته الأولى .. وطفله المدلل ..
هو من شكلني ..فقمت بتشكيل غيري كما أحب وأراد .
لم يقل المجتمع لي أن افعل ما فعلت علانية لكنه كان يتمناها بأعماقه .
فكره قديمه بالية لدى البعض لكنها حلم لدى الغالبية.
كل ما فعلته أنني كنت من أيقض التنين من سباته .. ولم أبالي بما حمل معه لهم من نيران كنت أول من احترق بها .
لم يكن حلم أمي وحدها .. وأمنيه والدي وحده .. كنت اراى الموافقة والتشجيع منهم بالرغم من بعض الأصوات الناقدة الناصحة النادرة .

سيداتي سادتي وقفت فجأة وأكملت
هل تريدون فعلا ان اروي لكم تفاصيل ما فعل غادي وما كان سيفعل .

حسنا لكني أحذركم إنكم لن تحتملوا مواجهه الحقيقة ورؤية الواقع, ومشاهده وحش كاسر طليق بينكم, انتم من صنعه وأطلقه وانتم الآن من يريد قتله .

كنت بويه او صبيك او متشبهة بالرجال .

لا اعرف ما باقي المسميات لديكم .

ليس لان شعري قصير . ليس لاني ارتدي ملابس الرجال . ليس لاني أتناول العقاقير الخاصة بإيقاف هرمونات الأنوثة بداخل جسدي المسكين .
وليس لان الكثير من الرجال أصبحوا يحرصون علي وعلى تواجدي في حفلاتهم الخاصة والماجنة و ينفقون علي ويعطوني الكثير من الهدايا .

ليس لان هناك الكثير من الفتيات المكبوتات والمحرومات , اصبحن يحببني وهن يرين أني رجل بعد ان كنت أنثى سابقه .

ليس لأجل كل ذلك .. سأخبركم لم فعلت ما فعلت ..

ولكم حريه التصديق من عدمها ..انا أردت أن احمي نفسي من كل من حولي .. في مجتمع ومحيط يعطي الحصانة لك بمجرد أن تكون رجل


( شايل عيبه في جيبه )

في كل مره أقوم بتوصيل الطلبات لزبائن والدتي أتعرض للتحرش والتعليقات . بعد أن أصبحت غادي لا زلت أتعرض للتحرش ولكنه من نوع مختلف.

كنت أنثى من الداخل ورجل من الخارج

رأيت يوما في نظرات عيني أمي الفخر وتحقيق الحلم وهي تركب معي في سيارة لم تسألني من أين جئت بها , بل اكتفت بهز رأسها عندما قلت معلقه موضحه (انها إيجار)

أذا كنت مسالما طيبا طبيعيا لا يشعر بك احد, أما إذا ما أصبحت مختلف لا يسألون عن السبب والمسبب بل أنهم لا يسألون وينصبون أنفسهم قضاه

ويصدرون الأحكام علي
( كيف بدأتي في تشكيل جماعه جيفارا)


ابتسمت وأنا أتذكر جهلي بمعنى الاسم ومعانيه. أجبت في بداية التغير لدي كما قلت لكم سابقا انه كان خارجي فقط. لكني دون ان اعلم وافهم الأسباب أصبح الكل يتقرب مني بل ان السيارات أحيانا كانت تتوقف لي

ليقوم بعض الأشخاص بعرض التوصيل علي

مع الأيام أصبحت أدرك ما يقصدون وأصبحت أتفنن في استغلال مال ووقت وفكر من أمامي دون أن اشعر بأي ذره ندم أو حزن وأنا أقوم بذلك .
كنت انتقم من الكل فيني .

أصبح لدي الكثير من الأصدقاء والصديقات لم يجمعنا إلا شيئان

البعد عن الله والاعتراض على المجتمع .
كان اسم جيفارا اقتراح أحداهن واعتقد أنها مثقفه أو ما شابه ذلك قالت انه كان ثوري
وهذا ما نعتقد أننا فيه حاله ثوره على الآخرين وهي في الواقع ثوره على الذات .


شعرت بارتجافه تهزني من الداخل كنت كبركان خامد يستعد للإستيقاظ
نظرت إلى من يقال انه محامي لي
كان لساني لا يتوقف عن السرد
... وضعت يدي على فمي .. ليتني استطيع إيقافه عن البوح ... ليتني ولدت خرساااااء لأسكت

سادتي احتاج إلى عقار مسكن قبل ان انفجر

ي..ت..ب..ع..





(7 )
جنازة


ناولتني الدكتورة المسكن وأنا اشعر أنها بأعماقها تعطف علي بل إني شعرت أنها قاومت رغبه عارمة بأن تمسح على شعري وتحضني وتخبرني ان كل شيء على ما يرام
هل تحبين ان نكمل التحقيق غدا؟

( لا ) أجبت لم يتبقى بقصتي ما يستحق معايشه آلام الليالي لأجله .. فالنهاية أصبحت اقرب
قيل(إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط .. فإنك إذاً لن تتعلم أبدا )
وأنا أقول ان لم تسمع مالا يعجبك فلن تسمع ما يعجبك يوما
حرية القرار سيدتي تكون بعد ان نرى للأشياء بمجملها

ونسمع من الآخرين قصصهم, وها انتم في هذه الجلسات للمحكمة الإستئنافيه تريدون الخروج مني بشي يوقف إقرار الحكم علي
وهذا الفاضل أمامك محامي المتهمة او المتهم سموني بما شئتم يأس من محاولات إقناعي بان ادعي الجنون وبأن يسجل لي ملف في مستشفى الطب النفسي ليكون لي مخرجا من تنفيذ الحكم . لكني رفضت وأصررت على ان أكون الراوية للحكاية
حكايتي

ليس لأجلي ولكل لكل من يسمعني هنا

او يقرأني هناك في صفحات الصحف

اوحتى يدعو لي في مكان ما ان وجد من يفعل لي ذلكـ.

حسنا مناهي أكملي ماذا بعد ان شكلتي الجماعة ما الذي قمتم بفعله ؟
صفعني هذا السؤال وصرخت وما الذي لم نفعله
كانت الجيفارا ملجأ من لا ملجأ له

وحصن لمن لا حصن له

مكان لتجمع كل الباحثين عن التغير الخائفين من المجتمع كل المقلدين للغرب وكل المرضى الذين أرقتهم الوساوس في جنسهم ونوعه , سمعت ان هناك فعلا ناس بداخلهم خلل واضطراب هرموني لكني لم أصادف احدهم .

كل من حولي كانوا رجال أرهقهم المجتمع بمسؤولياته الملقاه على عاتقهم او اناث اردن التمرد على الدين والعادات والتقاليد
كنت احدهم ولو شكليا , لاني بالداخل كنت احلم
تحشرج صوتي , ولم اكمل لهم حلمي
أكملت متجاهله هذا الإحساس الذي مرني , كنا نقيم الحفلات , ونتفنن في نشر ثقافتنا للآخرين وخاصة المراهقين ,
ضحكت وانا اقول بصوت عالي افزع الموجودين
عزيزي المراهق عزيزتي المراهقة
أعطني عقلك واستمتع بالجنون
لدينا كل ما ترغب به علاقات جنسيه , مشروبات روحيه , و...........

صمتت لم أكمل لم استطع ان أفاخر بكل السنوات التي مضت وما الذي فعلته بها
أكملت
ليت الآباء يعلمون .... ليت الأمهات ينتبهون .. لأبنائهم ..

فليس كل صامت مؤدب وليس كل متمرد شاذ..

لا تحاربون التطور والإنفتاح على العالم ولكن اقتربوا منهم أكثر..

اسمعوا لهم أكثر..

أحبوهم ..فقط

امنحوهم الحب وحينا ستمنحونهم الأمان ..

وحينا فقط تأكدوا أنهم لن ينظموا لي.. وما كنت أترأس

قالت أحداهن يوما في كتاب وقع بين يدي بالصدف
( يربكني تدخل البعد ألاعقلاني في السلوكيات والقرارات الإنسانية , وتذهلني الحياة السرية للمشاعر)

طرأت علي هذه العباره عندما علمت بموت أبي الذي مات عندما قرأ لي لقاءا صحفيا كنت اندد بة القرار الحكومي الموجب لسجن المتشبهين من كلا الطرفين واخبره احدهم اني ابنته

كنت أقول للصحفي انها حرية شخصيه لا يجب ان تكبت ولا يجب ان نعاقب ونحن لم نخالف القانون


لم اشعر بالذنب تجاهه فهو لم يراني مذو سنوات

فما الذي يتوقع اني سأتحول له وهو لم يقم بتربيتي ولا السؤال عني

سقط مني دمعه ضعيفة منكسرة

وأنا اذكر الحالة التي شعرت بها عندما سمعت خبر وفاته
وانه مات وهو لا يعرفني كمناهي
وعرفني كغادي
مات خوفا من نقد المجتمع له
ولم يعش ليقف معي ضدهم
ويحتويني ويحظنني
ويخبرني ان هناكـ ضوء قادم
وأمل

يااااااااااااااااه كم كنت احتاج إلى الأمل


ي...ت..ب..ع





البارت الاخير


(8)

الحكم

هل لديكِ أقوال أخرى؟

اجل , اعلم الكل يرى أني مذنبه واني متشبهة وهناك من يرى أني مسكينة,

والبعض الآخر لا يتوقف أصلا عند مشكلتي بل انه لا يراني أبدا ولا يأبه بما يحدث لي ,

ولكل من تم سجنهم معي وينتظرون تنفيذ الحكم به مثلي
اعتذر , لم أشأن ان تشاركوني في هذا المكان بعد ان تشاركنا أماكن أخرى

بعيدا عن أعين المتطفلين وفضول المتلهفين على التدخل في حياه الآخرين

وقف الكل وغاب الكل إلى الداخل

بعد يومين سيصدر الحكم من محكمه الإستئناف اما تأيد للحكم الأولى الصادر بحقي وهو السجن سنه لمخالفتي لقوانين الدين والدوله وتشبهي بالجنس الآخر وإفساد المجتمع وبث السموم به
او العفو واعتباري مريضه نفسيه لا تعرف تعاني من خلل في تحديد الهويه ,

او ربما وصفي بالجنون لتسقط كل التهم الموجه ضدي

هل انتظر السجن

ام البراءه

لو كنت قاضيا ما سيكون حكمك
او حكمكِ





صدر الحكم .... اجل صدر .... كنت في زنزانتي الضيقة اجلس بتمرد ...
اضع قدمي على الحائط ورأسي على الوساده الملقاه بالأرض ..

مناهي

صرخ ذلك الحارس البائس

لم أرد اكتفيت بالتفاته ازدراء مني له

فمنذو دخولي هنا في السجن ولحين صدور الحكم وضعوني في حبس انفرادي

خوفا من اختلاطي بالنساء

اذكر أن مأمور السجن عندما رآني شهق وقال ( مستحيل تكون بزنزانة عامه )

وكذا كنت بسجن انفرادي

مد لي الحارس ورقه قرأتها بهدوء
أنها صوره الحكم الصادر علي بالسجن سنتان
لم أكمل التفاصيل غبت عن الوعي
أردت ان يزورني الموت الذي دائما ما يهرب مني إذا أردته

أصبت بصدمه أفقدتني القدرة والرغبة في الكلام سيبدو أن سوء حالي جعل من مأمور السجن يعطف علي بعد ان عرضني على الأطباء بداخل السجن فسمح لي

بالخروج والاختلاط مع باقِ النسوة
ياااه بعد ان كنت حرة طليقه افعل ما أشاء وكيفما أشاء أكون هنا بين تلك الجدان

الرمادية الجالبة للكآبه
أين من انفقوا علي وأهدوني الهدايا الكل تنكر لي ورفض ان يعترف بأنه قد رآني يوما خوفا على مراكز اجتماعيه كانوا بها ,

امي اين امي لا اعلم
أخواتي بعد الخلافات المستمر التي كانت تدب بيننا ورفضي تعليقهن المستمر على شكلي
قمن بطردي من منازلهن او الاحتكاك بأبنائهن

من بقى

لي

لا احد

حتى انا

تخليت عني
وفضلت الهروب والصمت والسكن في أعماق الحزن



ي..ت..ب..ع





(9 )

ميراث ميت


احد الطرق الموصلة للجنون , إيقاف إدراك الشخص بالوقت أو الأيام
فالأمس مثل اليوم واليوم سيشبه الغد .

وتوقيت الساعة لا يهم فمهما جرت عقاربها لن يحدث جديد هنا .
بعد شهرين من صمتي التام وتعرضي للكثير من المضايقات من قبل السجينات

فضلت ان ألجأ لمكان بعيد عنهن . فوجدت ان المكتبة في ذك الوقت كان خير ملاذ لي

بجانب المكتبة مصلى لم ادخله أبدا منذو ان وصلت هنا .

اجلس بالمكتبة ليس لأني أريد ان اقرأ ولا

لأني استمتع بسرد الموظفة هناك لقصه حياتها علي فهي تعلم أنها مهما

أخبرتي من أسرار لن أبوح بها لأحد .

لذلك هي تخبرني أنا وان لم أكن هنا وتبوح لي ستشعر بأن

كره المشاكل التي تتدحرج

في حياتها ستقتلها قريبا .

لذلك كان البوح وكان ادعاء الإصغاء
في أحد الأيام لا اعرف ايها ولكنه يوم , ذهبت كعادتي للمكتبة ووجدتها مغلقه ,

قيل ان الموظفة مريضه وستتغيب عن العمل اليوم والأيام المقبلة .
لا شعوريا دخلت في المصلى لست بحاجه إلى ارهاق نفسي اكثر

والتواصل مع من بالخارج بلغه الإشارة.
كان المصلى بارد , هادئ لا يوجد به أحد ... يبدو ان توقيت دخولي لم يكن توقيت صلاة ... جلست أتأمل بتلك السجادة الزرقاء التي أجلس عليها والتي بها خطوط اقل زرقة ليقف عليها المصلون .. وهناك رف وضعت عليه مصاحف ..

وهناك مكتبه كبيره كتب عليها ركن خالد...
وقفت واقتربت أتأمل المكتبة .. من خالد ؟
يؤؤؤؤؤؤؤؤه كتب ما احب اقرأ
قلت في نفسي
حسنا ما الذي سأفعله لتمر الساعات القادمة , فلا يوجد احد يتحدث وادعي الاصغاء له والاهتمام وانا اتأمل في لون شعره او تسريحته , كما كنت افعل مع موظفه المكتبه .
اقتربت اكثر وقرأت عناوين الكتب . شدني عنوان
سحبت الكتاب
قرأته ...
كأنه يتكلم عني
هل يراني الكتاب الآن
هل الكتاب كائن هي
قرأت العناوين مره أخرى
1/ يا الله
2/ فكر واشكر
3/ما مضى فات
4/ أترك المستقبل حتى يأتي
لا تحزن كان اسم الكتاب لمؤلفه الدكتور عائض القرني
على هامش صفحات الكتاب تعليقات كتبت بالقلم الرصاص.
(هذه الجملة أصابت كبد الحقيقة )
( هنا أتذكر موقفي مع عادل .. وسأسامحه لله )
( سأفعل أنا قادر على ان افعل )

لم اعرف من كتب تلك العبارات كل ما اعرفه أني اندمجت بالقراءة وشعرت أني أغوص في أعماق ذاتي حتى فاجئتني الشرطية التي تقف على الباب وهي تصرخ

( يالله كل وحده على عنبرها موعد النوم )
لم انم تلك الليلة كنت افكر بكل جمله قرأتها في ذك الكتاب

وكل تعليق كتب ع الهامش خطه أحدهم .
ظلت المكتبة مغلقه لثلاث أيام هل اقول من سوء حظي ام انه كان من حسن حظي
فلقد اتخذت من المكتبة متكئا لظهري وفرشت الكتب على الأرض واصبحت أقرأ
هناك كتب لم افهمها فأجلت قراءتها لوقت آخر . لكني قرأت الروح لأن القيم , المسند لاحمد بن حنبل, عجائب الدعاء لخالد الربيعي , الشمائل المحمدية . وبعض كتب التفسير

كنت اقرأ (قوله جل جلاله )

(إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ،لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ

مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ،وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ

وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ

وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا)

شعرت أنها تخاطبني
حينها ا لم أقاوم رغبه إجتاحتي بالبكاء والنحيب ... لم أتوقف .... شعرت بصداع برأسي ...

ولم أتوقف....لازلت ابكي....

أخبرتني إحدى السجينات ان الكتب التي في المكتبة هي لخالد شقيق إحدى الموظفات في أداره السجون وان خالد هذا كان طالب علم أصيب بمرض مات من جراءه وقبيل موته كتب وصيه وأوصى بان تعتبر كتبه وقف

يا الله ميراث ميت يشعل الحياة فيني

في السجن كان يزورنا أحيانا أخوات فاضلات من بعض اللجان الإسلامية يحملن في قلوبهن هم الدعوة لله تاركات الدنيا وما فيها خلف أظهرهن .
لم أحبهن يوما ولم احضر أيا من محاضراتهن او السمر والمسابقات الاتي كن يقمن بها للمسجونات ,

ولا حتى كنت اقبل الهدايا التي كن في كل زيارة يحملنها لنا .

حتى اني كنت اضحك واهزأ بهن وانا أرى المضايقات لهن من بعض السجينات


هذا اليوم وقفت بإرهاق وبعيني متورمتان من اثر بكاء الأمس بالقرب

من قاعه المحاضرات التابعة للسجن
نظرت لي وابتسمت .... سيده بالعقد الرابع من عمرها ... هي من الأخوات الداعيات او الباحثات لا اعلم ما الذي اطلقهن عليهن ..

فكرت بأن الصابرات المحتسبات سيكون اسما جميلا يليق بهن
اقتربت مني وهي لا تزال تبتسم .. هل لي توبة .. سألتها حتى قبل ان اسلم عليها او اترك لها مجال لتطرح السلام علي..

بل حتى أني لم أدرك ان صوتي قد خرج بعد غياب شهور
قرأت دون ان تعاتبني بصوت خاطب قلبي قبل ان يخاطب عقلي
قوله تعالى: { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب } (النساء:17)
و قوله سبحانه: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا } (الزمر:53)

وا قوله عز من قائل: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات } (الشورى:25)

وقوله جلَّ علاه: { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده } (التوبة:104)

احتضنتني ... تمتمت بأدعية .. مسحت على شعري وهي تكرر آيات ...

مسحت على قلبي وهي تبكي ...

لم تتركني ام عبد العزيز بعدها ...

شرحت لي هي والأخوات الآتي كن معها كل الكتب التي لم افهمها

.. حتى انني تعلمت الصلاة التي كنت قد نسيت شروطها وأركانها ...

طال شعري ...و أصبحت أتقبل الهدايا منها
فبعد مصحف مجود مفسر

هي الآن تهديني شريط أناشيد به نشيده تحكي عني الآن وما اشعر به ..

اقرؤوا كلماتها

بـك أستـجـــيـــر


بك أستجير ومن يجير سواكا فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين على قوى ذنبي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبت ياربي وآذتني ذنوب مالها من غافر إلا كا
دنياي غرتني وعفوك غرني ماحيلتي في هذه أو ذا كا
لو أن قلبي شك لم يك مؤمنا بكريم عفوك ما غوى وعصاكا



مضت سنة وبضعه شهور وانا في هذا المكان ... لن أكمل ما الذي حدث معي .....


فبعد موت مناهي ... مات غادي .. وولدت .....


فليت الذي بيني وبينك عامر ....... وبيني وبين العالمين خـراب





ملاحظه : هنا نتوقف عن المتابعة ونكتفي فقط بالدعااء