هذا مارايت في عيادتي

الصافنات

New member
إنضم
19 يونيو 2009
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بسم الله الرحمن الرحيم

السَّلام عليكم و رحمة الله و بركاته |~

..

قصّة نـُقلت على لسان إحدى الطبيبات تقول :

دخلت علي في العيادة
امرأة في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني ! .. لاحظت حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء ..

بعد سؤالي عن
المشكلة الصحية وطلب الفحوصات، سألته عن حالتها العقلية لأنّ تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي ، فـ قال : إنها متخلفة عقليا منذ الولادة

تملكني الفضول فـ سألته فـ من يرعاها ؟ قال : أنا ، قلت : والنعم ! ،

ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟ .. قال : أنا أدخلها الحمّام -أكرمكم الله- وأحضر ملابسها وانتظرها إلى أن
تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب و أضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس !
:dfgl:
قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟! قال : [ لأن أمي مسكينة مثل
الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة ] < ياقلبي قلب هالولد ماشاء الله تباااااااااااااارك الرحمن !

اندهشت من
كلامه ومقدار برّه وقلت : وهل أنت متزوج ؟ قال : نعم الحمد لله ولدي أطفال ,

قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟ قال : هي ما تقصر وهي تطهو
الطعام وتقدمه لها , وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها ، ولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن عشان السكر !

زاد إعجابي ومسكت دمعتي:eh_s(11): اختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ، قلت : أظافرها ؟ قال : أنا ، وقال يا دكتورة هي مسكينة !

نظرت الأم لـ
ولدها وقالت : متى تشتري لي بطاطس ؟!

قال :

أبشري ألحين أوديك البقالة
!

طارت الأم من
الفرح وقالت : ألحين .. ألحين !

التفت الابن وقال :
والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار .. " سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين أنـّي متأثرة " !

وسألت : ما عندها غيرك ؟ , قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر .. قلت : أجل ربـّاك أبوك ؟ .. قال : لا جدتي
كانت ترعاني وترعاها وتوفت الله يرحمها وعمري عشر سنوات !

قلت : هل رعتك أمك في
مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟ قال : يادكتورة ، أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها ..


كتبت الوصفة وشرحت له الدواء ..

مسك يد أمـّه , وقال : يللا ألحين البقالة ...
قالت : لا نروح مكـّة ! .. استغربت ! , قلت : لها ليه تبين مكة ؟ قالت بركب الطيارة !

قلت : له بتوديها لـ مكّة ؟ , قال : إيه.. قلت : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر ، ليه توديها وتضيّق على
نفسك ؟ , قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها لا وديتها أكثر أجر عند رب العالمين من عمرتي بدونها ..

..





خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أماً ..:eh_s(16):

فقط حملت وولدت لم تربي لم تسهر الليالي ولم تُدرسه ولم تتألم لألمه لم تبكي لبكائه لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم.. ولم.. !

ومع كل ذلك كل هذا البر!

فـ " هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء .. :eh_s(11):مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا " ؟:eh_s(11):