نبي الرحمة

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
 جاء في الآيات الكريمة : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )ونسأل : ترى هل الرحمة مختصة بالرسول الكريم فقط   ؟أم أنها مبدأ ثابت نابع من الرسالة .. ؟ لاشك أن الرحمة خلق حي   مستمر ..-ككل  المبادئ العظيمة والقيم السامية- نتناقله جيلا عن جيل ونتوارثه كما جاء في السيرة الخالدة ..وننتهجه  كما  عاشه الرسول ودعا إليه..من خلال أخلاقياته و سلوكه العملي الذي تنساب فيه الرحمةكالنهر العذب الذي يفيض  بالخير. ..........
كانت دعوات الرحمة تجري في أحاديث الرسول ..مجرى النهر السلسبيل ..   دعوات تهدي رحمة مكنوزة في بنك الآخرة لفاعل الخير وتنفيساً للغير .. 
وأنهار الرحمة التي دعا إليها الرسول  كثيرة لمن شاء أن يغترف منها ..........
 والحديث عن نهر التنفيس : قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في شطر  حديثه  :( من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا ...)في هذه الدنيا التي نتقلب في أحوالها .. كثيراً ما نسقط في قاع الكربوتتملكنا الهموم التي تضيق لها  الصدور ..ونتساءل : لماذا كل هذه الهموم ؟ والجواب : لأن  الأصل في الحياة هو الابتلاءالمصائب والأقدار سهم يصيب أيامنا بين فترة وأخرى ..فيجرحها منها ماهو  جبري لادخل فيه لإرادتنا ..فهو:  الموت .. والمرض ... والعاهات .. وغيرها وهذه المصائب القدرية لافكاك منها .. فهي محك الاختبار ..ليتحقق ( أتصبرون ! ) .. أم  تجزعون !..........ومن المصائب ماهو اختياري يصيب الإنسان بما كسبت يداه وهذه المصائب يمكن الإقلاع عنها والتوبة واتقاءها بطاعة الله ..وهذه هي الرحمة التي يهديها الله لمن  صدقت نيته .ويعجلها في دنياه جزاء استقامته على أمر الله .كمثل الزاني يعود إلى صوابه ويصدق النية فيرحمه الله بالهدايةوينقذه من عقوبة عاجلة ترمي به في مستنقع الأمراضأو كالعاق الذي يتوب فيهديه الله برحمته وينقذه من سوء المصير ........... ومن البلاء الذي نتجرعه نعاني الهموم ، والكروب والإنسان بطبيعته كائن ضعيف  يتضعضع سريعاً أمام ضغط الحوادث..يهلع ، ويجزع .. ويكون في أمس الحاجة إلى من ينفس عنه كربته فإذا ماهيأ الله تعالى من ينفس عما به ..لالأجل شيء ، بل ابتغاء مرضاة الله وحده وطلباً لوجهه الكريم  كان من الذين قال عنهم الرسول في شطر حديثه الثاني : ( نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة )..يوم الموقف العظيم ..! ذلك هو الأشد وقعاً وآعظم كرباً وهماً ..!لايقاس به من محن الدنيا شيء..  يومٌ تشيب لهوله الولدان .. !!ويهون   عنده كل مالاقاه الإنسان في حياته من ابتلاءات  ..!فيالسعادة من قدم الفعل الجميل ، ونفس كربة أخيه في الدنيا هنالك يجد الجزاء الأوفى مفروشاً على راحة النعيم سعادةًوفي جنة القلب غبطةً .! هناك ينفس الله عنه كربة من كرب القيامة ..!وما أعظمه من جزاء!فعوموا في بحر التنفيس...! تلفتوا حولكم وابحثوا بين بني الإنسان ..وانقذوا..!  كل من ضاقت أنفاسه... وأصبح يصارع الأمواج لينجو من الغرقحديث الروح / ولي نبض آخر