

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وصحبة أجمعين ،،، أما بعد ...
مقتبسات
هي كلمات إقتطفتها من كتاب (( هكذا هزموا اليأس )) لسلوى العضيدان ،،، وجدت بها حلاوة أردت أن تتذوقونها معي ...
فحديثنا اليوم عن قصص عظماء ، تجارب إنسانية ، حكايات واقعية يأخذك من عالم إلى أخر ليمر بالقصص فيحكي عن أجملها و عن حكم فيبدع في نقلها وعن شعر فيسعدك بها ...
وإليكم ما إقتطفته لكم ...
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه وإستحضاره ، والحزن لمآسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة
الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في
سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ؛ لأنه مضى وإنتهى ، لا حزن يعيده ، ولا الهم يصلحه ،
ولا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح
الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس الى مطلعها ،والطفل الى بطن أمه ، واللبن الى الثدي ، والدمعة
الى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف
مفزع .
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر
الله الأمم وما فعلت ثم قال { تلك أمة قد خلت } انتهى الأمر وقضى ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديما قالوا لم يبكي
على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار :لم لا تجتر ؟
قال : أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحال بعينه .
{يتبع ...