Dark_Rain
New member
- إنضم
- 2 ديسمبر 2008
- المشاركات
- 514
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
السلام
بنات حبيت أنقلكم المسرحيه لان عجبتني و انشاءالله تعجبكم اهيه مسرحية قصيره من 6 فصول.. للكاتب الروسي ليو تولستوي..
و هذي نبذه عن الكاتب وحياته..
http://www.q8yat.net/showpost.php?p=9190116&postcount=5
و أشهر مقولاته اللي ذكرها بكتبه ورواياته ومسرحياته..
http://www.q8yat.net/showpost.php?p=9190124&postcount=6
بحط المسرحية على شكل أجزاء يعني فصل فصل اذا شفت تفاعل أكمل, وانشاءالله تعجبكم
و هذا الفصل الأول والثاني
أول من صنع الخمر
تأليف: تولستوي
ترجمة وتقديم: د. فوزي عطية محمد
مراجعة: د. سمية عفيفي
الفصل الأول
المشهد الأول
الفلاح: (يحرث الأرض، ينظر إلى أعلى) ها هو النهار قد انتصف، وآن أوان فك الحصان من المحراث.. (مخاطباً الحصان) هيا تحرك. لقد أضناك العمل يا عزيزي. لم يبق أمامنا سوى شق هذا الخد الأخير والعودة من هناك ثم تناول الغداء. حمداً لله.. لقد أحسنت صنعاً أن أخذت معي شقة خبز، ولذا لن أذهب إلى البيت للغداء، وسآكل عند البئر ثم أغفو بعض الوقت، أما حصاني الكميت، فليرع في العشب، وبعد ذلك نتوكل على الله ونعود إلى العمل.. سأنتهي من حرث الحقل مبكراً بإذن الله .
المشهد الثاني
( يظهر شيطان صغير ويسرع نحو الشجيرة التي يضع الفلاح تحتها حاجياته)
الشيطان: يا لك من رجل طيب! لا يتوانى عن ذكر الله.. إذن مهلاً .. مهلاً .. سوف لا تتوانى عن ذكر الشيطان كذلك..! سأسلبه شقة الخبز.. وحين يمد يده ليتناولها لن يجدها، ويبدأ البحث عنها ، ويشتد به الجوع، وعندئذ سيسب ويلعن ويأتي ذكر الشيطان على لسانه (يسرق شقة الخبز، ويجلس خلف شجيرات أخرى في انتظار ما سيفعله الفلاح)
الفلاح: (يفك شدادتي الحصان) اللهم بركاتك!.. (يحرر الحصان من المحراث ويطلقه ثم يتجه نحو قفطانه) لقد نقت عصافير بطني! لقد قطعت لي زوجتي شقة كبيرة من الخبز، ولا شك أنني سآكلها عن آخرها من فرط الجوع (يقترب من القفطان) أين شقة الخبز؟!.. لا وجود لها! ربما أكون قد غطيتها بالقفطان؟ (يرفع القفطان) لا أثر لها هنا كذلك.. ها هو شيء ما.. (ينفض القفطان).
الشيطان : (من وراء الشجيرة) ها ابحث كيفما شئت!.. ها ابحث.. ها هي ذي (يجلس على شقة الخبز).
الفلاح: (يرفع الأخشاب التي تسند المحراث ثم ينفض القفطان مرة أخرى) أمر عجيب! عجيب حقاً.. لم يظهر مخلوق واحد هنا، ورغم ذلك اختفت شقة الخبز! لو كانت الطيور قد التقطتها، لتناثرت فتات الخبز دون شك، ولكن لا أثر هنا لفتات بالمرة.. عجباً.. لم يأت إلى هنا أحد بالمرة، ومع ذلك فإن أحداً أخذها دون شك.
الشيطان: (ينهض وينظر إلى الفلاح) ها سيأتي ذكري على لسانه الآن.
الفلاح: يبدو أنه ما باليد حيلة.. لن أموت جوعاً.. إذا كان أحدهم قد أخذها فليأخذها.. وليأكلها هنيئاً مريئاً.
الشيطان: (يبصق) تباً لك أيها الفلاح اللعين!.. بدلا من أن يسب ويلعن.. يقول.. هنيئاً مريئاً! ما من شيء يمكن عمله معه.
(يرقد الفلاح للنوم، يرسم علامة الصليب ويتثاءب ثم يستغرق في النوم)
الشيطان: (يخرج من وراء الشجيرة) والان كيف الحال يا كبير الشيطاطين؟! ها لقد بذلت كل ما في وسعي.. لا يتوقف كبير الشياطين عن ترديد قوله: إنك لا تأتي إلي في الجحيم إلا بالقليل من الفلاحين. ها انظر كم من التجار والقسس يَصلُونَ كل يوم، أما الفلاحون ، فعددهم قليل.. وما العمل يا كبير الشياطين؟ هل لك أن تخبرني.. كيف يمكن ترويض مثل هذا الفلاح؟ ما من مدخل يمكن اغواؤه منه. وهل هناك أفضل مما فعلت؟ لقد سرقت آخر شقة خبز لديه، ومع ذلك لم يسب ولم يلعن. لا أدري ما الذي علي أن أفعله الآن؟!.. سأذهب وأقدم تقريري إلى كبير الشياطين.
(يختفي)
- ستار-
الفصل الثاني
(الجحيم)
يجلس كبير الشياطين في مكان الصدارة، ويجلس كاتب الشياطين بأسفل إلى مكتب عليه أدوات كتابية. يقف الحراس على الجانبين. على اليمين خمسة شياطين مختلفي الأشكال، وعلى اليسار يقف الحاجب عند الباب. يقف شيطان متأنق الملبس أمام كبير الشياطين مباشرة.
الشيطان المتأنق: يبلغ إجمالي ضحاياي 263753 فريسة خلال ثلاث سنوات.. وكلهم الآن تحت سيطرتي تماماً.
كبير الشياطين: حسناً شكرا لك.. انصرف.
(يبتعد الشيطان المتأنق ويتجه ناحية اليمين)
كبير الشياطين: (مخاطبا الكاتب) لقد تعبت.. هل بقي هناك الكثير من الأعمال؟ من ومن الذي قدم لنا تقريره ومن الذي لم يقدمه بعد؟
الكاتب: (يعد على أصابعه ويشير مع العد إلى الشياطين الواقفين على اليمين. ينحني كل شيطان حين يذكر اسمه) تلقينا من شيطان السادة تقريره.. لقد أغوى 1836 فريسة، وتلقينا من شيطان التجار تقريره، وأغوى 9643 تاجراً، وتلقينا من شيطان القسس تقريره، وأغوى 1517 قسيساً، وتقدم شيطان الرهبان بتقريره، وأغوى 112 راهباً وراهبة، ثم كان تقرير شيطان القضاة ، وأغوى 3423 قاضياً، واستمعنا بعد ذلك إلى تقرير شيطان النساء، وأغوى 263753 فريسة من بينها 186315 امرأة متزوجة و 17438 فتاة.. ولم يبق سوى اثنين من الشياطين: شيطان موظفي المصالح الحكومية وشيطان الفلاحين.
كبير الشياطين: يبدو أنه ينبغي الانتهاء من التقارير الآن (مخاطباً الحاجب) أدخل التالي!
(يدخل شيطان موظفي المصالح الحكومية وينحني محيياً كبير الشياطين)
كبير الشياطين: ها كيف الأخبار؟ كيف تسير أحوالك؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: (يضحك طول الوقت ويفرك يديه حبوراً) بصفة عامة.. أحوالي لا تسر عدواً ولا حبيباً، ولكن الفريسة هذه المرة لا أذكر لها مثيلاً منذ بدء الخليقة..
كبير الشياطين: أفهم من هذا أنك أغويت عدداً كبيراً؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: ليست الأهمية في العدد.. فرغم أن العدد قليل.. وهو 1350 إنسياً فقط، إلا أنهم رجال بمعنى الكلمة.. نعم رجال يستطيعون حمل المسئولية نيابة عن الشياطين.. رجال قادرون على إيقاع الناس في أحابيلهم أفضل من الشياطين أنفسهم.. لقد علمتهم موضة جديدة.
كبير الشياطين: وأي موضة جديدة هذه؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: الموضة التالية.. كان الموظفون فيما سبق سبق يخدعون الناس تحت إشراف القضاة، أما الآن فقد علمتهم العمل وحدهم.. بصفة مستقلة عنهم.. وأصبح من يدفع لهم أكثر يلقى المزيد من اهتمامهم وسعيهم.. انهم يبذلون لمن يدفع لهم قدراً من الهد لدرجة أنهم يعملون من الحبة قبة ليكسبوا من وراء ذلك.. انهم يوقعون الناس في شراكهم أفضل بكثير من الشياطين ..
كبير الشياطين: حسناً سأتحقق من هذا بنفسي هيا.. انصرف .. (يتجه شيطان موظفي المصالح الحكومية ناحية اليمين)
كبير الشياطين: (مخاطباً الكاتب) ادخل الأخير!
(يدخل شيطان الفلاحين ممسكاً بشقة الخبز. يركع أمام كبير الشياطين)
شيطان الفلاحين: لا أستطيع العيش بعد الان.. أرجوك أن تعينني في مكان آخر..
كبير الشياطين: أعينك في مكان آخر؟! ما هذا الهراء الذي تهذي به؟! انهض وتحدث كما ينبغي أن يكون عليه حديث العقلاء.. هيا تقدم بتقريرك.. هل أغويت الكثير من الفلاحين خلال هذا الأسبوع؟
شيطان الفلاحين: (يبكي) .. لم أغوِ فلاحاً واحداً !
كبير الشياطين: ماذا تقول؟ لم تغوِ فلاحاً واحداً؟! كيف لم تغوِ فلاحاً واحداً؟! ماذا إذن كنت تفعل؟ أين إذن كنت تتسكع؟
شيطان الفلاحين: (يشكو باكياً) لم أكن أتسكع على الإطلاق.. كنت أبذل كل ما في طاقتي طول الوقت، ولكني لم أستطع تحقيق شيء.. ها قد سرقت شقة الخبز الأخيرة لدى أحدهم وأمام عينيه، ومع ذلك لم يسب أو يلعن، بل تمنى لمن أخذها أن ياكلها هنيئاً مريئا.
كبير الشياطين: ماذا تقول؟ ما هذا الذي تتمتم به؟ هيا تمخط وأفصح، فمن الصعب تمييز ما تقول.
شيطان الفلاحين: الحكاية أن فلاحاً كان يحرث الأرض، وكنت أعلم أن لديه شقة خبز ولا شيء غيرها ليأكله، فقمت بسرقة شقة الخبز هذه. وكان المفروض أن يلعن ويسب.. ولكن ما الذي حدث؟ لقد قال .. فليأكلها من أخذها هنيئاً مرئيا.. وها أنا قد جئت بشقة الخبز.. ها هي..
كبير الشياطين: حسناً فيما يتعلق بأمر هذا الفلاح.. وكيف الحال بالنسبة للآخرين؟
شيطان الفلاحين: كلهم على هذا النحو.. لم أستطع إغواء فلاح واحد.
كبير الشياطين: كيف تجرؤ على العودة إلي خالي اليدين؟ والأدهى من ذلك تجيء لي بشقة خبز لا تساوي قشرة بصلة.. هل قررت السخرية مني؟ هه؟ أتريد أن تأكل العيش في الجحيم مجاناً؟ الآخرون هنا يبذلون كل جهدهم ويسعون في عملهم. ها هم (يشير إلى الشياطين) منهم من أغوى 10000 ، وآخر أغوى 20000 ، وثالث حصيلته 200000 ، بل أغوى أحدهم 112 من الرهبان .. وها أنت قد عدت صفر اليدين، والأكثر من ذلك جئت بما تسميه شقة خبز.. ثم تحكي لي حكايات لا أصل لها ولا فصل.. انك في حقيقة الأمر ، تتسكع ولا تعمل، وهذا هو الذي جعل الفلاحين يشقون عصا الطاعة عليك.. مهلاً يا عزيزي.. سألقنك درساً لن تنساه.
شيطان الفلاحين: أتوسل إليك ألا تأمر بعقابي، واسمح لي بكلمة أقولها أولاً.. ان الشياطين الآخرين حالهم أفضل بكثير سواء كانوا يتعاملون مع السادة أو التجار أو النساء.. فالأمر هنا بسيط ولا يستغلق على أحد.. فما عليك إلا أن ترمي الطعم.. قبعة من فراء السمور وضيعة.. لهذا السيد أو ذلك حتى يقع في شباكك على الفور، وبعد ذلك لك أن تسيره كيفما تشاء... وكذلك الحال بالنسبة للتاجر.. أره المال وحرك فيه الحسد والحقد، وبعد ذلك سيره كما تشاء، بل مكنك أن تقوده كمن يقاد بحبل أحاطت أنشوطته بعنقه ولا يستطيع الافلات منها. ولا يخفى الأمر كذلك بالنسبة للنساء.. أغوِ المرأة بالملابس والحلوى، بعد ذلك تجدها طوع يديك.. أما الفلاحون، فليس وراءهم سوى التعب. كيف يمكن التغلغل إلى نفس الفلاح إذا كان يعمل من الصباح الباكر حتى الليل، بل ويعمل في بعض الأحيان بالليل كذلك، كما أنه لا يبدأ عمله إلا بذكر الله؟ أتوسل إليك يا أبتي أن تعفيني من هؤلاء الفلاحين، لقد أعياني التعامل معهم.. كما أنني أثرت سخطك عليّ..
كبير الشياطين: إنك تكذب أيها الكسول.. ليس هناك ما يدعو إلى ذكر الآخرين.. فإنهم لا يغوون التجار والسادة والنساء إلا لأنهم يعرفون كيف يخاتلون، ويخترعون سبلاً جيددة في الايقاع بالناس.. وعلى سبيل المثال.. ها هو شيطان موظفي المصالح الحكومية يخترع مدخلاً جديداً تماماً في تعاملاته.. وعليك أن تخترع أنت الآخر سبيلاً للسيطرة عليهم .. هه .. يا لها من معجزة أن سرقت شقة خبز! والأدهى أنه يفتخر بذلك! عليك أن تنثر عليهم شباكاً متنوعة، وسيقعون حتماً في أي منها.. ولكن بما أنك تلهو وتتسكع، وأطلقت لهم الحبل على الغارب، فانهم.. أي هؤلاء الفلاحون المسئول عنهم أنت.. قد استشعروا القوة ، فجثموا على صدرك.. والأكثر من ذلك أنهم لم يعودوا يبخلون بشقة الخبز.. وإذا حدث وتأصلت في نفوسهم هذه العادة وعلموها نساءهم فانهم، في هذه الحال، سيشقون عصا الطاعة كلية.. عليك أن تفكر وتدبر حيلة ما للتعامل معهم.. عليك أن تخرج من مأزقك هذا بالطريق التي ترتئيها.
شيطان الفلاحين: لا أدري ما الذي يمكن تدبيره من حيل؟ . أتوسل إليك أن تعفيني من العمل مع الفلاحين.. لم أعد أستطيع العمل معهم.
كبير الشياطين: (بغضب) ماذا تقول؟ لا تستطيع؟! أتعتقد أن أقوم أنا شخصياً بدلاً منك؟ هه؟
شيطان الفلاحين: لا أستطيع العمل معهم..
كبير الشياطين: لا تستطيع؟ ! إذن انتظر! أحضروا السياط وأجلدوه!
(يمسك الحراس الشيطان ويجلدونه)
شيطان الفلاحين: آه ! .. آه ! .. آه ! ..
كبير الشياطين: هل توصلت إلى حيلة جديدة أم لا؟
شيطان الفلاحين: آه.. ! آه .. ! لا أستطيع التوصل إلى شيء.
كبير الشياطين: استمروا في جلده!
(يجلدونه)
ها.. هل توصلت إلى شيء ؟
شيطان الفلاحين: آه.. نعم .. توصلت .. توصلت !
كبير الشياطين: هيا أخبرني بما توصلت إليه.
شيطان الفلاحين: لقد توصلت إلى وسيلة ستجعلني أحكم عليهم جميعاً قبضتي، ولكن اسمح لي فقط أن أعمل أجيراً لدى الفلاح.. ثم أنني لا أنوي الكشف عما سأفعله مسبقاً.
كبير الشياطين: لا بأس، ولكن عليك أن تتذكر دائماً وأبداً أنه لو لم تستحق عن جدارة كسرة الخبز التي تأكلها خلال ثلاث سنوات، سأحميك في الماء المقدس*.
شيطان الفلاحين: سيكونون جميعاً تحت سيطرتي خلال ثلاث سنوات.
كبير الشياطين: حسناً.. بعد ثلاث سنوات سآتي لأرى بنفسي.
* يقصد أنه سيسقطه في الماء المقدس فيحرق على الفور. والماء المقدس يستخدم في الكنائس بعد غمس الصليب فيه ويعتقد أنه يقي الانسان من الشرور.
:klhfl: يتبع... لما تقرونها اكمل :klhfl: انشاءالله بليل أو باجر احط التكمله
بنات حبيت أنقلكم المسرحيه لان عجبتني و انشاءالله تعجبكم اهيه مسرحية قصيره من 6 فصول.. للكاتب الروسي ليو تولستوي..
و هذي نبذه عن الكاتب وحياته..
http://www.q8yat.net/showpost.php?p=9190116&postcount=5
و أشهر مقولاته اللي ذكرها بكتبه ورواياته ومسرحياته..
http://www.q8yat.net/showpost.php?p=9190124&postcount=6
بحط المسرحية على شكل أجزاء يعني فصل فصل اذا شفت تفاعل أكمل, وانشاءالله تعجبكم
و هذا الفصل الأول والثاني
أول من صنع الخمر
تأليف: تولستوي
ترجمة وتقديم: د. فوزي عطية محمد
مراجعة: د. سمية عفيفي
الفصل الأول
المشهد الأول
الفلاح: (يحرث الأرض، ينظر إلى أعلى) ها هو النهار قد انتصف، وآن أوان فك الحصان من المحراث.. (مخاطباً الحصان) هيا تحرك. لقد أضناك العمل يا عزيزي. لم يبق أمامنا سوى شق هذا الخد الأخير والعودة من هناك ثم تناول الغداء. حمداً لله.. لقد أحسنت صنعاً أن أخذت معي شقة خبز، ولذا لن أذهب إلى البيت للغداء، وسآكل عند البئر ثم أغفو بعض الوقت، أما حصاني الكميت، فليرع في العشب، وبعد ذلك نتوكل على الله ونعود إلى العمل.. سأنتهي من حرث الحقل مبكراً بإذن الله .
المشهد الثاني
( يظهر شيطان صغير ويسرع نحو الشجيرة التي يضع الفلاح تحتها حاجياته)
الشيطان: يا لك من رجل طيب! لا يتوانى عن ذكر الله.. إذن مهلاً .. مهلاً .. سوف لا تتوانى عن ذكر الشيطان كذلك..! سأسلبه شقة الخبز.. وحين يمد يده ليتناولها لن يجدها، ويبدأ البحث عنها ، ويشتد به الجوع، وعندئذ سيسب ويلعن ويأتي ذكر الشيطان على لسانه (يسرق شقة الخبز، ويجلس خلف شجيرات أخرى في انتظار ما سيفعله الفلاح)
الفلاح: (يفك شدادتي الحصان) اللهم بركاتك!.. (يحرر الحصان من المحراث ويطلقه ثم يتجه نحو قفطانه) لقد نقت عصافير بطني! لقد قطعت لي زوجتي شقة كبيرة من الخبز، ولا شك أنني سآكلها عن آخرها من فرط الجوع (يقترب من القفطان) أين شقة الخبز؟!.. لا وجود لها! ربما أكون قد غطيتها بالقفطان؟ (يرفع القفطان) لا أثر لها هنا كذلك.. ها هو شيء ما.. (ينفض القفطان).
الشيطان : (من وراء الشجيرة) ها ابحث كيفما شئت!.. ها ابحث.. ها هي ذي (يجلس على شقة الخبز).
الفلاح: (يرفع الأخشاب التي تسند المحراث ثم ينفض القفطان مرة أخرى) أمر عجيب! عجيب حقاً.. لم يظهر مخلوق واحد هنا، ورغم ذلك اختفت شقة الخبز! لو كانت الطيور قد التقطتها، لتناثرت فتات الخبز دون شك، ولكن لا أثر هنا لفتات بالمرة.. عجباً.. لم يأت إلى هنا أحد بالمرة، ومع ذلك فإن أحداً أخذها دون شك.
الشيطان: (ينهض وينظر إلى الفلاح) ها سيأتي ذكري على لسانه الآن.
الفلاح: يبدو أنه ما باليد حيلة.. لن أموت جوعاً.. إذا كان أحدهم قد أخذها فليأخذها.. وليأكلها هنيئاً مريئاً.
الشيطان: (يبصق) تباً لك أيها الفلاح اللعين!.. بدلا من أن يسب ويلعن.. يقول.. هنيئاً مريئاً! ما من شيء يمكن عمله معه.
(يرقد الفلاح للنوم، يرسم علامة الصليب ويتثاءب ثم يستغرق في النوم)
الشيطان: (يخرج من وراء الشجيرة) والان كيف الحال يا كبير الشيطاطين؟! ها لقد بذلت كل ما في وسعي.. لا يتوقف كبير الشياطين عن ترديد قوله: إنك لا تأتي إلي في الجحيم إلا بالقليل من الفلاحين. ها انظر كم من التجار والقسس يَصلُونَ كل يوم، أما الفلاحون ، فعددهم قليل.. وما العمل يا كبير الشياطين؟ هل لك أن تخبرني.. كيف يمكن ترويض مثل هذا الفلاح؟ ما من مدخل يمكن اغواؤه منه. وهل هناك أفضل مما فعلت؟ لقد سرقت آخر شقة خبز لديه، ومع ذلك لم يسب ولم يلعن. لا أدري ما الذي علي أن أفعله الآن؟!.. سأذهب وأقدم تقريري إلى كبير الشياطين.
(يختفي)
- ستار-
الفصل الثاني
(الجحيم)
يجلس كبير الشياطين في مكان الصدارة، ويجلس كاتب الشياطين بأسفل إلى مكتب عليه أدوات كتابية. يقف الحراس على الجانبين. على اليمين خمسة شياطين مختلفي الأشكال، وعلى اليسار يقف الحاجب عند الباب. يقف شيطان متأنق الملبس أمام كبير الشياطين مباشرة.
الشيطان المتأنق: يبلغ إجمالي ضحاياي 263753 فريسة خلال ثلاث سنوات.. وكلهم الآن تحت سيطرتي تماماً.
كبير الشياطين: حسناً شكرا لك.. انصرف.
(يبتعد الشيطان المتأنق ويتجه ناحية اليمين)
كبير الشياطين: (مخاطبا الكاتب) لقد تعبت.. هل بقي هناك الكثير من الأعمال؟ من ومن الذي قدم لنا تقريره ومن الذي لم يقدمه بعد؟
الكاتب: (يعد على أصابعه ويشير مع العد إلى الشياطين الواقفين على اليمين. ينحني كل شيطان حين يذكر اسمه) تلقينا من شيطان السادة تقريره.. لقد أغوى 1836 فريسة، وتلقينا من شيطان التجار تقريره، وأغوى 9643 تاجراً، وتلقينا من شيطان القسس تقريره، وأغوى 1517 قسيساً، وتقدم شيطان الرهبان بتقريره، وأغوى 112 راهباً وراهبة، ثم كان تقرير شيطان القضاة ، وأغوى 3423 قاضياً، واستمعنا بعد ذلك إلى تقرير شيطان النساء، وأغوى 263753 فريسة من بينها 186315 امرأة متزوجة و 17438 فتاة.. ولم يبق سوى اثنين من الشياطين: شيطان موظفي المصالح الحكومية وشيطان الفلاحين.
كبير الشياطين: يبدو أنه ينبغي الانتهاء من التقارير الآن (مخاطباً الحاجب) أدخل التالي!
(يدخل شيطان موظفي المصالح الحكومية وينحني محيياً كبير الشياطين)
كبير الشياطين: ها كيف الأخبار؟ كيف تسير أحوالك؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: (يضحك طول الوقت ويفرك يديه حبوراً) بصفة عامة.. أحوالي لا تسر عدواً ولا حبيباً، ولكن الفريسة هذه المرة لا أذكر لها مثيلاً منذ بدء الخليقة..
كبير الشياطين: أفهم من هذا أنك أغويت عدداً كبيراً؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: ليست الأهمية في العدد.. فرغم أن العدد قليل.. وهو 1350 إنسياً فقط، إلا أنهم رجال بمعنى الكلمة.. نعم رجال يستطيعون حمل المسئولية نيابة عن الشياطين.. رجال قادرون على إيقاع الناس في أحابيلهم أفضل من الشياطين أنفسهم.. لقد علمتهم موضة جديدة.
كبير الشياطين: وأي موضة جديدة هذه؟
شيطان موظفي المصالح الحكومية: الموضة التالية.. كان الموظفون فيما سبق سبق يخدعون الناس تحت إشراف القضاة، أما الآن فقد علمتهم العمل وحدهم.. بصفة مستقلة عنهم.. وأصبح من يدفع لهم أكثر يلقى المزيد من اهتمامهم وسعيهم.. انهم يبذلون لمن يدفع لهم قدراً من الهد لدرجة أنهم يعملون من الحبة قبة ليكسبوا من وراء ذلك.. انهم يوقعون الناس في شراكهم أفضل بكثير من الشياطين ..
كبير الشياطين: حسناً سأتحقق من هذا بنفسي هيا.. انصرف .. (يتجه شيطان موظفي المصالح الحكومية ناحية اليمين)
كبير الشياطين: (مخاطباً الكاتب) ادخل الأخير!
(يدخل شيطان الفلاحين ممسكاً بشقة الخبز. يركع أمام كبير الشياطين)
شيطان الفلاحين: لا أستطيع العيش بعد الان.. أرجوك أن تعينني في مكان آخر..
كبير الشياطين: أعينك في مكان آخر؟! ما هذا الهراء الذي تهذي به؟! انهض وتحدث كما ينبغي أن يكون عليه حديث العقلاء.. هيا تقدم بتقريرك.. هل أغويت الكثير من الفلاحين خلال هذا الأسبوع؟
شيطان الفلاحين: (يبكي) .. لم أغوِ فلاحاً واحداً !
كبير الشياطين: ماذا تقول؟ لم تغوِ فلاحاً واحداً؟! كيف لم تغوِ فلاحاً واحداً؟! ماذا إذن كنت تفعل؟ أين إذن كنت تتسكع؟
شيطان الفلاحين: (يشكو باكياً) لم أكن أتسكع على الإطلاق.. كنت أبذل كل ما في طاقتي طول الوقت، ولكني لم أستطع تحقيق شيء.. ها قد سرقت شقة الخبز الأخيرة لدى أحدهم وأمام عينيه، ومع ذلك لم يسب أو يلعن، بل تمنى لمن أخذها أن ياكلها هنيئاً مريئا.
كبير الشياطين: ماذا تقول؟ ما هذا الذي تتمتم به؟ هيا تمخط وأفصح، فمن الصعب تمييز ما تقول.
شيطان الفلاحين: الحكاية أن فلاحاً كان يحرث الأرض، وكنت أعلم أن لديه شقة خبز ولا شيء غيرها ليأكله، فقمت بسرقة شقة الخبز هذه. وكان المفروض أن يلعن ويسب.. ولكن ما الذي حدث؟ لقد قال .. فليأكلها من أخذها هنيئاً مرئيا.. وها أنا قد جئت بشقة الخبز.. ها هي..
كبير الشياطين: حسناً فيما يتعلق بأمر هذا الفلاح.. وكيف الحال بالنسبة للآخرين؟
شيطان الفلاحين: كلهم على هذا النحو.. لم أستطع إغواء فلاح واحد.
كبير الشياطين: كيف تجرؤ على العودة إلي خالي اليدين؟ والأدهى من ذلك تجيء لي بشقة خبز لا تساوي قشرة بصلة.. هل قررت السخرية مني؟ هه؟ أتريد أن تأكل العيش في الجحيم مجاناً؟ الآخرون هنا يبذلون كل جهدهم ويسعون في عملهم. ها هم (يشير إلى الشياطين) منهم من أغوى 10000 ، وآخر أغوى 20000 ، وثالث حصيلته 200000 ، بل أغوى أحدهم 112 من الرهبان .. وها أنت قد عدت صفر اليدين، والأكثر من ذلك جئت بما تسميه شقة خبز.. ثم تحكي لي حكايات لا أصل لها ولا فصل.. انك في حقيقة الأمر ، تتسكع ولا تعمل، وهذا هو الذي جعل الفلاحين يشقون عصا الطاعة عليك.. مهلاً يا عزيزي.. سألقنك درساً لن تنساه.
شيطان الفلاحين: أتوسل إليك ألا تأمر بعقابي، واسمح لي بكلمة أقولها أولاً.. ان الشياطين الآخرين حالهم أفضل بكثير سواء كانوا يتعاملون مع السادة أو التجار أو النساء.. فالأمر هنا بسيط ولا يستغلق على أحد.. فما عليك إلا أن ترمي الطعم.. قبعة من فراء السمور وضيعة.. لهذا السيد أو ذلك حتى يقع في شباكك على الفور، وبعد ذلك لك أن تسيره كيفما تشاء... وكذلك الحال بالنسبة للتاجر.. أره المال وحرك فيه الحسد والحقد، وبعد ذلك سيره كما تشاء، بل مكنك أن تقوده كمن يقاد بحبل أحاطت أنشوطته بعنقه ولا يستطيع الافلات منها. ولا يخفى الأمر كذلك بالنسبة للنساء.. أغوِ المرأة بالملابس والحلوى، بعد ذلك تجدها طوع يديك.. أما الفلاحون، فليس وراءهم سوى التعب. كيف يمكن التغلغل إلى نفس الفلاح إذا كان يعمل من الصباح الباكر حتى الليل، بل ويعمل في بعض الأحيان بالليل كذلك، كما أنه لا يبدأ عمله إلا بذكر الله؟ أتوسل إليك يا أبتي أن تعفيني من هؤلاء الفلاحين، لقد أعياني التعامل معهم.. كما أنني أثرت سخطك عليّ..
كبير الشياطين: إنك تكذب أيها الكسول.. ليس هناك ما يدعو إلى ذكر الآخرين.. فإنهم لا يغوون التجار والسادة والنساء إلا لأنهم يعرفون كيف يخاتلون، ويخترعون سبلاً جيددة في الايقاع بالناس.. وعلى سبيل المثال.. ها هو شيطان موظفي المصالح الحكومية يخترع مدخلاً جديداً تماماً في تعاملاته.. وعليك أن تخترع أنت الآخر سبيلاً للسيطرة عليهم .. هه .. يا لها من معجزة أن سرقت شقة خبز! والأدهى أنه يفتخر بذلك! عليك أن تنثر عليهم شباكاً متنوعة، وسيقعون حتماً في أي منها.. ولكن بما أنك تلهو وتتسكع، وأطلقت لهم الحبل على الغارب، فانهم.. أي هؤلاء الفلاحون المسئول عنهم أنت.. قد استشعروا القوة ، فجثموا على صدرك.. والأكثر من ذلك أنهم لم يعودوا يبخلون بشقة الخبز.. وإذا حدث وتأصلت في نفوسهم هذه العادة وعلموها نساءهم فانهم، في هذه الحال، سيشقون عصا الطاعة كلية.. عليك أن تفكر وتدبر حيلة ما للتعامل معهم.. عليك أن تخرج من مأزقك هذا بالطريق التي ترتئيها.
شيطان الفلاحين: لا أدري ما الذي يمكن تدبيره من حيل؟ . أتوسل إليك أن تعفيني من العمل مع الفلاحين.. لم أعد أستطيع العمل معهم.
كبير الشياطين: (بغضب) ماذا تقول؟ لا تستطيع؟! أتعتقد أن أقوم أنا شخصياً بدلاً منك؟ هه؟
شيطان الفلاحين: لا أستطيع العمل معهم..
كبير الشياطين: لا تستطيع؟ ! إذن انتظر! أحضروا السياط وأجلدوه!
(يمسك الحراس الشيطان ويجلدونه)
شيطان الفلاحين: آه ! .. آه ! .. آه ! ..
كبير الشياطين: هل توصلت إلى حيلة جديدة أم لا؟
شيطان الفلاحين: آه.. ! آه .. ! لا أستطيع التوصل إلى شيء.
كبير الشياطين: استمروا في جلده!
(يجلدونه)
ها.. هل توصلت إلى شيء ؟
شيطان الفلاحين: آه.. نعم .. توصلت .. توصلت !
كبير الشياطين: هيا أخبرني بما توصلت إليه.
شيطان الفلاحين: لقد توصلت إلى وسيلة ستجعلني أحكم عليهم جميعاً قبضتي، ولكن اسمح لي فقط أن أعمل أجيراً لدى الفلاح.. ثم أنني لا أنوي الكشف عما سأفعله مسبقاً.
كبير الشياطين: لا بأس، ولكن عليك أن تتذكر دائماً وأبداً أنه لو لم تستحق عن جدارة كسرة الخبز التي تأكلها خلال ثلاث سنوات، سأحميك في الماء المقدس*.
شيطان الفلاحين: سيكونون جميعاً تحت سيطرتي خلال ثلاث سنوات.
كبير الشياطين: حسناً.. بعد ثلاث سنوات سآتي لأرى بنفسي.
* يقصد أنه سيسقطه في الماء المقدس فيحرق على الفور. والماء المقدس يستخدم في الكنائس بعد غمس الصليب فيه ويعتقد أنه يقي الانسان من الشرور.
:klhfl: يتبع... لما تقرونها اكمل :klhfl: انشاءالله بليل أو باجر احط التكمله