- إنضم
- 29 يونيو 2012
- المشاركات
- 53
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
سامي بن خالد الحمود
الحمد لله العزيز الوهاب ، غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، بفضله يفتح للمستغفرين الأبواب، وبرحمته ييسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) .
أما بعد .. فتح الباب ، فإذا بصبي يخرج من البيت مسرعاً ، وهو يستغيث ويبكي، وإذا بأمه تجري خلفه ، فلما ابتعد أغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت .
وقف الصبي وفكر ، إلى أين يذهب؟ .. لم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ، ولا من يؤيه غير والدته .. فرجع مكسور القلب حزيناً ، لكنه وجد الباب مغلقاً .. فتوسد عتبة الباب ، ووضع خده على التراب ونام .. مضت اللحظات ، وتحرك قلب الأم .. فلما فتحت الباب ورأته على هذه الحال انتفض قلبها ، فرمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي ، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك ، والشفقة عليك ، وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت البيت.
هل تظنون أيها الأحبة أن هذه الأم أرحم بولدها من رحمة الله بنا ، وحبه الخير لنا ، وقبوله لتوباتنا؟
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) ، (وإن الله بكم لرؤوف رحيم) ، (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً) .
أيها الأحبة .. عنوان هذا اللقاء: (خطوات عملية للتوبة) .
وسبب طرح هذا الموضوع ، ما يشكو منه كثير من الناس والشباب خصوصاً: أنا لا أصلي ، أنا مدمن ، أنا عندي بعض المنكرات: فواحش ، سماع محرم ، نظر محرم ..... الخ قد أحاطت بي الذنوب ، وأثقلتني عن السير إلى الله علام الغيوب ، فكيف أتوب؟
حال هؤلاء ، كالغريق ينتظر من يأخذ بيده، وكالتائه يبحث عن طريقه ، ويلتمس بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور.
ونحن نقول لهؤلاء الإخوة ، كلنا كذلك .
وإذا كنت يا أخي تظن أن الحديث عن التوبة إنما هو لأصحاب الكبائر والموبقات ، تاركي الصلوات ، متعاطي الجرائم والفواحش والمخدرات، وأن الشاب المهتدي والمستقيم خارج هذه الدائرة ، إذا كنت تظن ذلك ، فأنت أول المطالبين بالتوبة من هذه الحيلة الشيطانية .
التوبة فريضة كل مسلم ، ولهذا خاطب الله تعالى الصحابة في المدينة ، بعد تضحياتهم ، وهجرتهم في الله ، وجهادهم في سبيل الله ، فقال: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) .
وهاهو سيد التائبين وإمام المستغفرين صلى الله عليه وسلم ، يقول كما في صحيح مسلم عن الأغر بن يسار رضي الله عنه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّة" .
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغفور . رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .
إخوتي في الله .. كيف نتوب؟ وقبل أن نقول كيف نتوب ، نقول: كيف حالنا مع الذنوب؟
أولاً) حالنا مع الذنوب؟
كلنا مذنبون مخطئون .. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : {كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} رواه الترمذي وحسنه الألباني .
ولهذا كانت التوبة أول منازل العبادة وأوسطها وآخرها .
حياتنا كلها تدور على مقاومة الذنوب ومدافعتها، ولو لم نكن كذلك لذهب الله بنا وأتى بغيرنا ليذنبوا فيغفرَ لهم .
ولا يعني هذا التهوين من خطر الذنوب وشؤمها فهي كما يقول ابن القيم:" مثل السموم مضرة بالذات ، فإن تداركها من سقي بالأدوية المقاومة لها ، وإلا قهرت القوة الإيمانية وكان الهلاك" .
- إذن ، الفرق بين الناس ، ليس في العصمة السلامة من الذنوب ، بل الفرق في أحوالهم مع الذنوب وتعاملهم معها .
وإذا كانت الذنوب كالسموم أوالأمراض ، فهي درجات ، منها المرض العارض ، ومنها الشديد ، ومنها المزمن الذي يحتاج لعلاج قوي .
من المهم أن يشخص الإنسان حالته، ويضع المشكلة في حجمها الحقيقي حتى يعرف علاجها.
وقد ذكر ابن القيم أربع مراتب للناس مع الذنوب:
1- مرتبة الخوف والحزن عند المعصية:
بحيث أن العبد بمجرد أن يذنب ، ينتفض قلبه ، وينظر إلى ما كان من انخلاعه عن الإعتصام بالله حين إيتان الذنب ، كيف أن الله خذله ، وخلى بينه وبين نفسه ، ومنع عصمته عنه ، مع تيقنه نظر ربه إليه ، واطلاعه عليه ، فتراه خائفاً مضطرباً حزيناً لوقوعه في الذنب .
وصاحب هذه المرتبة قريب من الرجوع والنجاة .
ومن ذلك ما وقع لبعض الصحابة .. في صحيح مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ أَعَادَ مرة أخرى فَسَكَتَ عَنْهُ ، ثم َأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، لَحِقَ به الرَّجُلُ فأعاد عليه ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ ، أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . َقَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ .
الله أكبر ، ما أسرع مغفرته للمذنبين ، وما أقرب رحمته للمحسنين ، متى ما عرضت لهم الذنوب (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) ، و (تذكروا فإذا هم مبصرون) .
2- مرتبة الفرح بالذنب :
فإنه متى تكرر الذنب ، واشتدت الغفلة ، تحول خوف العاصي وحزنه إلى فرح وانبساط عند الظفر بالشهوة المحرمة .
وهذا الفرح خطير ، لأنه دليل على شدة الرغبة في المعصية ، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها ، والجهل بقدر من عصاه سبحانه .
ومن كان كذلك ، فليخش على إيمانه ، ولبيك على موت قلبه ، وليحذر من أن يوافي ربه على ذلك .
3- مرتبة الإصرار على الذنب :
فإن تكرار الذنب يقود العاصي ولا بد إلى الإدمان أو الإصرار ، والإصرار على المعصية ذنب عظيم ، لعله أعظم من نفس المعصية . ولهذا قيل: لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار .
4- مرتبة المجاهرة وإشاعة المعصية:
وهذه المرتبة من أخطر المراتب ، وصاحبها متوعد بعدم المعافاة ، كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كل أمتي معافى إلا المجاهرين) .
سبحان الله .. كيف يجاهر المجاهر بالذنب ، وهو يتيقن نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه إليه ، فإن آمن بنظره إليه وأقدم على المجاهرة فهو قلة حياء مع الله . وإن لم يؤمن بنظره إليه واطلاعه عليه ، فذلك كفر وانسلاخ من الإسلام بالكلية .
ولهذا كان المجاهر كما يقول ابن القيم دائراً بين الأمرين : بين قلة الحياء ، وبين الكفر والانسلاخ من الدين عياذاً بالله .
المشكلة أن كثيراً من الشباب يتساهلون في هذه القضية .
خذ على سبيل المثال ، بعض الشباب الذين ابتلوا النظر إلى المشاهد الخليعة والصور القبيحة ، بعضهم لم يكتفوا بالاحتفاظ بها والنظر إليها في الحاسوب أو الجوال ، بل راحوا يجاهرون بها ويشيعونها ، ويتناقلونها مع أصحابهم وأقرانهم ، ويهدونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون ؛ ولا يدركون مغبة ما يفعلون!! فويل لهم مما يكسبون .
تصوروا أيها الإخوة أن أحد الشباب أرسل صورة واحدة فقط لصاحبه ، فأرسلها الثاني لغيره وهكذا ، وصلت الرسالة في يوم أو يومين إلى مئة أو مئتين ، وفي أسبوع إلى ألف أو ألفين ، وتزداد الآثام بمرور الأيام ، حتى تصل إلى عشرات الآلاف .. كل هؤلاااااء يحمل وزرَهم جميعاً مرسلُ الرسالة الأول ، من غير أن ينقصَ شيء من أوزارهم .. قال الله تعالى: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) ، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) .
وقد يرسل الشاب مادة إباحية إلى زميله ؛ فيرتكبُ زميله بسببها الزنى ، أو عملَ قوم لوط ، أو يمارسُ العادة المحرمة ، فيكون وزرُه عليه وعلى صاحبه .
هذا الشاب مجاهر بعصيانه ، وبقدر نشره لهذه المواد المحرمة تكون مجاهرته ، فإن مات وهو مصر على المجاهرة ؛ فهو بعيد عن العافية ، جدير بالمؤاخذة ، عياذاً بالله.
وقد روى مالكٌ مرسلاً ووصله الحاكم وصححه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع والحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله).
ثانياً) كيف أتوب؟ (شروط التوبة ، خطوات عملية للتوبة)
هل التوبة تحتاج إلى فقه وتعليم؟
هل التوبة أن نأتي بالشاب ونقول له: أطلق لحيتك ، وقصر ثوبك والحمد لله .. أم أن الأمر كما قال ابن القيم: ((وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا)) .
التوبة أيها الأحبة عبادة عظيمة لا تكون صحيحة مقبولة ، إلا بالقيام بحقيقتها وتحقيق شروطها .
إذن ، ما هي شروط التوبة التي لا تصح إلا بها؟
المشهور عند أهل العلم أربعة شروط: شرط في الحاضر ، وشرط في الماضي ، وشرط في المستقبل ، وشرط في حقوق العباد .
1) شرط في الحاضر ، وهو الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة.
طيب .. لو رجع إلى الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة على الصحيح ، ولكنه يحتاج الى توبة جديدة كلما عاد إلى الذنب وهكذا .
2) شرط في الماضي ، وهو الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: فلا تصح التوبة إلا من نادمٍ حزين ، آسفٍ على ما بدر منه من المعاصي، ولهذا لا يعد نادماً من يفتخر بمعاصيه السابقة ويتباهى بها، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الندم توبة} . كما عند أحمد وابن ماجه وصححه الألباني .
ما معنى الندم هنا؟ نعم ، الندم على المعصية خوفاً من الله ، وليس ندماً على ما أنفق من الأموال ، أو ما أصابه من الأمراض بسبب المعصية .
والله سبحانه يحب من عبده الندم وانكسار القلب والتملق .
جرب هذا يا أخي: فإذا وقعت في الذنب فانكسر لربك واندم ، وقل: يارب : لم يكن مني ما كان عن استهانة بحقك ، ولا جهلاً به ، ولا إنكاراً لاطلاعك ، ولا استهانة بوعيدك ؛ وإنما كان من غلبة الهوى ، وطمعاً في مغفرتك ، واتكالاً على عفوك ، وحسنَ ظن بك ، ورجاءً لكرمك ، وطمعاً في سعة حلمك ورحمتك ، وغرني بك الغرور ، والنفس الأمارة بالسوء ، وسترك المرخي علي ، وأعانني جهلي ، ولا سبيل إلى الاعتصام لي إلا بك ، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي ... وهكذا من الدعوات الطيبات .
ولهذا كان سيد الاستغفار ، أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال صلى الله عليه وسلم: ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة . رواه البخاري عن شداد بن أوس .
3) شرط في المستقبل ، وهو العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.
4) ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } رواه البخاري .
هناك شروط أخرى دلت عليها الأدلة وهي:
1- الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) .
وإذا أخلص العبد لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله لم يوفق للتوبة ، وإن وفق لها في أول الأمر فإنه سرعان ما ينتكس .
قال ابن تيمية: " فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قَطُّ أحلى من ذلك، ولا ألذّ، ولا أمتع، ولا أطيب .
قال الله - تعالى - في حق يوسف كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) ، فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله" الخ كلامه رحمه الله .
يحدثني بعض الناس أن شاباً تقدم لإحدى الأسر للزواج منهم ، فذهبوا إلى إمام المسجد ليسألوه عنه ، فلما سألوه ، قال: عسى ما أنتم بتزوجونه بنتكم؟
قالوا: نعم كيف عرفت؟ قال: هذا الشاب ما يعرف المسجد أبدا ، لكن في هذه الأيام بدا الشاب يصلي ، وكلما صلى جاني وقال: هاه تراني فلان ولد آل فلان .. فقلت: هذا أكيد بيعرس ولا عنده شي .
يتبع :eh_s(7):
الحمد لله العزيز الوهاب ، غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، بفضله يفتح للمستغفرين الأبواب، وبرحمته ييسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً) .
أما بعد .. فتح الباب ، فإذا بصبي يخرج من البيت مسرعاً ، وهو يستغيث ويبكي، وإذا بأمه تجري خلفه ، فلما ابتعد أغلقت الباب في وجهه ودخلت البيت .
وقف الصبي وفكر ، إلى أين يذهب؟ .. لم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ، ولا من يؤيه غير والدته .. فرجع مكسور القلب حزيناً ، لكنه وجد الباب مغلقاً .. فتوسد عتبة الباب ، ووضع خده على التراب ونام .. مضت اللحظات ، وتحرك قلب الأم .. فلما فتحت الباب ورأته على هذه الحال انتفض قلبها ، فرمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي ، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي؟ ألم أقل لك : لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك ، والشفقة عليك ، وإرادتي الخير لك ؟ ثم أخذته ودخلت البيت.
هل تظنون أيها الأحبة أن هذه الأم أرحم بولدها من رحمة الله بنا ، وحبه الخير لنا ، وقبوله لتوباتنا؟
(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) ، (وإن الله بكم لرؤوف رحيم) ، (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكراً عليماً) .
أيها الأحبة .. عنوان هذا اللقاء: (خطوات عملية للتوبة) .
وسبب طرح هذا الموضوع ، ما يشكو منه كثير من الناس والشباب خصوصاً: أنا لا أصلي ، أنا مدمن ، أنا عندي بعض المنكرات: فواحش ، سماع محرم ، نظر محرم ..... الخ قد أحاطت بي الذنوب ، وأثقلتني عن السير إلى الله علام الغيوب ، فكيف أتوب؟
حال هؤلاء ، كالغريق ينتظر من يأخذ بيده، وكالتائه يبحث عن طريقه ، ويلتمس بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور.
ونحن نقول لهؤلاء الإخوة ، كلنا كذلك .
وإذا كنت يا أخي تظن أن الحديث عن التوبة إنما هو لأصحاب الكبائر والموبقات ، تاركي الصلوات ، متعاطي الجرائم والفواحش والمخدرات، وأن الشاب المهتدي والمستقيم خارج هذه الدائرة ، إذا كنت تظن ذلك ، فأنت أول المطالبين بالتوبة من هذه الحيلة الشيطانية .
التوبة فريضة كل مسلم ، ولهذا خاطب الله تعالى الصحابة في المدينة ، بعد تضحياتهم ، وهجرتهم في الله ، وجهادهم في سبيل الله ، فقال: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) .
وهاهو سيد التائبين وإمام المستغفرين صلى الله عليه وسلم ، يقول كما في صحيح مسلم عن الأغر بن يسار رضي الله عنه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، تُوبُوا إِلَى اللَّهِ ، فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّة" .
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغفور . رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .
إخوتي في الله .. كيف نتوب؟ وقبل أن نقول كيف نتوب ، نقول: كيف حالنا مع الذنوب؟
أولاً) حالنا مع الذنوب؟
كلنا مذنبون مخطئون .. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : {كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون} رواه الترمذي وحسنه الألباني .
ولهذا كانت التوبة أول منازل العبادة وأوسطها وآخرها .
حياتنا كلها تدور على مقاومة الذنوب ومدافعتها، ولو لم نكن كذلك لذهب الله بنا وأتى بغيرنا ليذنبوا فيغفرَ لهم .
ولا يعني هذا التهوين من خطر الذنوب وشؤمها فهي كما يقول ابن القيم:" مثل السموم مضرة بالذات ، فإن تداركها من سقي بالأدوية المقاومة لها ، وإلا قهرت القوة الإيمانية وكان الهلاك" .
- إذن ، الفرق بين الناس ، ليس في العصمة السلامة من الذنوب ، بل الفرق في أحوالهم مع الذنوب وتعاملهم معها .
وإذا كانت الذنوب كالسموم أوالأمراض ، فهي درجات ، منها المرض العارض ، ومنها الشديد ، ومنها المزمن الذي يحتاج لعلاج قوي .
من المهم أن يشخص الإنسان حالته، ويضع المشكلة في حجمها الحقيقي حتى يعرف علاجها.
وقد ذكر ابن القيم أربع مراتب للناس مع الذنوب:
1- مرتبة الخوف والحزن عند المعصية:
بحيث أن العبد بمجرد أن يذنب ، ينتفض قلبه ، وينظر إلى ما كان من انخلاعه عن الإعتصام بالله حين إيتان الذنب ، كيف أن الله خذله ، وخلى بينه وبين نفسه ، ومنع عصمته عنه ، مع تيقنه نظر ربه إليه ، واطلاعه عليه ، فتراه خائفاً مضطرباً حزيناً لوقوعه في الذنب .
وصاحب هذه المرتبة قريب من الرجوع والنجاة .
ومن ذلك ما وقع لبعض الصحابة .. في صحيح مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه ، قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ وَنَحْنُ قُعُودٌ مَعَهُ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَصَبْتُ حَدًّا فَأَقِمْهُ عَلَيَّ ، فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، ثُمَّ أَعَادَ مرة أخرى فَسَكَتَ عَنْهُ ، ثم َأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، لَحِقَ به الرَّجُلُ فأعاد عليه ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: أَرَأَيْتَ حِينَ خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكَ ، أَلَيْسَ قَدْ تَوَضَّأْتَ فَأَحْسَنْتَ الْوُضُوءَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ: ثُمَّ شَهِدْتَ الصَّلَاةَ مَعَنَا؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . َقَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ .
الله أكبر ، ما أسرع مغفرته للمذنبين ، وما أقرب رحمته للمحسنين ، متى ما عرضت لهم الذنوب (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) ، و (تذكروا فإذا هم مبصرون) .
2- مرتبة الفرح بالذنب :
فإنه متى تكرر الذنب ، واشتدت الغفلة ، تحول خوف العاصي وحزنه إلى فرح وانبساط عند الظفر بالشهوة المحرمة .
وهذا الفرح خطير ، لأنه دليل على شدة الرغبة في المعصية ، والجهل بسوء عاقبتها وعظم خطرها ، والجهل بقدر من عصاه سبحانه .
ومن كان كذلك ، فليخش على إيمانه ، ولبيك على موت قلبه ، وليحذر من أن يوافي ربه على ذلك .
3- مرتبة الإصرار على الذنب :
فإن تكرار الذنب يقود العاصي ولا بد إلى الإدمان أو الإصرار ، والإصرار على المعصية ذنب عظيم ، لعله أعظم من نفس المعصية . ولهذا قيل: لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار .
4- مرتبة المجاهرة وإشاعة المعصية:
وهذه المرتبة من أخطر المراتب ، وصاحبها متوعد بعدم المعافاة ، كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سبحان الله .. كيف يجاهر المجاهر بالذنب ، وهو يتيقن نظر الرب جل جلاله من فوق عرشه إليه ، فإن آمن بنظره إليه وأقدم على المجاهرة فهو قلة حياء مع الله . وإن لم يؤمن بنظره إليه واطلاعه عليه ، فذلك كفر وانسلاخ من الإسلام بالكلية .
ولهذا كان المجاهر كما يقول ابن القيم دائراً بين الأمرين : بين قلة الحياء ، وبين الكفر والانسلاخ من الدين عياذاً بالله .
المشكلة أن كثيراً من الشباب يتساهلون في هذه القضية .
خذ على سبيل المثال ، بعض الشباب الذين ابتلوا النظر إلى المشاهد الخليعة والصور القبيحة ، بعضهم لم يكتفوا بالاحتفاظ بها والنظر إليها في الحاسوب أو الجوال ، بل راحوا يجاهرون بها ويشيعونها ، ويتناقلونها مع أصحابهم وأقرانهم ، ويهدونها إلى من يعرفون ومن لا يعرفون ؛ ولا يدركون مغبة ما يفعلون!! فويل لهم مما يكسبون .
تصوروا أيها الإخوة أن أحد الشباب أرسل صورة واحدة فقط لصاحبه ، فأرسلها الثاني لغيره وهكذا ، وصلت الرسالة في يوم أو يومين إلى مئة أو مئتين ، وفي أسبوع إلى ألف أو ألفين ، وتزداد الآثام بمرور الأيام ، حتى تصل إلى عشرات الآلاف .. كل هؤلاااااء يحمل وزرَهم جميعاً مرسلُ الرسالة الأول ، من غير أن ينقصَ شيء من أوزارهم .. قال الله تعالى: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) ، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) .
وقد يرسل الشاب مادة إباحية إلى زميله ؛ فيرتكبُ زميله بسببها الزنى ، أو عملَ قوم لوط ، أو يمارسُ العادة المحرمة ، فيكون وزرُه عليه وعلى صاحبه .
هذا الشاب مجاهر بعصيانه ، وبقدر نشره لهذه المواد المحرمة تكون مجاهرته ، فإن مات وهو مصر على المجاهرة ؛ فهو بعيد عن العافية ، جدير بالمؤاخذة ، عياذاً بالله.
وقد روى مالكٌ مرسلاً ووصله الحاكم وصححه ، وصححه الألباني في صحيح الجامع والحاكم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها ، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله).
ثانياً) كيف أتوب؟ (شروط التوبة ، خطوات عملية للتوبة)
هل التوبة تحتاج إلى فقه وتعليم؟
هل التوبة أن نأتي بالشاب ونقول له: أطلق لحيتك ، وقصر ثوبك والحمد لله .. أم أن الأمر كما قال ابن القيم: ((وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها، فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا)) .
التوبة أيها الأحبة عبادة عظيمة لا تكون صحيحة مقبولة ، إلا بالقيام بحقيقتها وتحقيق شروطها .
إذن ، ما هي شروط التوبة التي لا تصح إلا بها؟
المشهور عند أهل العلم أربعة شروط: شرط في الحاضر ، وشرط في الماضي ، وشرط في المستقبل ، وشرط في حقوق العباد .
1) شرط في الحاضر ، وهو الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة.
طيب .. لو رجع إلى الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة على الصحيح ، ولكنه يحتاج الى توبة جديدة كلما عاد إلى الذنب وهكذا .
2) شرط في الماضي ، وهو الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: فلا تصح التوبة إلا من نادمٍ حزين ، آسفٍ على ما بدر منه من المعاصي، ولهذا لا يعد نادماً من يفتخر بمعاصيه السابقة ويتباهى بها، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الندم توبة} . كما عند أحمد وابن ماجه وصححه الألباني .
ما معنى الندم هنا؟ نعم ، الندم على المعصية خوفاً من الله ، وليس ندماً على ما أنفق من الأموال ، أو ما أصابه من الأمراض بسبب المعصية .
والله سبحانه يحب من عبده الندم وانكسار القلب والتملق .
جرب هذا يا أخي: فإذا وقعت في الذنب فانكسر لربك واندم ، وقل: يارب : لم يكن مني ما كان عن استهانة بحقك ، ولا جهلاً به ، ولا إنكاراً لاطلاعك ، ولا استهانة بوعيدك ؛ وإنما كان من غلبة الهوى ، وطمعاً في مغفرتك ، واتكالاً على عفوك ، وحسنَ ظن بك ، ورجاءً لكرمك ، وطمعاً في سعة حلمك ورحمتك ، وغرني بك الغرور ، والنفس الأمارة بالسوء ، وسترك المرخي علي ، وأعانني جهلي ، ولا سبيل إلى الاعتصام لي إلا بك ، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي ... وهكذا من الدعوات الطيبات .
ولهذا كان سيد الاستغفار ، أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . قال صلى الله عليه وسلم: ومن قالها من النهار موقناً بها، فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ، ومن قالها من الليل وهو موقن بها ، فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة . رواه البخاري عن شداد بن أوس .
3) شرط في المستقبل ، وهو العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.
4) ردّ المظالم إلى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق إلى أصحابها ؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } رواه البخاري .
هناك شروط أخرى دلت عليها الأدلة وهي:
1- الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: (إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) .
وإذا أخلص العبد لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله لم يوفق للتوبة ، وإن وفق لها في أول الأمر فإنه سرعان ما ينتكس .
قال ابن تيمية: " فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قَطُّ أحلى من ذلك، ولا ألذّ، ولا أمتع، ولا أطيب .
قال الله - تعالى - في حق يوسف كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) ، فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله" الخ كلامه رحمه الله .
يحدثني بعض الناس أن شاباً تقدم لإحدى الأسر للزواج منهم ، فذهبوا إلى إمام المسجد ليسألوه عنه ، فلما سألوه ، قال: عسى ما أنتم بتزوجونه بنتكم؟
قالوا: نعم كيف عرفت؟ قال: هذا الشاب ما يعرف المسجد أبدا ، لكن في هذه الأيام بدا الشاب يصلي ، وكلما صلى جاني وقال: هاه تراني فلان ولد آل فلان .. فقلت: هذا أكيد بيعرس ولا عنده شي .
يتبع :eh_s(7):