لست منها

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
لَسْتَ مِنْها

تَظُنُّ الشِّعْرَ رَهْنا ً للفُؤادِ ... يسيلُ مُسَخَّراً تَحْتَ الأيادي

كَمُهْرٍ مِنْ عِرابٍ تَمْتَطيهِ ... كَسَيْفٍ سُلَّ مِنْ غِمْدِ العِنادِ

كَسَبَّاحٍ يُعانِقُ ماءَ بَحْرٍ ... يَقودُ الماءَ مِنْ غَيْرِ انْقيادِ

يَطيرُ مَعَ الحَمامِ بلا جناحٍ ... سوى وَزْنٍ يَرِنُّ بِكُلِّ نادي

وَيَرْسو كالسَفينِ بماءِ طَيْفٍ ... وَيَمْضي كالربيعِ رقيقَ هادي

رَفيقاً لا يَخونُ مُصاحِبيهِ ... سَمِيرَ الصَبِّ في لَيْلِ السَوادِ

أنيساً لا يَمِلُّ مُسامِروهُ ... ولوْ سارَ السميرُ إلى سُهادِ

يُنادي مِثْلَما نادتْ عيونٌ ... على ليلي وَعَبْلٍ أوْ سُعادِ

تَظُنُّ الشِّعْرَ بَيْتا ً يَحْتَوينا ... يُديمُ وجودَنا بَعْدَ الرُقادِ

يقولُ الشِعْرُ يا وَلَدي بِماذا ... نُحابي شَاعِرا ً دونَ الوِلادِ

تُنَظِّمُ أحْرُفَا ً قُلْ لي أهذا ... رَصَيفُ النَظْمِ أمْ نَثْرُ الرَّمادِ

تَرَفَّقْ واصْطَبِرْ واسمَعْ مُجيبا ً ... وَحَفّزْ مُقْلة ً تًشْفي الأعادي

وَكُنْ مُتَسَرْبِلاً صَمْتا ً طَويلاً ... فَلَسْتَ مِنَ القَريضِ ولا تُنادي

وَخَلِّ عَنِ الكِتابةِ لَسْتَ مِنْها ... وَلَوْ لَطَّخْتَ ثَوْبَكَ بالمِدادِ *

أنا حَرْفٌ طليقٌ لا تَراهُ ... أنا شادٍ يُناجي كُلَّ شادي