- إنضم
- 1 فبراير 2011
- المشاركات
- 438
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
لحظات مع جلالة السلطان قابوس
أخبرني أحد الاصدقاء بقصة لقائه مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله، هذا اللقاء الذي تم بالصدفة ودون ترتيب مسبق، يروي تفاصيله لحظة بلحظة فيقول:
كنت مع عائلتي في مسقط حين وقع الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وبلغنا النبأ السيئ الذي حط على رؤوسنا كالصاعقة، فقلب كياننا، وادمى قلوبنا، واغرق محاجرنا، كنا نعيش فترة صعبة، في صدمة وذهول، ولا نعلم ماذا حل بالوطن وما هو مصير الاهل والاصدقاء هناك، كنا في شوق الى سماع الاخبار، وفي حاجة الى من يواسينا ويطمئننا.
مرت عدة ايام من وقوع الغزو العراقي الغاشم، واجتمع الكويتيون في مكان واحد موزعين على عدد من الشقق المتجاورة، وفي احدى الليالي التي لم أذق طعم النوم فيها قررت ان اخرج لاستمع الى الاخبار في الراديو، فذهبت دون وجهة محددة، واخذت أسير بجانب الطريق العام واقلب الموجات بين محطة واخرى، وافكر بالعواقب التي ستترتب على هذه الجريمة الكبرى، مستذكرا وطني العزيز واهله الكرام.
كانت السيارات التي تمر في الطريق قليلة لان الوقت بدأ يقترب من منتصف الليل، ثم لاحظت سيارة وقفت الى جانب الطريق، وترجل قائدها منها وتوجه الي، ثم لاحظت ان هناك سيارة اخرى توقفت على مسافة قريبة منها وترجل منها رجلان وقفا الى جانبها وابصارهما شاخصة الي والى الرجل الذي يتجه نحوي، وقفت انظر الى الرجل وهو يقترب مني، والى الرجلين وهما في حالة استنفار شديد، فتساءلت ما الامر؟ اقترب الرجل مني ومد يده مبتسما ثم قال، السلام عليكم، فرددت عليه التحية، فقال: انت من الكويت؟ قلت: نعم، هنا عرفت اني اقف بين يدي جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي بادرني بالسؤال: كيف حالك؟ قلت: بخير الله يطول عمرك، فقال جلالته: أهلا وسهلا بك، انت في وطنك، وبين اهلك، والكويت ستعود يا ولدي، لا تخف، ستعود ان شاء الله، فقلت بصوت يغلب عليه الحزن، ان شاء الله يا طويل العمر، فنظر اليّ جلالته نظرة أعادت اليّ التفاؤل وهو يضرب على كتفي برفق ثم قال: الكويت لاهلها ولن يطول بقاء غزاتها وعودتها قريبة جدا، لا تحزن، ثق بالله عز وجل، كلنا معكم، ولن نتخلى عنكم، قلت: أطال عمرك يا جلالة السلطان، ثم سألني جلالته: خبرني، هل ينقصكم شيء، هل أنتم في حاجة الى شيء؟ قلت: أطال الله في عمرك لسنا في حاجة ولن ينقصنا شيء وجلالتكم موجود، ثم اكمل صديقنا العزيز: لم تفارق يده يدي منذ ان صافحني حتى ودعني قائلا استودعك الله، ثم توجه جلالته الى السيارة في الوقت الذي ركب الرجلان سيارتهما ولكن دون ان يغادرا المكان على الرغم من مغادرة جلالة السلطان؟ وما هي الا لحظات حتى ترجل احدهما من سيارته متوجها اليّ، القى علي السلام ثم طلب اسمي وعنوان سكني وسأل عن عدد الكويتيين الذين يقيمون الى جواري ثم ودعني عائدا الى سيارته.
يقول صديقنا العزيز، بعث لنا جلالة السلطان قابوس حفظه الله في اليوم التالي احدى سيدات الاسرة المالكة الكريمة للاطمئنان على احوال أسرنا، ومعها كل خير يكفي لسد حاجتنا ويفيض، سيارات محملة بكل شيء، كما بعث جلالته لنا من المال ما يكفينا ويزيد، موقف كريم من سلطان كريم كان له اطيب الاثر في النفوس، هذا موقف من مواقف جلالة السلطان قابوس بن سعيد الكثيرة مع اشقائه الكويتيين خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، بالاضافة الى مشاركة القوات العمانية الباسلة في حرب تحرير الكويت.
< نقطة شديدة الوضوح:
حكامنا في الخليج حفظهم الله لم يأتوا الى الحكم على ظهر دبابة، وانما توارثوا المجد كابر عن كابر، وأسرة آل سعيد الكريمة من أعرق الاسر العربية الحاكمة التي تمتد جذورها الى اكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان، والشهامة والمروءة والكرم والاصالة ليست غريبة عنهم ولا جديدة عليهم، فهم أهلها ومنشئوها وأساسها.
المصدر : http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=188102
أخبرني أحد الاصدقاء بقصة لقائه مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله، هذا اللقاء الذي تم بالصدفة ودون ترتيب مسبق، يروي تفاصيله لحظة بلحظة فيقول:
كنت مع عائلتي في مسقط حين وقع الغزو العراقي الغاشم على الكويت، وبلغنا النبأ السيئ الذي حط على رؤوسنا كالصاعقة، فقلب كياننا، وادمى قلوبنا، واغرق محاجرنا، كنا نعيش فترة صعبة، في صدمة وذهول، ولا نعلم ماذا حل بالوطن وما هو مصير الاهل والاصدقاء هناك، كنا في شوق الى سماع الاخبار، وفي حاجة الى من يواسينا ويطمئننا.
مرت عدة ايام من وقوع الغزو العراقي الغاشم، واجتمع الكويتيون في مكان واحد موزعين على عدد من الشقق المتجاورة، وفي احدى الليالي التي لم أذق طعم النوم فيها قررت ان اخرج لاستمع الى الاخبار في الراديو، فذهبت دون وجهة محددة، واخذت أسير بجانب الطريق العام واقلب الموجات بين محطة واخرى، وافكر بالعواقب التي ستترتب على هذه الجريمة الكبرى، مستذكرا وطني العزيز واهله الكرام.
كانت السيارات التي تمر في الطريق قليلة لان الوقت بدأ يقترب من منتصف الليل، ثم لاحظت سيارة وقفت الى جانب الطريق، وترجل قائدها منها وتوجه الي، ثم لاحظت ان هناك سيارة اخرى توقفت على مسافة قريبة منها وترجل منها رجلان وقفا الى جانبها وابصارهما شاخصة الي والى الرجل الذي يتجه نحوي، وقفت انظر الى الرجل وهو يقترب مني، والى الرجلين وهما في حالة استنفار شديد، فتساءلت ما الامر؟ اقترب الرجل مني ومد يده مبتسما ثم قال، السلام عليكم، فرددت عليه التحية، فقال: انت من الكويت؟ قلت: نعم، هنا عرفت اني اقف بين يدي جلالة السلطان قابوس بن سعيد الذي بادرني بالسؤال: كيف حالك؟ قلت: بخير الله يطول عمرك، فقال جلالته: أهلا وسهلا بك، انت في وطنك، وبين اهلك، والكويت ستعود يا ولدي، لا تخف، ستعود ان شاء الله، فقلت بصوت يغلب عليه الحزن، ان شاء الله يا طويل العمر، فنظر اليّ جلالته نظرة أعادت اليّ التفاؤل وهو يضرب على كتفي برفق ثم قال: الكويت لاهلها ولن يطول بقاء غزاتها وعودتها قريبة جدا، لا تحزن، ثق بالله عز وجل، كلنا معكم، ولن نتخلى عنكم، قلت: أطال عمرك يا جلالة السلطان، ثم سألني جلالته: خبرني، هل ينقصكم شيء، هل أنتم في حاجة الى شيء؟ قلت: أطال الله في عمرك لسنا في حاجة ولن ينقصنا شيء وجلالتكم موجود، ثم اكمل صديقنا العزيز: لم تفارق يده يدي منذ ان صافحني حتى ودعني قائلا استودعك الله، ثم توجه جلالته الى السيارة في الوقت الذي ركب الرجلان سيارتهما ولكن دون ان يغادرا المكان على الرغم من مغادرة جلالة السلطان؟ وما هي الا لحظات حتى ترجل احدهما من سيارته متوجها اليّ، القى علي السلام ثم طلب اسمي وعنوان سكني وسأل عن عدد الكويتيين الذين يقيمون الى جواري ثم ودعني عائدا الى سيارته.
يقول صديقنا العزيز، بعث لنا جلالة السلطان قابوس حفظه الله في اليوم التالي احدى سيدات الاسرة المالكة الكريمة للاطمئنان على احوال أسرنا، ومعها كل خير يكفي لسد حاجتنا ويفيض، سيارات محملة بكل شيء، كما بعث جلالته لنا من المال ما يكفينا ويزيد، موقف كريم من سلطان كريم كان له اطيب الاثر في النفوس، هذا موقف من مواقف جلالة السلطان قابوس بن سعيد الكثيرة مع اشقائه الكويتيين خلال فترة الغزو العراقي الغاشم، بالاضافة الى مشاركة القوات العمانية الباسلة في حرب تحرير الكويت.
< نقطة شديدة الوضوح:
حكامنا في الخليج حفظهم الله لم يأتوا الى الحكم على ظهر دبابة، وانما توارثوا المجد كابر عن كابر، وأسرة آل سعيد الكريمة من أعرق الاسر العربية الحاكمة التي تمتد جذورها الى اكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان، والشهامة والمروءة والكرم والاصالة ليست غريبة عنهم ولا جديدة عليهم، فهم أهلها ومنشئوها وأساسها.
المصدر : http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=188102