- إنضم
- 3 فبراير 2019
- المشاركات
- 3,948
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0

<h3>حىّ الربيع حديقة الأرواح</h3>
<h3>واجمع ندامى الظرف تحت لوائه</h3>
<h3>وانشر بساحته بساط الرياح</h3>
<h3>صفو أُتيح فخذ لنفسك قسطها</h3>
<h3>فالصفو ليس على المدى بمتاح</h3>
<h3>واجلس بضاحكة الرياض مصفقا</h3>
<h3>لتجاوب الأوتار والأقداح</h3>
<h3>واستأنسّ من السقاة برفقة</h3>
<h3>غر كأمثال النجوم صباح</h3>
<h3>ربت كندمان الملوك خلالهم</h3>
<h3>وتجملوا بمروءة وسماح</h3>
<h3>واجعل صبوحك في البكور سليلة</h3>
<h3>للمنجَبين الكرم والتفاح</h3>
<h3>مهما فضضت دنانها فاستضحكت</h3>
<h3>ملئ المكان سنا وطيب نُفاح</h3>
<h3>تطغى فإن ذكرت كريم أصولها</h3>
<h3>خلعت على النشوان حلية صاحى</h3>
<h3>فرعون خبأها ليوم فتوحه</h3>
<h3>وأعد منها قربة لفتاح</h3>
<h3>ما بين شاد في المجالس أيكه</h3>
<h3>ومحجبات الأيك في الأدواح</h3>
<h3>غرد على أوتاره يوحى إلى</h3>
<h3>غرد على أغصانه صداح</h3>
<h3>بيض القلانس في سواد جلابب</h3>
<h3>حُلين بالأطواق والأوضاح</h3>
<h3>رتّلن في أوراقهن ملاحنا</h3>
<h3>كالراهبات صبيحة الإفصاح</h3>
<h3>يخطرن بين أرائك ومنابر</h3>
<h3>في هيكل من سندس فياح</h3>
<h3>ملك النبات فكل أرض داره</h3>
<h3>تلقاه بالأعراس والأفراح</h3>
<h3>منشورة أعلامه من أحمر</h3>
<h3>قان وأبيضَ في الربى لماح</h3>
<h3>لبست لمقدمه الخمائل وشيها</h3>
<h3>ومرحن في كنف له وجناح</h3>
<h3>يغشى المنازل من لواحظ نرجس</h3>
<h3>آنا وآنا من ثغور أقاح</h3>
<h3>ورؤوس منثور خفضن لعزه</h3>
<h3>تيجانهن عواطر الأرواح</h3>
<h3>الورد في سُرُر الغصون مفتح</h3>
<h3>متقابل يثنى على الفتاح</h3>
<h3>ضاحي المواكب في الرياض مميز</h3>
<h3>دون الزهور بشوكة وسلاح</h3>
<h3>مر النسيم بصفحتيه مقبلا</h3>
<h3>مر الشفاه على خدود ملاح</h3>
<h3>هتك الردى من حسنه وبهائه</h3>
<h3>بالليل ما نسجت يد الإصباح</h3>
<h3>ينبيك مصرعه وكل زائل</h3>
<h3>أن الحياة كغدوة ورواح</h3>
<h3>ويقائق النَّسرين في أغصانها</h3>
<h3>كالدر ركب في صدور رماح</h3>
<h3>والياسمين لطيفة ونقيه</h3>
<h3>كسريرة المتنزه المسماح</h3>
<h3>متألِق خلل الغصون كأنه</h3>
<h3>في بلُجِةِ الأفنانِ ضوء صباح</h3>
<h3>و الجُلِّنار دم على أوراقهِ</h3>
<h3>قاني الحروفِ كخاتم السفاح</h3>
<h3>وكأن محزون البنفسجِ ثاكل</h3>
<h3>يلقى القضاء بخشيةٍ وصلاح</h3>
<h3>وعلى الخواطر رقة وكابة</h3>
<h3>كخواطر الشعراء في الأتراح</h3>
<h3>والسَرو في الحِبَرِ السوابِغ كاشف</h3>
<h3>عن ساقهِ كمليحةِ مِفراح</h3>
<h3>والنخل ممشوق القدودِ معصَّب</h3>
<h3>متزين بمناطقِ ووِشاح</h3>
<h3>كبناتِ فرعونٍ شهدن مواكبا</h3>
<h3>تحت المراوح في نهارٍ ضاح</h3>
<h3>وترى الفضاء كحائط من مرمرٍ</h3>
<h3>نَضِدت عليه بدائِع الألواح</h3>
<h3>الغيم فيه كالنعام بدينة</h3>
<h3>بركت وأخرى حلقت بجناح</h3>
<h3>والشمس أبهى من عروسٍ برقعت</h3>
<h3>يوم الزفاف بمسجدٍ وضاح</h3>
<h3>والماء بالوادى يخال مساربا</h3>
<h3>من زئبقٍ أو ملقياتِ صِفاحِ</h3>
<h3>بعثت له شمس النهار أشعة</h3>
<h3>كانت حُلَى النيلوفر السباح</h3>
<h3>يزهو على ورقِ الغصون نثيرها</h3>
<h3>زهو الجواهرِ في بطون الرّاح</h3>
<h3>وجرت سواقٍ كالنوادب بالقرى</h3>
<h3>رعن الشجىّ بأنهٍ ونواح</h3>
<h3>الشاكيات وما عرفن صبابة</h3>
<h3>الباكيات بمدمع سحاح</h3>
<h3>من كل بادية الضلوع غليلةٍ</h3>
<h3>والماء في أحشائها ملواح</h3>
<h3>تبكى إذا ونيت وتضحك إن هفت</h3>
<h3>كالعِيِس بين تنشيطٍ ورزاح</h3>
<h3>هي في السلاسل والغلول وجارها</h3>
<h3>أعمى ينوء بنيره الفداح</h3>
<h3>أن لأذكر بالربيع وحسنه</h3>
<h3>عهد الشبا وطِرفه الممراح</h3>
<h3>هل كان إلا زهرة كزهوره</h3>
<h3>عجل الفناء لها بغير جُناح</h3>
<h3>هول كين مصر رواية لا تنتهى</h3>
<h3>منها يد الكتاب والشراح</h3>
<h3>فيها من البردى والمزمور وال</h3>
<h3>سّوارة والفرقان والإصحاح</h3>
<h3>ومنا وقمبيز إلى إسكندر</h3>
<h3>فالقيصرين فذى الحلال صلاح</h3>
<h3>تلك الخلائق والدهور خزانة</h3>
<h3>فابعث خيالك يأت بالمفتاح</h3>
<h3>أُفق البلاد وأنت بين ربوعها</h3>
<h3>بالنجم مزدان وبالمصباح</h3>