
كنت اقرأ كتابي ♥
فأعجبتني قصه فيه ♥
ودورتها بالنت قلت انزلها لكم :eh_s(22):
[[شربة ماء بارده]]
أثناء حرب الخليج وفي الصباح الباكر خرجت عائلة كويتية وركب أفرادها السيارة و هم في خوف و وجـل مما قد يتعرضون له من حوادث , و سارت السيارة بمن فيها تتخفى عن أنظار الجنود العراقييـن , و الكل يترقب خوفاً من أن يحدث أي طارئ , و الجدة المؤمنة تردد آيات من الذكـر الحكيـم و تدعـوا الله عز وجـل أن يسهـل رحلتهم كـي يصلوا إلى بـر الأمان سالميــن .
و السيارة تسير عبر الصحراء في يوم قائظ شديد الحرارة , و بعد قطع مسافة طويلة ف هذه الصحراء مـرت عليهم كأنها قرن فجأة يظهر جندي عراقي من بين الكثبان الرملية مدججاً بالسلاح و أوقف السيارة و أخذ يجول بناظريه فيها و الكل خائف , ثم أخذ يوجه لهم بعض الأسئلة و الجميع صامتون قد تملكهم الخوف , و الجدة تناجي ربها و تدعوه أن يخلّـصهم مما هم فيه , و سألهم الجندي العراقي عن وجهتهم , فأجابوا أنهم ذاهبون إلى السعودية فأشار عليهم أن يسلكوا طريقاً معيناً دلهم عليه و قال لهم : اذهبوا من هذا الطريق فهو طريق آمن .
أسرعت السيارة تسابق الريح مخلفة ورائها الجندي العراقي و قد غطاه التراب , و الجميع يحمدون الله تعالى أن خلصهم من هذا المأزق دون أذى و دعوه سبحانه أن يسهل لهم وصولهم إلى السعودية .
و سألت الجدة ولدها قائلة : هل أعطيت الجندي ماءاً و طعاماً؟
قال الولد : لا لم أعطه ... و لمَ أعطه ؟ الحمد لله الذي أنجانا من شره !!
قالت الجدة : إنه مسكيـن و لا شك أنه بحاجة إلى شربة ماء في هذا الجو الحار و في هذه الصحراء القاحلة ... هيا ارجع لنعطيه ما يحتاجه .
احتـج الجميـع على رأي الجدة و تذمروا من تصرفها , و لكنها أصرت على رأيها و أمرت ولدها أن يعود إلى مكان الجندي العراقي , و انصاع الولد لأمر والدته و عاد من حيث أتى , و لما وصلوا إلى مكان الجندي استغـرب عودتهم و شهر سلاحه بوجوههم و سألهم مستفسراً عن سبب عودتهم .
قال الولد : عدنا لنعطيك ماءً و طعاماً .
قال الجندي : ماء و طعام !! إني منذ مدة طويـلة لم أذق طعاماً و لم أشرب ماء .
فأعطاه الولد زجاجة ماء باردة و كيساً مليئاً بالطعام . و بسرعة فتح الجندي زجاجة الماء و أخذ يعب منها ليطفئ عطشه , و أثناء ذلك سارت السيارة بمن فيها دون أن يشعر بهم الجندي العراقي , و فجأة سمع الجميع صرخة قويــة مدوية صدرت من الجندي العراقي ينادي عليهم بأعلى صوته : ارجعوا .. ارجعوا .
فعادوا إليه و هم خائفون , و لما وصلوا إليه قال لهم : لا تذهبوا من هذا الطريق .
فقال الولد : و لماذا أليس ذا الطريق الذي أرشدتنا إليه ؟؟
قال الجندي : نعم و لكنه طريق مليء بالألغام و نقاط التفتيش , و كنت أريد بكم سوءاً . أما الآن و قد أعطيتموني الماء و الطعام فأنتم أرحم ممن ألقى بنا في هذه الصحراء و تركنا هنا من دون ماء أو طعام و لولاكم لهلكت من العطش , و الآن اسلكوا الطريق الآخر فهو طريق آمن و لن يعترضكم فيه أحد .
و أشار إليهم نحو الطريق قائلاً : من هنا سيروا بسرعة و لا تتأخروا .
شكـره الجميـع و انطلقت السيارة بهم و هم في دهشة مما حدث .
فقالت الجدة : أرأيتم كيف أن الله عز وجل سلمنا من خطر عظــيم كدنا أن نقع به بسبب هذه اللقمة البسيطة و الشربة القليلة فاحمدوا الله و اشكروه و احرصوا على عمل الخيرات و خاصـــة الصدقــة .. تصدقوا يا أبنائي فإن الصدقة تقي مصارع السوء .
ووصلت العائلة بفضل الله و رعايته إلى الأراضي السعودية دون أن يمسهم ســوء ..
تعليــق الكاتب :إن الصدقة نتائجها عظيمة و ثمرتها طيبة , و لولا حرص الله عز وجل ثم حرص هذه الجدة على الصدقة و إيمانها بالله لتعرضت هذه العائلة إلى أخطــار جسميـة و لكن الله سـلم و أنقذهم من موت محقق , و لكن شربة ماء باردة في حر الصيف أطفأت في قلب هذا الجندي نار الحقد و الضغينة فرق قلبه و أرشدهم إلى طريق النجاة , و الحمــد لله رب العالميـــــــــــــن..
قال الله تعالى : ﴿ إنَّ اللهَ يَجْزي المُتَصَدقيــنَ ﴾ "سورة يوسف الآية 88
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الآفات و المهلكات , و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) " رواه الحاكم و صححه الألباني .
