يروى في قصص الأمثال أن رجلاً كان يعمل ببيع الحبوب من أرز وقمح وشعير وعدس، وكان له دكان كبير في أول الزقاق الذي يسكنه، وكان للرجل زوجة جميلة، ولكنها كانت لعوبا ماكرة، وكانت قد اتخذت لها عشيقاً شاباً يزورها من حين إلى آخر، عند غياب زوجها، وفي ذات يوم جاء العاشق لزيارة المرأة في بيتها، وجلس معها يتحدثان، وبينما هما كذلك دخل عليهما الزوج على غير عادته في المجيء إلى البيت، ورأى امرأته تجلس مع ذلك الشاب الغريب، فاستولى عليه الغضب وثارت النخوة في رأسه، فاستل خنجره من غمده وهجم على الشاب الغريب يريد قتله، فلما رأى الشاب ذلك أسرع بالفرار من البيت، وولى هارباً، ولكنه خشي أن يفتضح أمره بين الناس فلما مر من أمام دكان الرجل غرف بيده قبضة من العدس المعروض للبيع واستمر في ركضه، وهو يصيح مستنجداً ليوهم الناس أن الرجل يريد قتله من أجل ذلك العدس الذي أخذه من الدكان، ورأى الناس ذلك فصاحوا بالرجل: 'على هونك... تقتل شخصاً من أجل قبضة عدس... اتقِ الله يا رجل'، فصاح الزوج المسكين بهم قائلاً: 'الحق وياكم... اللي يدري يدري... واللي ما يدري يقول قبضة عدس'. هذا المثل يضرب عندما يحكم على الإنسان على ظاهر الأمور ويغفل عن بواطنها.