السلام عليكم
هذا اللي كان في خاطري وكتبته بس ما أدري هل يعتبر خاطرة أو قصة قصيرة
المهم اقرأوه وان شاء الله تستمتعون :eh_s(17):
.........................................................
هذا اللي كان في خاطري وكتبته بس ما أدري هل يعتبر خاطرة أو قصة قصيرة
المهم اقرأوه وان شاء الله تستمتعون :eh_s(17):
.........................................................
فراشي العزيز...
وقفتُ يوماً أمام نافذتي ناظرةً الى ما ترينيه من العالم الخارجي،وعندما ارجعت النظر الى عالمي الداخلي ..لفت نظري سحر أشعة الشمس المتخللة من النافذة وهي ترمي بذيولها البراقة على فراشي كاسيةً إياه بالدفئ واللمعان..فوجدت نفسي أخاطب الفراش قائلةً:
فراشي العزيز...كم تبدو جذاباً هذا اليوم.
فراشي العزيز... أنت حقاً جميل لكن يبدو أنني لم ألحظ ذلك من قبل.
فراشي العزيز... أتذكر كم مرة قفزتُ فيها عليك فداعبتني وإلتقطني بمحبة؟
فراشي العزيز... أتذكر.. لطالما غمرتني بدفئك في الشتاء القارص وأحطني بطوقك الواقي خوفاَ عليَّ من المرض.
فراشي العزيز... يالها من لحظاتٍ جميلةٍ هي تلك التي تعانقني فيها عندما تراودني الأحلام السعيدة التي تزيدني تشبثاً بك.
فراشي العزيز... تتبادر الى ذهني تلك اللحظات التي أكون فيها مجهدةً وألقي بنفسي عليك فتفتح لي حضنك الدافئ الحاني حاملاً عني أوزار الحياة، فكلما انقلبتُ عليك جانباً امتصصت مني هماً أو حزناً كان يثقلني ..وتظل تمتصها مني حتى أنام مغمورةً بالسكينة.
فراشي العزيز... كم أنت صبوور.. أعلم أني قد أثقلتك بالهموم والغموم،وكلما نزعنها عني ليلةً جازيتك بأثقل منها في الليلة التالية حتى بدأ حضنك الحاني يضيق عليَّ وصرتُ أنام بين أكوام الهموم والغموم التي تظل توخزني بأطرافها في رأسي و ظهري وقلبي .. وتتحول الي كوابيس مخيفة تلاحقني فتجعلني ابتعد عنك ليللاً مسلمةً نفسي الى حضن السهر القاسي والمجهد.
فراشي العزيز... أنت أوفى صديق..أنت لم تفشي يوماً سراً أمًّنتك عليه.. ولطالما مسحت دموعي وامتصصتها بدون منٍّ ولا ملل.
فراشي العزيز... يالك من حليم..لقد تحملت تثاقلي عليك وخطاياي..اعتذر عن كل مرةٍ استهترت بك فيها وسكبت الطعام عليك..اعتذر عن كل مرة أهملتك فيها و نثرت أقلامي عليك..اعذرني أرجوك.. فلقد شوهتك وملئتك بالبقع ولكنك مازلت تقابلني باللطف والحنان.
فراشي العزيز... استغفر الله عن كل مرةٍ رغبت فيها التخلي عنك واستبدالك بفراش القبر قائلةً:"أريد أن أموت"،كنت اعتقد انكما سيان، ولكن بعد طول تمعنٍ وتفكير... يبدو لي أنك أكثر كظماً وحلماً لدرجة أنك تمسح علي بحنانك حتى عندما أًخطئ، بينما فراش القبر المتشدد والحريص يعاقب على أصغر زلة ولا يحن إلا على الصالحين.
فراشي العزيز... أنت نعمة ثمينة تستحق بعض الإلتفات والتقدير..فأعان الله من ليس له فراش.