- إنضم
- 26 يونيو 2011
- المشاركات
- 31,855
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
فأنا بصدق أصلي ?.
.
.
يقول : في طفولتي كنت أرى والدي يحافظ على الصلوات في المسجد ، وظل والدي لسنوات يشجعني على الصلاة ، حتى إن أكثر شئ كان يردده عندما يراني ويسلم علىّ هو : هل صليت...؟
.
.
حتى لو دخل البيت ليلاً ووجدني نائماً فإنه كان يوقظني برفق قائلاً : أصليت العشاء...؟ وكنت ـ للأسف - في كل الحالات أقول له : نعم صليت ، وطبعاً كنت في كثير من الأحيان أكذب عليه لا خوفاً من العصا ، لأنه كان لا يضربني ، بل شفقة من أن يحزن قلبه الطيب بسبب تخلفي عن الصلاة ، كنت أشعر حين أكذب عليه أنه يدرك أنني لم أصلِّ ، وعلى الرغم من ذلك كان يشجعني قائلاً : بارك الله فيك يا بني .
.
.
.
بل كان يُخرِج ما في جيبه من منتجات مزرعتنا المتنوعة ويعطيه لي مكافأةً على صلاتي ، والعجيب أنه لم يقل لي يوماً : يا كذاب .
لقد كانت مفاجأته لي على كذبي أشد من السياط على جسدي ، كم كانت مفاجأته تؤلمني كل ليلة .
مرت الأيام والشهور وأنا على حالي من الكذب وأبي على حاله من الصبر والتغافل ، وفجأة توفي أبي رحل عن الدنيا وعمري إثنا عشر عاماً ، رحل وتركني وأنا لا أصلي إلا قليلاً .
ومرت السنون وأنا في غفلة من أمري ، وسافرت إلى إحدى البلدان العربيه - وعمري 36 سنة - لأعمل مدرساً ، وهناك حدث لي ما لم يكن متوقعاً ، فذات يوم دخلت أحد المساجد أريد صديقاً لي ، فقال لي : تعالَ فاقرأ معنا القرآن .
.
.
فأخذت من يده المصحف محرجاً ، وجاء عليئ الدور في القراءة ، وكانت أول أية قرأتها هي قوله تعالى { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } سورة مريم ـ 59 ـ
.
.
فاهتز قلبي ، وأقشعر بدني ، وسال دمعي ، أخذت أردد الآية وأبكي ، وكأن هذه الآية قد نزلت من أجلي ، لقد تذكرت ما كان يفعله معي والدي منذ أكثر من عشرين سنة ، وخفت أن أكن ممن خلف السوء الذي جاء بعد أبيه وضيع الصلاة ، وساعتها قررت ألا أضيع صلاة لأكون خير خلف لخير سلف .
.
.
ومن يومها أحرص ألا تفوتني تكبيرة الإحرام في جميع الصلوات في المسجد ، وأسأل الله تعالى أن يسامحني على ما مضى. .
.
? رحمك الله يا أبي ، كم أشتاق لهداياك البسيطة التي كنت تحضرها لي ، فأنا اليوم بصدق أصلي .
.
.
يقول : في طفولتي كنت أرى والدي يحافظ على الصلوات في المسجد ، وظل والدي لسنوات يشجعني على الصلاة ، حتى إن أكثر شئ كان يردده عندما يراني ويسلم علىّ هو : هل صليت...؟
.
.
حتى لو دخل البيت ليلاً ووجدني نائماً فإنه كان يوقظني برفق قائلاً : أصليت العشاء...؟ وكنت ـ للأسف - في كل الحالات أقول له : نعم صليت ، وطبعاً كنت في كثير من الأحيان أكذب عليه لا خوفاً من العصا ، لأنه كان لا يضربني ، بل شفقة من أن يحزن قلبه الطيب بسبب تخلفي عن الصلاة ، كنت أشعر حين أكذب عليه أنه يدرك أنني لم أصلِّ ، وعلى الرغم من ذلك كان يشجعني قائلاً : بارك الله فيك يا بني .
.
.
.
بل كان يُخرِج ما في جيبه من منتجات مزرعتنا المتنوعة ويعطيه لي مكافأةً على صلاتي ، والعجيب أنه لم يقل لي يوماً : يا كذاب .
لقد كانت مفاجأته لي على كذبي أشد من السياط على جسدي ، كم كانت مفاجأته تؤلمني كل ليلة .
مرت الأيام والشهور وأنا على حالي من الكذب وأبي على حاله من الصبر والتغافل ، وفجأة توفي أبي رحل عن الدنيا وعمري إثنا عشر عاماً ، رحل وتركني وأنا لا أصلي إلا قليلاً .
ومرت السنون وأنا في غفلة من أمري ، وسافرت إلى إحدى البلدان العربيه - وعمري 36 سنة - لأعمل مدرساً ، وهناك حدث لي ما لم يكن متوقعاً ، فذات يوم دخلت أحد المساجد أريد صديقاً لي ، فقال لي : تعالَ فاقرأ معنا القرآن .
.
.
فأخذت من يده المصحف محرجاً ، وجاء عليئ الدور في القراءة ، وكانت أول أية قرأتها هي قوله تعالى { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } سورة مريم ـ 59 ـ
.
.
فاهتز قلبي ، وأقشعر بدني ، وسال دمعي ، أخذت أردد الآية وأبكي ، وكأن هذه الآية قد نزلت من أجلي ، لقد تذكرت ما كان يفعله معي والدي منذ أكثر من عشرين سنة ، وخفت أن أكن ممن خلف السوء الذي جاء بعد أبيه وضيع الصلاة ، وساعتها قررت ألا أضيع صلاة لأكون خير خلف لخير سلف .
.
.
ومن يومها أحرص ألا تفوتني تكبيرة الإحرام في جميع الصلوات في المسجد ، وأسأل الله تعالى أن يسامحني على ما مضى. .
.
? رحمك الله يا أبي ، كم أشتاق لهداياك البسيطة التي كنت تحضرها لي ، فأنا اليوم بصدق أصلي .