- إنضم
- 19 ديسمبر 2005
- المشاركات
- 173
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
ع ــشاق بـقـلـوب متج ــمدهـ ]~
كثر أولئك الذين نقدم لهم قلوبنا
البعض يقبلها بصدر رحب و لهفة بينه
ولكن
بعد زمن ليس باليسير
البعض يظل محتفظا بها بحب و رعايه
و آخر يعيده بجرح ارجاعه لأن قلبا آخر أهدي إليه
و آخر رحل عن الدنيا وهو محتفظ بالقلب رافضا تركه لغيره ..
كـل نـــجم سـرى ما بـاقي الا القـــليل
وانت يالطرف ساهر والخلايق رقود
كـل مـا اقفى نـهـار كـل مـا جــن لـيل
وانـت عـيـنـك تحـرى غـايب ما يعود
عودة الي غيابه في الثـرى مـستحيل
الدوحه – الشاليهات / 2007
فضاء رحب و بحر عانق امواجه النائمه , شمس تكاد تقبل الأرض بحرارة صيف ممله خلاف هذا رطوبة تشبع بها الهواء , بهدوء كانت تبصر البحر وأفكار لا تنتهي تسبح في مخيلتها حتى سكن جنون الافكار بصوت طفولي ناعم : يما خل ننزل حق البحر أبي أدخل ريولي ( الاقدام )
أخفضت نظراتها لطفلتها التي التصقت بها وكأنها تخاف ابتعادها لتمسح على شعرها الاسود ونظرات حنون تشملها بها : انزين يلا بس ها بس ريولنا عشان ما تتبلل هدومنا
هزة رأس بسيطه كان رد حنين على ميار ليتقدموا بهدوء يتخطون الدرجات القليله متجهين للبحر بزرقة تجذب الناظر لها وموج ساحر بهدوء صوته ,
حنين وهي تحرك قدماها في الماء وبيدها اليسرى أمسكت بكف ميار محركة اياها للامام والخلف بحركة طفوليه ممتعه وتمتمه بنغم لذيذ طروب ينساب على الاسماع
أمي يا حبا أهواه
ياقلبا أعشق دنياه
يا شمسا تشرق في أفقي
يا وردا في العمر شذاه
وببطئ كانت تلك النغمه تنخفض حتى تداخلها
: ميار
جاء صوته هادئ مفاجئ لهم ليلتفتوا إليه و أقدام حنين تجري باتجاهه بعدما أفلتت يدها من بين يد ميار , فتح ذراعيه على وسعهما ليحتضن الحبيبه التي أطارت ضحكاتها البريئه صواب عقله المتيم بها فمان ان لامست كفاه جسمها الغض حتى رفعها عاليا بين السماء والارض ثم عانقها بسعادة ابويه وصرخاتها تناثرت في الهواء : يباااااااااااااااا
ليجيبها بـ : عيونه
حنين وابتسامة استوطنت ملامحها البريئه : حدي ولهانه عليك
قالتها وهي تطوق عنق والدها وتدفن روحها في حضنه الحنون , ابتسم لكلماتها وكفه اليمنى تمسح شعرها وبخطوات بسيطه كان يقف وجها لوجه مع ميار ليبدأ كلماته : شلونج ميار ؟
قربه الشديد منها والذي لم تعتاد عليه من قبل جعلها تتراجع بحركة لا اراديه للخلف ونظراتها تتبعثر يمنة ويسره قائله بصعوبه تجذب الكلمات جذبا : بخير دامك بخير ... شلونك انت ؟
وقبل أن يجيب جاء صراخ بعيد نوعا ما لصوت فتاة ينادي باسمها : ميووووووووووووور
التفتوا باتجاه الصوت وما ان ابصرت ميار المنادي حتى غطت وجهها بطرف حجابها بحركه اعتياديه ونظراتهم لم تتعدى فتاة وشاب تقدموا بخطواتهم اليهم الا ان الشاب انحرف بطريقه باتجاه الشاليه اما الفتاة فأكملت طريقها مقتربة منهم و ابتسامة تزين محياها الفتي : هلا وغلا تو ما نورت الدوحه
امتدت كف ساره لتعانق كف ميار بسلام أخوي : والمهلي ما يولي منوره بهلها شلونج عساج بخير ؟
ساره وهي تلتفت للخلف للتأكد من شي ما قالت : تمام نسأل عنج خلاص راح عبدالعزيز
وقبل أن تجيب ميار جاء صوت سلمان بنبرة أخويه محبه ونظراته تحمل رفضا وعتابا لأخته : انتي ان شاء الله جذي طالعه متمشيه ؟
وبرد مهاجم كانت كلمات ساره : رجاءا سلمان ريلي شافني وما قال شي لا تقعد تبدي محاضراتك علي
لم يكن هناك مساحه ليجيب كلماتها فقد جاء صراخ صبيان متزامنا : سلمان أبوي يبيك / يالنسيب مطلوب عند الخال
ليجيب صراخهم وهو يتوجه لهم حاملا طفلته : شماله الصراخ نسمع ترى احنا خلاص كاني ياي وعن الحجي الزايد
انسحبوا بهدوء ينافي حضورهم المزعج , اما سلمان فقد التفت لزوجته واخته قائلا : عن اذنكم
ساره و ميار : اذنك معاك
وقبل ان يخطو للامام خطوه انسلت حنين من بين يديه بهدوء وهي تهمس لوالدها : أبي أمي
ليتركها تعود ادراجها لميار ولم يتحرك من مكانه الى ان اطمأن انها وصلت لها ..
ميار وهي توجه حديثها لساره : سارون شالاسلوب ؟
ساره بقوه تجيب : بليز ميور لا تبدين ما اخلص انا من ريلج تييني انتي
ميار باستغراب : انتي مستوعبه هدومج ؟ لا وحضرتج متمشيه و ماره على الشاليهات روحه و رجعه من صجج انتي ؟؟
ساره : اي من صجي وبعدين شايفه احد صخه ماكو احد وريلي وياي وماتكلم شنو المشكله ؟
ميار : وان كان ماكو احد تضمنين هالحراس الي بالشاليهات وان ماكو احد داخلها على الاقل جان لبستي عبايتج سبحان الله منتي ضامنه المكان وبعدين حضرتج لابسه جنز ثري كواتر و بدي جم قصير وايد حضرتج ماخذه راحتج وان سكت عنج ريلج فهذا مو معناته انه راضي تلقينه مستحي يقولج وانتو توكم متزوجين يعني حسي على دمج شوي و السنع زين الدنيا ليل وقاعده جدام شاليهكم ومحد بالشاليهات قلنا يمكن الدنيا نهار وباي وقت احد يطلع و شكلج واضح اتوقع الي يبيه اخوج يوصله وصلته بكلامي ..
تنهدت ميار بعمق وهي تتمتم : الله يهديج بس خلينا ندخل احس الشمس طبختنا بحرارتها صرنا بيض مقلي
قالتها وهي تبتسم لابنة خالها التي تغيرت ملامحها للابتسامة ثم الضحك : استغفر الله لازم تخبيص الحجي عقب محاضراتج
ميار وهي تتحرك باتجاه الشاليه : اكيد لازم ترطيب جو بدل لا تحقدين علي نضمن سلامتنا
ساره وهي تجاريها بالسير : لا حبيبتي بدامج خذيتي حبيب الشعب سلماني فاضمن لج السلامه والامان و بعدين ادري من زود حبج لي تقولين هالكلام صح ولا انا غلطانه ؟؟
ميار وهي تحمل ابنتها : صحين حبيبتي
*****
[سـ2001ـــنة ]
أغلق الباب خلفه بقوة تاركا الصوت يتردد في صالة المعيشه نظراته تحمل تصميما وانعقاد مابين حاجبيه يوحي بتفكير عميق لقرار لا رجعة فيه ..
في الصاله أم تولول تحسرا على ابنها العاقل لقراره المجنون كما تعتقد : يا حسرتي على هالولد بيذبحني بعناده
اما راكان فبدا منزعجا لتلك الهاله التي تحيط بها والدته قرار أخيه فكسر الصمت بحديثه : يما الله يهداج انتي سامعه شي عن البنت , فيها شي ؟؟
ام راكان وهي توجه نظرات قلق ممزوجة بحنان أمومي : لا والله يوليدي الظليمه شينه بنت دين و أدب واخلاق بس
راكان ونظراته موجهه لوالدته : اي اهني مربط الفرس يمه بس شنو ؟
ام راكان وهي تتنهد بعمق تجيب : فيها مرض السرطان
فاللحظة التي بترت الام حديثها أكمل بصوت فتاة كانت تنزل الدرجات المؤديه للطابق الارضي : بس يما الحمدلله البنت تعالجت وتشافت و ولدج يدري بهالشي وان كنتي خايفه يرجع فهذا قضاء الله وقدره محد يقدر يعترض عليه – واكملت وهي توجه حديثها لاخيها – وغير جذي البنت مو عاجبه الوالده شكليا لانها عاديه و ولدها مزيون تبي تزوجه وحده مزيونه على قولتها ..
راكان : انا ما ادري شلون انتو يالامهات تفكرون تحسبون كل الشباب يفكرون بالشكل قوليلي شنفع خالد ولد خالتي جمال مرته الي ما بقى احد ما تكلم عنه وهاكو اشوفه مع عياله الثلاث ببيت اهله مجابلهم بدال لا امهم تجابلهم وتباريهم , اشوف نفعها جمالها بشي ما غير سواد قلب و حقد فوق هذا بغت تسحره بس ربي فكه واحفظه بحفظه للاذكار ( اذكار الصباح والمساء ) ويوم ربي كشفها قامت تحط البلى على اهله لين عرف انها البلى بكبره و طلقها , قوليلي هذي تستاهل تكون ام , طبعا لأ وتخسي تصير ام بعد مابهذلت عيالها و ريلها الي ماشاف منها الا الضيم وتحسبونه صابر عشان سواد عيونها ما صبره الا عياله ويوم شاف ماكو فايده منها طلقها وارتاح (( ليس كل جميلة يقصد بها و انما البعض لا الكل )) يما انا اقول تتوكلين على الله و تخطبين البنت لولدج وانتي اعرف الناس فيه ان قال شي بسويه طال الزمن ولا قصر والجمال مو كل شي لانه يذبل يتغير يتبدل وما يبقى غير جمال الروح هذا رايي و انتو كيفكم ..
*****
طش طش طشششششششش أصوات ممتعه تمازجت بقطرات الماء المتطايره فقد قفزوا على التوالي في بركة السباحه الداخليه والمتصله بالشاليه عبر ممر زجاجي مقوس أنيق , طلال وهو يخرج من الماء بشهقة عاليه وقد ارتدى نظارة السباحه : اف الماي بارد
ساره التي مازالت تجلس على حافة البركه وبجوارها ميار : من الطفاقه محد قالك طب مره وحده شوي شوي مثل الناس
لم يعر طلال حديثها اي اهتمام فقد اعتاد كلماتها التي تقصد منها استفزازه , في تلك الاثناء دخلت عليهم سلمى وقد ارتدت ملابس بحر بشكل مضحك وبشتى الالوان مكون من شورت بألوان الطيف ولقصره ارتدت تحته بنطالا اسودا من القطن يصل لنصف الساق وبدي لم يترك لونا الا وقد أخذ نصيبه منه واول من وقعت عيناه عليها كان اخاها طارق : بل شالكشخه اختي ولا الوان قوس قزح لا لا بصراحه صكيتي على مصممي الازياء
ليكمل ما بدأه توأمه الروحي طلال باستفزاز : بعد جبدي بنت الخال اثاري الموضه ماخذينها منج تقطرين اناقه
سلمى وهي تعد لسانها للدفاع ترفع رأسها بثقة ونظرات متوعده : جب انت وياه محد طلب رايكم وبعدين غصب عنكم اقطر اناقه وترى رزة الفيس من طبايع التيس ويفضل تحتفظون برايكم لأنفسكم ياربي صج لقافه ..
ثم قفزت بمهاره ولم ترتد للسطح الا بعدما لامسحت ارض البركه التي كان ارتفاعها يناهز المتران و النصف
اما ميار فكانت الابتسامة مرسومة على محياها وقد كتمت ضحكة هي و ساره لثياب سلمى التي لم ترتدي تلك الثياب الا عن قصد لارتياحها بها , لم يمض الكثير من الوقت حتى تبعهم سلمان الذي ابتسم لابنته التي لمحته اول دخوله , كانت تجلس على قارب مطاطي منتفخ ملون بألوان طفوليه مرحه وقد لبست على ذراعيها سترة نجاة دائريه منتفخه لا يزيد عرضها عن 20سم ذات لون شفاف ممزوج باللون الوردي , اقترب منهم وهم في غفلة منه ضحك سلمى وحركات التوأمان لازعاجها جعله يقف موقف المتفرج باستمتاع فلا يريد افساد متعتهم العفويه باكتشاف وجوده حتى انتبهت ميار لنظرات حنين المصوبه لوالدها فتابعت النظرات حتى وجدته متكئا على اطار الباب لتقول بصوت مسموع انتبه له الكل : هلا سلمان حياك
سلمان وهو يتقدم لهم : الله يحييج
وما ان شاهد ساره حتى قال بصدمه : اف سوير نسيت ريلج بروح وبسلم عليج لحقي عليه شكلي نقعته
كلمات ما ان نطق بها حتى وقفت ساره بسرعة كادت تسقطها في البركه الا ان ميار امسكت بها لتقف باعتدال لم تمهل نفسها باستكماله فتحركت للخارج وكلماتها يتردد صداها في المكان : والله ياويلك ان راح
ما ان استوعب الجمع كلماتها المتهوره حتى انفجروا ضاحكين لحديثها ونبرة الغضب التي امتلأ بها صوتها وما كان للتوامان أن يمر الامر بسلام فقد ادلى طارق بدلوه : استغفر الله بنات هالوقت الحيا ممسوح منهم اشكره عينك عينك تهدد بعد ما اقول الا الله يعين الي يبتلي فيهم
ليكمل طلال : الله يعينك انت بدال الوحده ثنتين انا وحده وزين متحملها بس قريب افتك منها عاد الدور عليك بصيرون ثلاث تعال ليش ما تسكن عندنا
طارق مفكرا : والله خوش فكره الواحد يعيش حياته بلى طلبات البنات الي ماتخلص ييب ود تعال معاي وما غير هات وهات ابد ما يعرفون يعطون لا لا انا شكلي بفكر جديا بهالموضوع وعلى الاقل اونسك و نوازر بعض بالدراسه بدال لا تكون بروحك
كانت اعين كل من ميار وسلمى تتسع بازدياد الكلمات , صدمة بما تفوهوا به للتو والذي بدا صدق رأيهم بنبرة حديثهم هنا وبحركة سريعه خرجت سلمى قاصدة انبوب الماء البارد لتفتحه باتجاه التوامان ليتدفق ببرودة لاسعه ولم تجعلهم يسلمون منه لقوته لدقائق حتى انفجر ضحك كان مصدره سلمان الذي جاهد لكتم ضحكاته لعلمه بجنون اخته حين ينال الغضب منها منالا , حينها كان المقصود سلمان الذي تقبل برودة الماء بصدر رحب لاعتياده ذلك أيام التجنيد العسكري وفي كل استحمام خلاف التوأمان , ولجنون اعتمر عقولهم تلك اللحظه اندفع طارق وطلال و برفقتهم حنين ليكونوا على مرأى من مياه سلمى التي لم تسلم منها حتى ميار ..
قفزت فزعا من الصوت الذي فاجأها قائلا : ساره
ساره بالتفاتة سريعه : بسم الله خرعتني
نظراته تتنقل بينها و الباب : شفيج واقفه هني ؟
ساره وهي تتنهد راحه : ابد سلمان توه يقولي انك تبيني وطلعت ادورك قلت بشوف سيارتك ما لقيتها ظنيتك رحت
ابتسم بحب : لا والله دخلت داخل عند امج وخالتي وخذتنا السوالف ويوم طلعت قلت بدق بشوفج وينج انا قدر اطلع بدون لا أسلم
قطع حديثه بحمحمة جاءت من خلفه وكانت من سلمان الذي ابتسم لهم حين التفتا اليه : انت لي الحين مارحت
عبدالعزيز بنظرة متفحصه لشكل صاحبه المبلل وتلك الطفله التي تعلقت برقبته وقد حضنت بمنشفه خوفا عليها من البرد : انت شمسوي بعمرك توك ما فيك شي وبعدين طرده يعني
سلمان مجيبا على صاحبه وهو يمسح الماء المتبقي عن وجهه : ابد لا طرده ولا شي بس بعد اذنك يا تطلع بره يا تدخل الصاله مرتي بتمر
تحرك عبدالعزيز متحدثا : يلا نشوفك على خير
سلمان : وانت من اهله سلم على الاهل
عبدالعزيز : يوصل ان شاء الله
خرج من الباب لتغلقه ساره الا قليلا منه منتظره مرور ميار التي اذهلها شكلها الذي ينافس زوجها بللا : امبي انتو شمسوين باعماركم ما امداني رحت عنكم
جاء رد سلمى : ابد الدعوى كانت تأديب انقلبت هبال وينون
التفت ساره لبقايا طيف اخيها و زوجته : ياويلج من ربج سلموه ان طاحت البنت مريضه
سلمى بثقه وهي تعتلي الدرجات للطابق الاول : لا تحاتين مو لي هالدرجه
بعدها تبعت ساره زوجها الذي حرك سيارته قريبا منها لتخبره بالخبر : تخيل الخبله بنت خالك مسبحتهم بالماي
انا اقول شفيه اخوج عادي عادي لا تحاتين صج ان اختج عليها هبال بعض مما عند طبجتها الي عندنا بس تنفع بحركاتها ان شاء الله بس تييب فايده مع اخوج
حتى انت تحاتي ؟
لا تلوميني مو شويه الي اسمعه عسى الله يلين قلبه عليها و يحننه
آمين الله يسمع منك
يلا فمان الكريم
الله معاك وهالله هالله بالسياقه لاحق على البيت
ابتسم لها وهو يشير لعينيه قائلا : من عيوني لا تحاتين
يتبع

كثر أولئك الذين نقدم لهم قلوبنا
البعض يقبلها بصدر رحب و لهفة بينه
ولكن
بعد زمن ليس باليسير
البعض يظل محتفظا بها بحب و رعايه
و آخر يعيده بجرح ارجاعه لأن قلبا آخر أهدي إليه
و آخر رحل عن الدنيا وهو محتفظ بالقلب رافضا تركه لغيره ..
كـل نـــجم سـرى ما بـاقي الا القـــليل
وانت يالطرف ساهر والخلايق رقود
كـل مـا اقفى نـهـار كـل مـا جــن لـيل
وانـت عـيـنـك تحـرى غـايب ما يعود
عودة الي غيابه في الثـرى مـستحيل
الدوحه – الشاليهات / 2007
فضاء رحب و بحر عانق امواجه النائمه , شمس تكاد تقبل الأرض بحرارة صيف ممله خلاف هذا رطوبة تشبع بها الهواء , بهدوء كانت تبصر البحر وأفكار لا تنتهي تسبح في مخيلتها حتى سكن جنون الافكار بصوت طفولي ناعم : يما خل ننزل حق البحر أبي أدخل ريولي ( الاقدام )
أخفضت نظراتها لطفلتها التي التصقت بها وكأنها تخاف ابتعادها لتمسح على شعرها الاسود ونظرات حنون تشملها بها : انزين يلا بس ها بس ريولنا عشان ما تتبلل هدومنا
هزة رأس بسيطه كان رد حنين على ميار ليتقدموا بهدوء يتخطون الدرجات القليله متجهين للبحر بزرقة تجذب الناظر لها وموج ساحر بهدوء صوته ,
حنين وهي تحرك قدماها في الماء وبيدها اليسرى أمسكت بكف ميار محركة اياها للامام والخلف بحركة طفوليه ممتعه وتمتمه بنغم لذيذ طروب ينساب على الاسماع
أمي يا حبا أهواه
ياقلبا أعشق دنياه
يا شمسا تشرق في أفقي
يا وردا في العمر شذاه
وببطئ كانت تلك النغمه تنخفض حتى تداخلها
: ميار
جاء صوته هادئ مفاجئ لهم ليلتفتوا إليه و أقدام حنين تجري باتجاهه بعدما أفلتت يدها من بين يد ميار , فتح ذراعيه على وسعهما ليحتضن الحبيبه التي أطارت ضحكاتها البريئه صواب عقله المتيم بها فمان ان لامست كفاه جسمها الغض حتى رفعها عاليا بين السماء والارض ثم عانقها بسعادة ابويه وصرخاتها تناثرت في الهواء : يباااااااااااااااا
ليجيبها بـ : عيونه
حنين وابتسامة استوطنت ملامحها البريئه : حدي ولهانه عليك
قالتها وهي تطوق عنق والدها وتدفن روحها في حضنه الحنون , ابتسم لكلماتها وكفه اليمنى تمسح شعرها وبخطوات بسيطه كان يقف وجها لوجه مع ميار ليبدأ كلماته : شلونج ميار ؟
قربه الشديد منها والذي لم تعتاد عليه من قبل جعلها تتراجع بحركة لا اراديه للخلف ونظراتها تتبعثر يمنة ويسره قائله بصعوبه تجذب الكلمات جذبا : بخير دامك بخير ... شلونك انت ؟
وقبل أن يجيب جاء صراخ بعيد نوعا ما لصوت فتاة ينادي باسمها : ميووووووووووووور
التفتوا باتجاه الصوت وما ان ابصرت ميار المنادي حتى غطت وجهها بطرف حجابها بحركه اعتياديه ونظراتهم لم تتعدى فتاة وشاب تقدموا بخطواتهم اليهم الا ان الشاب انحرف بطريقه باتجاه الشاليه اما الفتاة فأكملت طريقها مقتربة منهم و ابتسامة تزين محياها الفتي : هلا وغلا تو ما نورت الدوحه
امتدت كف ساره لتعانق كف ميار بسلام أخوي : والمهلي ما يولي منوره بهلها شلونج عساج بخير ؟
ساره وهي تلتفت للخلف للتأكد من شي ما قالت : تمام نسأل عنج خلاص راح عبدالعزيز
وقبل أن تجيب ميار جاء صوت سلمان بنبرة أخويه محبه ونظراته تحمل رفضا وعتابا لأخته : انتي ان شاء الله جذي طالعه متمشيه ؟
وبرد مهاجم كانت كلمات ساره : رجاءا سلمان ريلي شافني وما قال شي لا تقعد تبدي محاضراتك علي
لم يكن هناك مساحه ليجيب كلماتها فقد جاء صراخ صبيان متزامنا : سلمان أبوي يبيك / يالنسيب مطلوب عند الخال
ليجيب صراخهم وهو يتوجه لهم حاملا طفلته : شماله الصراخ نسمع ترى احنا خلاص كاني ياي وعن الحجي الزايد
انسحبوا بهدوء ينافي حضورهم المزعج , اما سلمان فقد التفت لزوجته واخته قائلا : عن اذنكم
ساره و ميار : اذنك معاك
وقبل ان يخطو للامام خطوه انسلت حنين من بين يديه بهدوء وهي تهمس لوالدها : أبي أمي
ليتركها تعود ادراجها لميار ولم يتحرك من مكانه الى ان اطمأن انها وصلت لها ..
ميار وهي توجه حديثها لساره : سارون شالاسلوب ؟
ساره بقوه تجيب : بليز ميور لا تبدين ما اخلص انا من ريلج تييني انتي
ميار باستغراب : انتي مستوعبه هدومج ؟ لا وحضرتج متمشيه و ماره على الشاليهات روحه و رجعه من صجج انتي ؟؟
ساره : اي من صجي وبعدين شايفه احد صخه ماكو احد وريلي وياي وماتكلم شنو المشكله ؟
ميار : وان كان ماكو احد تضمنين هالحراس الي بالشاليهات وان ماكو احد داخلها على الاقل جان لبستي عبايتج سبحان الله منتي ضامنه المكان وبعدين حضرتج لابسه جنز ثري كواتر و بدي جم قصير وايد حضرتج ماخذه راحتج وان سكت عنج ريلج فهذا مو معناته انه راضي تلقينه مستحي يقولج وانتو توكم متزوجين يعني حسي على دمج شوي و السنع زين الدنيا ليل وقاعده جدام شاليهكم ومحد بالشاليهات قلنا يمكن الدنيا نهار وباي وقت احد يطلع و شكلج واضح اتوقع الي يبيه اخوج يوصله وصلته بكلامي ..
تنهدت ميار بعمق وهي تتمتم : الله يهديج بس خلينا ندخل احس الشمس طبختنا بحرارتها صرنا بيض مقلي
قالتها وهي تبتسم لابنة خالها التي تغيرت ملامحها للابتسامة ثم الضحك : استغفر الله لازم تخبيص الحجي عقب محاضراتج
ميار وهي تتحرك باتجاه الشاليه : اكيد لازم ترطيب جو بدل لا تحقدين علي نضمن سلامتنا
ساره وهي تجاريها بالسير : لا حبيبتي بدامج خذيتي حبيب الشعب سلماني فاضمن لج السلامه والامان و بعدين ادري من زود حبج لي تقولين هالكلام صح ولا انا غلطانه ؟؟
ميار وهي تحمل ابنتها : صحين حبيبتي
*****
[سـ2001ـــنة ]
أغلق الباب خلفه بقوة تاركا الصوت يتردد في صالة المعيشه نظراته تحمل تصميما وانعقاد مابين حاجبيه يوحي بتفكير عميق لقرار لا رجعة فيه ..
في الصاله أم تولول تحسرا على ابنها العاقل لقراره المجنون كما تعتقد : يا حسرتي على هالولد بيذبحني بعناده
اما راكان فبدا منزعجا لتلك الهاله التي تحيط بها والدته قرار أخيه فكسر الصمت بحديثه : يما الله يهداج انتي سامعه شي عن البنت , فيها شي ؟؟
ام راكان وهي توجه نظرات قلق ممزوجة بحنان أمومي : لا والله يوليدي الظليمه شينه بنت دين و أدب واخلاق بس
راكان ونظراته موجهه لوالدته : اي اهني مربط الفرس يمه بس شنو ؟
ام راكان وهي تتنهد بعمق تجيب : فيها مرض السرطان
فاللحظة التي بترت الام حديثها أكمل بصوت فتاة كانت تنزل الدرجات المؤديه للطابق الارضي : بس يما الحمدلله البنت تعالجت وتشافت و ولدج يدري بهالشي وان كنتي خايفه يرجع فهذا قضاء الله وقدره محد يقدر يعترض عليه – واكملت وهي توجه حديثها لاخيها – وغير جذي البنت مو عاجبه الوالده شكليا لانها عاديه و ولدها مزيون تبي تزوجه وحده مزيونه على قولتها ..
راكان : انا ما ادري شلون انتو يالامهات تفكرون تحسبون كل الشباب يفكرون بالشكل قوليلي شنفع خالد ولد خالتي جمال مرته الي ما بقى احد ما تكلم عنه وهاكو اشوفه مع عياله الثلاث ببيت اهله مجابلهم بدال لا امهم تجابلهم وتباريهم , اشوف نفعها جمالها بشي ما غير سواد قلب و حقد فوق هذا بغت تسحره بس ربي فكه واحفظه بحفظه للاذكار ( اذكار الصباح والمساء ) ويوم ربي كشفها قامت تحط البلى على اهله لين عرف انها البلى بكبره و طلقها , قوليلي هذي تستاهل تكون ام , طبعا لأ وتخسي تصير ام بعد مابهذلت عيالها و ريلها الي ماشاف منها الا الضيم وتحسبونه صابر عشان سواد عيونها ما صبره الا عياله ويوم شاف ماكو فايده منها طلقها وارتاح (( ليس كل جميلة يقصد بها و انما البعض لا الكل )) يما انا اقول تتوكلين على الله و تخطبين البنت لولدج وانتي اعرف الناس فيه ان قال شي بسويه طال الزمن ولا قصر والجمال مو كل شي لانه يذبل يتغير يتبدل وما يبقى غير جمال الروح هذا رايي و انتو كيفكم ..
*****
طش طش طشششششششش أصوات ممتعه تمازجت بقطرات الماء المتطايره فقد قفزوا على التوالي في بركة السباحه الداخليه والمتصله بالشاليه عبر ممر زجاجي مقوس أنيق , طلال وهو يخرج من الماء بشهقة عاليه وقد ارتدى نظارة السباحه : اف الماي بارد
ساره التي مازالت تجلس على حافة البركه وبجوارها ميار : من الطفاقه محد قالك طب مره وحده شوي شوي مثل الناس
لم يعر طلال حديثها اي اهتمام فقد اعتاد كلماتها التي تقصد منها استفزازه , في تلك الاثناء دخلت عليهم سلمى وقد ارتدت ملابس بحر بشكل مضحك وبشتى الالوان مكون من شورت بألوان الطيف ولقصره ارتدت تحته بنطالا اسودا من القطن يصل لنصف الساق وبدي لم يترك لونا الا وقد أخذ نصيبه منه واول من وقعت عيناه عليها كان اخاها طارق : بل شالكشخه اختي ولا الوان قوس قزح لا لا بصراحه صكيتي على مصممي الازياء
ليكمل ما بدأه توأمه الروحي طلال باستفزاز : بعد جبدي بنت الخال اثاري الموضه ماخذينها منج تقطرين اناقه
سلمى وهي تعد لسانها للدفاع ترفع رأسها بثقة ونظرات متوعده : جب انت وياه محد طلب رايكم وبعدين غصب عنكم اقطر اناقه وترى رزة الفيس من طبايع التيس ويفضل تحتفظون برايكم لأنفسكم ياربي صج لقافه ..
ثم قفزت بمهاره ولم ترتد للسطح الا بعدما لامسحت ارض البركه التي كان ارتفاعها يناهز المتران و النصف
اما ميار فكانت الابتسامة مرسومة على محياها وقد كتمت ضحكة هي و ساره لثياب سلمى التي لم ترتدي تلك الثياب الا عن قصد لارتياحها بها , لم يمض الكثير من الوقت حتى تبعهم سلمان الذي ابتسم لابنته التي لمحته اول دخوله , كانت تجلس على قارب مطاطي منتفخ ملون بألوان طفوليه مرحه وقد لبست على ذراعيها سترة نجاة دائريه منتفخه لا يزيد عرضها عن 20سم ذات لون شفاف ممزوج باللون الوردي , اقترب منهم وهم في غفلة منه ضحك سلمى وحركات التوأمان لازعاجها جعله يقف موقف المتفرج باستمتاع فلا يريد افساد متعتهم العفويه باكتشاف وجوده حتى انتبهت ميار لنظرات حنين المصوبه لوالدها فتابعت النظرات حتى وجدته متكئا على اطار الباب لتقول بصوت مسموع انتبه له الكل : هلا سلمان حياك
سلمان وهو يتقدم لهم : الله يحييج
وما ان شاهد ساره حتى قال بصدمه : اف سوير نسيت ريلج بروح وبسلم عليج لحقي عليه شكلي نقعته
كلمات ما ان نطق بها حتى وقفت ساره بسرعة كادت تسقطها في البركه الا ان ميار امسكت بها لتقف باعتدال لم تمهل نفسها باستكماله فتحركت للخارج وكلماتها يتردد صداها في المكان : والله ياويلك ان راح
ما ان استوعب الجمع كلماتها المتهوره حتى انفجروا ضاحكين لحديثها ونبرة الغضب التي امتلأ بها صوتها وما كان للتوامان أن يمر الامر بسلام فقد ادلى طارق بدلوه : استغفر الله بنات هالوقت الحيا ممسوح منهم اشكره عينك عينك تهدد بعد ما اقول الا الله يعين الي يبتلي فيهم
ليكمل طلال : الله يعينك انت بدال الوحده ثنتين انا وحده وزين متحملها بس قريب افتك منها عاد الدور عليك بصيرون ثلاث تعال ليش ما تسكن عندنا
طارق مفكرا : والله خوش فكره الواحد يعيش حياته بلى طلبات البنات الي ماتخلص ييب ود تعال معاي وما غير هات وهات ابد ما يعرفون يعطون لا لا انا شكلي بفكر جديا بهالموضوع وعلى الاقل اونسك و نوازر بعض بالدراسه بدال لا تكون بروحك
كانت اعين كل من ميار وسلمى تتسع بازدياد الكلمات , صدمة بما تفوهوا به للتو والذي بدا صدق رأيهم بنبرة حديثهم هنا وبحركة سريعه خرجت سلمى قاصدة انبوب الماء البارد لتفتحه باتجاه التوامان ليتدفق ببرودة لاسعه ولم تجعلهم يسلمون منه لقوته لدقائق حتى انفجر ضحك كان مصدره سلمان الذي جاهد لكتم ضحكاته لعلمه بجنون اخته حين ينال الغضب منها منالا , حينها كان المقصود سلمان الذي تقبل برودة الماء بصدر رحب لاعتياده ذلك أيام التجنيد العسكري وفي كل استحمام خلاف التوأمان , ولجنون اعتمر عقولهم تلك اللحظه اندفع طارق وطلال و برفقتهم حنين ليكونوا على مرأى من مياه سلمى التي لم تسلم منها حتى ميار ..
قفزت فزعا من الصوت الذي فاجأها قائلا : ساره
ساره بالتفاتة سريعه : بسم الله خرعتني
نظراته تتنقل بينها و الباب : شفيج واقفه هني ؟
ساره وهي تتنهد راحه : ابد سلمان توه يقولي انك تبيني وطلعت ادورك قلت بشوف سيارتك ما لقيتها ظنيتك رحت
ابتسم بحب : لا والله دخلت داخل عند امج وخالتي وخذتنا السوالف ويوم طلعت قلت بدق بشوفج وينج انا قدر اطلع بدون لا أسلم
قطع حديثه بحمحمة جاءت من خلفه وكانت من سلمان الذي ابتسم لهم حين التفتا اليه : انت لي الحين مارحت
عبدالعزيز بنظرة متفحصه لشكل صاحبه المبلل وتلك الطفله التي تعلقت برقبته وقد حضنت بمنشفه خوفا عليها من البرد : انت شمسوي بعمرك توك ما فيك شي وبعدين طرده يعني
سلمان مجيبا على صاحبه وهو يمسح الماء المتبقي عن وجهه : ابد لا طرده ولا شي بس بعد اذنك يا تطلع بره يا تدخل الصاله مرتي بتمر
تحرك عبدالعزيز متحدثا : يلا نشوفك على خير
سلمان : وانت من اهله سلم على الاهل
عبدالعزيز : يوصل ان شاء الله
خرج من الباب لتغلقه ساره الا قليلا منه منتظره مرور ميار التي اذهلها شكلها الذي ينافس زوجها بللا : امبي انتو شمسوين باعماركم ما امداني رحت عنكم
جاء رد سلمى : ابد الدعوى كانت تأديب انقلبت هبال وينون
التفت ساره لبقايا طيف اخيها و زوجته : ياويلج من ربج سلموه ان طاحت البنت مريضه
سلمى بثقه وهي تعتلي الدرجات للطابق الاول : لا تحاتين مو لي هالدرجه
بعدها تبعت ساره زوجها الذي حرك سيارته قريبا منها لتخبره بالخبر : تخيل الخبله بنت خالك مسبحتهم بالماي
انا اقول شفيه اخوج عادي عادي لا تحاتين صج ان اختج عليها هبال بعض مما عند طبجتها الي عندنا بس تنفع بحركاتها ان شاء الله بس تييب فايده مع اخوج
حتى انت تحاتي ؟
لا تلوميني مو شويه الي اسمعه عسى الله يلين قلبه عليها و يحننه
آمين الله يسمع منك
يلا فمان الكريم
الله معاك وهالله هالله بالسياقه لاحق على البيت
ابتسم لها وهو يشير لعينيه قائلا : من عيوني لا تحاتين
يتبع