عندما تألم اديسون أضاء العالم وعندما تألمت أنت َ ماذا فعلت للعالم ؟؟
بقلم ليلى المطوع
جلس متألما ً على ركبتيه يحدق من النافذة إلى السماء الغارقه في الظلام ويستمع إلى أنينها الذي ملأ أركان المستشفى .
أدار وجهه محدقا ً بالطبيب ، مستنجدا ً به لكنه أعاد أجابته التي قالها منذ ساعات طويلة " يجب أن ننتظر نور الشمس حتى اجري لها العملية ، أن الضوء لايكفي لأجراء الجراحة الآن "
خرج من المستشفى هاربا ً من عجزه على انقاذها والتخفيف من ألمها ، يمشط الطرقات ويجر قدميه التي تحملان ألمه بتكاسل ، أن الليل طويلا ً و أمه تكاد أن تموت من المرض وكلما سمع صوت أنينها طعُن قلبه ُ المرهف بسكين العجز ، وتمنى لو كان هذا الألم يصيبه ويمزقه لكن لايمسها بسوء.
كان يسترجع ذكرياته معها ، فهي الوحيدة التي آمنت بقدراته عندما وصفه المدرس أنه ُ طفل بليد و أعاده إلى المنزل بحجة عدم قدرته على التعلم وكيف وقفت بجانبه وجعلت منه أنسانا ً عبقريا ً .
وظل يتجول حتى تسللت َ خيوط النهار إلى السماء فشق طريقه بين الشوارع إلى المستشفى وتهلل وجهه عندما اجرى الطبيب لوالدته العملية ولاقت النجاح .
ووضع ألمه كدافع لنجاحه وعجزه اصرار على استمراره و فكر لأيام بأختراع آله تمده بالنور ليلا ً حتى لايتكرر هذا الموقف لأي إنسان كان و أخبر مكتب تسجيل براءة الاختراع في واشنطن بفكرته و لاقى سخرية كالمعتاد لكنه قال بفخر " ستقفون يوما ً لتسديد فواتير الكهرباء" .
وبالفعل لم يخذلها ابدا ً و إلي يومنا لم يشهد العالم مخترعا ً كتوماس اديسون
فقارئي العزيز عندما تألم اديسون أضاء العالم وعندما تألمت أنت َ ماذا فعلت للعالم ؟؟
بقلم ليلى المطوع