عجييييييييب امر القلوب

Bride - 2010

New member
إنضم
28 يونيو 2009
المشاركات
73
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
السلام عليكم




عجيب امرالقلوب ....




قصة حب عجيبة حدثت في زمن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام




قرأتها منذ مدة ....فبكى فؤادي قبل عيني واحببت ان تشاركوني متعة التعرفعلى تفاصيلها .... ~~~~~~~~~~~~~~~


~~~~~~~~~~~~~~~





قصة الرجل الذيقال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "الحمد لله الذي جعل في أمتي نظير يوسفالصدّيق"..


هذه قصة من قصص الشعراء العرب الذين قضوا نحبهم عشقاً وما أغرب قصةصاحبنا هذه المرة وما أمتعها..




فأما هو:


فهو بشر الأسيدي من بنى عبدالعزى.. شاعر إسلامي متوسط في طبقته وأحد المتخلفين إلى رسول الله




وأما هي


فهي هند، فتاة من قومه وإحدى فواضل نساء عصرها حسناً وجمالاً وأما حالتهاالإجتماعية فمتزوجة من رجل يقال له سعد بن سعيد، وأما حالتها العاطفية فعاشقة حتىالثمالة لبشر..




نظرت إليه مرة يوم كان يجتاز بمنزلها قاصداً رسول الله ،فلم تعد تملك إلاّ أن تنظر إليه دوماً، حتى أدمنت المكوث كل غداة على دربه تنتظرإجتيازه. فإذا ما مر إضطرب كل شيء فيها إلا النظرة الثابتة إلى وجهه إلى أن تطويهالمسافة بعيداً عنها، دون أن يكلف نفسه عناء رمي نظرة أو إلقاء تحية أو القيام بأيحركة تحسسها بشغل حيز في حياته.. فتناجي نفسها وتقول:






أهواكَ يابشرُ دون الناس كلهم=وغيركَ يهواني فيمنَعُهُ صدّي


تمرُّ ببابي لست تعرفُ ماالذي=أكابدُ من شوقي إليكَ ومن بُعدي


فياليتني أرضٌ وأنتَ أمامها=تدوسُ بنعليكالكرامِ على خدّي


ويا ليتني نعلاً أقيكَ من الحَفَا=ويا ليتني ثوباً أقيكَ منالبَرْدِ


تباتُ خليَّ البالِ من ألمِ الجَوَى=وقلبي كواهُ الحبُّ من شدّةِالوجدِ


وإنك إن قصَّرت عني ولم تزر=فلابُدَّ بعدَ الصدِّ أدفن في لحدي






ولما تجاوز الحب حدّه، دمّر حدوده وتحول إلى شعر يدوَّن ورسالةتوجه إليه فكتبت ما يعتمر في داخلها، ثم أخذت الجارية الكتاب وسارت به إلى بشر ولماوصلت إليه سلمت عليه فرد عليها السلام وسألها عن حاجتها.


فقالت الجارية: "إنيجارية السيدة هند وقد أرسلتني إليك بكتاب هذا هو" فأخذه وقرأه وفهم معناه ثم إلتفتنحو الجارية وسألها: "هل سيدتك عذراء أم ذات بعل".


فقالت الجارية: "بل متزوجةوزوجها موجود في المدينة".


فرد بشر القول بالقول وواجه حبّها بالواجب المفروضعليها تجاه زوجها ودعاها إلى الإعتصام بكلام الله وقال:






عليكِبتقوى الله والصَّبر إنّه=نهى عن فجور بالنساءِ مُوَحّدُ


وصبراً لأمرِ الله لاتقربي الذي=نهَى الهُ عنه والنبيّ محمدُ


فلا تطمعي في أن أزوركِ طائعاً=وأنتلغيري بالخناءِ معوّد





وأخذت الجارية الكتاب وسلمته إلى سيدتها التيعزّت عليها نفسها كثيراً فبكت بكاء مراً وكتبت إليه تقول:






أما تخشيا بشر الإله فإنني لفي=حسرةٍ من لوعتي وتسهدي


فإن زرتني يا بشر أحييتَمهجتي=وربي غفورٌ بالعطا باسطُ اليد





ومرة أخرى عادت إليه الجارية برقعةمن سيدتها وصعب على بشر ما هي فيه فكتب لها هذه الأبيات:






أيا هندهذا لا يليقُ بمسلمٍ=ومسلمةٌ في عصَمة الزوج فابعدي


أما تعلمي أن السَفاحمحرّمٌ=فحولي عن الفحشاءِ والعيبِ وارتدي


بهذا نهى دين النبيِّ محمدٍ=فتوبي إلىمولاكِ يا هندُ ترشدي






لكن الكلمات كلها لم تكن لتكفيها في وصف ماتكابده من حبه، وكل العادات والقوانين ما كانت لتثنيها. ولكنه لم ييأس بل دأب علىمراسلتها ليهديها فكتب:






إن الذي منع الزيارة فاعلمي=خوف الفسادعليك أن لا تعتدي


وأخافُ أن يهواكِ قلبي في الهوى=فأكون قد خالفتُ دينَ محمدِ






فلما وصلها هذا الكتاب انكمدت نفسها ومرضت فكتبت إليه تقول:




أيا بشر ما أقسى فؤادَك في الهوى=ما هكذا الحبُ في مذهبِ الإسلامِ


إنيبُليت وقد تجافاني الصفا=فارحم خضوعي ثم زد بسلامِ


ضاقت قراطيسُ التراسلبيننا=جفّ المدادُ وحفيت الأقلام









فلما وقف بشر على هذهالأبيات أجابها بقوله:


لا والذي رفعَ السماءَ بأمره=ودحى بساط الأرض باستحكامِ


وهو الذي بعثَ النبي محمداً=بشريعة الإيمان والإسلامِ


لم أعصِ ربي في هواكوإنني=لمطهر من سائر الآثامِ








وحلف أن لا يمر بباب هند ولايقرأ لها كتاباً، فلما إمتنع كتبت له:




سألت ربي فقد أصبحتَ لي شجنا=أنتُبتلى بهوى من لا يُباليكا


حتى تذوقَ الذي ذقتُ من نَصَبٍ=وتطلب الوصل ممن لايواتيكا


وتشتكي محنة في الحب نازلة=وتطلب الماء ممن ليس يسقيكَ


بلاك ربيبأمراض مسلسلةٍ=وبامتناع طبيب لا يداويكَ


ولا سروراً ولا يوماً ترى فرحا=وكلضرٍ من الرحمن يبليكَ







فلما لج بشر وترك الممر ببابها أرسلتإليه بوصيفة لها فأنشدته هذه الأبيات فقال للوصيفة:


ـ "لأمر ما لا أمر". فلماجاءت الوصيفة أخبرتها بقول بشر فكتبت وهي تقول:






كفّر يمينك أنالذنبَ مغفورُ=وأعلم بأنك أن كفّرت مأجورُ


لا تطردنّ رسولي وارثينّ له=إنالرسولَ قليلُ الذنبِ مأمورُ


واعلم بأني أبيتُ الليلَ ساهرةً=ودمع عيني علىخديَّ محدورُ


أدعوه باسمِكَ في كربٍ وفي تعبٍ=وانت لاهٍ قريرُ العين مسرورُ







وأما هندٌ فقد أصبحت بعدها موجة بشر بحرها وزهرة بشر عطرها،تقطف من محياه كلما مرّ بعضاً من الحياة فكيف تعيش إن حجب عنها؟؟


وأما بشر فقدخاف على نفسه من الفضيحة فارتحل إلى بطحاء تراب ليلاً. ووقفت جارية هند على أمرهفأعلمت سيدتها، فاشتد عليها ذلك ومرضت مرضاً شديداً فبعث زوجها إلى الأطباء فقالتله:


"لا تبعث إليّ طبيباً فإني عرفت دائي، قهرني جني في مغتسلي فقال لي: تحوليعن هذه الدار فليس لك في جوارنا خير"


فأجابها الزوج: ما أهون هذ"ا فقالت: "إنيرأيت في منامي أن أسكن بطحاء تراب" فقال: "اسكني بنا حيث شئت"


فاتخذت هناكداراً على طريق بشر وجعلت تمضي الأيام في النظر إليه كل غداة إذا غدا إلى رسول اللهحتى برئت من مرضها وعادت إلى حسنها، فقال لها زوجها: "إني لأرجو أن يكون لك عندالله خير لما رأيت في منامك أن أسكني بطحاء تراب فاكثري من الدعاء".


وكانت معهند في الدار عجوز فأفشت إليها أمرها وشكت إليها ما أبتليت به وأخبرتها أنها خائفةأن يعلم بشر بمكانها فيترك الممر ويأخذ طريقاً آخر فقالت لها العجوز: "لا تخافيفإني أعلم لك أمر الفتى كله وإن شئت أقعدتك معه ولا يشعر بمكانك" فقالت "ليت ذاك قدكان". ولما همّت العجوز بالإنصراف قالت لها هند:






ساعديني واكشفيعني الكروب=ثم نوحي عند نوحي ياجنوبْ


واندبي حظي ونوحي علناً=إن حاليَ بَعْدهشيءٌ غريبْ


ما رأت مثلي زليخا يوسفٍ=لا ولا يعقوب بالحزنِ العجيبْ






فقعدت العجوز على باب الدار حتى أقبل بشر فسألته أن يكتب لها رسالةإلى إبنها في العراق فقعد وراحت تملي عليه وهند تسمع كلامهما. فلما فرغ قالت العجوزلبشر: "يا فتى، إني أراك مسحوراً "فقال لها: "ما أعلمك بذلك؟" فأجابته: "ما قلت لكإلا وأنا متيقنة فانصرف عني اليوم حتى أنظر في أمرك" .


ثم دخلت إلى هندوبشّرتها قائلة: إني أراه فتى حدثاً ولا عهد له بالنساء ومتى ما أتى وزيّنتكوطيّبتك وأدخلتك عليه غلبت شهوته وهواه دينه.


وفي مرة كانت قد إاتفقت فيها معهند، دعته لتنظر له نجمه فأدخلته إليها وأغلقت الباب عليهما فلم يشعر إلاّ والبابأقفل ووقفت أمامه حسناء كأنها البدر وقد إرتمت عليه وأخذته إليها وهي تقول:






يا بشر واصلني وكنْ بي لطيفا=إني رأيتك بالكمالِ ظريفا


وانظرإلى جسمي وما قد حلّ بي=فتراه صار من الغرام نحيفا





فلما رأها راعهجمالها وعلم ببراعته أنها هند التي هجر مقره من أجلها فتباعد عنها متعطفاً وأنشدمتلطفاً:






ليس المليحُ بكاملٍ في حسنهِ=حتى يكونُ عن الحرامِ عفيفَا


فإذا تجنب عن معاصي ربه=فهنالك يدعى عاشقا وظريفا





فجاء زوج هند فيغير عادته في كل يوم فوجد مع إمرأته رجلاً في البيت فطلقها وطوقه وجره وذهب به إلىرسول الله




فكبى بشر أمام الرسول وحلف بأنه ما كذبه منذ صدقه وما كفر باللهمنذ آمن به وقص على النبي قصته. فبعث النبي إلى العجوز وهند فأقرتا بين يديه فقال: "الحمد لله الذي جعل من أمتي نظير يوسف الصديق". فأدب العجوز وأعاد هند إلى منزلها





بعد هذه الحادثة هاج بشر بحب هند وإنتظر إنتهاء عدتها ليخطبها، لكن هندرفضت أن تتزوجه بعد أن فضحها عند رسول الله، فجاءها رسول من أهله يعلمها بأنه طريحالفراش وقد يموت إن هي لم ترض به فقالت: "أماته الله فطالما أمرضني" فكتب إليهايقول:






أرى القلب بعد الصبر أضحى مضيّعا=وأبقيت مالي في هواك مضيّعا


فلا تبخلي يا هندُ بالوصل وارحمي=أسير هوى بالحبِ صارَ مَضْيّعَا







فلما وصلتها الأبيات كتبت تحتها تقول:




أتطلب يا غدَّاروصلي بعدما=أسأت ووصلي منك أضحى مضيّعَا


ولما رجوتُ الوصلَ منك قطعته=وأسقيتنيكأساً من الحزن مُتْرَعا


واخجلتني عند النبي محمد=فكادت عيوني أن تسيل وتطلعا







وزادت هذه الأبيات من لوعته وأضرمت نيران الحب في قلبه فكتبإليها:





سلام الله من بعد البعاد=على الشمس المنيرةِ في البلادِ


سلام الله يا هندُ عليك =ورحمته إلى ييومِ التنادي


وحقِّ الله لا ينساكقلبي=إلى يوم القيامةِ يا مرادي


فرقّي وارحمي مضنى كَئيبا=فبشر صار ملقى فيالوسادِ


فداوي سقمه بالقرب يوماً=فقلبي ذابَ من ألم البعادِ







لكن جرحها كان أكبر من أن تبلسمه الكلمات وفضيحتها كانت أوسعمن أن تحصرها الزفرات فردت عليه تقول:




سلامُ الله من شمسِ البلاد=علىالصبَّ الموسد في المهادِ


فإن ترجُ الوصال وتشتهيه=فأنت من الوصالِ على بعادِ


فلست بنائلٍ منّي وصالاً=ولا يدنو بياضك من سوادي


ولا تبلغ مرادك منوصالي=إلى يوم القيامةِ والتنادي








فلما وصل إليه الكتابإمتنع عن الطعام والشراب حتى إشتدت علّته وكانت له أخت تواسيه فطلب منها أن تأتيهبهند. فلما علمت هند بأنه على آخر رمق من الحياة سارت معها إليه فوجدته يقول:




إلهي إني قد بُليت من الهوى=وأصبحتُ ياذا العرش في أشغل الشغلِ


أكابدنفساً قد تولّى بها الهوى=وقد ملّ إخواني وقد ملّني أهلي


وقد أيقنتْ نفسي بأنيهالكٌ=بهندٍ وأني قد وهبتُ لها قتلي


وأني وإن كانت إلي مُسيئة=يشقُّ عليَّ أنتعذّب من أجلي







فبكت هند وبكى معها كل من كان حاضراً وأنشدت:





أيا بشر حالك قد فنى جسدي=وألهب النار في جسمي وفي كبدي


وفاض دمعيعلى الخدين منسكبا=وخانني الدهر فيكم وانقضى رشدي


ما كان قصدي بهذا الحالأنظركم=لا والذي خلقَ الإنسانَ من كمدِ






فما سمع كلامها أوما إليهاوأنشد:






أيا هند إذا مرّت عليك جنازتي=فنوحي بحزنٍ ثم في النوحرنّمي


وقولي إذا مرّت عليك جنازتي=وشيري بعينيك عليَّ وسلّمي


وقولي رعاكَاللهُ يا ميَّّتَ الهوى=وأسكنكَ الفردوسَ إن كنتَ مسلم







ثم شهقشهقة وفارقت روحه الدنيا فلما رأته إرتمت عليه وأنشدت:






أيا عينُنوحي على بشر بتغرير=ألا ترويه من دمعي بتقديرِ


يا عينُ أبكي من بعد الدموعِدما=لأنه كان في الطاعات محبورِ


لفقدِ بشرٍ بكيتُ اليومَ من كمدٍ=لا خير فيعيشةٍ تأتي بتكديرِ


ألقاك ربك في الجناتِ في غُرَفٍ=تلقى النعيم بها بالخيرموفورِ






ثم ألقت بنفسها عليه وحركوها فإذا هي ميتة فغسلوهماودفنوهمامعا


-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------




تأثرتمن القصة وزاد شوقي للقاء حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله علية وسلم




ما اكرمخلقة وما اعظم شأنة وما ارحم قلبة ..




ليت كل من يقرأ القصة يصلى عالنبي




اللهم صلى وسلم على رسول الله ..




دمتم برعاية المولى ...

منقول