- إنضم
- 25 يوليو 2008
- المشاركات
- 472
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
في عام 2001 تخرجت من جامعة الكويت كلية الآداب ، و لا أذكر حقيقةً ماإذا كانت وظيفة "معلمة" هي رغبتي الأولى أم لا .. إلا أني أذكر جيداً مراجعاتي في الوزارة و المنطقة التعليمية . كان حينها أخي الأكبر"رحمه الله" معي . و عندما تم اختياري في منطقة "............" ، حمدت الله كثيراً . "طبي و تخيري " قالها لي أحد المسؤولين أمام أخي .."الله يرحمك ياخوي ، كنت واسطتي في كل مكان بعد الله" ، بعدها اخترت المدرسة "التي قضيت فيها أجمل سنين خدمتي كمعلمة لاحقاً " .
في يومي الأول ، أذكر تماما كيف كنت أبدو بعباءة ( مانتوه ) سوداء ..خائفة .. أرتجف .. بقليل من المساحيق في وجهي .. قلت في نفسي : " هكذا يجب أن تبدو المعلمة " . استقبلتني رئيسة القسم بوجه بشوش ، و نبرة مشجعة . و أخذت بيدي إلى غرفة المعلمات . رأيت الجميع ينظر لي باستغراب و بابتسامة مريبة ..أفزعتني كثيراً
.. " حياج تفضلي " قالها البعض و البعض الآخر ظل مبتسماً..
لن أدخل كثيراُ في تفاصيل عملي هناك ، و لكني سأتطرق هنا لبعض الأمورالتي مررت بها و بعض الدروس التي أخذتها :
حبيبتي أبلة ( ..............)
كانت نعم القائدة و نعم رئيسة القسم ... أحببت فيها إخلاصها لعملها ودقتها .. كانت حريصة على تعليمي كل صغيرة و كبيرة .. كانت تنظر لي كأختها الصغرى فلا تبخل علي بأي معلومة .. ترعاني دوماً و تحيطني علماً بأي ملاحظة ترمقها فيني ..
ملاحظتان للقادة : (( تذكر دوماً أن ما تعلمته رسالة .. فلا تحتفظ بهالنفسك .. و احملها لغيرك ))
(( القيادة فن .. لا يتقنه الكثيرون ))
أذكر أني في سنتي الثانية ، كنت مثقلة بالأعمال المدرسية التي لطالماأحببتها . حينها ، كنت حاملاً ، و كان وضعي الصحي في تدهور .. فحدث أني أدخلت المستشفى نتيجةً لذلك . غضبت مني أمي كثيراً ، و كانت تلومني على إجهاد نفسي في العمل المدرسي . لحظات و تردني مكالمة من رئيسة قسمي ، تسأل عن حالي .. وبعدها أضافت " أفا يا ......حبيبتي ،ما كان له داعي أمج تدق علي و تشره ! " .. صعقت كثيراً ، لم أتوقع أن تفعل أمي ذلك ! كانت أبلة "........." طيبة جيداً ، و لم تقصد أبداً أن تجهدني في العمل .. قد أكون سبب ذلك الإجهاد ( أنا ) !
نعم .. درس تعلمته حينها ... أن (( العمل لا يأتي على حساب صحتي ..صحتي دوما هي الأهم ))
المعلمة في بداية عملها .. تجدونها مثل النحلة .. هنا و هناك .. تريدالأفضل دائماً في كل شيء .. تخشى الخطأ .. فتجهد نفسها كثيراً .. و قد تخسر نفسهافي نهاية الأمر .. لذا :
· قد يكون عملنا كمعلمين من أنبل الأعمال و أعمقها هدفاً .. و لكن لايجب علينا أن نحمل أنفسنا مافوق طاقتنا .. نحن بشر و طاقاتنا محدودة ...
· حافظي على صحتك يا معلمتي .. كي يدوم بريقك .. و يدوم عطاؤك
· التخطيط مهارة علينا تعلمها .. حتى لا يضيع جهدنا و أوقاتنا هدراً
حين تعلمت التخطيط أول مرة ، أعجبني فمارسته أياماً ثم تركته .. كان خطأً جسيماً من طرفي بالطبع .. امتلاك هذه المهارة يتطلب منا الاستمرار حتى نتمرسها .. مثال :احتفظي بدفترين صغيرين أحدها خاص للعمل فقط ، و تضعينه على مكتبك و الآخر لحياتك الشخصية و العمل معاً و تحتفظين به في حقيبتك .. دوني فيهما أهم ما تودين عمله في اليوم التالي ، مثال : ( في دفتر العمل ) غداً سوف : 1- أعد وسائلي لصف سادس .. 2-أستشير رئيسة قسمي بموضوع الدرس .. 3- أقوم بتصحيح دفاتر الطالبات .. --- في نهايةاليوم الدراسي تقومين بشطب كل ما تم تنفيذه و من ثم تقومي بإعداد قائمة ما تودين عمله في اليوم التالي ----
عودي نفسك النظر إلى هذين الدفترين .. سوف تجدين الراحة كثيراً في حياتك :ggdw:
خلال سنوات عملي في تلك المدرسة ، ودعنا مديرتنا " الحبوبة .. اللي كله تحب تسولف معانا .. و تحب الكشخة " وجاءتنا مديرة جديدة هادئة كتومة لا تبتسم إلا قليلاً .. و إذا ألقينا التحية عليها قد لا تردها في كثير من الأحيان .. و هنا بدأ يظهر الجانب الآخر من شخصيتي ...
للحديث بقية .... :bye22: