سكران ينتبه لأهمية الوقت

سأكون بأمة

New member
إنضم
31 يوليو 2009
المشاركات
234
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بسم الله الرحمن الرحيم


قال يوسف بن الحسين(زاهد من العلماء):
كنت مع ذي النون المصري على شاطيء غدير فنظرت إلى عقرب أعظم مايكون على شط الغدير واقفة..فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير..فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت..
فقال ذو النون: إن لهذا العقرب لشأناً فامض بنا.. فجعلنا نقفوا أثرها..فإذا رجل نائم سكران وإذا حية قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه..فاستحكمت العقرب من الحية فضربتها فانقلبت وانفسخت ورجعت إلى
الغدير..فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت..
فحرك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه..
فقال: يافتى أنظر مما نجاك الله..هذه العقرب جاءت فقتلت هذه الحية التي أرادتك..
ثم أنشا ذو النون يقول:
ياغافلا والجليل يحرســــه من كل سوء يدب في الظلم
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منـــــه فوائد النـــــعم
فقال السكران بعد أن أفاق: إلهي! هذا فعلك بمن عصاك فكيف رفقك بمن يطيعك؟
ثم ولى ذاهباً إلى الله فأعلن توبته نادماً على وقته وشرف زمانه الذي ضيعه في الإسراف على الملهيات حتى كأنه إقشعر جلده عندما سمع:
كيف تنام العيون عن ملك تأتيه منــــــه فوائد النــــعم
فأعطاه هذا البيت دفعة قوية إلى الأمام وعزيمة على إستغلال الوقت من بعد أن كان سلبياً في حياته..تائهاً في معاشه.
*من كتاب الوقت عمار أو دمار للأستاذ جاسم المطوع بتصرف.