سعد الكويت رجل الدولة الذي لا يشق له غبار

estabrag

New member
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
2,467
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
كويت
سعد الكويت رجل الدولة الذي لا يشق له غبار وفارسها الوطني الشهم وبطل التحرير





للأستاذة الدكتورة ميمونة خليفية العذبي الصباح
(وفاء لسعد الكويت وفارسها المغوار في ذكرى رحيله الثانية وستبقى ذكراك خالدة على مر السنين في نفوس الكويتيين الأوفياء جيلا بعد جيل)

- نجح في إقناع الأمير الراحل بمغادرة قصر دسمان خلال الغزو.. فكانت لحظات مصيرية في إنقاذ الشرعية

- رجل المهمات الصعبة وصل الليل بالنهار في عمل لا ينقطع.. من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة

- استطاع برباطة جأشه بث الطمأنينة في قلوب الشعب.. وفي خطاب حماسي دعاه للالتفاف حول قيادته

- دأب على الاتصال يوميا بقادة المقاومة والمواطنين المرابطين.. ومدهم بالمؤن والأموال ليشجعهم على الصمود

- دوره في القمة العربية الطارئة بعد العدوان الغاشم «لا ينسى».. ومثّل بشجاعة وفد الكويت المطالب بالحق

- أبدع سموه فكرة المؤتمر الشعبي بجدة.. وأعلن للدنيا وحدة الشعب والقيادة في وجه العدوان الغاشم

- في حرب التحرير عيّن حاكماً عرفياً عاماً.. للتنسيق بين القوات المسلحة الكويتية ونظيراتها الدولية

- بعد عودة التراب الغالي.. أطلق خطة الإعمار وأشرف بنفسه على توافر الطعام وعودة الخدمات والمرافق

- وضع قضية الأسرى والشهداء نصب عينيه.. باذلاً الجهد الكبير لإثارتها في المحافل الدولية

- طالما فتح أبوابه وصدره الواسع لشكاوى المواطنين.. واستقطع حيزاً كبيراً من وقته لذوي الاحتياجات


حكمة سموه أنقذت الشرعية

وعندما أدرك سموه ان هذه التحركات تستهدف القضاء على الشرعية الكويتية، اقترح مغادرة سمو أمير البلاد قصر دسمان كاجراء احتياطي، ووافق سمو أمير البلاد بعد الحاح شديد، وكان معه المرحوم الشيخ جابر العلي، ووصلت السيارة التي يقودها النقيب فهد اليوسف الصباح الى المركز الحدودي الكويتي في النويصيب، ومن ثم الى مركز الخفجي السعودي.وبعدها أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد توجيهاته الى الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لمرافقة سمو أمير البلاد الى قصر الضيافة بالدمام.
ويقول سموه «كان اتصالي مع صاحب السمو في تلك اللحظات المصيرية والاتفاق على الخروج من قصر دسمان أفضل وأخطر قرار اتخذته في حياتي، انها العناية الالهية التي أنقذت الشرعية وأنقذت الكويت من شرور المخطط الاجرامي لرئيس النظام العراقي، فقد كان الفارق بين خروجنا من قصر دسمان وبداية هجومهم عليه لا يتجاوز نصف ساعة».

بداية سموه للكفاح من أجل تحرير الكويت في مدينة الخفجي الحدودية

بعد ان تمكن سموه من انقاذ الشرعية بوصول صاحب السمو أمير البلاد وسموه الى مدينة الخفجي السعودية، باشر تحركه الجاد بل كفاحه المضني من أجل تحرير الكويت من الطغاة وحماية المواطنين من بطشهم فكان ان أجرى اتصالات هاتفية من هناك لمتابعة ما يجري في الكويت واطلاع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون على كافة التطورات.وعند وصول الوزراء يروي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أنه عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك حيث كان سموه جالساً على الأرض في بيت جاهز (جبره) ووضع جدول الاجتماع الذي كان أول بند فيه العمل على تأمين الحماية للشعب الكويتي ثم متابعة ردود الفعل العربية والدولية على هذا الحدث، تلي ذلك ان وجه سموه كلمة الى الشعب الكويتي يشد أزره ويحثه على الصمود والتصدي للعدوان.(يعتقد أنه بث من اذاعة على احدى السفن).

الخطاب الثاني لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء

وجه سموه في الخامس من أغسطس 1990 خطاباً الى الشعب الكويتي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور} صدق الله العظيم.
أيها الشعب الكويتي العظيم.يا أبناء شعبنا الوفي.
اخواني وأخواتي..
ان وطننا العزيز يواجه أوقاتاً عصيبة..ان كويت المحبة والسلام تواجه غزواً وحشياً من أعداء المحبة والسلام ان كويت العروبة والاسلام تتعرض لعدوان غادر لم نكن أبداً نتوقع حدوثه من اخوة لنا وقفنا بشرف معهم في محنتهم، فكان جزاؤنا ان أرسلوا جيوشهم ودباباتهم الى ديارنا الآمنة، لا لصد عدوان على الأمة العربية بل لقتل أبناء الكويت وأطفالها وبناتها ونسائها، أرسلوا جحافلهم ومدرعاتهم الى شوارع الكويت البلد الصغير المسالم الأمين، يسفكون الدم على أرضه التي كانت دائماً أرض السلام والتآخي والتعايش لجميع العرب والمسلمين.
اخواني وأخواتي..
لقد واجهت الكويت عبر تاريخها الطويل محناً قاسية، ومحاولات غاشمة للغزو والعدوان وكلها باءت بالفشل بفضل عناية الله ورعايته، وتماسك أهل الكويت وتلاحمهم واستعدادهم للموت دفاعاً عن أرضها الطيبة.
اخواني وأخواتي..
ان رجال جيشكم البواسل يردون العدوان ويردون الغزاة على أعقابهم فلنقف جميعاً من ورائهم يداً واحدة وقلباً واحداً ندافع عن ديرتنا موطن آبائنا ومثوى أجدادنا ومستقبل أطفالنا.
وسنمضي بعون الله وتأييده وراء قائدنا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله نرد المعتدين ونحاربهم في كل مكان من كويتنا حتى نطهر أرضنا الطيبة من غدرهم وخيانتهم ونردهم على أعقابهم خاسرين.
ولسنا وحدنا في المعركة ضد العدوان والمعتدين، فاخواننا العرب معنا، واخواننا المسلمون معنا، والعالم كله يقف الى جانبنا يدين العدوان الغاشم على الكويت ويشجبه ويستنكره.
وفوق هؤلاء جميعاً الله معنا وهو القائل في كتابه الكريم: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين}
{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ويعرف الجميع ان الشيخ سعد كان رجل المهمات الصعبة الفارس الذي لا تلين له قناة وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة يصل الليل بالنهار في عمل دائب وعمل لا ينقطع ولا يهدأ من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة، وتمكن باقتدار من مواجهة كل المشاكل وتذليل كل الصعاب حيث استطاع سموه خلال فترة الغزو العراقي الآثم ان يتدبر أمر مواطنيه سواء أولئك الذين يعيشون في المنافي في أرض الشتات والغربة أو الصامدون المرابطون في وطنهم.
ويذكر ان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح كان على اتصال يومي (ولأكثر من مرة في اليوم) بقادة المقاومة ودعمهم مادياً ومعنوياً وكبار الصامدين القائمين على الاشراف على أحوال المواطنين وتفقد أحوالهم المعيشية والصحية ومدهم بالمؤن والأموال حتى لا تضطرهم الحاجة الى طأطأة رؤوسهم لا سمح الله للغزاة الآثمين، «ومن أولئك الشيخان صباح ناصر سعود الصباح وعلى سالم العلي الصباح والعقيد خالد بودي»، ورغم اطمئنان سموه والقيادة الكويتية على ما يتصف به الكويتيون من اباء وشجاعة وعزة تجلت على مر التاريخ، تجلت في مواجهتهم للمعتدين الغاشمين ببسالة وتحد ومقاومتهم بالسلاح الأبيض مسجلين أشرف المواقف في المقاومة والتضحية بالأرواح وبكل غال وثمين ولم يستثن من ذلك الرفض وعدم التعاون رجل أو امرأة شيب وشبان وأطفال.

لقاء سموه مع الرئيس المصري

وفي السابع من أغسطس استقل سمو ولي العهد طائرة كويتية كانت موجودة في احدى المطارات الخليجية متوجهاً الى الاسكندرية حيث التقى بالرئيس المصري حسني مبارك في قصر رأس التين، ونقل سموه شكر وتقدير الكويت أميراً وحكومة وشعباً للموقف المصري المشرف الذي أكدت مصر فيه وجوب انسحاب القوات العراقية من جميع الأراضي الكويتية وتمسكها بالسلطة الشرعية لدولة الكويت ودعمها لها.

لقاء سموه مع أبناء الجالية الكويتية

كما التقى سموه مساء يوم 8 أغسطس مع أبناء الجالية الكويتية في جمهورية مصر العربية ونقل لهم تحيات صاحب السمو أمير البلاد وأكد أنه في صحة طيبة ويمارس عمله اليومي المعتاد ويتابع باستمرار ما يحدث في الكويت.وأضاف أنه وأعضاء الحكومة يعملون ليل نهار بفضل توجيهات سمو أمير البلاد.
ودعا سموه الشعب الكويتي بأجمعه الى الصمود والكفاح من أجل تحرير الوطن واجبار القوات الغازية على الانسحاب من الكويت.

القمة العربية الطارئة ودور الشيخ سعد خلالها

في خطاب سيادة الرئيس المصري حسني مبارك بتاريخ 8 أغسطس الذي كشف فيه المخطط الاجرامي العراقي لعدوانه على الكويت ودعا الى عقد قمة عربية طارئة في غضون أربع وعشرين ساعة، ولأن سموه عايش الأحداث فقد أبدى خوفاً من تعثر القمة العربية وتمييع الموقف في وقت كان فيه اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية قد أسفر عن قرارات جيدة وموضوعية، وهذا ما دعا سموه للتوجه الى القاهرة والاجتماع مع الرئيس المصري «وهو الاجتماع السابق الاشارة اليه» حيث طمأنه الرئيس المصري بأنه يريد من القمة العربية ان تجسد القرارات التي اتخذت في اجتماعي وزراء الخارجية العرب والمسلمين..وعندها قال سمو الشيخ سعد «على بركة الله».واتصل بصاحب السمو أمير البلاد في الدمام وأطلعه على آخر التطورات.فوصل سموه الى القاهرة يوم 9 أغسطس وكان في استقباله في المطار الرئيس حسني مبارك.وتأجل عقد القمة الى 10 أغسطس لاتاحة المزيد من المشاورات الجانبية بين الرؤساء العرب ولاستكمال وصول من تأخر وصوله من الرؤساء، وافتتح الرئيس المصري الجلسة الافتتاحية بكلمة أكد فيها على ضرورة تطويق هذه الأزمة التي تهدد أمن وسلامة المنطقة العربية.ودعا الى انسحاب القوات العراقية من الكويت وترك شؤون الكويت الداخلية دون معقب عليها أو رقيب، واحترام الوضع الشرعي للحكومة، كما كان قائماً قبل وقوع الغزو العراقي وكما هو معترف به من العالم أجمع.وبعد الجلسة الافتتاحية قرر صاحب السمو أمير البلاد العودة الى المملكة العربية السعودية، وترك سمو ولي العهد لينوب عن سموه في رسالة الوفد الكويتي.
ويذكر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك أنه طلب ان يكون أول المتحدثين في الجلسة المسائية.وبعد ان أنهى كلمته أعطيت الكلمة لطه ياسين رمضان رئيس الوفد العراقي واذا به يسوق مغالطات ويوجه الاتهامات.وقد صب مجمل كلامه كما يقول الشيخ سعد على مشاكل العراق المالية محملاً الكويت المسؤولية ويضيف سمو ولي العهد «قلت هذه فرصتي للتحدث أمام قادة الأمة العربية لأضع أمامهم النقاط على الحروف، فأعطيت لي الكلمة.وقلت مخاطباً الوفد العراقي: بعد ان دخلتم الكويت قلتم ان أهلها سيفرشون لكم الطريق بالزهور والرياحين، ولكن خابت آمالكم لأن أهل الكويت لا يمكن لا اليوم ولا الغد ان تجدوا فيهم من يتعاون معكم، ولكن يا رمضان لما فشلتم في الحصول على كويتي واحد يتعامل معكم جئتم بالعميل علاء الدين وهو نكرة لتقنعوا العالم بأن الكويتيين قد تعاونوا معكم.
قلت ذلك بعد ان حاول طه ياسين رمضان ان يصدق نفسه وتؤكد الكذبة التي اخترعوها وهي ان جماعة علاء الدين هم من الكويتيين الذين طلبوا تدخل العراق لانقاذ الكويت، فكان الانقاذ على طريقة النظام العراقي في السلب والنهب والقتل وهتك الأعراض.
ويستطرد الشيخ سعد في روايته لمجلة المجلة بتاريخ 1994/8/4م قائلاً ولا أجد للتعبير عن مشاعري في مؤتمر القمة أصدق من الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين حيث قال: «لا شك أنكم تدركون من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث المؤسفة الطارئة على صعيد منطقة الخليج العربي خلال الأيام القلائل الماضية مدى خطورة الموقف الذي تواجهه الأمة العربية في ظل الظروف الراهنة.ولا شك أنكم تعلمون ان حكومة المملكة العربية السعودية قد بذلت كل ما تستطيع من الجهود في المحاولات مع كل من الحكومتين في الجمهورية العراقية ودولة الكويت من أجل تطويق الخلاف الناشئ بين البلدين، وقد أجريت في هذا الاتجاه العديد من الاتصالات الهاتفية والمباحثات الأخوية بين الأشقاء ونتج عن ذلك الاجتماع الثنائي بين وفدي العراق والكويت على أرض المملكة العربية السعودية في محاولات متواصلة لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر حول نقاط الاختلاف والحيلولة دون تصعيد الأمور.
غير ان الأمور قد سارت مع شديد الأسف عكس الاتجاه الذي كنا نسعى اليه بل وعكس تطلعات شعوب الأمة الاسلامية والأمة العربية وجميع دول العالم المحبة للسلام وجرت الأحداث الأليمة والمؤسفة منذ فجر يوم الخميس الماضي على نحو فاجأ العالم بأسره عندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت الشقيقة في أبشع عدوان عرفته الأمة العربية في تاريخها الحديث، مما أدى الى تشريد أبناء شعب الكويت الشقيق ومعاناته القاسية.وان المملكة العربية السعودية اذ تعرب عن عميق استيائها للعدوان الذي تعرضت اليه دولة الكويت الجارة الشقيقة فانها تعلن عن رفضها القاطع لكل ما أعقب هذا الاعتداء من اجراءات لوضع رفضته جميع البيانات الصادرة من القيادات العربية والجامعة العربية، كما رفضته جميع الهيئات والمنظمات العربية والدولية.
وتؤكد المملكة العربية السعودية مطالبتها بعودة الأوضاع في دولة الكويت الشقيقة الى ما كانت عليه قبل الاجتياح العراقي، وعودة الأسرة الحاكمة بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، آملين ان تسفر القمة العربية الطارئة التي دعا اليها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عن النتائج التي تحقق آمال الأمة العربية وتعزز مسيرتها نحو التضامن ووحدة الكلمة.
انها كلمات حق شجاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يذكرها لجلالته بالعرفان الشيخ سعد العبدالله السالم وسيظل يذكرها وتذكرها الكويت معه ويسجلها تاريخ الكويت لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن دورها الأساسي وفضلها الأكبر بعد الله في تحرير الكويت واحتضان قضيتها وأهلها طوال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت ودفاعها في المحافل العربية والدولية وانطلاق قوة التحالف المباركة من أرضها الطيبة ومشاركتها في القيادة وبالتعاون مع دول مجلس التعاون العربية الأخرى والدول الشقيقة والصديقة.
 

estabrag

New member
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
2,467
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
كويت


التحرك السياسي لسمو ولي العهد

خلال شهر أغسطس 1990 قام سمو ولي العهد بتحرك سياسي في مختلف الاتجاهات لحمل العراق على الانسحاب من الكويت وتطبيق قرارات مجلس الأمن وتوجيه الشكر للدول التي ساندت ودعمت الكويت في حقها المشروع، وفي رفض وادانة العدوان العراقي الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لكافة المواثيق العربية والدولية.
قام سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في 13 أغسطس بزيارة دمشق وتسليم رسالة من سمو أمير البلاد الى الرئيس السوري حافظ الأسد.
وفي 14 أغسطس وصل سموه الى أنقرة قادماً من دمشق حيث أكد على شكر تركيا لسياستها الداعمة للكويت.
وفي اليوم التالي وصل سموه الى الرباط حيث أجرى محادثات مع الملك الحسن الثاني عاهل المغرب (يرحمه الله) وغيره من المسؤولين بشأن الغزو العراقي للكويت.
وفي 16 أغسطس وصل سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الى الجزائر حيث نقل تحيات وشكر الكويت أميراً وحكومة وشعباً للجمهورية الجزائرية لموقفها الأخوي والشجاع والعادل في رفض العدوان العراقي على الكويت.
وفي أغسطس وصل سموه الى تونس حيث أجرى مباحثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، تناولت كافة الموضوعات المتعلقة بأزمة الاحتلال العراقي وأعرب سمو ولي العهد للرئيس بن على عن تقديره لموقف تونس رئيسا وحكومة وشعبا لادانتهم للعدوان العراقي ومساندتهم للسلطة الشرعية.
وفي 19 أغسطس وصل سموه الى طرابلس في زيارة لليبيا بهدف تبادل وجهات النظر بشأن الغزو العراقي للكويت.
وفي 20 أغسطس عاد سموه الى القاهرة والتقى مع الرئيس حسني مبارك للتشاور في الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة.
وفي 22 أغسطس عقد سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله مؤتمرا صحافيا في القاهرة شدد فيه على «ضرورة انسحاب القوات العراقية فورا من جميع الأراضي الكويتية وتمكين السلطة الشرعية من ممارسة واجباتها». وأكد على ان «أبناء الكويت رفضوا ويرفضون وجود القوات الغازية في بلادهم.ولم ولن يتعاونوا بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذه القوات، وأصروا جميعا على الدفاع عن كيانهم وأرضهم، وسيستمرون في النضال والكفاح حتى طرد آخر جندي عراقي من الكويت».
وقال ان عمليات المقاومة ستتصاعد قريبا من أجل تحرير الأراضي الكويتية من الغزاة «مشيرا الى ان كل الاتفاقات الدولية تعطينا الحق في الدفاع عن أنفسنا ومواطنينا وبلدنا».

المؤتمر الشعبي في جدة (13 أكتوبر 1990)

كان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مبدع فكرة المؤتمر الشعبي الذي عقد في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية والذي أعلن للدنيا كلها وقوف الشعب الكويتي الأبي بشرف وشجاعة وبكل توجهاته السياسية وراء قيادته الشرعية بقيادة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي عهده الأمين وعدم قبولهم ببديل عن هذه القيادة الأبوية ورفضهم القاطع للاحتلال العراقي الغاشم وتبعاته واستعدادهم الكامل لمقاومته والتضحية في سبيل ذلك بكل غال ونفيس واصرارهم على تحرير وطنهم من دنس المحتلين الآثمين.
واستهل المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم ثم بكلمة لصاحب السمو وأخرى لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وثالثة للسيد عبدالعزيز الصقر ممثلا للشعب الكويتي.
ولما كان هذا المقال يستعرض مواقف سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح الشجاعة وجوانب من العطاء اللامحدود لسموه لذا فمن المناسب ان نسجل جوانب من كلمته في المؤتمر:
بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه.
اخواني وأبناء وطني الأعزاء..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أحييكم تحية أخوية طيبة مباركة، وأحيي من خلالكم أهلنا الأبطال الصامدين في كويتنا الحبيبة وسائر أهلنا الرافضين للاحتلال الغاشم الموجودين خارج وطننا العزيز وبعد.
فنحمد الله في الضراء كما حمدناه في السراء، ونحمده في العسر كما حمدناه في اليسر، ونحمده في الشدة والبلاء كما حمدناه في النعيم والرخاء مؤمنين بقضائه، مسلمين لأمره ملتمسين منه عز وجل الصبر على البلاء والنصر على الأعداء، والعون في جهادنا وكفاحنا لتحرير وطننا العزيز من رجس الاحتلال الغاشم.
{ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين} صدق الله العظيم.
اخواني وأبناء وطني...
حين انظر اليكم فكأنما انظر الى وطننا العزيز وأرى في وجوهكم الطيبة صورة كويتنا الحبيبة، وأمنا الغالية التي أراها على البعد أبية شامخة بكل أحزانها وصبرها وشجاعتها، تستغيث بنا وتستنجدنا وهي موقنة بالنصر، واثقة من أبنائها البررة الذين هم على استعداد للموت في سبيلها، والتضحية من أجلها بالمال والولد والغالي والنفيس، كي تعود كما كانت وكما ستظل أبدا بعون الله حرة أبية مستقلة موفورة السيادة مرفوعة الراية ولو كره المجرمون.
لقد تعرض شعبنا الصغير المسالم لعدوان غادر من جار ينتسب الى العروبة والاسلام، شددنا أزره في محنته وقفنا بجانبه في شدته، وزحف على بلدنا بمئات الألوف من الجنود، وآلاف الدبابات والطائرات في حرب برية وبحرية وجوية شاملة مبيتا نية الغزو والعدوان مستهدفا ابادة الشعب الكويتي ومحو شخصية الكويتي ومحو شخصية الكويت السياسية الحضارية، متوهما بذلك أنه يستطيع ان يمحو دولة ويصفي شعبا، ويزيل حضارة ويلغي تاريخا، ساعيا الى وضع العالم أمام واقع جديد.
{ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} صدق الله العظيم.
ولكن عناية المولى حالت دون استكمال حلقات هذا المخطط الاجرامي، فنجت الكويت من هذا المحو الذي أرادوه، وارتفعت راية الجهاد والمقاومة في يد كل كويتي وكويتية، وارتفع صوت الكويت عاليا مسموعا في كافة المحافل الدولية والعواصم العالمية وفي كل ملتقى عربي واسلامي ودولي حتى يحين يوم التحرير ونطرد الغزاة المعتدين ونزيل البغي والعدوان ونعود الى أرضنا وديارنا امنين مطمئنين ان شاء الله.
وليس هذا أيها الاخوة وقت حديث طويل عن التفاصيل، وانما يكفينا اليوم ان نسجل معا جملة حقائق لانظنها موضع نقاش أو خلاف.
أولا: ان رجال قواتنا المسلحة – جيشا وحرسا وطنيا وشرطة – قد وقفوا وقفة الأبطال في مواجهة جيوش العدوان وخاضوا معركة غير متكافئة لم تتح لهم فيها فرصة استخدام كامل قدراتهم وامكانياتهم وكفاءتهم، ومع ذلك فقد أبلوا بلاء حسنا، واستماتوا في الدفاع عن الوطن، فكانوا عند حسن الظن بهم، وكما عهدناهم دائما نعم الأبناء الأبرار لأمنا الكويت، ونعم الرجال الشجعان الذين نعتز ونفخر بهم.
ثانيا: وهذه مفخرة تاريخية كبرى سيظل من حق أجيالنا المتعاقبة ان يرددوها ويعتزوا بها، وهي ان أهل الكويت كلهم وقفوا وقفة رجل واحد يرفضون الغزو ويدينون العدوان ولقد أخطأ المعتدون الحساب حين تصوروا أنهم يستطيعون بالوعد والوعيد ان يجدوا من يتعاون معهم من الكويتيين.فاذا بهم يخيب أملهم ويفشلون في العثور ولو على كويتي واحد يقبل التعاون معهم أو المشاركة في حكومتهم العميلة الزائفة، مما اضطرهم الى الافصاح عن حقيقة نواياهم الشريرة والكشف عن مخططهم الاجرامي باعلان ضم الكويت الى العراق.
لقد كانت جيوش الاحتلال في مختلف البلدان وعلى مر العصور تجد نفرا ولو قليلا من ضعاف النفوس يتعاونون معها، الا في الكويت فقد رفض أهلها جميعا – دون ان يشذ منهم فرد واحد – رفضوا ومازالوا يرفضون التعاون مع قوات الاحتلال الآثم.
وهذه حقيقة أخرى يسجلها التاريخ للكويت وأهلها في صفحات المجد والفخار والاعتزاز وهي ان الشعب الكويتي كله لم ولن يقبل بأي حال التعاون مع العدو ومع زمرته الباغية.

ويضيف سموه راسما الخطط التي يجب اتخاذها من أجل التحرير والسير على دربه:
اخواني وأبناء وطني الأعزاء..
ان وطننا العزيز يرزح تحت وطأة احتلال النظام العراقي الآثم، وان أبناء شعبنا الأبي يتعرضون ليل نهار لأقسى صنوف البطش والتنكيل على يد طاغية بغداد وزمرته الباغية التي عاثت في ديارنا الآمنة فسادا تقتل الأبرياء وتنتهك الحرمات وتعتدي على بيوت الله وتسلب كل ما تصل اليه أيديها من المال والمتاع وتنهب المتاجر والبنوك وحتى المدارس والمستشفيات.
ان أمنا الكويت تستغيث بنا جميعا طالبة النجاة والخلاص من الوحوش البشرية الذين دنسوا برجسهم ترابها الطاهر.
ان الواجب الوطني يقتضي منا جميعا ان نتفرغ لتحقيق هدف واحد لا ثاني له وهو التحرير.
التحرير هو الغاية التي يجب ان تتركز عليها ومن أجلها كافة جهودنا وجميع نشاطاتنا.
التحرير هو المطلب الأسمى الذي يجب علينا جميعا ان ننذر لبلوغه أنفسنا وكافة طاقاتنا.
التحرير يجب ان يكون الشغل الشاغل الذي يستحوذ على فكرنا وكافة اهتماماتنا في ليلنا ونهارنا في صحونا ومنامنا.

ومن أجل التحرير وعلى درب مسيرته، هناك أهداف يجب ان نحرص عليها وصولا الى هدفنا الأعلى وهو تحرير وطننا من ربقة الاحتلال الغاشم وهي:

1 - دعم صمود شعبنا في الداخل وتعزيز قدرته على البقاء في أرض الوطن ومقاومة الاحتلال واحباط المخطط الاجرامي الهادف الى تهجير أبناء شعبنا من ديارهم.
2 - المحافظة على مصالح شعبنا وتلبية حاجاته المعيشية وهو يواجه ظروفا عصيبة في أمنه واقامته ومعيشته وتعليم أبنائه ورعايتهم صحيا واجتماعيا.
3 - المحافظة على استمرار الشرعية الكويتية، وابلاغ العالم كله ان الكويت المستقلة لا تزال حية ولا تزال حرة ولا تزال تعمل كما كانت تعمل، وهذا يقتضي مواصلة التحرك السياسي والدبلوماسي وتكثيف الجهد الاعلامي لتعزيز موقفنا وخدمة قضيتنا التي يجب ان تظل القضية الأولى في اهتمام العالم حتى يتحقق التحرير بعون الله.
4 - مواصلة الاستعداد للعمل العسكري سواء من جانب قواتنا المسلحة التي أعادت تنظيم صفوفها وأخذت مواقعها بين القوات الدولية المشتركة، أو من جانب أبناء شعبنا المدربين والقادرين على حمل السلاح ليكونوا جميعا في طليعة قوات التحرير.
اخواني وأبناء وطني...
اذا كان التحرير هو هدفنا الأول والأخير في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ وطننا العزيز، فان الوحدة هي سبيلنا الى التحرير وهي سلاحنا الأهم والأقوى، فلا تحرير بدون وحدة وطنية.فلنحرص على وحدتنا الوطنية ولنعمل على تعزيزها وصيانتها فهي القاعدة الصلبة التي ستبنى عليها كويت المستقبل...نبنيها معا بفكرنا وسواعدنا وجهودنا واخلاصنا وتعاوننا وحبنا لكويتنا الحبيبة.
واذا كانت حرية التعبير عن الرأي حقا تعارف عليه مجتمعنا منذ نشأته، وأكده دستورنا الذي نتمسك به ونحرص عليه فانه ليس من الوطنية ولا من حرية الرأي – وخاصة في ظل احتلال العدو لأرضنا ووطننا – ان يسيء أحد الى وحدتنا الوطنية أو يعمل على تشويه صورة كفاح شعبنا.
اننا نؤمن بأن التطور الطبيعي من سنن الحياة، وأن ثمة دروسا كثيرة يجب ان نتعلمها من محنة الاحتلال الذي يرزح تحته وطننا وشعبنا والذي نعانيه جميعا ليل نهار.
ان القيادة السياسية التي كانت دائما هي الأقرب الى قلب شعبنا والأكثر احساسا بنبضه وحقيقة مشاعره لن تتوانى عن التفاعل مع أماني شعبنا والتجاوب مع طموحاته بعد تحرير وطننا وعودتنا الى أرضنا وديارنا بعون الله.
ان أهدافنا التي نريد ان نحققها كبيرة وعظيمة بعد تحقيق النصر وانسحاب الغزاة، وان الكويت التي دافع عنها الشعب الكويتي كله وستقوم الكويت في ظل دستور 1962 بتعزيز الديموقراطية وتعميق المشاركة الشعبية التي كانت ولاتزال هدفا نسعى اليه ونجتهد في تحقيقه.
ولقد أثبتت المرأة الكويتية، أما وأختا وزوجة وابنة، كمقاومة في الداخل وكرافضة للاحتلال في الخارج، بأنها «أخت رجال» فاليها وباسمكم التحية والاكبار وانني على يقين أنها سوف تقوم بدور أكبر ومساهمات أجل في الكويت المحررة.
ان هذا الشعب الذي سطر بدمه وكفاحه وصموده البطولي صفحات مشرفة في مقاومة العدوان ورفض التعاون أو التعامل مع قوات الاحتلال الآثم، وضرب بمحض ارادته أمثلة رائعة في الولاء لوطنه والوفاء لأميره والالتفاف حول قيادته لا يمكن ان يجزى على ثقته الا بمزيد من الثقة، وعلى محبته الا بمزيد من المحبة، وعلى وفائه الا بمزيد من الوفاء «وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان».
ويختتم سموه كلمته بالاشادة بمواقف الشعب الكويتي الأبي على مر التاريخ.
ولقد أثبت شعبنا القليل في تعداده، الصغير في حجمه، أنه كبير بايمانه، عظيم بعزيمته وصلابته وصموده، والى أبناء شعبنا الصامدين في وطننا الحبيب نقول: اننا معكم..معكم دائماً...بقلوبنا وأفكارنا ومشاعرنا وكل جوارحنا، ومعكم في كل ساعة وفي كل حين..نتألم لآلامكم لمعاناتكم...نحيي صمودكم...ونشيد بصلابة عزيمتكم، ونعتز ببطولاتكم، ونفخر بمقاومتكم للعدو..نعانقكم على البعد، ونشد على أيديكم التي صنعت أروع البطولات وأنارت السبيل لمسيرة الكفاح والتحرير.اننا نود ان تكونوا اليوم معنا في مؤتمرنا، تبعثون بوجودكم بيننا اشراقة الأمل والثقة بالتحرير والعودة..ندعو الله دائما لكم بالسلامة والنصر المبين، ونسأله تعالى ان يجمعنا بكم قريبا على أرض كويتنا الحبيبة وقد تطهرت من دنس الغزاة المعتدين {اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
ولسوف يستمر ويتعزز صمود شعبنا، وتنتصر ارادتنا، وتعلو بعون الله كلمتنا، وترتفع رايتنا، ونحرر أرضنا، ونطرد المعتدين من بلادنا، ولسوف ينحسر ظل البغي والعدوان عن ديارنا ونعود اليها فائزين آمنين مطمئنين إن شاء الله.
{ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم}.
صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الهيئة الاستشارية العليا

وشكل سمو ولي العهد في 21 نوفمبر 1990 هيئة استشارية كويتية برئاسة سموه تتألف من 35 عضوا بهدف تقديم المشورة لسموه حول مختلف الموضوعات التي يرى عرضها عليها، والمتعلقة بشتى المجالات والميادين بما يسهم في تحقيق الهدف الأول والاسمى وهو تحرير الكويت من الاحتلال العراقي.وتشكلت من بين الأعضاء لجنة تنسيق لتسهيل عمل الهيئة تضم 14 عضوا.وقد جاء تشكيل الهيئة تنفيذا للاقتراح الذي قدمه سموه في مؤتمر جدة انسجاما مع ما تتطلبه الظروف من ضرورة تسخير كافة الطاقات والامكانات، وتضافر جميع الجهود لتحقيق الأهداف الوطنية ودفع مسيرة تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم.

كلمة سمو ولي العهد بمناسبة بدء حرب تحرير الكويت

ومع بداية حرب تحرير الكويت وجه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله في 17 يناير 1991 كلمة الى أبناء الشعب الكويتي الصامدين في الداخل جاء فيها: اخواني وأخواتي أبناء شعبنا الكريم..الصامدين في كويتنا الحبيبة..المرابطين على أرضها الطاهرة..المضحين من أجلها بأرواحكم وأنفسكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
اننا جميعا نشهد أياما مصيرية حاسمة هي ذروة كفاحنا العادل لتحرير وطننا العزيز من احتلال النظام العراقي الآثم وطرد الغزاة المعتدين.
ويشهد العالم أجمع لحظات تاريخية فاصلة بين انتصار الحق والعدل واندحار الباطل والعدوان {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق}.
في هذه الساعات المصيرية حين تتركز أنظار العالم كله على منطقتنا، على كويتنا الحبيبة، تهفو أفئدتنا اليكم لنكون معكم، بقلوبنا ومشاعرنا معكم، بفكرنا ووجداننا معكم، في ليلنا ونهارنا نحزن لأحزانكم، ونتألم لآلامكم، ويلازمنا الهم والقلق لمعاناة أبنائنا الأسرى من المدنيين والعسكريين الأبطال..وتمتلئ نفوسنا اعتزازا ونحن نتابع صمودكم وبطولاتكم.
«نحييكم على البعد ونشد على أيديكم سائلين المولى القدير ان يحرسكم بكريم عنايته وان يجمعنا واياكم على أرض كويتنا الحبيبة قريبا».
اخواني وأخواتي...في ديرتنا الحبيبة لقد كنتم منذ بداية الاحتلال العراقي الغاشم نعم الأبناء الأبرار لأمنا الغالية الكويت، فلم تبخلوا عليها بالغالي والنفيس، وقدمتم أرواحكم فداء لها وسجلتم بصمودكم ورفضكم الخضوع للطغاة المعتدين صفحات خالدة من المجد والفخر وضربتم للعالم اجمع أمثلة مشرفة في الشجاعة والمروءة والشهامة، حتى في أحلك ساعات الشدة والخطر.
انكم أيها الاخوة والأخوات أقوى من جيوش الاحتلال لأنكم تدافعون عن أرضكم ووطنكم وكرامتكم، وهم غزاة معتدون ظالمون حركتهم الأطماع الباغية وقادتهم النزعات الشريرة.
اخواني وأخواتي...
يا أبناء الكويت البواسل....
ان نظام الحكم العراقي الآثم يصر على ظلمه وبغيه ومواصلة احتلاله الغاشم لوطننا العزيز رافضا الانصياع لارادة المجتمع الدولي متجاهلا كل نداءات السلام وحقن الدماء، غير عابئ بما سوف تجره الحرب من ويلات ودمار وهلاك على بلده وشعبه، وعلى البلدان والشعوب الأخرى.
ان أهل الكويت كانوا دائما دعاة سلام ومحبة، ولم يكونوا يوما دعاة حرب أو عدوان، ولكن اذا كان نظام الحكم العراقي الغاشم يصر على مواصلة عدوانه واحتلال وطننا العزيز وتشريد شعبنا المسالم فليس أمامنا جميعا الا الدفاع عن حقنا المشروع في تحرير وطننا واسترجاع أرضنا، مهما كلفنا ذلك من تضحيات.متوكلين على الله ذاكرين قوله الكريم: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.صدق الله العظيم.
اخواني وأخواتي...
في هذه اللحظات المصيرية نرى لزاما علينار ان نسجل عظيم الشكر والامتنان لكافة الأشقاء والأصدقاء الذين آزروا ووقفوا الى جانبنا، وهبوا لنصرتنا إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل فلهم باسمكم جميعا كل التقدير والعرفان.

أيها الاخوة والأخوات...
ان شمس التحرير سوف تشرق عن قريب، وأن ساعة الخلاص من طغيان المجرمين قد أزفت، وأن بشائر اللقاء على أرض الوطن الحبيب تلوح في الأفق القريب، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان شاء الله، فستعود الكويت بمشيئة الله حرة أبية مستقلة، وستعود اليها سيادتها الكاملة، وسيرفع علمنا عاليا خفاقا على أرضها وبحرها وسمائها وسيخرج الغزاة المعتدون منها خائبين.
وسيجتمع على أرضها الطاهرة شمل أهلها غانمين فائزين باذن الله، وسنشرع جميعا بعون الله وتوفيقه في أعمارها واعادة بناء صرح حضارتها، عاملين فيها كعهدنا دائما اخوة متحابين متعاونين بقيادة راعي نهضتنا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله.
{ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

سمو ولي العهد حاكما عرفيا

وفي 26 فبراير 1991 أصدر سمو أمير البلاد مرسوما باعلان الأحكام العرفية في جميع أنحاء الكويت لمدة ثلاثة اشهر بعد ان أتم الله سبحانه نعمته على الكويت وشعبها فتحررت أرضها بحمد الله من الغزو العراقي.وبموجب المرسوم عين سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله حاكما عرفيا عاما، وعهد المرسوم اليه بالتنسيق بين قيادة القوات المسلحة الكويتية وبين قادة القوات العسكرية في الدول المتعاونة مع دولة الكويت في تحرير أرض الوطن.

عودة سمو ولي العهد الى الكويت المحررة

وفي الرابع من مارس 1991 احتشد آلاف المواطنين الصامدين داخل الكويت لاستقبال سمو ولي العهد استقبالا شعبيا حارا، وتعالت الهتافات ابتهاجا بتحرير الكويت وعودة الشرعية، ولم يتمالك الكثيرون أنفسهم فامتزجت حرارة التهاني بدموع الفرح على اندحار الاحتلال العراقي الغاشم وعودة الكويت حرة مكتملة السيادة والشرعية.
ولحظة نزوله ارض الوطن صلى سمو ولي العهد ركعتي شكر لله على نصره لعباده المؤمنين، وعلى تحرير شعبنا الصامد من براثن الظلم والطغيان.
وترأس سمو ولي العهد في اليوم التالي أول اجتماع لمجلس الوزراء على أرض الكويت وأصدر أمرا بمنع التجول ما بين الساعة العاشرة ليلا والرابعة صباحا بهدف استكمال جوانب استتباب الأمن والاستقرار في البلاد.
وواصل الشيخ سعد العبدالله السالم جهوده المكثفة لتهيئة الظروف لعودة الكويتيين الى بلادهم بعد تمشيط مدن الكويت وازالة الألغام والمتفجرات التي زرعها الغزاة في كل شبر من أرضنا الطيبة.
كما اشرف سموه على اعادة كافة الخدمات والمرافق وتوفير المواد التموينية، وتنفيذ خطة اعادة الاعمار الطارئة.وعلى رأس النجاحات التي حققتها الحكومة تحت قيادة سموه، احراز عمليات اطفاء النيران المشتعلة في 723 بئرا للبترول في زمن قياسي.
وبعد ان تم كل ذلك قاد سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الجهود الكويتية من أجل توفير الترتيبات الأمنية اللازمة للكويت سواء على صعيد اعلان دمشق أو الاتفاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وأشرفت الحكومة التي ترأسها بعد التحرير سموه على ارساء دعائم الديموقراطية، بعودة الحياة النيابية واجراء الانتخابات النزيهة التي أثمرت عن ولادة مجلس أمة جديد مكون من خمسين عضوا منتخبين بالكامل بطريقة حل المجلس الوطني الذي دعت ظروف أحاطت بالبلاد الى تأسيسه من أعضاء منتخبين وآخرين معينين.

الأسرى والشهداء والجوانب الانسانية في قلب سعد الكويت

أولى سموه اهتماما فائقا وخاصا لقضية الكويت الانسانية الأولى، وكان من أولويات حكومة سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بعد التحرير مباشرة، الاهتمام بقضية الأسرى الكويتيين الذين اختطفوا من المساجد والشوارع والبيوت بدون ذنب أو جريرة سوى حبهم لوطنهم وتمسكهم باستقلاله والتفافهم وراء حكومتهم ورفضهم التعاون مع الغزاة المعتدين.
ومنذ اليوم الأول للتحرير كان جل اهتمام صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وسمو ولي عهده الأمين الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح منصرفا نحو التوجيه لخدمة هذه القضية الانسانية سعيا لانهاء معاناة هؤلاء الأسرى والمرتهنين من كويتيين وعرب ومعاناة أهاليهم.
ومن هذا المنطلق حرص سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح على متابعة قضية الأسرى واثارتها في جميع الاجتماعات وكافة المحافل العربية والدولية يحملها معه أينما ذهب وحل، ابتداء من جملة الزيارات الواسعة التي قام بها بعد التحرير لتقديم الشكر والعرفان للدول الشقيقة والصديقة التي عرفت الحق وساندته وأنكرت الظلم وقاومته، فقرر سمو ولي العهد ان الواجب يفرض على الكويت تثمين مواقف تلك الدول الشجاعة والمشرفة على تلك المواقف الرائعة والشجاعة التي تكللت بعون الله تعالى بتحرير الكويت.
وبعد الشكر بين سموه لتلك الدول ان القضية ليست فقط انتهاء الاحتلال وانما لابد من التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها اطلاق سراح الأسرى والمرتهنين.
ومن أجل تكثيف الجهود لخدمة قضية الكويت الانسانية الأولى أسست حكومة الكويت اللجنة الوطنية للأسرى، ويتضح مدى اهتمام الحكومة بهذه القضية في اختيار الشيخ سالم صباح السالم ليكون رئيسا للجنة ووفرت لها كل الدعم والامكانات لتمكينها من تحقيق أهدافها وأداء رسالتها، نحو الدفاع عن هذه القضية، والسعي لاكتساب التأييد الدولي والعربي لها لارغام النظام العراقي على تنفيذ القرارات الدولية بشأنها والمتعلقة بوجوب اطلاق سراح الأسرى والمرتهنين.
وبشهادة جميع أهل الكويت الأوفياء فان الشيخ سالم صباح السالم لم يأل جهدا في سبيل خدمة هذه القضية الانسانية وضحى في سبيلها بالكثير وواصل العمل المضني والعطاء اللامحدود مكرسا وقته وماله من أجل دعم هذه القضية التي تشكل هاجسا للجميع.
ولا يقتصر عمل اللجنة الوطنية على الدفاع عن قضية الأسرى ومتابعتها على كافة الأصعدة، وانما تعدى ذلك الى رعاية أهالي الأسرى وتوفير كل ما يحتاجونه من دعم معنوي ومادي والاشراف على كل أمورهم الكبيرة منها والصغيرة وحل مشاكلهم.
وحرص سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء على ان يشمل برعايته كافة الأنشطة والمهرجانات الخطابية والندوات والمؤتمرات التي تعقد للتضامن مع الأسرى والمرتهنين، ومن تلك المهرجانات الخطابية المهرجان الشعبي الذي نظمته وزارة الاعلام بتاريخ (1991/8/3م) تضامنا مع الأسرى وشمله سمو ولي العهد برعايته وحضوره، وألقى خلاله كلمة بدأها بالحمد لله والصلاة على نبيه محمد ثم بالآية الكريمة: {ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ان الله لا يحب كل خوان كفور} وقال سموه: (نلتقي اليوم لا لنحتفل بل لنتذكر والذكرى تنفع المؤمنين،،، نذكر الغزو والخيانة والتواطؤ والجحود والبغي والعدوان والظلم والطغيان، نذكر آلاف الدبابات التي قادها الحقد الأعمى لتغزو بلدنا الصغير المسالم بغيا وعدوانا، نذكر السفن الحربية التي دفعها الغرور وجنون العظمة لتعتدي علينا وتزرع الهلاك في مياهنا، نذكر مئات الطائرات التي أطلقتها نوازع الشر والجشع لتروع أهلنا ونساءنا وأطفالنا وتنشر الموت والدمار في بيوتنا وديارنا.
نذكر الجيوش التي أسهم العرب في تجهيزها لتشارك في تحرير أرض العروبة المغتصبة واسترجاع مقدساتها السلبية، فاذا بها تحتل أرض الكويت وتعيث فيها فسادا، تهتك الأعراض وتنتهك الحرمات وتسفك الدماء وتسرق وتنهب وتبطش وتقتل.نذكر الفتيان الصغار الذين قتلوهم أمام أهليهم وذويهم.نذكر الشباب المؤمنين الأتقياء الذين انتزعوهم من بيوت الله وساقوهم للعذاب، وقطعوا أوصالهم حتى كان الموت أرحم لهم. نذكر كل ما فعلوه بأهل الكويت من اذلال وبطش وتشريد لا لذنب سوى أنهم أخلصوا الحب والوفاء لوطنهم ورفضوا التعاون مع المعتدين، وقاموا الاحتلال، ودافعوا عن أرضهم وعرضهم وشرفهم وكرامتهم.
ولم يغفل سمو ولي العهد عن بقية الجرائم التي ارتكبها المعتدون الآثمون من تعذيب تقشعر منه الأبدان وملايين الألغام والمتفجرات التي زرعوها في كل شبر من أرضنا ومياهنا، والمئات من آبار النفط والمنشات التي دمروها وأضرموا فيها النيران.
وركز سموه على الشهداء والأسرى قائلا:» نلتقي اليوم لنذكر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداء لوطننا الطيبة، رحمهم الله رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنات الخلد مع الشهداء والصديقين والصالحين }ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} صدق الله العظيم.
وخاطب الشهداء قائلا:«وانتم يا شهداءنا الأبطال لكم الخلود والبقاء ولكم التقدير والاكبار وستظل تضحياتكم نورا يضيء لوطننا العزيز سبيل العزة والحرية والسيادة، ومثلا تقتدي به أجيالنا القادمة في حب كويتنا العزيزة وفدائها والذود عن استقلالها، وعهد علينا أمام الله وأمام شعبنا وأمام أنفسنا لن ننساكم يا شهداء ولن نغفل حقكم، علينا في رعاية أبنائكم وأسركم ولن ينالهم ضيم أو يمسهم أذى بعون الله».
وتذكر سموه الأسرى بقوله:«ونذكر أبناءنا الأسرى والمفقودين والمعتقلين الذين يصر العدو الغادر على احتجازهم ظلما وعدوانا، الذين يشكل غيابهم سحابة حزن تخيم على حياتنا وتبعث القلق الدائم في نفوسنا، ونتألم لغيابهم ونعاني لمعاناتهم، ولن نسكت عن مماطلة النظام العراقي في اطلاق سراحهم، وسنكثف الجهود لدى كافة المحافل والمنظمات والهيئات العربية والاقليمية والدولية لتأمين عودتهم».
بهذه الكلمات الصادقة المعبرة النابعة من قلب سمو ولي العهد الكبير عبر عما نال الكويت وأهلها من عدوان وظلم، وركز على الشهداء مستذكرا بطولاتهم وتضحياتهم متعهدا برعاية أسرهم وعلى الأسرى والمرتهنين وما يسببه استمرار احتجازهم من ألم وقلق للكويتيين جميعا.
ويبين سمو ولى العهد ان العدو لم يكتف بما اقترفه من جرائم وحشية في الكويت بل امتدت يده الشريرة الى الآلاف من أبناء الشعب الكويتي المسالم بالأسر والاعتقال ووضعهم في السجون والمعتقلات ومنهم الرجل الكبير المسن الذي لم ترحمه شيخوخته من بطش الغزاة وظلمهم، والمرأة التي لم ترحمها أنوثتها وضعفها من عسف الطغاة والطفل الصغير الذي لم تشفع له طفولته من تعرض الطغاة الجبارين له.
مؤكداً على تكثيف الجهود على كافة الأصعدة من أجل اطلاق سراحهم.
ولا تقتصر المشاعر النبيلة والحنان الفياض في قلب سعد الكويت على الأسرى والشهداء وأسرهم بل تمتد لتشمل الكويت وكل الكويتيين ويتواصل عطاء سموه الانساني ليحتضن كل المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة ومن يتعرض لمشكلة أو أزمة صغيرة أو كبيرة ومهما كان نوعها فان له في قلب وفكر وضمير الشيخ سعد موقعا ومكانا يحتله بأمان المسن والشاب والطفل والمرأة والجميع يستظل بعطفه وانسانيته اللامحدودة.
ويحرص الشيخ سعد دائما على الالتقاء بالمواطنين الذين يجدون أبوابه مفتوحة للاستماع الى مشاكلهم، ثم يتخذ القرار المناسب بشأنها لتأخذ طريقها نحو التنفيذ، ومنذ تاريخ 22 أكتوبر 1979 خصص سموه يوما للقاء المواطنين، وقد أتاح سموه حيزا كبيرا من وقته ومجلسه لذوي الاحتياجات الخاصة، يستقبلهم سموه ببشاشة ورحابة صدر ويلاطفهم ويسعى الى التخفيف من معاناتهم.
وقد يكون من المناسب ان نعرض بادرة انسانية من الشيخ سعد كمثال بسيط للكثير من أمثالها من البوادر التي لا تعد ولا تحصى...وتمثلت تلك البادرة بقيام سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله مساء يوم الاثنين 1989/12/12 باسعاف رجل أصيب بحادث على طريق السادس.حيث قام سموه بنقله الى مستشفى الفروانية وتم ادخال المصاب للمستشفى ولم يكن يرافق سموه أحد وعلى اثر ذلك دخل سموه الى الجناح الذي يعالج فيه المصاب واطمأن على حالته قبل ان يغادر ويتركه في رعاية الأطباء الذين أوصاهم بالاهتمام بالمصاب واجراء العلاج اللازم له.وقد عكس هذا العمل الانساني الذي قام به سموه أطيب الأثر في نفوس العاملين في المستشفى.وكانت تلك البادرة الانسانية النبيلة من سمو ولي العهد مثالا ودفاعا للجميع من مواطنين ومقيمين لأن يحتذوا به نحو تقديم العمل الانساني والمساعدات الممكنة للاسعاف والنجدة للمصابين.
 

estabrag

New member
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
2,467
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
كويت
سمو ولى العهد يدعم مشاركة المرأة ويثمن دورها

كان سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، يشيد دوما بعطاء المرأة الكويتية على مر تاريخ الكويت الحديث، ويذكر لها دورها الفاعل قبل ظهور النفط، حين كانت المرأة تنهض بأعباء الحياة الأسرية في أوقات كثيرة على مدار العام حين يكون الرجال في أسفارهم الطويلة وراء الرزق والتي تمتد شهورا، وتظل المرأة تكافح وتصارع الحياة والحياة آنذاك قاسية شحيحة بعطائها والمرأة حينذاك سخية بعطائها تبني الحياة حنانا يفيض على الأسرة سهرا وتدبيرا لأمور الحياة، ومع ما طرأ على حياتنا من تغيرات وتوافر لمطالب الحياة بما أفاء الله سبحانه علينا من واسع فضله ونعمته، فان المرأة لا تزال تعطي أسرتها ومجتمعها دون حساب، فهي تشارك الرجل في ميادين العمل المختلفة فتنهض معه بواجباتها الوطنية وتنهض وحدها بأعباء ورعاية الأسرة.
وقد كفلت طبيعة المجتمع الكويتي للمرأة المكانة والحصانة بهدف زيادة اسهامها ومشاركتها في مجالات التنمية سواء على جانب التنشئة الاجتماعية أو الجوانب الاقتصادية.
وكفل دستور الكويت في مواده المساواة والعدالة في المواد 6 و7 و8 و29 حيث تنص المادة 29 على ان الناس سواسية في الحقوق والواجبات والكرامة الانسانية فلا فرق بين ذكر وأنثى.
وسمو الشيخ سعد من المشاركين الفاعلين في صياغة الدستور عندما كان وزيرا للداخلية وعندما أصبح سموه وليا للعهد، ورئيسا للوزراء، وأصبح في مقدمة صانعي القرار بعد صاحب السمو، ظل على دعمه وتشجيعه لمشاركة المرأة في عملية التنمية في الوظائف العامة بل دفع بشكل كبير نحو مشاركة المرأة في السلطة وفي مواقع اتخاذ القرار على كافة مستوياتها فازدادت في المقابل معدلات مساهمة المرأة في قوة العمل الوطنية.
وقد وكان سموه داعما ومؤيدا لكافة المبادرات التسع التي تقدم بها النواب باقتراح بقانون تعديل المادة الأولى من قانون الانتخاب، وذلك بمنح المرأة حق الترشيح والانتخاب، وجاءت تلك المبادرات على التوالي (1971 و1975 و1982 و1986 و1992 و1994 و1996 و1997 و1998م) والتي رفضت جميعا من اللجنتين (التشريعية والقانونية) و(الداخلية والدفاع) في مجلس الأمة.
وقد أشاد سموه بدور المرأة البطولي، وذكر لها الدور بالوفاء المعهود لسموه مرات عديدة وفي مناسبات وأحيان كثيرة، وقد ثمن سموه دور المرأة الكويتية في مرحلة الجهاد من أجل التحرير، وأثنى عليها فأشار سموه الى هذا التثمين في المؤتمر الشعبي الذي عقد في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية الشقيقة بتاريخ 1990/10/13 ذاكرا: «لقد أثبتت المرأة أما وأختا وزوجة وابنة كمقاومة في الداخل ورافضة للاحتلال في الخارج، انها أخت الرجال، فاليها وباسمكم التحية والاكبار وأنني على يقين أنها سوف تقوم بدور أكبر ومساهمات أجل في الكويت المحررة».
وردا على سؤال لصحيفة صوت الكويت بتاريخ 1991/9/13م حول ما اذا كانت اسهامات المرأة بدور كبير في أعمال المقاومة وفي الكفاح ضد العدوان العراقي في الداخل والخارج، فهل هناك نية لاعطاء المرأة الكويتية حقها السياسي؟ أجاب سموه ان أعضاء المجلس الوطني ناقشوا هذا الموضوع وسيعيدون مناقشته والحكومة تدعم في اتجاه اتخاذ قرار بهذا الشأن، وحول رأيه الشخصي بهذا الموضوع، أوضح سموه ان الجميع يعرف موقفه وأنه يؤيد ذلك (أي منح المرأة حقها السياسي كاملا في الترشيح والانتخاب).
وقد كانت سعادة سمو ولي العهد كبيرة جدا عندما تفضل صاحب السمو باصدار المرسوم بقانون يمنح المرأة حقوقها السياسية بتاريخ 1999/5/16م، وكان يعمل لصالح هذا المرسوم قبل صدوره وبعد صدوره، وقد عبر عن مدى سعادته بهذا المرسوم في كلماته عندما استقبل الوفود النسائية التي قدمت شكرها وامتنانها لصاحب السمو ولسموه لتلك المبادرة السامية من صاحب السمو والتي كانت نابعة من قناعة وايمان عميق وحرص القيادة السياسية على تطوير الممارسة الديموقراطية وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية، وتتوج نضال المرأة الكويتية في تاريخها الوطني بموقف سام يعبر عن تقديرها والاعتزاز بدورها في المجتمع الكويتي، فالمرأة عضو أساسي في مجتمعنا وهي تشكل مع الرجل ثنائيا مهما لينطلق المجتمع بجناحيه نحو آفاق رحبة من اجل بناء مستقبل أفضل لأبنائه.

محبة الشعب للأمين سعد الكويت

يحظى سمو الشيخ سعد العبدالله السالم بحب جارف ومودة صادقة من الكويتيين جميعا رجالا ونساء شيبا وشبانا لما يحمله للكويتيين جميعا من مشاعر نبيلة وما يقدمه لوطنه وأمته من عطاء كبير لا محدود ولا يفتر ولا يقف عند حد فهو النبيل الشهم الكريم وهو الانسان مرهف الحس الذي يمتد عطفه وحنانه ليشمل الجميع...وهو صاحب المواقف الصلبة المتصدي بحزم للصعاب والشدائد.
وتتجلى مشاعر الحب الفياض من الشعب الكويتي الوفي تجاه سموه في كل المناسبات والظروف يعبر عنها بشفافية وصدق وعفوية وقد برزت تلك المحبة والولاء في أروع صورها عندما تعرض سموه لعارض صحي لمرتين متتاليتين كانت الأولى منها عام 1986م قام على اثرها برحلة علاج الى لندن تكللت بحمد الله بالنجاح وعاد منها في 9 مارس 1986 ونظرا للعلاقات الوثيقة والتاريخية والمودة بين سموه والشعب الكويتي بأسره فقد خرجت الجماهير الغفيرة مستقبلة سموه ومرحبة بعودته وسعيدة بسلامته...ولم تقتصر مظاهر الفرح على ذلك الاستقبال الحاشد وانما امتدت الى المحافظات حيث أقيمت الاحتفالات المعبرة عن الشعور الشعبي الفياض نحو سموه يقابله سموه بمشاعر مماثلة للمواطنين وبكلمات يبين فيها بعد حمد الله مدى سعادته بالعودة ليكون بين أهله ومواطنيه يكمل معهم مسيرة المحبة والعطاء لكويت الأمن والأمان والتقدم والازدهار ومن الاحتفالات المهرجان الذي أقامه محافظ حولي آنذاك (عبدالرحمن المحجم) بتاريخ 1986/4/1 في استاد عبدالله الخليفة في نادي اليرموك وقد جدد فيه الشعب الكويتي والمقيمون البيعة لصاحب السمو وسمو ولي عهده الأمين ورئيس مجلس الوزراء بعد ان من الله على سموه بالشفاء وألقيت الكلمات والأشعار والأهازيج المعبرة عن فرحة الجميع بسلامة سموه.
تلى ذلك احتفال كبير أقامته محافظة العاصمة بتاريخ 1986/4/9م ابتهاجا بعودة سموه وفي كلمة محافظ العاصمة آنذاك الشيخ (جابر عبدالله الجابر الصباح) أظهر ما يحمله المواطنون من محبة لسمو ولي العهد قائلا: «ان الاحتفالات الشعبية العامة التي شاهدتموها تقام ابتهاجا بعودة سموكم ما هي الا جزء من التعبير عن سعادة أبناء هذا الوطن العزيز والمقيمين على أرضه بلقاء سموكم وعما يكنونه من وافر المحبة والوفاء لكم، واننا اذ نهنئكم نهنئ أنفسنا بسلامة عودة سموكم فاننا نتضرع اليه تعالى ان يديم عليكم نعمة الصحة والعافية لتحقيق المزيد من النهوض بوطنكم الى ما فيه خير أمتكم وبلادكم في ظل سمو أميرنا ورائد نهضتنا المفدى الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله»..
كما ألقى كلمة معبرة عن أهالي العاصمة الشاعر عبد الرزاق العسكر...واختتم الحفل بكلمة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء شكر فيها المواطنين على المشاعر الفياضة التي أحاطوه بها وأشار في كلمته الى ان «منطقتنا تمر بظروف دقيقة تتطلب مزيدا اليقظة والحذر والاحساس بالمسؤولية وتضافر الجهود»...
وكان آخر الاحتفالات احتفالات جزيرة فيلكا بتاريخ 1986/4/24م حيث استقبلت الجزيرة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بالورد والأهازيج معبرة عن بالغ سعادتها بعودة سموه سالما معافى من رحلة العلاج في الخارج...وكان اللقاء بين سموه وبين أهالي الجزيرة الذين خرجوا عن بكرة أبيهم مرحبين بالشيخ سعد الذي بادلهم التحية والمحبة شاكرا لهم الحب والولاء اللذين قابلوا سموه بهما قائلا: «ان هذه الجزيرة كانت من أحب الأماكن الى والدي وسأواصل رسالته في خدمة الكويتيين...فالكويت لا تفرق بين مواطني المناطق»...

العارض الصحي الثاني مطلع مارس 1997م

تعرض سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء لعارض صحي دخل على أثره مستشفى الأميري فكان الحدث البارز في الكويت هو الفزعة الشعبية التي جسدت المحبة والولاء للحاكم وصدق مشاعر الشعب الكويتي الوفي تجاه سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وأسرة الصباح وتجلى ذلك بشكل عفوي في الزحف البشري الكبير نحو المستشفى...وعندها تعالى الشيخ سعد على الألم والمرض وقال: «ان هذا البلد الطيب سيظل بعون الله بخير ما بقي أهله الأوفياء على توادهم وتآلفهم وتضامنهم في السراء والضراء»...
وقد عبر المواطنون عن حبهم الكبير وولائهم للشيخ سعد حين غادر سموه في رحلة العلاج للخارج بتاريخ 11 مارس 1997 وظلت قلوب الكويتيين معلقة مع سموه يتابعون أخبار العلاج في قلق وخوف على سموه ولم تنقطع الزيارات والبرقيات لسموه بالشفاء وما ان تناقلت وكالات الأنباء قرب عودة سموه الى أرض الوطن بحفظ الله وعنايته بعد رحلة استغرقت سبعة أشهر قضاها سموه بعيدا عن الوطن الغالي حتى عمت الفرحة أرجاء البلاد من أقصاها الى أقصاها وغمرت السعادة قلوب المواطنين والمقيمين وكل المحبين لكويت العزة والاباء.
وما ان تأكد خبر العودة الميمونة لسعد الكويت حتى تسابقت الهيئات والمؤسسات والأفراد في تعبير عفوي عن فرحتها بهذه المناسبة السعيدة وكانت عودة سموه في 12 أكتوبر 1997 مبايعة حقيقية لسموه فشهدت الكويت استقبالاً جماهيريا حاشدا شاركت فيه كل فصائل الشعب الكويتي ببرامج وتجهيزات أعدت بشكل طوعي حبا وتقديرا لسموه، حيث رفعت الأكف حمدا وشكرا لله تعالى على ما أنعم به وتفضل على الكويت، فقد كان بها رحيما حين استجاب لتضرعات مواطنيها بأن يسبغ على سموه ثوب الصحة والعافية.
وكانت عودة سموه للكويت في يوم هو في تاريخها عرس كبير وفرحة عمت بلادنا من أقصاها الى أقصاها.
فخرج هذا الشعب الوفي الأصيل عن بكرة أبية معبرا أصدق تعبير عن حبه ووفائه وولائه لرجل المواقف المشهودة والمبادئ الثابتة معلنا للدنيا كلها مكانة سموه في قلوب أبناء هذا الشعب الأصيل وتلك الأرض الطيبة وذلك التاريخ العريق الذي جمعه على الألفة والمحبة منذ ان بزغ فجر الكويت فازدان به أفق الخليج والجزيرة العربية نورا لألاء وفجرا صادقا.
ان ارادة المولى تعالى وقدرته هي التي جمعت هذه القلوب وألفت بينها، لصدق توجهها وعظيم اخلاصها { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} (الأنفال 63).
لقد عاهد فصدق وأعطى ووفى، وحين عاد الى أحضان أرضه الطيبة ووطنه العزيز وأبنائه البررة المخلصين، عاهد ربه وجدد وعده، ان يواصل مسيرة العطاء ورحلة البذل والوفاء لوطنه وشعبه وأمته، واهبا لهذه الأمة ولهذا الشعب حياته الغالية وما حباه الله به من نعم لا تحصى من عزيمة صادقة ورأي سديد، وارادة نافذة، وقلب كبير يتسع لآمال شعبه وآلامه.
عاد سموه لمواصلة مسيرة العطاء يشارك صاحب السمو قيادة سفينة الخير والمحبة وهي تبحر آمنة مطمئنة باذن ربها وبحكمة قيادة أميرنا المفدى ومساندة ولي العهد الأمين، لتبلغ مرفأ الأمان محروسة بعناية الله التي لا تنام.
ان التفاف هذا الشعب حول قيادته وتالف قلوب أبنائه والتحام صفوفهم كان الحصن المنيع الذي تحطمت على جدرانه أوهام الطغاة وأحلامهم المريضة، ولا عجب ان يتجلى هذا الموقف الرائع ويتجدد في لقاء سموه بجموع المواطنين يوم عودته الميمونة المباركة.
فكان ان جدد الشعب الكويتي الوفي في ذلك اللقاء الكريم العهد على ان يظل للكويت وفيا، ويسعى لخيرها ويرفع رايتها ويعلي كلمتها، ويفتديها بكل مرتخص وغال.
وقال سموه حينذاك (ان ما أظهرتموه تجاه شخصي الضعيف من حب وتعاطف ورعاية كان دليلا ناصعا على أصالة معدن أهل الكويت ومروءتهم).
وعلى الرغم من تعلق سمو الشيخ سعد بحب الكويت وعدم رغبته في مغادرتها الا ان مرض سموه العارض جعله يغادر الكويت مرة أخرى في 18 أغسطس 1999 الى العاصمة البريطانية لاجراء فحوصات طبية...وقد قطع سموه رحلة العلاج التي استمرت 65 يوما وفضل العودة الى الكويت لمتابعة عمله الوطني حيث حضر في 22 أكتوبر 1999م جلسة افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة في فصله التشريعي.
وقال سموه حينذاك «لقد حرصت على العودة مبكرا على الرغم من نصائح الأطباء لأكون بينكم لعلي أوفيكم بعض حقكم وشيئا من جميلكم تجسيدا لمبادئ وطنية ومعان سامية وتأكيدا للمودة والتراحم والتواصل هذه الخصال الطيبة التي تميز بها أهل الكويت».
رحمك الله يا سعد الكويت وفارسها الذي لا يشق له غبار والى جنة الخلد مع الخالدين الأبرار.
 

دلعووووه

New member
إنضم
27 سبتمبر 2008
المشاركات
823
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
الإقامة
وطن عمري الكويت
" اللهم ارحـم الشيخ جـابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله
وعافهم واعفو عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم..
ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس..
اللهم أبدلهم داراً خيراً من دارهم .. وأهلاً خيراً من أهلهم ..وارزقهم الفردوس الأعلى ..
وأعذهم من عذاب القبر ..وعذاب النار..اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم ..
امـــيــــــــــــــــــــــن

:(

يعطيج الف عافيه اختي
 
إنضم
11 مارس 2009
المشاركات
7,087
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي ..
سبحان الله دخلت هالقسم بكتبله موضووع ..

الله يرحمه .. والله اهو وجااابر احبهم حيييييييييييييييييييل ..

الله يسكنهم الجنه يااااااااااااارب ...

والله وحشوني ... اشتقت لهم حيييييييييييييييييييييل ..

اااااااااااه بس .. والله الروح فيهم فدوه وماهي خساااااااره ..

ااااااه بس والدمووووع فدووه لهم وبس تعععععبت موقادره اكمل من حر مافيني من هم على الكويت ...
 

شندوخه

New member
إنضم
11 يونيو 2006
المشاركات
16,696
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
in the space :)
الله يرحمه ويتقبله بواسع رحمته ويجمعنا به في الفردوس الاعلى
 
إنضم
7 أبريل 2010
المشاركات
6,949
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
مضآرب بني عبس����
:( آلله يرحمك يآبآبآ سعد ذكرآك بقلوووبنآإ مستحيل ننسآك
مثوآك آلجنه يآرب آنت وبآبآ جآبر :(


مشكوره فديتج ع الموضوع الحلو عن بابا سعد فديتج
والله لاخلآ ولآ عدم منج ومن موآضيعج آلحلوة يآإ حـلـوة:)



:q8::q8::q8::q8::q8::q8:​
 

estabrag

New member
إنضم
4 أغسطس 2009
المشاركات
2,467
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
كويت
منوريين خواتي بمروركن العسل
 
إنضم
2 مارس 2008
المشاركات
42,349
مستوى التفاعل
45
النقاط
0
العمر
93


سعد آلعبدآلله

بطل آلتحرير بِ حق وحكيم آلكويت لولآ آلله ثم حكمته في آخرآج بآبآ جآبر

كآن آلله أعلم بِ حآلنآ آليوم

آللهم آنّآ رضينآ عنه فَ آرض عنه

آللهم آرحمه وآجمعنآ وآيّآه في جنة عرضهآ آلسموآت وآلآرض