سعد الكويت رجل الدولة الذي لا يشق له غبار وفارسها الوطني الشهم وبطل التحرير
للأستاذة الدكتورة ميمونة خليفية العذبي الصباح
(وفاء لسعد الكويت وفارسها المغوار في ذكرى رحيله الثانية وستبقى ذكراك خالدة على مر السنين في نفوس الكويتيين الأوفياء جيلا بعد جيل)
- نجح في إقناع الأمير الراحل بمغادرة قصر دسمان خلال الغزو.. فكانت لحظات مصيرية في إنقاذ الشرعية
- رجل المهمات الصعبة وصل الليل بالنهار في عمل لا ينقطع.. من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة
- استطاع برباطة جأشه بث الطمأنينة في قلوب الشعب.. وفي خطاب حماسي دعاه للالتفاف حول قيادته
- دأب على الاتصال يوميا بقادة المقاومة والمواطنين المرابطين.. ومدهم بالمؤن والأموال ليشجعهم على الصمود
- دوره في القمة العربية الطارئة بعد العدوان الغاشم «لا ينسى».. ومثّل بشجاعة وفد الكويت المطالب بالحق
- أبدع سموه فكرة المؤتمر الشعبي بجدة.. وأعلن للدنيا وحدة الشعب والقيادة في وجه العدوان الغاشم
- في حرب التحرير عيّن حاكماً عرفياً عاماً.. للتنسيق بين القوات المسلحة الكويتية ونظيراتها الدولية
- بعد عودة التراب الغالي.. أطلق خطة الإعمار وأشرف بنفسه على توافر الطعام وعودة الخدمات والمرافق
- وضع قضية الأسرى والشهداء نصب عينيه.. باذلاً الجهد الكبير لإثارتها في المحافل الدولية
- طالما فتح أبوابه وصدره الواسع لشكاوى المواطنين.. واستقطع حيزاً كبيراً من وقته لذوي الاحتياجات
حكمة سموه أنقذت الشرعية
وعندما أدرك سموه ان هذه التحركات تستهدف القضاء على الشرعية الكويتية، اقترح مغادرة سمو أمير البلاد قصر دسمان كاجراء احتياطي، ووافق سمو أمير البلاد بعد الحاح شديد، وكان معه المرحوم الشيخ جابر العلي، ووصلت السيارة التي يقودها النقيب فهد اليوسف الصباح الى المركز الحدودي الكويتي في النويصيب، ومن ثم الى مركز الخفجي السعودي.وبعدها أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد توجيهاته الى الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لمرافقة سمو أمير البلاد الى قصر الضيافة بالدمام.
ويقول سموه «كان اتصالي مع صاحب السمو في تلك اللحظات المصيرية والاتفاق على الخروج من قصر دسمان أفضل وأخطر قرار اتخذته في حياتي، انها العناية الالهية التي أنقذت الشرعية وأنقذت الكويت من شرور المخطط الاجرامي لرئيس النظام العراقي، فقد كان الفارق بين خروجنا من قصر دسمان وبداية هجومهم عليه لا يتجاوز نصف ساعة».
بداية سموه للكفاح من أجل تحرير الكويت في مدينة الخفجي الحدودية
بعد ان تمكن سموه من انقاذ الشرعية بوصول صاحب السمو أمير البلاد وسموه الى مدينة الخفجي السعودية، باشر تحركه الجاد بل كفاحه المضني من أجل تحرير الكويت من الطغاة وحماية المواطنين من بطشهم فكان ان أجرى اتصالات هاتفية من هناك لمتابعة ما يجري في الكويت واطلاع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون على كافة التطورات.وعند وصول الوزراء يروي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أنه عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك حيث كان سموه جالساً على الأرض في بيت جاهز (جبره) ووضع جدول الاجتماع الذي كان أول بند فيه العمل على تأمين الحماية للشعب الكويتي ثم متابعة ردود الفعل العربية والدولية على هذا الحدث، تلي ذلك ان وجه سموه كلمة الى الشعب الكويتي يشد أزره ويحثه على الصمود والتصدي للعدوان.(يعتقد أنه بث من اذاعة على احدى السفن).
الخطاب الثاني لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء
وجه سموه في الخامس من أغسطس 1990 خطاباً الى الشعب الكويتي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور} صدق الله العظيم.
أيها الشعب الكويتي العظيم.يا أبناء شعبنا الوفي.
اخواني وأخواتي..
ان وطننا العزيز يواجه أوقاتاً عصيبة..ان كويت المحبة والسلام تواجه غزواً وحشياً من أعداء المحبة والسلام ان كويت العروبة والاسلام تتعرض لعدوان غادر لم نكن أبداً نتوقع حدوثه من اخوة لنا وقفنا بشرف معهم في محنتهم، فكان جزاؤنا ان أرسلوا جيوشهم ودباباتهم الى ديارنا الآمنة، لا لصد عدوان على الأمة العربية بل لقتل أبناء الكويت وأطفالها وبناتها ونسائها، أرسلوا جحافلهم ومدرعاتهم الى شوارع الكويت البلد الصغير المسالم الأمين، يسفكون الدم على أرضه التي كانت دائماً أرض السلام والتآخي والتعايش لجميع العرب والمسلمين.
اخواني وأخواتي..
لقد واجهت الكويت عبر تاريخها الطويل محناً قاسية، ومحاولات غاشمة للغزو والعدوان وكلها باءت بالفشل بفضل عناية الله ورعايته، وتماسك أهل الكويت وتلاحمهم واستعدادهم للموت دفاعاً عن أرضها الطيبة.
اخواني وأخواتي..
ان رجال جيشكم البواسل يردون العدوان ويردون الغزاة على أعقابهم فلنقف جميعاً من ورائهم يداً واحدة وقلباً واحداً ندافع عن ديرتنا موطن آبائنا ومثوى أجدادنا ومستقبل أطفالنا.
وسنمضي بعون الله وتأييده وراء قائدنا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله نرد المعتدين ونحاربهم في كل مكان من كويتنا حتى نطهر أرضنا الطيبة من غدرهم وخيانتهم ونردهم على أعقابهم خاسرين.
ولسنا وحدنا في المعركة ضد العدوان والمعتدين، فاخواننا العرب معنا، واخواننا المسلمون معنا، والعالم كله يقف الى جانبنا يدين العدوان الغاشم على الكويت ويشجبه ويستنكره.
وفوق هؤلاء جميعاً الله معنا وهو القائل في كتابه الكريم: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين}
{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ويعرف الجميع ان الشيخ سعد كان رجل المهمات الصعبة الفارس الذي لا تلين له قناة وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة يصل الليل بالنهار في عمل دائب وعمل لا ينقطع ولا يهدأ من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة، وتمكن باقتدار من مواجهة كل المشاكل وتذليل كل الصعاب حيث استطاع سموه خلال فترة الغزو العراقي الآثم ان يتدبر أمر مواطنيه سواء أولئك الذين يعيشون في المنافي في أرض الشتات والغربة أو الصامدون المرابطون في وطنهم.
ويذكر ان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح كان على اتصال يومي (ولأكثر من مرة في اليوم) بقادة المقاومة ودعمهم مادياً ومعنوياً وكبار الصامدين القائمين على الاشراف على أحوال المواطنين وتفقد أحوالهم المعيشية والصحية ومدهم بالمؤن والأموال حتى لا تضطرهم الحاجة الى طأطأة رؤوسهم لا سمح الله للغزاة الآثمين، «ومن أولئك الشيخان صباح ناصر سعود الصباح وعلى سالم العلي الصباح والعقيد خالد بودي»، ورغم اطمئنان سموه والقيادة الكويتية على ما يتصف به الكويتيون من اباء وشجاعة وعزة تجلت على مر التاريخ، تجلت في مواجهتهم للمعتدين الغاشمين ببسالة وتحد ومقاومتهم بالسلاح الأبيض مسجلين أشرف المواقف في المقاومة والتضحية بالأرواح وبكل غال وثمين ولم يستثن من ذلك الرفض وعدم التعاون رجل أو امرأة شيب وشبان وأطفال.
لقاء سموه مع الرئيس المصري
وفي السابع من أغسطس استقل سمو ولي العهد طائرة كويتية كانت موجودة في احدى المطارات الخليجية متوجهاً الى الاسكندرية حيث التقى بالرئيس المصري حسني مبارك في قصر رأس التين، ونقل سموه شكر وتقدير الكويت أميراً وحكومة وشعباً للموقف المصري المشرف الذي أكدت مصر فيه وجوب انسحاب القوات العراقية من جميع الأراضي الكويتية وتمسكها بالسلطة الشرعية لدولة الكويت ودعمها لها.
لقاء سموه مع أبناء الجالية الكويتية
كما التقى سموه مساء يوم 8 أغسطس مع أبناء الجالية الكويتية في جمهورية مصر العربية ونقل لهم تحيات صاحب السمو أمير البلاد وأكد أنه في صحة طيبة ويمارس عمله اليومي المعتاد ويتابع باستمرار ما يحدث في الكويت.وأضاف أنه وأعضاء الحكومة يعملون ليل نهار بفضل توجيهات سمو أمير البلاد.
ودعا سموه الشعب الكويتي بأجمعه الى الصمود والكفاح من أجل تحرير الوطن واجبار القوات الغازية على الانسحاب من الكويت.
القمة العربية الطارئة ودور الشيخ سعد خلالها
في خطاب سيادة الرئيس المصري حسني مبارك بتاريخ 8 أغسطس الذي كشف فيه المخطط الاجرامي العراقي لعدوانه على الكويت ودعا الى عقد قمة عربية طارئة في غضون أربع وعشرين ساعة، ولأن سموه عايش الأحداث فقد أبدى خوفاً من تعثر القمة العربية وتمييع الموقف في وقت كان فيه اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية قد أسفر عن قرارات جيدة وموضوعية، وهذا ما دعا سموه للتوجه الى القاهرة والاجتماع مع الرئيس المصري «وهو الاجتماع السابق الاشارة اليه» حيث طمأنه الرئيس المصري بأنه يريد من القمة العربية ان تجسد القرارات التي اتخذت في اجتماعي وزراء الخارجية العرب والمسلمين..وعندها قال سمو الشيخ سعد «على بركة الله».واتصل بصاحب السمو أمير البلاد في الدمام وأطلعه على آخر التطورات.فوصل سموه الى القاهرة يوم 9 أغسطس وكان في استقباله في المطار الرئيس حسني مبارك.وتأجل عقد القمة الى 10 أغسطس لاتاحة المزيد من المشاورات الجانبية بين الرؤساء العرب ولاستكمال وصول من تأخر وصوله من الرؤساء، وافتتح الرئيس المصري الجلسة الافتتاحية بكلمة أكد فيها على ضرورة تطويق هذه الأزمة التي تهدد أمن وسلامة المنطقة العربية.ودعا الى انسحاب القوات العراقية من الكويت وترك شؤون الكويت الداخلية دون معقب عليها أو رقيب، واحترام الوضع الشرعي للحكومة، كما كان قائماً قبل وقوع الغزو العراقي وكما هو معترف به من العالم أجمع.وبعد الجلسة الافتتاحية قرر صاحب السمو أمير البلاد العودة الى المملكة العربية السعودية، وترك سمو ولي العهد لينوب عن سموه في رسالة الوفد الكويتي.
ويذكر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك أنه طلب ان يكون أول المتحدثين في الجلسة المسائية.وبعد ان أنهى كلمته أعطيت الكلمة لطه ياسين رمضان رئيس الوفد العراقي واذا به يسوق مغالطات ويوجه الاتهامات.وقد صب مجمل كلامه كما يقول الشيخ سعد على مشاكل العراق المالية محملاً الكويت المسؤولية ويضيف سمو ولي العهد «قلت هذه فرصتي للتحدث أمام قادة الأمة العربية لأضع أمامهم النقاط على الحروف، فأعطيت لي الكلمة.وقلت مخاطباً الوفد العراقي: بعد ان دخلتم الكويت قلتم ان أهلها سيفرشون لكم الطريق بالزهور والرياحين، ولكن خابت آمالكم لأن أهل الكويت لا يمكن لا اليوم ولا الغد ان تجدوا فيهم من يتعاون معكم، ولكن يا رمضان لما فشلتم في الحصول على كويتي واحد يتعامل معكم جئتم بالعميل علاء الدين وهو نكرة لتقنعوا العالم بأن الكويتيين قد تعاونوا معكم.
قلت ذلك بعد ان حاول طه ياسين رمضان ان يصدق نفسه وتؤكد الكذبة التي اخترعوها وهي ان جماعة علاء الدين هم من الكويتيين الذين طلبوا تدخل العراق لانقاذ الكويت، فكان الانقاذ على طريقة النظام العراقي في السلب والنهب والقتل وهتك الأعراض.
ويستطرد الشيخ سعد في روايته لمجلة المجلة بتاريخ 1994/8/4م قائلاً ولا أجد للتعبير عن مشاعري في مؤتمر القمة أصدق من الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين حيث قال: «لا شك أنكم تدركون من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث المؤسفة الطارئة على صعيد منطقة الخليج العربي خلال الأيام القلائل الماضية مدى خطورة الموقف الذي تواجهه الأمة العربية في ظل الظروف الراهنة.ولا شك أنكم تعلمون ان حكومة المملكة العربية السعودية قد بذلت كل ما تستطيع من الجهود في المحاولات مع كل من الحكومتين في الجمهورية العراقية ودولة الكويت من أجل تطويق الخلاف الناشئ بين البلدين، وقد أجريت في هذا الاتجاه العديد من الاتصالات الهاتفية والمباحثات الأخوية بين الأشقاء ونتج عن ذلك الاجتماع الثنائي بين وفدي العراق والكويت على أرض المملكة العربية السعودية في محاولات متواصلة لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر حول نقاط الاختلاف والحيلولة دون تصعيد الأمور.
غير ان الأمور قد سارت مع شديد الأسف عكس الاتجاه الذي كنا نسعى اليه بل وعكس تطلعات شعوب الأمة الاسلامية والأمة العربية وجميع دول العالم المحبة للسلام وجرت الأحداث الأليمة والمؤسفة منذ فجر يوم الخميس الماضي على نحو فاجأ العالم بأسره عندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت الشقيقة في أبشع عدوان عرفته الأمة العربية في تاريخها الحديث، مما أدى الى تشريد أبناء شعب الكويت الشقيق ومعاناته القاسية.وان المملكة العربية السعودية اذ تعرب عن عميق استيائها للعدوان الذي تعرضت اليه دولة الكويت الجارة الشقيقة فانها تعلن عن رفضها القاطع لكل ما أعقب هذا الاعتداء من اجراءات لوضع رفضته جميع البيانات الصادرة من القيادات العربية والجامعة العربية، كما رفضته جميع الهيئات والمنظمات العربية والدولية.
وتؤكد المملكة العربية السعودية مطالبتها بعودة الأوضاع في دولة الكويت الشقيقة الى ما كانت عليه قبل الاجتياح العراقي، وعودة الأسرة الحاكمة بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، آملين ان تسفر القمة العربية الطارئة التي دعا اليها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عن النتائج التي تحقق آمال الأمة العربية وتعزز مسيرتها نحو التضامن ووحدة الكلمة.
انها كلمات حق شجاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يذكرها لجلالته بالعرفان الشيخ سعد العبدالله السالم وسيظل يذكرها وتذكرها الكويت معه ويسجلها تاريخ الكويت لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن دورها الأساسي وفضلها الأكبر بعد الله في تحرير الكويت واحتضان قضيتها وأهلها طوال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت ودفاعها في المحافل العربية والدولية وانطلاق قوة التحالف المباركة من أرضها الطيبة ومشاركتها في القيادة وبالتعاون مع دول مجلس التعاون العربية الأخرى والدول الشقيقة والصديقة.

للأستاذة الدكتورة ميمونة خليفية العذبي الصباح
(وفاء لسعد الكويت وفارسها المغوار في ذكرى رحيله الثانية وستبقى ذكراك خالدة على مر السنين في نفوس الكويتيين الأوفياء جيلا بعد جيل)
- نجح في إقناع الأمير الراحل بمغادرة قصر دسمان خلال الغزو.. فكانت لحظات مصيرية في إنقاذ الشرعية
- رجل المهمات الصعبة وصل الليل بالنهار في عمل لا ينقطع.. من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة
- استطاع برباطة جأشه بث الطمأنينة في قلوب الشعب.. وفي خطاب حماسي دعاه للالتفاف حول قيادته
- دأب على الاتصال يوميا بقادة المقاومة والمواطنين المرابطين.. ومدهم بالمؤن والأموال ليشجعهم على الصمود
- دوره في القمة العربية الطارئة بعد العدوان الغاشم «لا ينسى».. ومثّل بشجاعة وفد الكويت المطالب بالحق
- أبدع سموه فكرة المؤتمر الشعبي بجدة.. وأعلن للدنيا وحدة الشعب والقيادة في وجه العدوان الغاشم
- في حرب التحرير عيّن حاكماً عرفياً عاماً.. للتنسيق بين القوات المسلحة الكويتية ونظيراتها الدولية
- بعد عودة التراب الغالي.. أطلق خطة الإعمار وأشرف بنفسه على توافر الطعام وعودة الخدمات والمرافق
- وضع قضية الأسرى والشهداء نصب عينيه.. باذلاً الجهد الكبير لإثارتها في المحافل الدولية
- طالما فتح أبوابه وصدره الواسع لشكاوى المواطنين.. واستقطع حيزاً كبيراً من وقته لذوي الاحتياجات
حكمة سموه أنقذت الشرعية
وعندما أدرك سموه ان هذه التحركات تستهدف القضاء على الشرعية الكويتية، اقترح مغادرة سمو أمير البلاد قصر دسمان كاجراء احتياطي، ووافق سمو أمير البلاد بعد الحاح شديد، وكان معه المرحوم الشيخ جابر العلي، ووصلت السيارة التي يقودها النقيب فهد اليوسف الصباح الى المركز الحدودي الكويتي في النويصيب، ومن ثم الى مركز الخفجي السعودي.وبعدها أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد توجيهاته الى الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لمرافقة سمو أمير البلاد الى قصر الضيافة بالدمام.
ويقول سموه «كان اتصالي مع صاحب السمو في تلك اللحظات المصيرية والاتفاق على الخروج من قصر دسمان أفضل وأخطر قرار اتخذته في حياتي، انها العناية الالهية التي أنقذت الشرعية وأنقذت الكويت من شرور المخطط الاجرامي لرئيس النظام العراقي، فقد كان الفارق بين خروجنا من قصر دسمان وبداية هجومهم عليه لا يتجاوز نصف ساعة».
بداية سموه للكفاح من أجل تحرير الكويت في مدينة الخفجي الحدودية
بعد ان تمكن سموه من انقاذ الشرعية بوصول صاحب السمو أمير البلاد وسموه الى مدينة الخفجي السعودية، باشر تحركه الجاد بل كفاحه المضني من أجل تحرير الكويت من الطغاة وحماية المواطنين من بطشهم فكان ان أجرى اتصالات هاتفية من هناك لمتابعة ما يجري في الكويت واطلاع المسؤولين في المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون على كافة التطورات.وعند وصول الوزراء يروي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أنه عقد أول اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك حيث كان سموه جالساً على الأرض في بيت جاهز (جبره) ووضع جدول الاجتماع الذي كان أول بند فيه العمل على تأمين الحماية للشعب الكويتي ثم متابعة ردود الفعل العربية والدولية على هذا الحدث، تلي ذلك ان وجه سموه كلمة الى الشعب الكويتي يشد أزره ويحثه على الصمود والتصدي للعدوان.(يعتقد أنه بث من اذاعة على احدى السفن).
الخطاب الثاني لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء
وجه سموه في الخامس من أغسطس 1990 خطاباً الى الشعب الكويتي جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ان الله يدافع عن الذين آمنوا ان الله لا يحب كل خوان كفور} صدق الله العظيم.
أيها الشعب الكويتي العظيم.يا أبناء شعبنا الوفي.
اخواني وأخواتي..
ان وطننا العزيز يواجه أوقاتاً عصيبة..ان كويت المحبة والسلام تواجه غزواً وحشياً من أعداء المحبة والسلام ان كويت العروبة والاسلام تتعرض لعدوان غادر لم نكن أبداً نتوقع حدوثه من اخوة لنا وقفنا بشرف معهم في محنتهم، فكان جزاؤنا ان أرسلوا جيوشهم ودباباتهم الى ديارنا الآمنة، لا لصد عدوان على الأمة العربية بل لقتل أبناء الكويت وأطفالها وبناتها ونسائها، أرسلوا جحافلهم ومدرعاتهم الى شوارع الكويت البلد الصغير المسالم الأمين، يسفكون الدم على أرضه التي كانت دائماً أرض السلام والتآخي والتعايش لجميع العرب والمسلمين.
اخواني وأخواتي..
لقد واجهت الكويت عبر تاريخها الطويل محناً قاسية، ومحاولات غاشمة للغزو والعدوان وكلها باءت بالفشل بفضل عناية الله ورعايته، وتماسك أهل الكويت وتلاحمهم واستعدادهم للموت دفاعاً عن أرضها الطيبة.
اخواني وأخواتي..
ان رجال جيشكم البواسل يردون العدوان ويردون الغزاة على أعقابهم فلنقف جميعاً من ورائهم يداً واحدة وقلباً واحداً ندافع عن ديرتنا موطن آبائنا ومثوى أجدادنا ومستقبل أطفالنا.
وسنمضي بعون الله وتأييده وراء قائدنا صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله نرد المعتدين ونحاربهم في كل مكان من كويتنا حتى نطهر أرضنا الطيبة من غدرهم وخيانتهم ونردهم على أعقابهم خاسرين.
ولسنا وحدنا في المعركة ضد العدوان والمعتدين، فاخواننا العرب معنا، واخواننا المسلمون معنا، والعالم كله يقف الى جانبنا يدين العدوان الغاشم على الكويت ويشجبه ويستنكره.
وفوق هؤلاء جميعاً الله معنا وهو القائل في كتابه الكريم: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين}
{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} صدق الله العظيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ويعرف الجميع ان الشيخ سعد كان رجل المهمات الصعبة الفارس الذي لا تلين له قناة وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة يصل الليل بالنهار في عمل دائب وعمل لا ينقطع ولا يهدأ من أجل تحرير بلاده من الغزاة الطغاة، وتمكن باقتدار من مواجهة كل المشاكل وتذليل كل الصعاب حيث استطاع سموه خلال فترة الغزو العراقي الآثم ان يتدبر أمر مواطنيه سواء أولئك الذين يعيشون في المنافي في أرض الشتات والغربة أو الصامدون المرابطون في وطنهم.
ويذكر ان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح كان على اتصال يومي (ولأكثر من مرة في اليوم) بقادة المقاومة ودعمهم مادياً ومعنوياً وكبار الصامدين القائمين على الاشراف على أحوال المواطنين وتفقد أحوالهم المعيشية والصحية ومدهم بالمؤن والأموال حتى لا تضطرهم الحاجة الى طأطأة رؤوسهم لا سمح الله للغزاة الآثمين، «ومن أولئك الشيخان صباح ناصر سعود الصباح وعلى سالم العلي الصباح والعقيد خالد بودي»، ورغم اطمئنان سموه والقيادة الكويتية على ما يتصف به الكويتيون من اباء وشجاعة وعزة تجلت على مر التاريخ، تجلت في مواجهتهم للمعتدين الغاشمين ببسالة وتحد ومقاومتهم بالسلاح الأبيض مسجلين أشرف المواقف في المقاومة والتضحية بالأرواح وبكل غال وثمين ولم يستثن من ذلك الرفض وعدم التعاون رجل أو امرأة شيب وشبان وأطفال.
لقاء سموه مع الرئيس المصري
وفي السابع من أغسطس استقل سمو ولي العهد طائرة كويتية كانت موجودة في احدى المطارات الخليجية متوجهاً الى الاسكندرية حيث التقى بالرئيس المصري حسني مبارك في قصر رأس التين، ونقل سموه شكر وتقدير الكويت أميراً وحكومة وشعباً للموقف المصري المشرف الذي أكدت مصر فيه وجوب انسحاب القوات العراقية من جميع الأراضي الكويتية وتمسكها بالسلطة الشرعية لدولة الكويت ودعمها لها.
لقاء سموه مع أبناء الجالية الكويتية
كما التقى سموه مساء يوم 8 أغسطس مع أبناء الجالية الكويتية في جمهورية مصر العربية ونقل لهم تحيات صاحب السمو أمير البلاد وأكد أنه في صحة طيبة ويمارس عمله اليومي المعتاد ويتابع باستمرار ما يحدث في الكويت.وأضاف أنه وأعضاء الحكومة يعملون ليل نهار بفضل توجيهات سمو أمير البلاد.
ودعا سموه الشعب الكويتي بأجمعه الى الصمود والكفاح من أجل تحرير الوطن واجبار القوات الغازية على الانسحاب من الكويت.
القمة العربية الطارئة ودور الشيخ سعد خلالها
في خطاب سيادة الرئيس المصري حسني مبارك بتاريخ 8 أغسطس الذي كشف فيه المخطط الاجرامي العراقي لعدوانه على الكويت ودعا الى عقد قمة عربية طارئة في غضون أربع وعشرين ساعة، ولأن سموه عايش الأحداث فقد أبدى خوفاً من تعثر القمة العربية وتمييع الموقف في وقت كان فيه اجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية قد أسفر عن قرارات جيدة وموضوعية، وهذا ما دعا سموه للتوجه الى القاهرة والاجتماع مع الرئيس المصري «وهو الاجتماع السابق الاشارة اليه» حيث طمأنه الرئيس المصري بأنه يريد من القمة العربية ان تجسد القرارات التي اتخذت في اجتماعي وزراء الخارجية العرب والمسلمين..وعندها قال سمو الشيخ سعد «على بركة الله».واتصل بصاحب السمو أمير البلاد في الدمام وأطلعه على آخر التطورات.فوصل سموه الى القاهرة يوم 9 أغسطس وكان في استقباله في المطار الرئيس حسني مبارك.وتأجل عقد القمة الى 10 أغسطس لاتاحة المزيد من المشاورات الجانبية بين الرؤساء العرب ولاستكمال وصول من تأخر وصوله من الرؤساء، وافتتح الرئيس المصري الجلسة الافتتاحية بكلمة أكد فيها على ضرورة تطويق هذه الأزمة التي تهدد أمن وسلامة المنطقة العربية.ودعا الى انسحاب القوات العراقية من الكويت وترك شؤون الكويت الداخلية دون معقب عليها أو رقيب، واحترام الوضع الشرعي للحكومة، كما كان قائماً قبل وقوع الغزو العراقي وكما هو معترف به من العالم أجمع.وبعد الجلسة الافتتاحية قرر صاحب السمو أمير البلاد العودة الى المملكة العربية السعودية، وترك سمو ولي العهد لينوب عن سموه في رسالة الوفد الكويتي.
ويذكر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك أنه طلب ان يكون أول المتحدثين في الجلسة المسائية.وبعد ان أنهى كلمته أعطيت الكلمة لطه ياسين رمضان رئيس الوفد العراقي واذا به يسوق مغالطات ويوجه الاتهامات.وقد صب مجمل كلامه كما يقول الشيخ سعد على مشاكل العراق المالية محملاً الكويت المسؤولية ويضيف سمو ولي العهد «قلت هذه فرصتي للتحدث أمام قادة الأمة العربية لأضع أمامهم النقاط على الحروف، فأعطيت لي الكلمة.وقلت مخاطباً الوفد العراقي: بعد ان دخلتم الكويت قلتم ان أهلها سيفرشون لكم الطريق بالزهور والرياحين، ولكن خابت آمالكم لأن أهل الكويت لا يمكن لا اليوم ولا الغد ان تجدوا فيهم من يتعاون معكم، ولكن يا رمضان لما فشلتم في الحصول على كويتي واحد يتعامل معكم جئتم بالعميل علاء الدين وهو نكرة لتقنعوا العالم بأن الكويتيين قد تعاونوا معكم.
قلت ذلك بعد ان حاول طه ياسين رمضان ان يصدق نفسه وتؤكد الكذبة التي اخترعوها وهي ان جماعة علاء الدين هم من الكويتيين الذين طلبوا تدخل العراق لانقاذ الكويت، فكان الانقاذ على طريقة النظام العراقي في السلب والنهب والقتل وهتك الأعراض.
ويستطرد الشيخ سعد في روايته لمجلة المجلة بتاريخ 1994/8/4م قائلاً ولا أجد للتعبير عن مشاعري في مؤتمر القمة أصدق من الكلمة التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين حيث قال: «لا شك أنكم تدركون من خلال متابعتكم لمجريات الأحداث المؤسفة الطارئة على صعيد منطقة الخليج العربي خلال الأيام القلائل الماضية مدى خطورة الموقف الذي تواجهه الأمة العربية في ظل الظروف الراهنة.ولا شك أنكم تعلمون ان حكومة المملكة العربية السعودية قد بذلت كل ما تستطيع من الجهود في المحاولات مع كل من الحكومتين في الجمهورية العراقية ودولة الكويت من أجل تطويق الخلاف الناشئ بين البلدين، وقد أجريت في هذا الاتجاه العديد من الاتصالات الهاتفية والمباحثات الأخوية بين الأشقاء ونتج عن ذلك الاجتماع الثنائي بين وفدي العراق والكويت على أرض المملكة العربية السعودية في محاولات متواصلة لرأب الصدع، وتقريب وجهات النظر حول نقاط الاختلاف والحيلولة دون تصعيد الأمور.
غير ان الأمور قد سارت مع شديد الأسف عكس الاتجاه الذي كنا نسعى اليه بل وعكس تطلعات شعوب الأمة الاسلامية والأمة العربية وجميع دول العالم المحبة للسلام وجرت الأحداث الأليمة والمؤسفة منذ فجر يوم الخميس الماضي على نحو فاجأ العالم بأسره عندما اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت الشقيقة في أبشع عدوان عرفته الأمة العربية في تاريخها الحديث، مما أدى الى تشريد أبناء شعب الكويت الشقيق ومعاناته القاسية.وان المملكة العربية السعودية اذ تعرب عن عميق استيائها للعدوان الذي تعرضت اليه دولة الكويت الجارة الشقيقة فانها تعلن عن رفضها القاطع لكل ما أعقب هذا الاعتداء من اجراءات لوضع رفضته جميع البيانات الصادرة من القيادات العربية والجامعة العربية، كما رفضته جميع الهيئات والمنظمات العربية والدولية.
وتؤكد المملكة العربية السعودية مطالبتها بعودة الأوضاع في دولة الكويت الشقيقة الى ما كانت عليه قبل الاجتياح العراقي، وعودة الأسرة الحاكمة بقيادة صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، آملين ان تسفر القمة العربية الطارئة التي دعا اليها فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة عن النتائج التي تحقق آمال الأمة العربية وتعزز مسيرتها نحو التضامن ووحدة الكلمة.
انها كلمات حق شجاعة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يذكرها لجلالته بالعرفان الشيخ سعد العبدالله السالم وسيظل يذكرها وتذكرها الكويت معه ويسجلها تاريخ الكويت لخادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن دورها الأساسي وفضلها الأكبر بعد الله في تحرير الكويت واحتضان قضيتها وأهلها طوال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت ودفاعها في المحافل العربية والدولية وانطلاق قوة التحالف المباركة من أرضها الطيبة ومشاركتها في القيادة وبالتعاون مع دول مجلس التعاون العربية الأخرى والدول الشقيقة والصديقة.