رسالة لفتاة مسرفة على نفسها

إنضم
13 ديسمبر 2010
المشاركات
318
مستوى التفاعل
2
النقاط
0


رسالة لفتاة مسرفة على نفسها
وصلني على بريدي رسالة لفتاة – لا تزال - مسرفة على نفسها بالذنوب ,
قد أهلكتها المعاصي فزاد حالها سوءاً , وكانت مستهينة بما هي ,
قائمة على ما يسخط الله تعالى , فبعثت لها بهذه الرسالة رجاء أن تنتفع بها .

ولأنها مبهمة , وعلى شاكلتها بعض الفتيات , رغبت بنشرها ليعم نفعها ,
وتكون نموذجاً لمن أراد أن ينصح من على شاكلتها .

أسأل الله أن ينفع بها , ويجعلها خالصة لوجهه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فأكتب لك أختي الكريمة بعدما قرأت رسالتك , وتألمت للحالة التي
وصلتي لها .

أكتب لك بلسان المشفق عليك , المحب لك كل خير .

أكتب لك وأنا أنفض يدي للتو من غبار قبر , قبرنا صاحبه قبل قليل ,

وقفنا عنده قليلاً ثم تركناه وحيداً فريداً مرتهناً بعمله , أتدرين قبر من؟

أنه قبر أحد طلابي الذي كان عندي العام الماضي في الصف الثالث الثانوي "

وأظنك تكبرين منه " ولكنّ الموت لم يمهله لصغر سنه .

ولا أظنه سيمهلك أنت .

أكتب لك وقد قبرنا قبله بثلاثة أيام شاب في ريعان شبابه ,

أتدرين كم بين موته وزواجه ؟

أنها ثلاثون يوما فقط .

جاء ليشتري أغراض بيت الزوجية , ويفرح مع زوجته في عش طالما

رسم له في ذهنه أمنيات , وخطط لمستقبله مع زوجه وولده تخطيطات .

فيا الله ما أقرب الموت منا !

وما أعظم غفلتنا عنه !

أخيتي :

لئن كنت تعيشين سكرة الهوى , وظلام المعصية , وران على قلبك أثر الذنوب ,

وغفلت كما غفل غيرك عن ربه وعن مصيره المحتوم , فلعل رسالتي هذه

أن توقظ بقية الخير فيك التي أعلم بثباتها ورسوخها ولكنها الغفلة التي

سرعان ما تنقشع بالتذكرة .

وأعلم بطهارة نفسك التي تحب الله ورسوله وجنته , وتخاف من ناره ,

ولكنها سكرة الهوى التي تعيشينها وتزول بالصدق مع النفس وتذكر الدار الآخرة .

أخيتي

لئن كنت اغتررت بشبابك فهلا اعتبرت بهؤلاء الذين ماتوا بعمر الزهور

بعضهم أصغر منك .

ولئن اغتررت بجمالك , فهل تأمنين بقاء هذا الجمال ؟

إن لسعة نار واحدة , أو بخار حار قد تُذهب هذا الجمال , وتمحو تلك النضرة .

فلا تأمنين مفاجأة الأيام .

احذرك – أخيتي - نقمة الله وأنت مقيمةٌ على معصيته , فقد تجرأ قبلك

خلقاً على ربهم , وتمردوا على شرعه , فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .

أين من كانوا يُحيون الليالي الحمراء , تجمعهم الكأس والغانية ,

ويرأسهم إبليس بجنده , وكيف جاءهم الموت على حين غرة ,

فأصبحت قصصهم تُذكر ليُتعظ بها ,

فهل يسرك أن تكوني موعظة لغيرك ؟

ولئن كنت ذكرت في رسالتك أحوال زميلاتك وأنهن واقعين فيما أنت

واقعة فيه من المعاصي , فلا تغتري بهم وبكثرة سوادهم - فالهالكون وربي كثير

- ولكل واحد صحيفة عمل , وله حساب على حده , وليس هذا عذراً لك بين يدي الله .

وبالمقابل انظري إلى من نجت من شهوات الدنيا , فكانت لها الحياة الطيبة

والذكر الجميل بين الناس , وقد وعدها الله بعد مماتها بجنات النعيم .

اغمضي عينيك الآن عندي حرفي هذا ....وتخيلي السنين تمضي عليك ,

وتخيلي أنه قد فات منها عشر سنوات أو عشرين وقد بلغت الأربعين

أو الخمسين فقول لي بربك كيف سيكون حالك عند هذا السن ؟

هل ستكونين مع زوج في سعادة وبين يديك أطفالك تسعدين فيهم ,

وتهنئين ببرهم ؟

هل ستحضين برجل يفخر بك ويعتز أنه ارتبط بمثلك ؟

هل سيكون تحت قدميك أبناء بررة يجهدون لأجل برك ؟

كيف بك لو علموا أن أمهم يوماً من الأيام كانت .....؟

أخيتي

إن الله يمهل ولا يهمل , فلا تغتري بستره عليك

لا تلجي يا أختاه إلى طريق الظلام فإنه نفق موحش , صار قبلك فيه أُناس

وظنوا أن فيه السعادة والأنس , فوجدوه سراباً خادعاً , وذاقوا مرارة

الجراءة على حدود الله , فعضوا أصابع الندم , وبكوا بدل الدمع دماً .

تمنوا أن لو لم تلدهم أمهاتهم وقد وصلوا إلى ما وصلوا إليه

, فأُعيذك بالله أن تصلي إلى ما وصلوا إليه .

أختاه

إن باب التوبة مفتوح , والكريم يبسط يده بالليل لك إن أسأت بالنهار ,

ويبسط يده بالنهار لك إن أسأت بالليل , فلا تحرمي نفسك هذا العطاء .

وربي إنه ليفرح بك وبغيرك من التائبين

فلا تيأسي ولا تقنطي من رحمته

فلو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتي الكريم – غفر لك –

ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استرحمتي الرحيم - صب عليك رحمته ,

وأفاض عليك من جوده -

فهلمي إلى رحمته , وسارعي إلى بابه جوده المفتوح .

اللهم إن أمتك بنت عبدك قد أقبلت إليك , يارب فاقبل توبتها ,

وامح خطيئتها , وأبدل سيئاتها حسنات . اللهم آمين .

 
إنضم
13 ديسمبر 2010
المشاركات
318
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
رد : رسالة لفتاة مسرفة على نفسها

اب لفائده