- إنضم
- 30 ديسمبر 2011
- المشاركات
- 219
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
رسائل عطرها رماد
============
[FONT="]كَثيرةٌ هِي الْأَوْقاتُ الَّتي أَتَعَطَّشُ فِيها لِصَوْتٍ[/FONT]
[FONT="]يُدَمْدِمُ جُرْحاً بِدَاخِلي يَنْزِفُ وَلَكِن لا أحَدَ سِواكَ يَا وَرَقُ[/FONT]
[FONT="]يُعْطِينِي حُرِّيةَ وَشْمِ جَسَدِه بـِنَدْباتٍ يَرْشُقُهَا الْوَقْتُ وَ يَرْحَلُ.[/FONT]
[FONT="]لا أعْلمُ مَا هِي عُقْدةُ الْوَقْتِ مَعي ؟[/FONT]
[FONT="]حِينَ أنْتَظِرُ الْأشْيَاءََ لا تَأْتي في وقتِها َوحِينَ أمْقُتُها تأتي في وَقْتِها[/FONT]
[FONT="]كأنَّ الْوَقْتَ يُحَرِّضُها عَلَى عِِصْيَاني، نِسْيَاني [/FONT]
[FONT="]لا أعْلَمُ قَدْ أَكُونُ أنَا لعْنةً عَلَى الْوَقْتِ، كَمَا تَقُولُ أمِّي :[/FONT]
[FONT="]" أَنْتَ لا تَأتي إلاَّ في الْوَقْتِِ الضَّائِعِ "،[/FONT]
[FONT="]بِالْمُناسَبَةِِ : مَنِ الضَّائعُ أنا أَمْ الْوَقْتُ ؟![/FONT]
[FONT="]بائعُ الْوَرْدِ لم يَعُدْ مَوْجُوداًً في زَمَانِنا هَذَا،[/FONT]
[FONT="]فَفِي زَماني كَثُرَ باعةُ الشَّوْكِ.. [/FONT]
[FONT="]فَهُمْ يَغْرسُونَها في أَقْدَامِ الْمَارَّةِ بمحْضِ غَفْلَةٍ [/FONT]
[FONT="]فانْتَعٍلوا الطُّرُقاتِ حَتَّى لا تُشَجَّ أقْدَامَكُمُ[/FONT]
[FONT="]أَخْبَرَتْنِي سَالِفاً : أنَّهَا تخَافُ (وأْدَ الْبَناتِ)[/FONT]
[FONT="].. و أنَّ مجرَّدَ الْحَديثِ عَنْ هذِهِ الْمُعْضِلَةِ يجْعَلُ[/FONT]
[FONT="]نبضاتِها الصَّغيرهِ تَرْكُضُ دون هَوادةٍ بعكْسِ اتجاهِ الرٍّيحِ ..![/FONT]
[FONT="]و كُنْتُ أخْبِرُها أني أنا الاخَرَ أخْشَى (وأد الأمنياتِ)[/FONT]
[FONT="]و أنَّ الأمنياتَ هُنًّ بناتٍيَ اللاّتي لم أمنحنهنَّ اسْمِي ..![/FONT]
[FONT="]...فكَانتْ تربت على كَتِفي..[/FONT]
[FONT="].. و تمضي بنِصْفِ ابتسامةٍ خاويةِ الملامحِ،‘[/FONT]
[FONT="]،‘ كانت تَعْشَقُ الْبَلَلَ و تَثِبُ طويلاً تحت المطرِ ....[/FONT]
[FONT="]ثُمَّ تَرْكُضُ...[/FONT]
[FONT="]وتَقِفُ أمامي فَجْأَةً ... و تحضنيّ ..‘ دُونَ أنْ تَنْبِسَ بِكَلِمَةٍ ..[/FONT]
[FONT="]كَانَتْ اِمْرَأةً غَريبةَ الْأطْوَارِ، أَرْغَمَتْني عَلَى عادةِ التَّجَسُّسِ الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT="]أُراقِبُ تحرُّكاتها أثْناءَ نَوْمِها كَانَتْ كثيرةُ التَّقَلُّبِ أثناءَ النَّوْمِ...[/FONT]
[FONT="]وَ كَأنَّها تُصارِعُ الْمَوْتَ [/FONT]
[FONT="]وَلَكِنَّ (سِرَّ الْبَلَلِ) باتَ يُعَشٍّشُ في ذاكِرتي[/FONT]
[FONT="]وَ ظلَّ يَشُلُّني عَنِ الْمُضِيِّ في نسيانِهِ،[/FONT]
[FONT="]حَتَّى وَجَدْتُها تَكْتُبُ سِرّاً : [/FONT]
[FONT="]" أعْشَقُ الْبَلَلَ لِأنَّهُ لا يجعَلُني أحْتَاجُ الدُّمُوعَ فَإِني أخْشَى الْجَفَافَ "[/FONT]
[FONT="]... أَكانَتْ تَبْكِي بِعَيْنِ السَّمَاءِ ![/FONT]
[FONT="]اللَّحَظاتُ الثَّمينةُ نخبئُها في ذاكِرَتِنا ..[/FONT]
[FONT="]خَشْيَةَ أَنْ يبيعَهَا النِّسْيانُ بِـ أبْخَسِ الْأثْمَانِ،[/FONT]
[FONT="]فَالْحُزْنُ يا صَديقِي كافِرٌ يَزْرَعُ الْجُوعَ بِذاكِرتي[/FONT]
[FONT="]حَتَّى أجْتَرُّ كُلَّ قِطْعَةِ وَجَعٍ وَ أَتَقَيَّئُهَا‘‘[/FONT]
[FONT="]انْتَبِذُ عَنِ الضَّجيجِ وَ أَغْرِسُ رَأسِيَ بِكُومَةِ تُرَابٍ[/FONT]
[FONT="]أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ أَصْوَاتَ الْأَمْوَاتِ وَ شَهَقَاتِهٍمُ ![/FONT]
[FONT="]أَهِيَ الْمَقَابِرُ مُوحِشَةٌ كَغُرْفَتي أَمْ أشَدَّ وَحْشَةً ![/FONT]
[FONT="]يَقُولُونَ : أَنَّ الْمَقَابِرَ تَتَضَوَّرُ جُوعاً، أَحِينَ نَمُوتُ، [/FONT]
[FONT="]عِظامُنا سَتَلْتَهِمُها الْأَرْضُ.. وَ تَلْعَقُ أَجْسَادَنا ![/FONT]
[FONT="]أَحْضِرُوا لي مَيِّتاً يُخْبِرُني كَمْ هُوَ الْمَوْتُ مُوحِشٌ ![/FONT]
[FONT="]أَرْجُوكُمْ لا تَقُولُوا كَمَا قَالَ صَدِيقِي: "دَعْكُمْ مِنْ هَذَا الْمَجْنُونِ"[/FONT] .
[FONT="]لـِ حَبيبتي قَلْبٌ كَالسُّكَّرِ يَذُوبُ في الْمَطَرِ،[/FONT]
[FONT="]حِينَ تَمْشِي ‘ تَرْقُصُ الزُّهُورُ تَحْتَ قَدَمَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ يَنْمُو الْفَرَحُ في أَوْرِدَةِ الْأَرْضِ وَ تعَشْوِشْبُ الْأَرْصِفَةُ ..[/FONT]
[FONT="]وَ يَتَعَرَّى الشَّجَرُ مِنْ أَوْرَاقِهِ .. وَ يُصْبِحُ الْكَوْنُ خَرِيفاً كَعَيْنَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ حِينَ تَنَامُ تَتَشَرَّبُ الطُّرقَاتُ الْهُدُوءَ ..[/FONT]
[FONT="]وَ تَنْطَفِئُ الْمَنَارَاتُ .. وَ يَنْتَحِرُ الضَّجِيجُ عَلَى شَفَتَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ يُقَبِّلُ الْقَمَرُ جَبينَهَا لِيُحْصِيَ أَنْفَاسَهَا ..[/FONT]
[FONT="]حَتَّى تَسْتَيْقِظَ .. ‘ لِـ يَسْتَيْقِظ الصَّبَاحُ وَ يَتَنَفَّسُّهَا ..![/FONT]
[FONT="]الثِّقَةُ،‘ كَنْزٌ ثَمِينٌ بِالنِّسْبَةِ لي دَفَنْتُهُ في بَعْضِهِمُ[/FONT]
[FONT="]وَلَكِنَّهُمُ اخْتَلَسُوه ُ وَ هَربُوا ـ [/FONT]
[FONT="]غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِمُ ـ[/FONT]
[FONT="]،‘ أَصْبَحْتُ فَقِيراً جِدّاً في تَعَامُلي مَعَ الْآخَرِينَ،[/FONT]
[FONT="]أُعَامِلُهُمْ بِحَذَرٍ فَلا شَيْءَ لَدَيًّ لأمْنَحَهُمْ إيَّاهُ فَما عُدْتُ[/FONT]
[FONT="]أَمْلِكُ وَجْهاً يَحْتَمِلُ صَفَعاتِ الْخَيْبَةِ ..[/FONT]
[FONT="]فَلَمْ أبْرَئ بَعْدُ مِنْ تِلْكَ الثَّغَراتِ الَّتِي أَحْدَثَتْها أَصَابِعُهُمُ الْكَثيرَةُ في وَجْهِي..![/FONT]
[FONT="]شَعْرُ الشَّمْسِ الذَّهبي أشْعثاً هَذا الصَّبَاح ..[/FONT]
[FONT="]لم يمشط الدِّفء خِصْلاتها، كلُّ شَيْءٍ يَبْدوا جامِداً ..[/FONT]
[FONT="]حتى فِنْجانُ قَهْوتي ..[/FONT]
[FONT="]تجمَّد قَبْل أنْ يَذُوبَ دِفْئاً بَيْن شفتَيْها الْمُكْتنِزَتَيْنِ ..[/FONT]
[FONT="]،‘كانت تحدِّثني طويلاً عنْ رِحلةِ النُّورِ في أوْردةِ الْحَياةِ [/FONT]
[FONT="]وتهمسُ لي : "إني أخافُ مِنَ الظَّلامِ" .[/FONT]
[FONT="]تَرْوِي لي أنَّ هُناكَ عجوزاً شَمْطاءَ تطارِدُها بعصاً سِحريةً، [/FONT]
[FONT="]كانت بريئةً جداً حتى بحِكاياتِها الْخُرافية .[/FONT]
[FONT="]لكنَّها تَلاشَتْ مع الضَّبابِ وَ أصْبحتُ بذعر أتَلَمسُّها مع حُبَيْباتِ الرَّمْلِ النَّاعمةِ،[/FONT]
[FONT="]أشْتَمُّ رائِحَتَها في أصَابعِ الْحَطبِ الْمُحترقةِ، أَرَاها عَلَى سَطْحِ قَهْوَتي تَطْفُو .[/FONT]
[FONT="]أتُراني أتَوَهَّمُ!؟[/FONT]
[FONT="]قَالَ لي أحدُهم "إنَّ شِفاءَ الْأحْلامِ لا يكُونُ إلا بِتحَقُّقِها أَوْ مَوْتِها"[/FONT]
[FONT="]وَلكِنَّ أحْلامِيَ الصَّغيرةَ لا تتحقَّقُ وَ لا تَمُوتُ ![/FONT]
[FONT="]،‘ حَاوَلْتُ شَنْقَها، دَهْسَها، قَتْلَها، وَلَكِنَّها كانَتْ تَتَشَبَّتُ بِالْحَياةِ[/FONT]
[FONT="]تَسْتقي الْعِنادَ مِنْ شَخْصِيَّتي و تنْسِجُ مِنَ النُّورِ شِفاهاً لِتتنَفَّس بها ..[/FONT]
[FONT="]هُنَاكَ عادَةٌ بَغِيضَةٌ أَدْمَنْتُها حتَّى بَاتَتْ جُزْءاً مِنْ شَخْصِيَّتي الرَّعْنَاءَ[/FONT]
[FONT="](كَثْرَةُ التَّسَاؤُلِ) : لِمَا الْمَطَرُ وَ الْمَاءُ وَ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٍ لاَ لَوْنَ لَهُ !؟[/FONT]
[FONT="]لِمَا الْهَواءُ وَ حُضْنُ أُمِّي وَكُلُّ شَيْءٍ ثَمِينٍ لاَ رَائِحَةَ لَهُ ! ؟[/FONT]
[FONT="]لِمَا الْأَشْياءُ الَّتي لاَ صَوْتَ لَهَا لاَ نُحِسُّ بِسُقُوطِهَا إِلاَّ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ؟[/FONT]
[FONT="]،‘ تَتَقَافَزُ أَسْئلَتي بَحْثاً عَنْ إجَابَةٍ تُرَوِّضُهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ الْأَرَقُ يُطَارِدُ النَّوْمَ في سَاحَاتِ عُيُوني حتَّى يُقْصِيهِ ..[/FONT]
[FONT="]الْأُمْنِياتُ الصَّغيرَةُ الَّتِي لاَ تَنْمُو كَيْفَ تَتَنَفَّسُ وَكُلُّ شَيْءٍ يَخْنُقُها[/FONT]
[FONT="]كُلّ فَجْرٍ أسْتّيْقِظُ خِلْسَةً أَنْثُرُ أَحْلاَمِيَ بِوَجْهِ السَّمَاءِ وَ أُغْمِضُ عَيْني :[/FONT]
[FONT="]وَ أتَمَنَّى أُمْنِيَاتٍ كَثِيرةٍ كَثيرة بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَ كَأَنِّي حِينَ أتَفَوَّهُ بِهَا أَحْكُمُ عَلَيْها بِالْإِعْدَامِ،[/FONT]
[FONT="]لَكِنِّي الْآنَ أيْقَنْتُ أنَّ الْأُمْنِياتَ لاَ وَطَنَ لَهَا..[/FONT]
[FONT="]يَجِبُ أَنْ تبْقَى مُشَرَّدَةً وَ تَبِيتَ عَلَى الْأَرْصِفَةِ [/FONT]
[FONT="]حتَّى لاَ تُصَابَ أَجْسادُنا لِتَذْبُلَ بِخَيْبَةِ ظَلاَمٍ تقطن ..![/FONT]
[FONT="]،‘ غَارِقَةٌ آمَالُنَا بِضَجِيجِ حُزْنِنا الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT="]مَنْ يُنْقِذُهَا حِينَ تَكُونُ أيْدينا مُصْفَدَةً،[/FONT]
[FONT="]كَيْفَ تتَنَفَّسُ / تَحْتَ سَطْحِ الظَّلامِ ؟[/FONT]
[FONT="]وَمَنْ سَيُعِدُّ لها حُرِّيةَ الْحَياةِ بِحَياةٍ ![/FONT]
[FONT="]قَالَتْ لي:[/FONT]
[FONT="]بَعْضُ الْأَصَابِعِ تَكْسِرُ الزُّجَاجَ لِتَتلَذَّذَ[/FONT]
[FONT="]بِانْسِكَابِ الدِّماءَ وَالتَّمَرُّغِ بها ..[/FONT]
[FONT="]قُلْتُ لها:[/FONT]
[FONT="]شَذَرَاتُ الدَّمِ الْحَمْرَاءِ تُغْرِي عَلَى الْإِسْهابِ في الْوَجَعِ وَالْحَنينِ ..[/FONT]
[FONT="]قَالَت: أَكْرَهُكَ يَا سَادِيَ الْوَجَعِ وَمَضَتْ ..[/FONT]
[FONT="]يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ![/FONT]
[FONT="]..... يَالها [/FONT][FONT="]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT="] ![/FONT]
[FONT="]............ يَالها [/FONT][FONT="]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT="] ![/FONT]
============

[FONT="]كَثيرةٌ هِي الْأَوْقاتُ الَّتي أَتَعَطَّشُ فِيها لِصَوْتٍ[/FONT]
[FONT="]يُدَمْدِمُ جُرْحاً بِدَاخِلي يَنْزِفُ وَلَكِن لا أحَدَ سِواكَ يَا وَرَقُ[/FONT]
[FONT="]يُعْطِينِي حُرِّيةَ وَشْمِ جَسَدِه بـِنَدْباتٍ يَرْشُقُهَا الْوَقْتُ وَ يَرْحَلُ.[/FONT]
[FONT="]لا أعْلمُ مَا هِي عُقْدةُ الْوَقْتِ مَعي ؟[/FONT]
[FONT="]حِينَ أنْتَظِرُ الْأشْيَاءََ لا تَأْتي في وقتِها َوحِينَ أمْقُتُها تأتي في وَقْتِها[/FONT]
[FONT="]كأنَّ الْوَقْتَ يُحَرِّضُها عَلَى عِِصْيَاني، نِسْيَاني [/FONT]
[FONT="]لا أعْلَمُ قَدْ أَكُونُ أنَا لعْنةً عَلَى الْوَقْتِ، كَمَا تَقُولُ أمِّي :[/FONT]
[FONT="]" أَنْتَ لا تَأتي إلاَّ في الْوَقْتِِ الضَّائِعِ "،[/FONT]
[FONT="]بِالْمُناسَبَةِِ : مَنِ الضَّائعُ أنا أَمْ الْوَقْتُ ؟![/FONT]

[FONT="]بائعُ الْوَرْدِ لم يَعُدْ مَوْجُوداًً في زَمَانِنا هَذَا،[/FONT]
[FONT="]فَفِي زَماني كَثُرَ باعةُ الشَّوْكِ.. [/FONT]
[FONT="]فَهُمْ يَغْرسُونَها في أَقْدَامِ الْمَارَّةِ بمحْضِ غَفْلَةٍ [/FONT]
[FONT="]فانْتَعٍلوا الطُّرُقاتِ حَتَّى لا تُشَجَّ أقْدَامَكُمُ[/FONT]

[FONT="]أَخْبَرَتْنِي سَالِفاً : أنَّهَا تخَافُ (وأْدَ الْبَناتِ)[/FONT]
[FONT="].. و أنَّ مجرَّدَ الْحَديثِ عَنْ هذِهِ الْمُعْضِلَةِ يجْعَلُ[/FONT]
[FONT="]نبضاتِها الصَّغيرهِ تَرْكُضُ دون هَوادةٍ بعكْسِ اتجاهِ الرٍّيحِ ..![/FONT]
[FONT="]و كُنْتُ أخْبِرُها أني أنا الاخَرَ أخْشَى (وأد الأمنياتِ)[/FONT]
[FONT="]و أنَّ الأمنياتَ هُنًّ بناتٍيَ اللاّتي لم أمنحنهنَّ اسْمِي ..![/FONT]
[FONT="]...فكَانتْ تربت على كَتِفي..[/FONT]
[FONT="].. و تمضي بنِصْفِ ابتسامةٍ خاويةِ الملامحِ،‘[/FONT]

[FONT="]،‘ كانت تَعْشَقُ الْبَلَلَ و تَثِبُ طويلاً تحت المطرِ ....[/FONT]
[FONT="]ثُمَّ تَرْكُضُ...[/FONT]
[FONT="]وتَقِفُ أمامي فَجْأَةً ... و تحضنيّ ..‘ دُونَ أنْ تَنْبِسَ بِكَلِمَةٍ ..[/FONT]
[FONT="]كَانَتْ اِمْرَأةً غَريبةَ الْأطْوَارِ، أَرْغَمَتْني عَلَى عادةِ التَّجَسُّسِ الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT="]أُراقِبُ تحرُّكاتها أثْناءَ نَوْمِها كَانَتْ كثيرةُ التَّقَلُّبِ أثناءَ النَّوْمِ...[/FONT]
[FONT="]وَ كَأنَّها تُصارِعُ الْمَوْتَ [/FONT]
[FONT="]وَلَكِنَّ (سِرَّ الْبَلَلِ) باتَ يُعَشٍّشُ في ذاكِرتي[/FONT]
[FONT="]وَ ظلَّ يَشُلُّني عَنِ الْمُضِيِّ في نسيانِهِ،[/FONT]
[FONT="]حَتَّى وَجَدْتُها تَكْتُبُ سِرّاً : [/FONT]
[FONT="]" أعْشَقُ الْبَلَلَ لِأنَّهُ لا يجعَلُني أحْتَاجُ الدُّمُوعَ فَإِني أخْشَى الْجَفَافَ "[/FONT]
[FONT="]... أَكانَتْ تَبْكِي بِعَيْنِ السَّمَاءِ ![/FONT]

[FONT="]اللَّحَظاتُ الثَّمينةُ نخبئُها في ذاكِرَتِنا ..[/FONT]
[FONT="]خَشْيَةَ أَنْ يبيعَهَا النِّسْيانُ بِـ أبْخَسِ الْأثْمَانِ،[/FONT]
[FONT="]فَالْحُزْنُ يا صَديقِي كافِرٌ يَزْرَعُ الْجُوعَ بِذاكِرتي[/FONT]
[FONT="]حَتَّى أجْتَرُّ كُلَّ قِطْعَةِ وَجَعٍ وَ أَتَقَيَّئُهَا‘‘[/FONT]

[FONT="]انْتَبِذُ عَنِ الضَّجيجِ وَ أَغْرِسُ رَأسِيَ بِكُومَةِ تُرَابٍ[/FONT]
[FONT="]أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَ أَصْوَاتَ الْأَمْوَاتِ وَ شَهَقَاتِهٍمُ ![/FONT]
[FONT="]أَهِيَ الْمَقَابِرُ مُوحِشَةٌ كَغُرْفَتي أَمْ أشَدَّ وَحْشَةً ![/FONT]
[FONT="]يَقُولُونَ : أَنَّ الْمَقَابِرَ تَتَضَوَّرُ جُوعاً، أَحِينَ نَمُوتُ، [/FONT]
[FONT="]عِظامُنا سَتَلْتَهِمُها الْأَرْضُ.. وَ تَلْعَقُ أَجْسَادَنا ![/FONT]
[FONT="]أَحْضِرُوا لي مَيِّتاً يُخْبِرُني كَمْ هُوَ الْمَوْتُ مُوحِشٌ ![/FONT]
[FONT="]أَرْجُوكُمْ لا تَقُولُوا كَمَا قَالَ صَدِيقِي: "دَعْكُمْ مِنْ هَذَا الْمَجْنُونِ"[/FONT] .

[FONT="]لـِ حَبيبتي قَلْبٌ كَالسُّكَّرِ يَذُوبُ في الْمَطَرِ،[/FONT]
[FONT="]حِينَ تَمْشِي ‘ تَرْقُصُ الزُّهُورُ تَحْتَ قَدَمَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ يَنْمُو الْفَرَحُ في أَوْرِدَةِ الْأَرْضِ وَ تعَشْوِشْبُ الْأَرْصِفَةُ ..[/FONT]
[FONT="]وَ يَتَعَرَّى الشَّجَرُ مِنْ أَوْرَاقِهِ .. وَ يُصْبِحُ الْكَوْنُ خَرِيفاً كَعَيْنَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ حِينَ تَنَامُ تَتَشَرَّبُ الطُّرقَاتُ الْهُدُوءَ ..[/FONT]
[FONT="]وَ تَنْطَفِئُ الْمَنَارَاتُ .. وَ يَنْتَحِرُ الضَّجِيجُ عَلَى شَفَتَيْهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ يُقَبِّلُ الْقَمَرُ جَبينَهَا لِيُحْصِيَ أَنْفَاسَهَا ..[/FONT]
[FONT="]حَتَّى تَسْتَيْقِظَ .. ‘ لِـ يَسْتَيْقِظ الصَّبَاحُ وَ يَتَنَفَّسُّهَا ..![/FONT]

[FONT="]الثِّقَةُ،‘ كَنْزٌ ثَمِينٌ بِالنِّسْبَةِ لي دَفَنْتُهُ في بَعْضِهِمُ[/FONT]
[FONT="]وَلَكِنَّهُمُ اخْتَلَسُوه ُ وَ هَربُوا ـ [/FONT]
[FONT="]غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِمُ ـ[/FONT]
[FONT="]،‘ أَصْبَحْتُ فَقِيراً جِدّاً في تَعَامُلي مَعَ الْآخَرِينَ،[/FONT]
[FONT="]أُعَامِلُهُمْ بِحَذَرٍ فَلا شَيْءَ لَدَيًّ لأمْنَحَهُمْ إيَّاهُ فَما عُدْتُ[/FONT]
[FONT="]أَمْلِكُ وَجْهاً يَحْتَمِلُ صَفَعاتِ الْخَيْبَةِ ..[/FONT]
[FONT="]فَلَمْ أبْرَئ بَعْدُ مِنْ تِلْكَ الثَّغَراتِ الَّتِي أَحْدَثَتْها أَصَابِعُهُمُ الْكَثيرَةُ في وَجْهِي..![/FONT]

[FONT="]شَعْرُ الشَّمْسِ الذَّهبي أشْعثاً هَذا الصَّبَاح ..[/FONT]
[FONT="]لم يمشط الدِّفء خِصْلاتها، كلُّ شَيْءٍ يَبْدوا جامِداً ..[/FONT]
[FONT="]حتى فِنْجانُ قَهْوتي ..[/FONT]
[FONT="]تجمَّد قَبْل أنْ يَذُوبَ دِفْئاً بَيْن شفتَيْها الْمُكْتنِزَتَيْنِ ..[/FONT]
[FONT="]،‘كانت تحدِّثني طويلاً عنْ رِحلةِ النُّورِ في أوْردةِ الْحَياةِ [/FONT]
[FONT="]وتهمسُ لي : "إني أخافُ مِنَ الظَّلامِ" .[/FONT]
[FONT="]تَرْوِي لي أنَّ هُناكَ عجوزاً شَمْطاءَ تطارِدُها بعصاً سِحريةً، [/FONT]
[FONT="]كانت بريئةً جداً حتى بحِكاياتِها الْخُرافية .[/FONT]
[FONT="]لكنَّها تَلاشَتْ مع الضَّبابِ وَ أصْبحتُ بذعر أتَلَمسُّها مع حُبَيْباتِ الرَّمْلِ النَّاعمةِ،[/FONT]
[FONT="]أشْتَمُّ رائِحَتَها في أصَابعِ الْحَطبِ الْمُحترقةِ، أَرَاها عَلَى سَطْحِ قَهْوَتي تَطْفُو .[/FONT]
[FONT="]أتُراني أتَوَهَّمُ!؟[/FONT]

[FONT="]قَالَ لي أحدُهم "إنَّ شِفاءَ الْأحْلامِ لا يكُونُ إلا بِتحَقُّقِها أَوْ مَوْتِها"[/FONT]
[FONT="]وَلكِنَّ أحْلامِيَ الصَّغيرةَ لا تتحقَّقُ وَ لا تَمُوتُ ![/FONT]
[FONT="]،‘ حَاوَلْتُ شَنْقَها، دَهْسَها، قَتْلَها، وَلَكِنَّها كانَتْ تَتَشَبَّتُ بِالْحَياةِ[/FONT]
[FONT="]تَسْتقي الْعِنادَ مِنْ شَخْصِيَّتي و تنْسِجُ مِنَ النُّورِ شِفاهاً لِتتنَفَّس بها ..[/FONT]

[FONT="]هُنَاكَ عادَةٌ بَغِيضَةٌ أَدْمَنْتُها حتَّى بَاتَتْ جُزْءاً مِنْ شَخْصِيَّتي الرَّعْنَاءَ[/FONT]
[FONT="](كَثْرَةُ التَّسَاؤُلِ) : لِمَا الْمَطَرُ وَ الْمَاءُ وَ كُلُّ شَيْءٍ طَاهِرٍ لاَ لَوْنَ لَهُ !؟[/FONT]
[FONT="]لِمَا الْهَواءُ وَ حُضْنُ أُمِّي وَكُلُّ شَيْءٍ ثَمِينٍ لاَ رَائِحَةَ لَهُ ! ؟[/FONT]
[FONT="]لِمَا الْأَشْياءُ الَّتي لاَ صَوْتَ لَهَا لاَ نُحِسُّ بِسُقُوطِهَا إِلاَّ بَعْدَ فَوَاتِ الْأَوَانِ؟[/FONT]
[FONT="]،‘ تَتَقَافَزُ أَسْئلَتي بَحْثاً عَنْ إجَابَةٍ تُرَوِّضُهَا ..[/FONT]
[FONT="]وَ الْأَرَقُ يُطَارِدُ النَّوْمَ في سَاحَاتِ عُيُوني حتَّى يُقْصِيهِ ..[/FONT]

[FONT="]الْأُمْنِياتُ الصَّغيرَةُ الَّتِي لاَ تَنْمُو كَيْفَ تَتَنَفَّسُ وَكُلُّ شَيْءٍ يَخْنُقُها[/FONT]
[FONT="]كُلّ فَجْرٍ أسْتّيْقِظُ خِلْسَةً أَنْثُرُ أَحْلاَمِيَ بِوَجْهِ السَّمَاءِ وَ أُغْمِضُ عَيْني :[/FONT]
[FONT="]وَ أتَمَنَّى أُمْنِيَاتٍ كَثِيرةٍ كَثيرة بِعَدَدِ الرَّمْلِ وَ كَأَنِّي حِينَ أتَفَوَّهُ بِهَا أَحْكُمُ عَلَيْها بِالْإِعْدَامِ،[/FONT]
[FONT="]لَكِنِّي الْآنَ أيْقَنْتُ أنَّ الْأُمْنِياتَ لاَ وَطَنَ لَهَا..[/FONT]
[FONT="]يَجِبُ أَنْ تبْقَى مُشَرَّدَةً وَ تَبِيتَ عَلَى الْأَرْصِفَةِ [/FONT]
[FONT="]حتَّى لاَ تُصَابَ أَجْسادُنا لِتَذْبُلَ بِخَيْبَةِ ظَلاَمٍ تقطن ..![/FONT]

[FONT="]،‘ غَارِقَةٌ آمَالُنَا بِضَجِيجِ حُزْنِنا الْبَغيضِ[/FONT]
[FONT="]مَنْ يُنْقِذُهَا حِينَ تَكُونُ أيْدينا مُصْفَدَةً،[/FONT]
[FONT="]كَيْفَ تتَنَفَّسُ / تَحْتَ سَطْحِ الظَّلامِ ؟[/FONT]
[FONT="]وَمَنْ سَيُعِدُّ لها حُرِّيةَ الْحَياةِ بِحَياةٍ ![/FONT]

[FONT="]قَالَتْ لي:[/FONT]
[FONT="]بَعْضُ الْأَصَابِعِ تَكْسِرُ الزُّجَاجَ لِتَتلَذَّذَ[/FONT]
[FONT="]بِانْسِكَابِ الدِّماءَ وَالتَّمَرُّغِ بها ..[/FONT]
[FONT="]قُلْتُ لها:[/FONT]
[FONT="]شَذَرَاتُ الدَّمِ الْحَمْرَاءِ تُغْرِي عَلَى الْإِسْهابِ في الْوَجَعِ وَالْحَنينِ ..[/FONT]
[FONT="]قَالَت: أَكْرَهُكَ يَا سَادِيَ الْوَجَعِ وَمَضَتْ ..[/FONT]
[FONT="]يَالها مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ ![/FONT]
[FONT="]..... يَالها [/FONT][FONT="]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT="] ![/FONT]
[FONT="]............ يَالها [/FONT][FONT="]مِنْ مُتَمَرِّدَةٍ[/FONT][FONT="] ![/FONT]