- إنضم
- 5 يوليو 2009
- المشاركات
- 2,112
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لَوْ تَعْلَمُونَ مَاأَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)
هذا الحديث من الأحاديث العظيمة الجليلة التي تكسو القلوب انكسارا ًبين يدي الله ،
واعترافاً بالفقر إليه ، ورجاء رحمته وعفوه وإحسانه ،
فالأمر خطير جد خطير ، والله سبحانه وتعالى يقول :
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ.
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا و
َتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) الحج/1-2 .
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم ،
وكذا رواه الإمام مسلم وغيره ،
وذلك في أحاديث عدة ، ترد بمناسبات مختلفة، وسياقات متعددة ، كلها تتضمن هذه الجملة العظيمة :
( لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) .
***
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله ، وانتقامه ممَّن يعصيه ،
والأهوال التي تقع عند النزع ، والموت ، وفي القبر ، ويوم القيامة ،
ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة ، والمراد به التخويف"
"فتح الباري".
***
وقال النووي رحمه الله :
"لو رأيتم ما رأيتُ ، وعلمتم ما علمت مما رأيته اليوم وقبل اليوم لأشفقتم إشفاقاً بليغاً ،
ولقلَّ ضحككم وكثر بكاؤكم"
"شرح مسلم"
***
وقال القرطبي رحمه الله :
"وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) :
يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها ،
ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها ،
فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقاً ،
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك ، جُلُّه التبسم"
منقووووول
