حياة والدتي
عرفت والدتي بين الناس بأم هلا فهي لا ترد أحد وبيتها مفتوح لكل أحد تخبر النساء المتسولات في رمضان أن هذا المجلس لكن تقيلوا فيه وقت الظهيرة عن حر الشمس . ولا تستأذنوا بالدخول في البيت . وكنت دائما أنزعج إذا رأيت الغريبات نائمات في المجلس ويغلب فيهم البداوة.
وتقول بنيتي هذه متعتي فدعيني وشأني .
كانت لذتها الوحيدة في تفطير الصائمين ولذتها الوحيدة وهي في شوارع الأحياء الفقيرة . تكسي عاريهم وتطعم جائعهم . وتمسح دمعة باكيهم .
عرفت بأم الأيتام لكفالتها كثير من الأيتام
كنت دائما أقول أماه هوني على نفسك بالصدقات والتفتي لو قليل لنفسك . قالت أنا الآن ملتفتة لنفسي . أسعدت من حولها . وأسعدت البعيدين عنها .
عندها استراحة فتحتها للجاليات وكم أسلم في هذه الاستراحة من كافر . وتقوم بهداياهم كلهم نسائهم ورجالهم .
وفتحتها لطلبة تحفيظ القرآن .
هي أم للجميع يتصل عليها كل أحد يبث شجونه ويسمع منها النصح . والتصبير .
لا تدع مجال فيه خير بالعالم إلا ساهمت به .
هي صابرة محتسبة.
تكره غيبة أحد . فلا نتكلم عندها بأحد حتى لا تتضايق .
أبتليت بمرض الكبد الوبائي ثم سرطان عم أجزاء بطنها .
سأتكلم عن أخر أيام حياتها كلها قرآن كلها ذكر .
يقول الطبيب لو مرضها في غيرها لشاهدتوا منها الجلطات وغيرها ولكن خفف الله عنها بدفعها للبلاء .
أشتد عليها الألم وكنا نقرأ عليها سورة البقرة وكانت تأن فقرأنا لها قوله وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فقالت اللهم صبرت كما أمرتني فاستجب لي ما وعدتني وهي قوله( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) .
أنقلب جسمها كله حروق بسبب المرض أصبحت وزنها كثلاث رجال .
لا بد نرفعها أو نحملها أربعة أو خمسة .
تقول إذا أردت أن أصلي تقف معي واحدة لتلقنني الصلاة أخشى أن أنسى شيء منها .
ضحى اليوم الذي توفيت فيه قالت
لا تنسوا المسجد الذي أمرتكم بناءه ولا تنسوا الأيتام لأنها كانت كافلة ألفا يتيم سنويا . قالت وأخرجوهم وتقصد الأيتام الذين تبع جمعية إنسان في الأستراحة يوم الأحد وأخبروهم أن هدايا النجاح جهزتها لهم.
ولا تنسوا فلانة وفلانة وكلهم فقراء . كانت تقول في الضحى لأخي وأختي غسلوني جيدا يمكن أخر مرة تغسلوني فيها لا أريد أحد يغسلني بعدكم .
غابت عن الوعي أذان الظهر وهي تقول لا إله إلا الله ثم أوصت بعض إخوتي بعدم البكاء
وخرجت الروح آذان المغرب بنفس واحد
دخلنا عليها من الغد لنغسلها وإذ نرى بنت العشرين والابتسامة في وجهها بشرة صافية.
وكانت من اجمل النساء . وزالت تلك الحروق وهي ليست حروق حقيقية ولكن من المرض .
بدأنا نغسلها وإذا بالمرأة أخف شيء وإذ بها تقلب نفسها كأنها تقول بسرعة بسرعة أنجزوني . لأذهب إلى ربي .
تقول المغسلة أنظف جسم مر علي جسم هذه المرأة والله لولا الشرع لقلت لا نغسلها . والله نقلبها بأصبع فقط لا أدري كيف تتقلب بين يدي . والنور يشع من وجهها .
فقالت لي المغسلة أسألك بالله ما عملها . قلت أولا: لا تحمل حقد على أحد نهائي .
ثانيا إذهبي لحسابها في البنك لا تجدي ولا ريال .
ثالثا عرفت بين الناس بحسن الخلق .
فلم تؤذي أحد أبد
فلما كفناها وجاء أحبابها يودعونها وإذ بجسمها تفوح منه الرائحة الزكية .
صلى عليها أناس كثيرون وكانت المغسلة تشاهد النساء في المسجد يأتون مفجوعين باكين وتقول هؤلاء المفجوعين بناتها . قالت لأول مرة منذ سبعة عشر عام من تغسيلي للموتى أرى جنازة بهذا المنظر وكثرة الناس .
بكوها الرجال قبل النساء والكبار قبل الأطفال . وأمتلى مسجد الراجحي بالمصلين .
ولما ذهبوا بها إلى المقبرة إذا بشباب صغار يتنافسون بشيلها منهم طلبة التحفيظ ومنهم من كان مسجون لدين وأخرجته بفضل الله ومنهم المتزوج الذي زوجته . كانت تدفع مهور الشباب الذي يريد أن يتزوج . وكلهم يبكي عليها . ومنهم من حكم له بالقصاص دفعت عنه وحررت رقبته من القصاص . ومنهم اليتيم . بكاها كأنها والدته .
والعجيب في الأمر لما أرادوا وضعها في القبر أرادوا أن ينزلوها باللحد وإذا بالجنازة تنزل على مراء من الناس والمشايخ والناس يكبرون ويهللون لما شاهدوه يقول أخي والله حملتها بيد واحده فمشت ويممت نفسها .
حملتها الملائكة بإذن الله .
رؤي فيها رؤى كثيرة أنها في أعلى الجنان .
أخواتي هو نفس واحد ينقطع فتنتهي الحياة الدنيا لنعيش الحياة الأخرى فماذا أعددنا له .
عرفت والدتي بين الناس بأم هلا فهي لا ترد أحد وبيتها مفتوح لكل أحد تخبر النساء المتسولات في رمضان أن هذا المجلس لكن تقيلوا فيه وقت الظهيرة عن حر الشمس . ولا تستأذنوا بالدخول في البيت . وكنت دائما أنزعج إذا رأيت الغريبات نائمات في المجلس ويغلب فيهم البداوة.
وتقول بنيتي هذه متعتي فدعيني وشأني .
كانت لذتها الوحيدة في تفطير الصائمين ولذتها الوحيدة وهي في شوارع الأحياء الفقيرة . تكسي عاريهم وتطعم جائعهم . وتمسح دمعة باكيهم .
عرفت بأم الأيتام لكفالتها كثير من الأيتام
كنت دائما أقول أماه هوني على نفسك بالصدقات والتفتي لو قليل لنفسك . قالت أنا الآن ملتفتة لنفسي . أسعدت من حولها . وأسعدت البعيدين عنها .
عندها استراحة فتحتها للجاليات وكم أسلم في هذه الاستراحة من كافر . وتقوم بهداياهم كلهم نسائهم ورجالهم .
وفتحتها لطلبة تحفيظ القرآن .
هي أم للجميع يتصل عليها كل أحد يبث شجونه ويسمع منها النصح . والتصبير .
لا تدع مجال فيه خير بالعالم إلا ساهمت به .
هي صابرة محتسبة.
تكره غيبة أحد . فلا نتكلم عندها بأحد حتى لا تتضايق .
أبتليت بمرض الكبد الوبائي ثم سرطان عم أجزاء بطنها .
سأتكلم عن أخر أيام حياتها كلها قرآن كلها ذكر .
يقول الطبيب لو مرضها في غيرها لشاهدتوا منها الجلطات وغيرها ولكن خفف الله عنها بدفعها للبلاء .
أشتد عليها الألم وكنا نقرأ عليها سورة البقرة وكانت تأن فقرأنا لها قوله وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون فقالت اللهم صبرت كما أمرتني فاستجب لي ما وعدتني وهي قوله( أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) .
أنقلب جسمها كله حروق بسبب المرض أصبحت وزنها كثلاث رجال .
لا بد نرفعها أو نحملها أربعة أو خمسة .
تقول إذا أردت أن أصلي تقف معي واحدة لتلقنني الصلاة أخشى أن أنسى شيء منها .
ضحى اليوم الذي توفيت فيه قالت
لا تنسوا المسجد الذي أمرتكم بناءه ولا تنسوا الأيتام لأنها كانت كافلة ألفا يتيم سنويا . قالت وأخرجوهم وتقصد الأيتام الذين تبع جمعية إنسان في الأستراحة يوم الأحد وأخبروهم أن هدايا النجاح جهزتها لهم.
ولا تنسوا فلانة وفلانة وكلهم فقراء . كانت تقول في الضحى لأخي وأختي غسلوني جيدا يمكن أخر مرة تغسلوني فيها لا أريد أحد يغسلني بعدكم .
غابت عن الوعي أذان الظهر وهي تقول لا إله إلا الله ثم أوصت بعض إخوتي بعدم البكاء
وخرجت الروح آذان المغرب بنفس واحد
دخلنا عليها من الغد لنغسلها وإذ نرى بنت العشرين والابتسامة في وجهها بشرة صافية.
وكانت من اجمل النساء . وزالت تلك الحروق وهي ليست حروق حقيقية ولكن من المرض .
بدأنا نغسلها وإذا بالمرأة أخف شيء وإذ بها تقلب نفسها كأنها تقول بسرعة بسرعة أنجزوني . لأذهب إلى ربي .
تقول المغسلة أنظف جسم مر علي جسم هذه المرأة والله لولا الشرع لقلت لا نغسلها . والله نقلبها بأصبع فقط لا أدري كيف تتقلب بين يدي . والنور يشع من وجهها .
فقالت لي المغسلة أسألك بالله ما عملها . قلت أولا: لا تحمل حقد على أحد نهائي .
ثانيا إذهبي لحسابها في البنك لا تجدي ولا ريال .
ثالثا عرفت بين الناس بحسن الخلق .
فلم تؤذي أحد أبد
فلما كفناها وجاء أحبابها يودعونها وإذ بجسمها تفوح منه الرائحة الزكية .
صلى عليها أناس كثيرون وكانت المغسلة تشاهد النساء في المسجد يأتون مفجوعين باكين وتقول هؤلاء المفجوعين بناتها . قالت لأول مرة منذ سبعة عشر عام من تغسيلي للموتى أرى جنازة بهذا المنظر وكثرة الناس .
بكوها الرجال قبل النساء والكبار قبل الأطفال . وأمتلى مسجد الراجحي بالمصلين .
ولما ذهبوا بها إلى المقبرة إذا بشباب صغار يتنافسون بشيلها منهم طلبة التحفيظ ومنهم من كان مسجون لدين وأخرجته بفضل الله ومنهم المتزوج الذي زوجته . كانت تدفع مهور الشباب الذي يريد أن يتزوج . وكلهم يبكي عليها . ومنهم من حكم له بالقصاص دفعت عنه وحررت رقبته من القصاص . ومنهم اليتيم . بكاها كأنها والدته .
والعجيب في الأمر لما أرادوا وضعها في القبر أرادوا أن ينزلوها باللحد وإذا بالجنازة تنزل على مراء من الناس والمشايخ والناس يكبرون ويهللون لما شاهدوه يقول أخي والله حملتها بيد واحده فمشت ويممت نفسها .
حملتها الملائكة بإذن الله .
رؤي فيها رؤى كثيرة أنها في أعلى الجنان .
أخواتي هو نفس واحد ينقطع فتنتهي الحياة الدنيا لنعيش الحياة الأخرى فماذا أعددنا له .