حياة زوجية بدون مشاكل (مشاكل واقعية وحلول عملية)

إنضم
22 أغسطس 2015
المشاركات
219
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ومن أهم الأسباب المعنوية الهامة والغير ظاهرة والتي لها تأثير قوي لوجود المشاكل والخلافات المستمرة في الحياة الزوجية ما يلي:-

- مشكلة: المعاصي والذنوب.
المعصية لله والتقصير في طاعته وإتباع خطوات الشيطان والنفس الآمارة بالسوء سواء من الزوج أو الزوجة وأثر ذلك على فشل الحياة الزوجية, قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً [طـه:124]. فالمعاصي والذنوب شؤم على البيوت فهي تجلب الهموم والغموم وتنزع السعادة نزعا ! قال بعض السلف: إني لأعصى الله فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي!, وقال ابن القيم: وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة مالا يعلمه إلا الله .

الحــل:
قد تكون هذه الأزمة إبتلاء من الله سبحانه وتعالى وتقديم الجزاء على المعاصي والتقصير في الدنيا خير من تأخيره إلى يوم القيامة, فلا تحزن على ذلك ولا تلومن إلا نفسك, وأصلح علاقتك مع ربك يصلح لك الحياة, واعلم أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء, وينبغي على كلا من الزوجين التعاون في طاعة الله وإعانة بعضهم البعض على عمل الخير, وقراءة القرآن فالبيت الذي يقرأ فيه القرآن يتسع لأهلة ويكثر خيرة وتحضرة الملائكة وتطرد منه الشياطين.


- مشكلة: عدم التنشئة الدينية والأخلاقية.
ومن الأسباب أيضا لوجود المشاكل غياب الوازع الديني والتنشئة الصالحة والتربية الإسلامية القويمة في الأصل والأساس والتي يسئل عنها الوالدين فهم السبب في مشاكل أبنائهم الزوجية بإهمالهم في تربيتهم على الدين والخلق, وعدم إرشادهم وتوجيههم إلى طريق الحق والصراط المستقيم.

وكما قيل في الأمثال الشعبية: تقلب القدرة على فومها تطلع البنت لأمها , والجواب بيتعرف من عنوانه, وهي أمثال تثار أثناء الخلافات وحدوث المشاكل كناية عن سوء التربية وقلة التأدب والأخلاق.

الحــل:
في العودة إلى الله وتطبيق المنهج الإسلامي في بناء الأسرة على الأصول والقواعد الدينية والأخلاقية التي دعت إليها وأقرتها مباديء الشريعة الإسلامية, فالإسلام هو الحل لكافة مشاكل الحياة, فكما قال الشاعر:

ويشب ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.

فإن كانت التنشئة صالحة والأساس قوي فالبنيان سيكون صلبا وشديدا وسيفيد النشىء أيضا في تحمل المسئولية وضغوط الحياة والرضا بالقضاء والقدر والصبر على البلاء.

وكذلك ينبغي عدم التغافل وإهمال جانب الإختيار على أساس الدين والتدين والإلتزام بالأخلاق والذي ينشأ عنه مشكلة عدم التكافؤ, فعندما يبين المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ففيه إشارة أيضا إلى أنه إذا جائكم من لا ترضون دينه وخلقه فلا تزوجوه.


- مشكلة: ضغوط الحياة.
ومن أسباب المشاكل والخلافات الزوجية هو وجود الضغوط النفسية الخارجية والتي تؤثر على الشئون الداخلية للأسرة, والتي تخلق جوا غير صحي لحياة غير هادئة ومستقرة يملؤها التوتر والقلق والغضب المستمر, وذلك كالضغوط الناتجة عن مشاكل في العمل بالنسبة للزوج أو الزوجة, والضغوط الناتجة عن تربية الأبناء ورعايتهم.

فضغوط العمل والحياة عموما تجعل كلا الطرفين أو أحدهما شديد الحساسية وقابل للإنفعال والإنفجار, فالمرأة تعمل كموظفة ثم تعود للقيام بواجبات رعاية الأسرة ومساعدة الأبناء فى واجباتهم الدراسية, والرجل يعمل فى أكثر من وظيفة ولساعات طويلة ليلا ونهارا ليغطى إحتياجات الأسرة.

الحــل:
يمكن اللجوء في علاج هذه المشكلة إلى التغافل وغض الطرف عن بعض الهفوات اللفظية أو الفعلية لشريك الحياة فهي مطلب أساسي في استقرار الأسرة، فالحياة الزوجية مبنية على التلقائية وعدم التكلف، والمرء يعترضه من هموم الحياة ما يجعله يتصرف في بيته ببعض التصرفات غير المناسبة أحياناً، الأمر الذي يتطلب احتواء الطرف الآخر له، بل ومنحه شيء من الحميمية التي تعينه على تجاوز تلك الضغوط أو التصرفات.

وينبغي ترك هموم العمل خارج أسوار البيت والفصل بقدر الإمكان بين مشاكل العمل والأسرة والمشاكل العائلية عن العمل, والتحدث بالجوانب المشرقة والمفرحة التي تصادفك وإشرك عائلتك بالحديث حولها فهذا الأسلوب سيقلل الإنفعال والتوتر, كما ينبغي الإسترخاء والترويح عن النفس فإن النفوس تمل من خلال يوم للأجازة وللتنزة مع الأسرة.