اقرو هالخبر
هدوء ثوران بركان أيسلندا ... لكنه قد يستمر لشهور والرياح تدفع الغبار البركاني إلى «المتوسط»
الغبار يتصاعد من بركان ايسلندا (ا ب)ارسال |
حفظ |
طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
http://www.addthis.com/bookmark.php...9&aql=&oq=%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%86&tt=0
javascript:void();
لندن - ا ف ب - تفاقمت حال الشلل في حركة النقل الجوي، امس، في كامل مناطق شمال اوروبا وشرقها، حيث مدد الكثير من البلدان اجراءات اغلاق مجالاتها الجوية بسبب سحابة هائلة من الرماد البركاني ناجمة عن ثوران بركان في ايسلندا.
واعادت ايرلندا وبريطانيا اول البلدان التي وصلت اليها الخميس، سحب الغبار البركاني الناجمة عن ثورة بركان في قمة جبل الجليد يوجافجالاجوكول (جنوب ايسلندا)، امس، اغلاق مجاليهما الجويين حتى الساعة 17.00 تغ امس، في ايرلندا وحتى الساعة 06.00 تغ، اليوم، في كامل مناطق المملكة المتحدة.
وكانت حركة الملاحة الجوية استؤنفت الجمعة في ايرلندا وقسم من الجزر البريطانية (اسكوتلندا وايرلندا الشمالية).
غير ان سحب الغبار البركاني «صعدت الى ارتفاعات اعلى وبالتالي فان المنطقة المعنية توسعت والمخاطر تفاقمت»، على ما افادت صباح امس، سلطة المراقبة الجوية في ايرلندا التي اشارت الى «تدهور لجهة المنطقة التي تغطيها سحب الرماد والمطار في اجواء ايرلندا».
وتم الغاء 16 الف رحلة امس، في الفضاء الجوي الاوروبي، حسب ما افادت المنظمة الاوروبية لأمن الملاحة الجوية (يوروكنترول).
وتتالت اعلانات دول شمال اوروبا عن تمديد اغلاق مجالاتها الجوية، فقد اغلقت تشيكيا مجالها حتى الساعة 16.00 تغ والنمسا حتى الساعة 18.00 تغ وفي بلجيكا وسويسرا وشمال ايطاليا وبريطانيا والدنمارك والمانيا حتى الساعة 00.00 تغ، اليوم، وفي باريس وشمال فرنسا حتى الساعة 06.00 تغ، غدا.
وفي بولندا، اعلن اغلاق المجال الجوي حتى اشعار آخر، وتستعد البلاد خصوصا مطار كراكوفيا (جنوب) لاستقبال اكثر من 80 وفدا اجنبيا اليوم، للمشاركة في تشييع جثمان الرئيس الذي قضى في حادث تحطم طائرة غرب روسيا.
واغلق المجال الجوي الكرواتي صباح امس، ما اثر على حركة مطار العاصمة زغرب. كما اتخذت صربيا الاجراء ذاته. وتم تعليق حركة الملاحة الجوية في البوسنة حتى الساعة 22.00 تغ.
ومددت شركة الطيران الالمانية «لوفتهانزا» حتى الساعة 18.00 تغ، امس، تعليق رحلاتها من المطارات الالمانية واليها. واتخذت شركة الرحلات المنخفضة التكلفة ريان اير الاجراء ذاته حتى الساعة 12.00 تغ، غدا، بالنسبة للرحلات القاصدة شمال اوروبا ودول البلطيق.
ويحاول ملايين المسافرين عبر العالم العالقين ايجاد وسائل نقل بديلة للوصول الى وجهاتهم.
وقدرت الجمعية الدولية للنقل الجوي (اياتا) الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة على حركة النقل الجوي بـ 200 مليون دولار يوميا.
واعلنت شركة النقل الحديد «يوروستار» التي سيرت قطارات اضافية منذ الخميس، امس، ان وجهاتها الـ 58 العاملة الجمعة حجزت بالكامل ما يعني تقديم الخدمة لـ 46 الف مسافر.
وعند الساعة 07.30 تغ شهدت محطة سانت بانكراس اللندنية تدفقا كبيرا للركاب في حين كان مكبر صوت يعلن انه «لم تعد هناك امكانية لشراء تذاكر او استبدالها».
كما تدفق الركاب على الرحلات البحرية وحتى على سيارات الاجرة. وتلقت شركة «اديسون» لي طلبات للقيام برحلات من بريطانيا الى باريس وميلانو وامستردام وزيوريخ. ودفع رجال اعمال 800 يورو لرحلة بين بلفاست ولندن.
ولا يبدو ان ثورة بركان ايسلندا مرشحة لان تهدأ. وحذر خبراء من انها يمكن ان تستمر اسابيع على الاقل. واعلن معهد الارصاد الجوية الايسلندي ان الرياح ستستمر على الارجح في دفع سحب رماد البركان في اتجاه اوروبا خلال الايام الاربعة او الخمسة المقبلة.
واضاف ان سحابة الرماد التي تكونت فوق البركان انخفضت الى ارتفاع يراوح بين 5 و8 كيلومترات من 6 و11 كيلومترا عند بداية الثوران في الاسبوع الماضي. وتابع ان حجم صهير البركان، يبدو انه يتضاءل وأن الاضطرابات الشديدة استقرت وبدا البركان أقل ثورة.
وقالت برغثورا ثوربغارناردوتير، المتخصصة في علم طبيعة الارض في مكتب الارصاد، ان استقرار الثوران لا يعني بالضرورة أن البركان بدأ يهدأ. وأضافت: «قد يستمر الثوران على هذا النحو لوقت طويل. تختلف البراكين عن بعضها بعضا وليس لدينا خبرة كبيرة مع هذا البركان حيث ان آخر ثوراته كانت منذ 200 عام».
وتابعت: «يجب ان نتابعه بعناية لان كل بركان يثور في شكل مختلف، فآخر مرة ثار فيها ظل يهدأ ويثور لاكثر من عام».
ولم تسجل اي ضحية للبركان غير ان سحب الرماد التي يلفظها يمكن ان تحد من الرؤية وان تتسبب في اضرار في محركات الاجهزة حتى رغم تحليقها على ارتفاعات كبيرة. وشوهدت آثار الرماد في اسكوتلندا من دون ان تشكل تهديدا جديا للصحة.
الى ذلك، تواصل الغبار البركاني انتقاله في اتجاه جنوب فرنسا ويفترض ان يكون وصل مساء الى جبال البيرينيه والبحر المتوسط، حسب هيئة الارصاد الجوية الفرنسية.
وقال المهندس في الهيئة ميشال دالوز ان «حزمة الغبار ستصل الى حدود منطقة المتوسط (جنوب) والبيرينيه (جنوب غرب)». واوضح انها كانت عند الساعة 7.30 تغ من السبت على محور بوردو (جنوب غرب) ليون (وسط الشرق). واشار الى ان البركان ما زال يقذف حممه وشمال البلاد لن ينتهي من السحابة بانتقالها الى الجنوب.
وقال دالوز ان هذه السحابة كانت صباحا تتمركز فوق «الجزر البريطانية والدول الاسكندينافية واوروبا الوسطى وغرب روسيا». وتابع ان هذه الغمامة يمكن ان تبلغ ارتفاع 11 كلم لكنها تتمركز على ارتفاع ستة كيلومترات اي الارتفاع الذي تحلق فيه الطائرات تحديدا.