16 مايو يوم تستذكر فيه جميع الكويتيات بكل الوفاء ذلك الرجل الأمير الذي منحنا ... قبل رحيله ... أكثر بكثير من حقوقنا السياسية ...
امرأة من زمن ذلك الرجل
بقلم : ضحوك البنوان
أنا امرأة تعشق الرحمة .. وبكل صدق تهوى السلام ..
أنا امرأة تعشق الجمال وتفقه مختلف مدارس الفنون .. أحب الريادة في كل شيء وبمنتهى الصمت أنشدها ..
أنا إمرأة أعشق المبادرة وأتقن صبر المثابرة ..
أنا امرأة تفتحت في تربة الرخاء وارتوت معين المجد قبل الثراء .. أنا امرأة شبعى .. زهدت بخيرات العالم كلها فقد فطمت عنها منذ ذاك الزمان ..
أنا امرأة عرقي وفاء ودمي إخلاص وفؤادي ولاء .. أعشق الغناء للوطن وأستعذب البكاء في حب الوطن ..
أنا امرأة أفخر بالدموع ولا أخجل فقد تعلمت أنها تخبر دوما ً عن صفاء القلوب .
أنا امرأة تبحث عن أبواب العطاء لتفتحها وعن نوافذ الخير لتشرعها .. فقد أدمنت المساعدة حتى لمن في أقصى البقاع .. اعتدت العون لجميع الجياع ..
أخجل من اليتيم عن حنان ينشد .. وأخشى على الفقير عن لقمة يسأل ..
نعم أنا امرأة وجدت نفسي هكذا .. أعطي .. أعطي .. فلا أبخل .
أنا امرأة أعشق المسرح وأهوى الرياضة .. أتابع الفن وأفهم السياسة .. أجيد المرح وأدرك سحر الابتسامة ..
أنشد العلم وأتقن معنى الأدب .
أنا امرأة طفولتي ثرية .. بكل الأمنيات كانت غنية .. بالجود والخيرات كانت ندية .. بالقرآن بالألوان بالإيمان .. بأروع كتب الزمان .. بالحب لجوهر الإنسان وبأحلى ما كتب للأوطان .. طفولتي أنا .. كانت ثرية ..
نعم ثقافتي عميقة وطموحاتي دوما ً .. علــّيه ..
أنا امرأة الرقي ذوقي .. والشهامة خلقي .. والتفرد أسلوبي والعلياء دوما ً مطلوبي ..
إن نطقت قالوا مثلي .. وإن فعلت نشدوا فعلي .. نعم أنا الأفكار أبدعها وأنا الأفعال أصنعها .
رأسي مرفوع لا يخضع .. وضميري أبدا ً لا يخدع لا أعرف الانكسار أبدا ً ولا أفهم معنى مفردة الخنوع ..
زاهدة لا أخشى في قول الحق أحدا ً .. أنا امرأة نشأت على المناقشة وفنون المناظرة ..
أستمع مليا ً حتى أفهم .. وأتكلم دوما ً بما أقنع .
أنا امرأة روتني الإنسانية خلقا ً وسقتني العروبة شيما .. أنا امرأة أغرقني وطني الحر فكرا ً فملأت كؤوس العالم كله من الديمقراطية فيضا .
من مثلي أنا من سيدات العالم ؟؟ .. بل من مثلي أنا من طفلات اليوم وسيدات الغد ؟!! ..
يا نساء الدنيا من مثلي أنا !؟ ..
* كويتية من نتاج زمن سموه (( جابر الأحمد )) .
