سأكون بأمة
New member
- إنضم
- 31 يوليو 2009
- المشاركات
- 234
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الوقت الضائع
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على مايرام..وعندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى..رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب من أجله راحة..
حملته وذهبي..لقد كان المنتظرون كثيرون..ربما نتأخر أكثر من ساعة..أخذت رقماً للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الإنتظار..
وجوه كثيرة مختلفة..فيهم الصغير وفيهم الكبير..الصمت يخيم على الجميع..يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة إستأثر بها بعض الإخوة..
أجلت طرفي في الحاضرين..البعض مغمض العينين لاتعرف فيم يفكر..وآخر يتابع نظرات الجميع..والكثير تحس على وجوههم القلق والملل من الإنتظار.
يقطع السكون الطويل..صوت المُنادي برقم كذا..الفرحة على وحه المُنادى عليه..يسير بخطوات سريعة..ثم يعود الصمت للجميع.
لفت نظري شاب في مقتبل العمر..لايعنيه أي شيء حوله..لقد كان معه مصحف جيب صغير..يقرأ فيه..لايرفع طرفه..نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيراً..لكنني عندما طال إنتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.
ساعة كاملة من عمري ماذا إستفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولاشغل..بل إنتظار ممل..
أذن المؤذن لصلاة المغرب..ذهبنا للصلاة..
في مصلى المستشفى..حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف..وبعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته.
وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لانستفيد منها إطلاقاً وهي أيام وليالٍ تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم..
قال..إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت..
وأخبرني..أنه يقرأ في الأوقات التي لايستفاد منها كثيراً أضعاف مايقرأ في المسجد أو في المنزل..بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاءالله تقطع عليه الملل والتوتر..وأضاف محدثي قائلاً..إنه الآن في مكان الإنتظار منذ مايزيد على الساعة والنصف..
وسألني: متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن؟
تأملت..كم من الأوقات تذهب سدى؟ وكم لحظة في حياتك تمر ولاتحسب لها حساب؟
بل كم شهر يمر عليك ولاتقرأ القرآن؟
أجت نظري..وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي..فماذا أنتظر؟
قطع تفكيري صوت المُنادي..ذهبت إلى الطبيب..
أريد أن أحقق شيئاً الآن..
بعد أن خرجت من المستشفى..أسرعت إلى المكتبة..إشتريت مصحفاً صغيراً قررت أن أحافظ على وقتي..فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي..كم من شخص سيفعل ذلك؟
وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك؟!
*من كتيب الزمن القادم "المجموعة الأولى" للشيخ عبدالملك القاسم.
طفلي الصغير منذ مساء أمس وصحته ليست على مايرام..وعندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى..رغم التعب والإرهاق إلا أن التعب من أجله راحة..
حملته وذهبي..لقد كان المنتظرون كثيرون..ربما نتأخر أكثر من ساعة..أخذت رقماً للدخول على الطبيب وتوجهت للجلوس في غرفة الإنتظار..
وجوه كثيرة مختلفة..فيهم الصغير وفيهم الكبير..الصمت يخيم على الجميع..يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة إستأثر بها بعض الإخوة..
أجلت طرفي في الحاضرين..البعض مغمض العينين لاتعرف فيم يفكر..وآخر يتابع نظرات الجميع..والكثير تحس على وجوههم القلق والملل من الإنتظار.
يقطع السكون الطويل..صوت المُنادي برقم كذا..الفرحة على وحه المُنادى عليه..يسير بخطوات سريعة..ثم يعود الصمت للجميع.
لفت نظري شاب في مقتبل العمر..لايعنيه أي شيء حوله..لقد كان معه مصحف جيب صغير..يقرأ فيه..لايرفع طرفه..نظرت إليه ولم أفكر في حاله كثيراً..لكنني عندما طال إنتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته ومحافظته على الوقت.
ساعة كاملة من عمري ماذا إستفدت منها وأنا فارغ بلا عمل ولاشغل..بل إنتظار ممل..
أذن المؤذن لصلاة المغرب..ذهبنا للصلاة..
في مصلى المستشفى..حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف..وبعد أن أتممنا الصلاة سرت معه وأخبرته مباشرة بإعجابي به من محافظته على وقته.
وكان حديثه يتركز على كثرة الأوقات التي لانستفيد منها إطلاقاً وهي أيام وليالٍ تنقضي من أعمارنا دون أن نحس أو نندم..
قال..إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت..
وأخبرني..أنه يقرأ في الأوقات التي لايستفاد منها كثيراً أضعاف مايقرأ في المسجد أو في المنزل..بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر والمثوبة إن شاءالله تقطع عليه الملل والتوتر..وأضاف محدثي قائلاً..إنه الآن في مكان الإنتظار منذ مايزيد على الساعة والنصف..
وسألني: متى ستجد ساعة ونصف لتقرأ فيها القرآن؟
تأملت..كم من الأوقات تذهب سدى؟ وكم لحظة في حياتك تمر ولاتحسب لها حساب؟
بل كم شهر يمر عليك ولاتقرأ القرآن؟
أجت نظري..وجدت أني محاسب والزمن ليس بيدي..فماذا أنتظر؟
قطع تفكيري صوت المُنادي..ذهبت إلى الطبيب..
أريد أن أحقق شيئاً الآن..
بعد أن خرجت من المستشفى..أسرعت إلى المكتبة..إشتريت مصحفاً صغيراً قررت أن أحافظ على وقتي..فكرت وأنا أضع المصحف في جيبي..كم من شخص سيفعل ذلك؟
وكم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك؟!
*من كتيب الزمن القادم "المجموعة الأولى" للشيخ عبدالملك القاسم.