السلام عليكم هالمقال للاستاذ ياسر الحزيمي بعنوان النجاح الفاشل قريته وحبيت انقله لكم
اتصل بي أحد اﻷثرياء وطلب مني لقاء خاصاً لﻼستشارة في أمر يخصه ، رحبت به واتفقنا على موعد يناسب الطرفان ، ظننت أننا سنلتقي في إحدى شركاته أو في مكتب اﻹدارة العامة أو في بيته ولكنه طلب مني أن نلتقي في كوفي شوب صغير في حي متواضع ...
حضرت إلى هناك والتقينا وتجاذبنا الحديث ثم قال لي لعلك تستغرب وجودنا في هذا المكان قلت : نعم نوعاً ما فهناك ما هو أفضل وأقرب فقال لي أردت أن أريك قاعة اﻷفراح تلك ( وأشار بيده ) فقد حضرت فيها أنا وزوجت
ي زواجاً ﻷحد اﻷقارب قبل قرابة اثنتي عشرة سنة ، فﻼزلت أتذكر ذلك الزواج ﻷنني أوقفت سيارتي بعيداً عن القاعة حتى ﻻ يراني أحد فقد كانت سيارتي دادسون قديمة مهترية وكانت حالتي المادية ﻻ تسر صديقاً ، ثم سكت وعم الصمت الجلسة ، ثم قال قبل اثنتي عشر سنة كنت ﻻ أملك سوى ذلك الدادسون واﻵن وقبل نصف ساعة ربحت صفقة بأحد عشر مليون ريال ...
والحمد لله .... الكل يغبطني على نجاحاتي .... ولكن يا ياسر كنت قبل اثنتي عشرة سنة أحدّث نفسي بالجهاد في سبيل الله واﻵن أنا ...... ﻻ أدفع زكاة أموالي ... فأي نجاح أغبط عليه .... كنت رجﻼ مستقيما أصلي في وقتها وأساعد المحتاج وأرجو رحمة ربي ... أما اﻵن فقد أشغلتني اﻷرزاق عن الرزاق جل جﻼله ... فأي نجاح أغبط عليه .... كانت عﻼقاتي صادقة ومستمرة ﻻ تذبل وﻻ تجف ﻷنها تسقى بماء الحب والمودة... أما اﻵن فهي تذبل عندما ﻻ أبذل ﻷنها سقيت بماء المصالح والحاجات .... و أصبح المشروع ﻻ الشعور هو ما يربطني بمن حولي .... فأي نجاح أغبط عليه ... ثم سكت ونظر إلي وقال أعد إليّ حياتي وخذ نصف ما أملك ... وأعد عليّ إيماني وخذ مني كل شيء ... هذا ما حدث في تلك الليلة .. ولست والله ممن ينسج القصص ليستميل بها القلوب ولكنها الدنيا تصيح بملء فيها لمن فيها : (*مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)
إن التلهف على المال والرفاهية والبحث عن الصيت والشهرة والسعي وراء المكانة والشرف جعل البعض منا يضحّي بالكثير من أجل القليل ... ويقدم الفاني على الباقي .... وربما خسر الصحة ﻷجل المال ونسف العﻼقات ﻷجل المنصب وهدم مبادئه ﻷجل أهدافه إن السعي إلى النجاح عبر عجلة غير متوازنة تجعل المسير عسير .. فإن استمر في السير رغم عدم توازنها اضطربت مركبة حياته وتبعثرت أولوياته وانحرف مساره وتاه في طريقه إن النجاح الفاشل يكمن في التركيز على جانب على حساب جانب آخر كتقديم العمل على تربية اﻷبناء و تقديم المهم على اﻷهم كتقديم الدنيا على الدين إن النجاح الفاشل يشعرك باﻻنتصار والسعادة العاجلة ولكن نتائجه وعواقبه تكلف الكثير وجاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن ﻷهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.
فإذا توازن في الطلب وأعطى من وقته وماله وجهده لربه ولنفسه ولعقله ولجسده وﻷهله ولعﻼقاته ولماله وﻷهدافه ولعمله ... سار باتزان تدفعه العزيمة وتصحبه اﻷخﻼق ويرافقه اﻷمل ويرشده الدين وسقف الطموح ﻻ حد له ... وسراب النجاح ﻻ انتهاء إليه ... فعلينا أن نختار ما يكفينا منه وأن نتوازن في طلبه وأن نعطي بقية حياتنا حقها فلﻸهل وقت وللصحة نصيب وللدين أولوية وللنفس خلوة
دمتم في رعاية الله وحفظه
ولاتحرمونا الردود
اتصل بي أحد اﻷثرياء وطلب مني لقاء خاصاً لﻼستشارة في أمر يخصه ، رحبت به واتفقنا على موعد يناسب الطرفان ، ظننت أننا سنلتقي في إحدى شركاته أو في مكتب اﻹدارة العامة أو في بيته ولكنه طلب مني أن نلتقي في كوفي شوب صغير في حي متواضع ...
حضرت إلى هناك والتقينا وتجاذبنا الحديث ثم قال لي لعلك تستغرب وجودنا في هذا المكان قلت : نعم نوعاً ما فهناك ما هو أفضل وأقرب فقال لي أردت أن أريك قاعة اﻷفراح تلك ( وأشار بيده ) فقد حضرت فيها أنا وزوجت
ي زواجاً ﻷحد اﻷقارب قبل قرابة اثنتي عشرة سنة ، فﻼزلت أتذكر ذلك الزواج ﻷنني أوقفت سيارتي بعيداً عن القاعة حتى ﻻ يراني أحد فقد كانت سيارتي دادسون قديمة مهترية وكانت حالتي المادية ﻻ تسر صديقاً ، ثم سكت وعم الصمت الجلسة ، ثم قال قبل اثنتي عشر سنة كنت ﻻ أملك سوى ذلك الدادسون واﻵن وقبل نصف ساعة ربحت صفقة بأحد عشر مليون ريال ...
والحمد لله .... الكل يغبطني على نجاحاتي .... ولكن يا ياسر كنت قبل اثنتي عشرة سنة أحدّث نفسي بالجهاد في سبيل الله واﻵن أنا ...... ﻻ أدفع زكاة أموالي ... فأي نجاح أغبط عليه .... كنت رجﻼ مستقيما أصلي في وقتها وأساعد المحتاج وأرجو رحمة ربي ... أما اﻵن فقد أشغلتني اﻷرزاق عن الرزاق جل جﻼله ... فأي نجاح أغبط عليه .... كانت عﻼقاتي صادقة ومستمرة ﻻ تذبل وﻻ تجف ﻷنها تسقى بماء الحب والمودة... أما اﻵن فهي تذبل عندما ﻻ أبذل ﻷنها سقيت بماء المصالح والحاجات .... و أصبح المشروع ﻻ الشعور هو ما يربطني بمن حولي .... فأي نجاح أغبط عليه ... ثم سكت ونظر إلي وقال أعد إليّ حياتي وخذ نصف ما أملك ... وأعد عليّ إيماني وخذ مني كل شيء ... هذا ما حدث في تلك الليلة .. ولست والله ممن ينسج القصص ليستميل بها القلوب ولكنها الدنيا تصيح بملء فيها لمن فيها : (*مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)
إن التلهف على المال والرفاهية والبحث عن الصيت والشهرة والسعي وراء المكانة والشرف جعل البعض منا يضحّي بالكثير من أجل القليل ... ويقدم الفاني على الباقي .... وربما خسر الصحة ﻷجل المال ونسف العﻼقات ﻷجل المنصب وهدم مبادئه ﻷجل أهدافه إن السعي إلى النجاح عبر عجلة غير متوازنة تجعل المسير عسير .. فإن استمر في السير رغم عدم توازنها اضطربت مركبة حياته وتبعثرت أولوياته وانحرف مساره وتاه في طريقه إن النجاح الفاشل يكمن في التركيز على جانب على حساب جانب آخر كتقديم العمل على تربية اﻷبناء و تقديم المهم على اﻷهم كتقديم الدنيا على الدين إن النجاح الفاشل يشعرك باﻻنتصار والسعادة العاجلة ولكن نتائجه وعواقبه تكلف الكثير وجاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:*إن لربك عليك حقا، وإن لبدنك عليك حقا، وإن ﻷهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه.
فإذا توازن في الطلب وأعطى من وقته وماله وجهده لربه ولنفسه ولعقله ولجسده وﻷهله ولعﻼقاته ولماله وﻷهدافه ولعمله ... سار باتزان تدفعه العزيمة وتصحبه اﻷخﻼق ويرافقه اﻷمل ويرشده الدين وسقف الطموح ﻻ حد له ... وسراب النجاح ﻻ انتهاء إليه ... فعلينا أن نختار ما يكفينا منه وأن نتوازن في طلبه وأن نعطي بقية حياتنا حقها فلﻸهل وقت وللصحة نصيب وللدين أولوية وللنفس خلوة
دمتم في رعاية الله وحفظه
ولاتحرمونا الردود