- إنضم
- 24 مارس 2023
- المشاركات
- 685
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
المعنى الابداعى فى شعر رضا امبابى
الشاعر رضا إمبابى شاعر من مواليد برما بمحافظة الغربية فى مصر وهو يعمل معلما للغة الانجليزية وهو شاعر موضوعه المفضل هو الطفولة وقد فاز بإحدى جوائز مسابقة الشارقة لأدب الطفل
والشعراء عندما يؤلفون قصائدهم فهم يستخدمون نوعين من التعبيرات :
الأول هو :
التعبير المباشر عن المقصود فيعبرون عن مشاكلهم ومشاعرهم وأحداث واقعهم البشرى دون تورية
الثانى:
التعبير غير المباشر عن المعنى وهو استخدام التخيلات عن الحيوانات والطيور والنباتات والجمادات لايصال معنى بشرى للقارىء
وشاعرنا الرقيق شاعر الأطفال استخدم كلا النوعين فى التعبير عن الموضوعات المختلفة فنجده فى قصيدة كرسى العجلات يستخدم اللغة المباشرة فى التعبير عن مأساة الطفل المقعد حيث قال :
كرسيّ العجلاتِ مضى
جلس عليه الطفلُ رضا
مبتسمــاً بالقلـبِ رضـا
مـا دامَ الرحمـنُ قضـى
بأصـابـــع يـدِهِ حرَّكــهُ
كيـف لأحـدٍ أنْ يُدركـَـهُ
لا يحتـاجُ لِمَن يصحبُـه
كي يدفعـَـه أو يمسكـَـهُ
وعلى سَيْر ليس بقادرْ
نِعمَ الطفلُ المرحُ الصابرْ
جسـدٌ قد أضحى ببـلاءٍ
لكـنْ سيكافــحُ ويُـثابـرْ
لـَم يحسدْ إنساناً يجري
هو يؤمـنُ حقـَّـاً بالقـَدر
يوقـنُ أنَّ اللـــهَ حكيــمٌ
ورحيـــمٌ جـداً بالبشـــر
أفكارٌ فـي الذهـن تدورْ
تملأ قلـبَ رضا بالنـورْ
في الجنةِ يمشي ويطير
بجناحات بيـن قصــورْ."
ونجده يفعل نفس الشىء فى قصيدة كيف الستة قد تتحول وهى قصيدة تتحدث عن التجريب فى التعليم حيث قال :
"طفلٌ قد وَجَد على صخر
كلماتٍ :خذ منى درسـا
فثلاثـة ضـربُ الاثنيـن
فى الحل ستعطينا خمسة..!
قـد أخـذ يفكــر ويفكـــر
ويعيـد حسابـاً من أوَّلْ
يتعجـب ويعــود ويُنكـر
كيف الستة قد تتحــولْ..؟!
بعد زمان طـالَ وطـالْ
لمعت عين الطفل وقالْ:
تعب العقل من التفكيـر
هذا الأمــر لجد مُحــالْ
قد أمسك جزءاً من حجر
ومضى ينحِت فوق الصخر
أخـذ يُعَدِّل فـى الأرقــام
ليُصحح مـن هذا الأمـر
ثـُم مضى يكتب..يا هذا
هىَ ستة..لا ليست خمسة
وسأثق بعلمى وبنفسى
إنى قد أدركـت الدرسـا.."
ونجده فى قصيدة ما أجملك يستخدم الطيور للتعبير عن مشكلة الجمال البشرى من خلال حديث الغراب والطاووس وينتهى إلى أن جمال البشر هو رضا النفوس وطاعتها لمن خلقها حيث يقول :
نظـر الغـرابُ للون طاووس دنـا
ومضى يقـولُ بغبطةٍ: ما أجملـَكْ..!
هل أنت مِن جنس الطيـور كمِثلنا
أم أنـت مِـن بيـن الملائـكِ والمَلكْ
قـد نلتَ فيضـاً مِن جَمـال ساحــر
كيـف الجَمـالُ إذنْ صديقـي يُمتلكْ..؟
فأجابــهُ: هـو نعمـــة مِـن ربِّنـــا
مَن قد برى كلَّ الوجـودِ وقـد مَلكْ
ولكلِّ نفـس فـي الحيـاةِ جمالـُهــا
فانظـر لعقلكِ يا أخـي..مـا أعقلـَك..!
خيرُ الجمال رضا النفوس وطاعة
مَن لم يذقْ هـذا الجمـالَ فقـد هَلكْ.
ونجده يفعل الشىء نفسه فى قصيدة الغزال فى الغابة وهو تعبير عن التربية المرفهة للبعض الذى يظن أنه محور الكون وأنه ليس بحاجة للغير ولكنه سيصحو يوما على أنه محتاج لغيره وأنه محتاج لمن يرحمه فى وقت الشدة :
بوَسْـطِ الغابــةِ الكبــرى
غـــزالٌ وُلـد بالأمـس
وفتـَّـح عينــه اليسـرى
أحسَّ بلسعة الشمس
رأى وجهــــا يُهـدهــدهُ
بقلــب دافــئٍ حانـــى
أنـا يــا مهجتــى أمـــكْ
وأنت جميـع أوطانـى
وكـان صغيـرنـا ينمــو
جميل الشكـل واللونِ
ويقضى اليوم منعـزلاً
ولا يحــتــاج للعـــونِ
وظـلَّ غـزالنــا يطــوي
مروج السهل فى الغابــة
يظـــن بـأنــــه الأذكــى
وليس يطيق أصحابه
وفى يوم صحت شمسٌ
وأرض السهل خلابة
أتــى الصيـــاد مختبئــاً
رمى بالسهم فأصابهْ..!
وعاد جريحنــا يهـــوِي
يُغــطى ظهــرَه الــدمُّ
صغيـرٌ يحضـن الأرضَ
وتـبـكــى عـنــده الأمُّ
وجـاء الكـلُّ فـى عَجَـلٍ
بقلـبٍ مِلـؤه الرحمــة
فهــذا يمسـح الرأســـا
وهـذا ينـزع السهـمـا
وهــذا يجلـب العُشبــا
وهـذا يحضــر المـاءَ
وآخَــر ينـثــر الحُـبَّــا
فحُــبٌ يُذهـــب الــداءَ
أفــاق صغيرُنا يرنــو
رأى كلاً قــد ابتسمـــا
تبسم ضاحكاً ووَعى
دروس الأمسِ والحِكَمـا
ونجد أن شاعرنا الرقيق شاعر الطفولة يتناول فى شعره مشاكل الطفولة مثل مشكلة الطفل المقعد الذى يجلس على كرسى العجلات وأوضح أن هذا الطفل لابد أن يربى على رضا النفس بالقضاء كما فى قوله :
كرسيّ العجلاتِ مضى
جلس عليه الطفلُ رضا
مبتسمــاً بالقلـبِ رضـا
مـا دامَ الرحمـنُ قضـى
وأن يربى على الصبر والكفاح بدلا من الاستكانة إلى اعاقته كما فى قوله :
نِعمَ الطفلُ المرحُ الصابرْ
جسـدٌ قد أضحى ببـلاءٍ
لكـنْ سيكافــحُ ويُـثابـرْ
ويناقش فى قصيدة ولو حاصرتكم جبال الجليد مشكلة الطفل المغترب فى الغرب مع أسرته حيث يشعره الغير أنه شىء مختلف فى دنيا مختلفة مع كون الأرض واحدة والسماء واحدة والبشر واحد ولكن نفوس التعصب تحب اشعار الغير بالنقص وأنه مكروه لمجرد اختلاف دين الأبوين حيث قال:
"إلى كل طفـلٍ بقُطـرٍ بعيـدْ
إليكمْ سأهـدى هذا النشيـدْ
فأنتـم بقلبى وأنتـم بعقلـى
وأنتم ضيـاءٌ لفجـرٍ جديـدْ
فلا تشعروا إخوتى باغتـرابْ
فنفس السماء ونفس الترابْ
وإنْ جاء يومٌ وقـد ضيَّقـوا
عليكـمْ حيــاةً فلا تقلقـوا"
بالطبع مشكلة الاغتراب يعانيهاالمسلم من الكل المخالف دون غيره فى بلاد الغرب والشرق وهى نتيجة أحقاد قرون متطاولة خاصة فى الغرب ونجد أن هذا المشكلة ظاهرة فى فرنسا من نصف قرن مع أن من حرروا فرنسا بقيادة ديجول كانوا معظمهم يحملون أسماء المسلمين من الجزائر والسنغال وسواهم وهو ما اعترف به ديجول فيما كتب ولكن أشباه الرجال كماكرون وساركوزى الذى حاول مضايقة أطفال المسلمين بالذات عندما كان وزيرا للتعليم من نصف قرن من خلال قرارات منع الخمار وهو ما يسمونه بالحجاب فى المدارس مع أن الجمهورية علمانية وفى أصلها صليبية لا تنحاز ضد دين ولكن القرارات كانت للمسلمين فقط دون غيرهم وما زال أسلافه من وزراء ورؤساء يكررون نفس الخطأ مع ان كنائسهم ومتاحفهم تمتلىء بصورة العذراء مريم وهى تلبسه ومع انهم لا يحرمون على الراهبات هذا الزى فى مدارس الراهبات
ونجد فى قصيدة الستة قد تتحول يناقش مشكلة تعليمية فى جدول الضرب من خلال تجريب الحلول بدلا من حفظ الجدول وهى مشكلة تواجه المعلمين والرجل واحد منهم ولكنه ليس معلم رياضيات وإنما معلم لغة انجليزية
وربما لبعض الأدباء مشاكل مع الرياضيات منها مشكلة ناقشها المسرحى السويدى أوجست ستريند برغ فى مسرحية حلم وهى مشكلة أن جدول الضرب غير مستقيم فى مسائل 1×1=1 و2×2=4 و3×3=9 .. فالمسألة الأولى خارج معنى الضرب وهو الجمع المتكرر فالمفروض أن1×1=2 وليس 1×1=1 وقد ناقشها ستريند برج فى المسرحية من خلال شخصية الناظر
ونجده في قصيدة عصفور فضى اللون يناقش من خلال الطيور مشكلة بشرية وهى ظن بعض الناس أنهم الأقوى في الكون أو في الأرض ثم يتفاجئون بأن لا حول لهم ولا قوة أمام الكوارث التى تضربهم كالريح العاتية والفيضانات والزلازل والأمراض
يقول شاعرنا :
حلَّـق فـى الآفـــاق بيــومْ
عصفــورٌ فضىُّ اللـونْ
وعلا جــداَ..نظــرَ فقـــالَ
إنِّى أملك هـذا الكـــونْ
فسبـاع الغابــة بالأسفــل
والكلُّ صغيـرٌ وضئيــلْ
والأشجار الكبرى صارت
تٌشبه غصناً ليس يميلْ
مَنْ يُمسك بى..مَنْ يلحقنى؟
من يصل إلىَّ ويسبقنى؟
من يجرؤ أن يعلـوَ فوقى؟
الريــح فقـط ستعانقنى
ومضـى يختــار وفـى التـوِّ
لقباً فى الأسماع يُدوِّى
هـل يصبـح ملكَ الآفـــاقِ
أم يصبـح سلطانَ الجوِّ
وهو غريـقٌ فـى التفكيــرْ
سمع الطائر صوتَ زئيرْ
فإذا صقـرٌ شـرسٌ جـارحْ
جـاء ليفتك بالعصفــورْ
هرب العصفورُ وفى قلبهْ
فزعٌ..هلعٌ..رعبٌ..خوفُ
وتوارى فى العش سريعاَ
ظلَّ لسـاعـاتٍ يرتجـفُ
هـدأ الروع فجلـس يُفكــر
قــال فـإنَّ الأمــرَ جلىّ
ما أنا وسْط الكون الواسع
إلَّا عصفـــــــورٌ فضىُّ
والنتيجة في أخر القصيدة هو أن على الإنسان أن يقنع نفسه بأنه ليس مالكا للكون وأن سواه من المخلوقات ليست ملك يمينه في كل الأحوال فهو له دوره وهم لهم دورهم كل لا يتخطى حدوده
ونجده في قصيدة القدس أسير يناقش مشكلة التعود على حياة الخمول وهى حياة الأسر وهى الحالة التى وضعها كبار العالم لبقية الناس أن يحيوا كالحيوانات يطيعون وينفذون ولا يثورون طالما يقدم لهم الطعام والشراب وهو يقدم المشكلة من خلال قفص الطيور الذى فتح للطير للخروج ومع هذا ظل الطير داخل القفص لا يريد حريته يريد الحياة حبيسا
بالطبع خرج القليل من أهل فلسطين من القفص ورفعوا السلاح في وجه الغاصب المحتل دفاعا عن أنفسهم وعن غيرهم ولكن البقية ما زالت داخل القفص ترجو السلام مع أنه لا سلام لهم فالكل يعانى الحر والأسير معا
يقول شاعرنا :
يومـاً جلسَ الطفـلُ سميرْ يتأمَّـلُ قفصَ عصافيــرْ
خاطـبَ ذاكَ الطيْـرَ وقـال: طيْري..إنَّ الأسرَ مريرْ
فمِـنَ اليـوم ستحـيـا حُـرَّاً في أفـق رحـبٍ وكبيـرْ
تلهو فوق غصون الشجر وتحلـِّقُ بجـوار غـديــرْ
فاخرج واهنأ..وامرح وافرح واملأ كلَّ الكون صفيــرْ
فـتـحَ البـابَ وياللعـجـــبِ ظـَلَّ الطـيـــرُ بلا تغييــرْ
يقـفُ وينظـرُ دونَ حِراكٍ يُشبـهُ مَن لِلمَوتِ يَسيـرْ
راح سميــرُ ينـادي أبــاهُ: أبتـي إنَّ الأمــرَ خطيــرْ
قـد أطلقـتُ الطيـرَ ولكـنْ يأبـَى أنْ يمضي ويطيـرْ
قال: صغيري..طولُ الحبـس ِ قد أرضـاهُ بمِثل مَصيـرْ
أخشـى أنْ نعتــادَ الأســرَ نألفـــهُ دونَ التفكـيـــــرْ
إيَّـاكَ صغيــري فـي يـوم تنسى أنَّ القدسَ أسيـــرْ
وفى قصيدة أخرى يبدو ظاهرها معبرا عن معاناة الآلاف من أطفال فلسطين يعبر شاعرنا عن أن كثرة الظلم ستجعل أطفال فلسطين يحلمون ويكبرون ويحققون العدل المفقود
يقول شاعرنا :
فيومـاً سيَكبـُـر هـذا الغـــلامْ
ويغدو كرمح بقلـب العِـدا
يُجاهد مثل الصِّحاب الكِـرامْ
ويُنقذ أقصى بـه استنجـدا
ويغسـل عـاراً بثـوب الأنـامْ
ويَنفـُض ذلاً طويـلَ المدى
ويمضـى بقرآنـــهِ للأمــــامْ
يُحـرر شعبـاً قـد استـُعبـِدا
وإنْ مَـدَّ يومـاً يـداً للســـلامْ
يكون هـو القاهـرَ السيِّـدا
فيـا مَنْ ظننتم بنـا الانعــدامْ
وأنَّ الظـلامَ غـدا سرمــدا
وأنـَّا عقدنا عُرَى الانهــزامْ
ونحيا سُكارى وننسى الغدا
فيومـاً سيَكبُــر هـذا الغــلامْ
ويغدو كرمح بقلب العِـدا"
وفى قصيدة رقيقة أخرى حوارية بين الأطفال يعبر عما في الدنيا الكبار حيث يريد كبار العالم اقتسامه ونهب ثرواته دون مراعاة لعدالة الوجود وأنه لا ينفع أبدا أن يأخذ كل منهم ما يريد لأن الأرض ستخرب في النهاية ولن تفيد لا غنى نهب الثروات ولا فقير
يقول شاعرنا :
عادل وحســامٌ وهشــامْ
قد خرجوا والناسُ نِيامْ
يروون زهوراً زرعوها
بصبــاح حُلــو بسَّــامْ
هـذا صبـــحٌ عــمَّ شـذاه
مـا أجملـَــه مـا أحـــلاه
ما أعـذب طيره وسمـاه
بينهـــمُ قــد دار كــــلامْ
حسام:
إنَّ الصبـح بـه فرحتنــا
أصحابى هذى فرصتنـا
نأخــذهُ نحــن ثلاثـتـنــا
نملكـــه عَـبْــر الأيـَّــامْ..!
عادل:
هــذا أمــرٌ لا أفـهــمـــهُ
كيف صديقى سنـُقسِّمهُ؟
حسام:
كــلٌّ منـَّـا يأخــذ جــزءاً
فلتبدأ فى الحال..هشام
هشام:
حسناً..أنا أهوى الأزهـارْ
فستصبح لى والأشجارْ
أسقيهــا فى كـل نـهــارْ
وأعيـش بدنيـا الأحـلامْ
عادل:
وأنا اعشق هذا الطيْــر
سيكـون نصيبى لا غيْـر
وبقيـَّـة صُبح..لا ضيْـر
أنْ تأخذهـا أنت حســامْ
حسام:
حسناً..ستظل لىَ الشمـسْ
وفراشاتٌ تهمس همسْ
وهواءٌ يسرى فى النفـسْ
فيزيل عنــاء الأجســامْ
عادل:
مهلاً..كيف سيحيى طيري
مِنْ دون هواءٍ أو شجر
هيـَّـا لنفـكـِّـــر بالأمــــر
مِن غير صُراخ وخصامْ
هشام:
والأزهــار بلا استثنـاء
كيف تعيش بدون ضياء
فبنور الشمس الوضَّاء
تصحو أزهاري وتنــامْ
حسام:
وفراشاتى هـل تنتشــرُ
أو تلهو إنْ مُنِـعَ الزهـرُ
يا أصحـابى هـذا الأمـرُ
يأخذنــا لجديــدِ كــــلامْ:
الثلاثة:
ذاك صباحٌ ليس يُقـَسَّمْ
هو مِلكٌ للــــه الأعظــمْ
وعلى الخلق به قد أنعـمْ
فلنفرحْ ونعِـشْ بســلامْ
الشاعر رضا إمبابى شاعر من مواليد برما بمحافظة الغربية فى مصر وهو يعمل معلما للغة الانجليزية وهو شاعر موضوعه المفضل هو الطفولة وقد فاز بإحدى جوائز مسابقة الشارقة لأدب الطفل
والشعراء عندما يؤلفون قصائدهم فهم يستخدمون نوعين من التعبيرات :
الأول هو :
التعبير المباشر عن المقصود فيعبرون عن مشاكلهم ومشاعرهم وأحداث واقعهم البشرى دون تورية
الثانى:
التعبير غير المباشر عن المعنى وهو استخدام التخيلات عن الحيوانات والطيور والنباتات والجمادات لايصال معنى بشرى للقارىء
وشاعرنا الرقيق شاعر الأطفال استخدم كلا النوعين فى التعبير عن الموضوعات المختلفة فنجده فى قصيدة كرسى العجلات يستخدم اللغة المباشرة فى التعبير عن مأساة الطفل المقعد حيث قال :
كرسيّ العجلاتِ مضى
جلس عليه الطفلُ رضا
مبتسمــاً بالقلـبِ رضـا
مـا دامَ الرحمـنُ قضـى
بأصـابـــع يـدِهِ حرَّكــهُ
كيـف لأحـدٍ أنْ يُدركـَـهُ
لا يحتـاجُ لِمَن يصحبُـه
كي يدفعـَـه أو يمسكـَـهُ
وعلى سَيْر ليس بقادرْ
نِعمَ الطفلُ المرحُ الصابرْ
جسـدٌ قد أضحى ببـلاءٍ
لكـنْ سيكافــحُ ويُـثابـرْ
لـَم يحسدْ إنساناً يجري
هو يؤمـنُ حقـَّـاً بالقـَدر
يوقـنُ أنَّ اللـــهَ حكيــمٌ
ورحيـــمٌ جـداً بالبشـــر
أفكارٌ فـي الذهـن تدورْ
تملأ قلـبَ رضا بالنـورْ
في الجنةِ يمشي ويطير
بجناحات بيـن قصــورْ."
ونجده يفعل نفس الشىء فى قصيدة كيف الستة قد تتحول وهى قصيدة تتحدث عن التجريب فى التعليم حيث قال :
"طفلٌ قد وَجَد على صخر
كلماتٍ :خذ منى درسـا
فثلاثـة ضـربُ الاثنيـن
فى الحل ستعطينا خمسة..!
قـد أخـذ يفكــر ويفكـــر
ويعيـد حسابـاً من أوَّلْ
يتعجـب ويعــود ويُنكـر
كيف الستة قد تتحــولْ..؟!
بعد زمان طـالَ وطـالْ
لمعت عين الطفل وقالْ:
تعب العقل من التفكيـر
هذا الأمــر لجد مُحــالْ
قد أمسك جزءاً من حجر
ومضى ينحِت فوق الصخر
أخـذ يُعَدِّل فـى الأرقــام
ليُصحح مـن هذا الأمـر
ثـُم مضى يكتب..يا هذا
هىَ ستة..لا ليست خمسة
وسأثق بعلمى وبنفسى
إنى قد أدركـت الدرسـا.."
ونجده فى قصيدة ما أجملك يستخدم الطيور للتعبير عن مشكلة الجمال البشرى من خلال حديث الغراب والطاووس وينتهى إلى أن جمال البشر هو رضا النفوس وطاعتها لمن خلقها حيث يقول :
نظـر الغـرابُ للون طاووس دنـا
ومضى يقـولُ بغبطةٍ: ما أجملـَكْ..!
هل أنت مِن جنس الطيـور كمِثلنا
أم أنـت مِـن بيـن الملائـكِ والمَلكْ
قـد نلتَ فيضـاً مِن جَمـال ساحــر
كيـف الجَمـالُ إذنْ صديقـي يُمتلكْ..؟
فأجابــهُ: هـو نعمـــة مِـن ربِّنـــا
مَن قد برى كلَّ الوجـودِ وقـد مَلكْ
ولكلِّ نفـس فـي الحيـاةِ جمالـُهــا
فانظـر لعقلكِ يا أخـي..مـا أعقلـَك..!
خيرُ الجمال رضا النفوس وطاعة
مَن لم يذقْ هـذا الجمـالَ فقـد هَلكْ.
ونجده يفعل الشىء نفسه فى قصيدة الغزال فى الغابة وهو تعبير عن التربية المرفهة للبعض الذى يظن أنه محور الكون وأنه ليس بحاجة للغير ولكنه سيصحو يوما على أنه محتاج لغيره وأنه محتاج لمن يرحمه فى وقت الشدة :
بوَسْـطِ الغابــةِ الكبــرى
غـــزالٌ وُلـد بالأمـس
وفتـَّـح عينــه اليسـرى
أحسَّ بلسعة الشمس
رأى وجهــــا يُهـدهــدهُ
بقلــب دافــئٍ حانـــى
أنـا يــا مهجتــى أمـــكْ
وأنت جميـع أوطانـى
وكـان صغيـرنـا ينمــو
جميل الشكـل واللونِ
ويقضى اليوم منعـزلاً
ولا يحــتــاج للعـــونِ
وظـلَّ غـزالنــا يطــوي
مروج السهل فى الغابــة
يظـــن بـأنــــه الأذكــى
وليس يطيق أصحابه
وفى يوم صحت شمسٌ
وأرض السهل خلابة
أتــى الصيـــاد مختبئــاً
رمى بالسهم فأصابهْ..!
وعاد جريحنــا يهـــوِي
يُغــطى ظهــرَه الــدمُّ
صغيـرٌ يحضـن الأرضَ
وتـبـكــى عـنــده الأمُّ
وجـاء الكـلُّ فـى عَجَـلٍ
بقلـبٍ مِلـؤه الرحمــة
فهــذا يمسـح الرأســـا
وهـذا ينـزع السهـمـا
وهــذا يجلـب العُشبــا
وهـذا يحضــر المـاءَ
وآخَــر ينـثــر الحُـبَّــا
فحُــبٌ يُذهـــب الــداءَ
أفــاق صغيرُنا يرنــو
رأى كلاً قــد ابتسمـــا
تبسم ضاحكاً ووَعى
دروس الأمسِ والحِكَمـا
ونجد أن شاعرنا الرقيق شاعر الطفولة يتناول فى شعره مشاكل الطفولة مثل مشكلة الطفل المقعد الذى يجلس على كرسى العجلات وأوضح أن هذا الطفل لابد أن يربى على رضا النفس بالقضاء كما فى قوله :
كرسيّ العجلاتِ مضى
جلس عليه الطفلُ رضا
مبتسمــاً بالقلـبِ رضـا
مـا دامَ الرحمـنُ قضـى
وأن يربى على الصبر والكفاح بدلا من الاستكانة إلى اعاقته كما فى قوله :
نِعمَ الطفلُ المرحُ الصابرْ
جسـدٌ قد أضحى ببـلاءٍ
لكـنْ سيكافــحُ ويُـثابـرْ
ويناقش فى قصيدة ولو حاصرتكم جبال الجليد مشكلة الطفل المغترب فى الغرب مع أسرته حيث يشعره الغير أنه شىء مختلف فى دنيا مختلفة مع كون الأرض واحدة والسماء واحدة والبشر واحد ولكن نفوس التعصب تحب اشعار الغير بالنقص وأنه مكروه لمجرد اختلاف دين الأبوين حيث قال:
"إلى كل طفـلٍ بقُطـرٍ بعيـدْ
إليكمْ سأهـدى هذا النشيـدْ
فأنتـم بقلبى وأنتـم بعقلـى
وأنتم ضيـاءٌ لفجـرٍ جديـدْ
فلا تشعروا إخوتى باغتـرابْ
فنفس السماء ونفس الترابْ
وإنْ جاء يومٌ وقـد ضيَّقـوا
عليكـمْ حيــاةً فلا تقلقـوا"
بالطبع مشكلة الاغتراب يعانيهاالمسلم من الكل المخالف دون غيره فى بلاد الغرب والشرق وهى نتيجة أحقاد قرون متطاولة خاصة فى الغرب ونجد أن هذا المشكلة ظاهرة فى فرنسا من نصف قرن مع أن من حرروا فرنسا بقيادة ديجول كانوا معظمهم يحملون أسماء المسلمين من الجزائر والسنغال وسواهم وهو ما اعترف به ديجول فيما كتب ولكن أشباه الرجال كماكرون وساركوزى الذى حاول مضايقة أطفال المسلمين بالذات عندما كان وزيرا للتعليم من نصف قرن من خلال قرارات منع الخمار وهو ما يسمونه بالحجاب فى المدارس مع أن الجمهورية علمانية وفى أصلها صليبية لا تنحاز ضد دين ولكن القرارات كانت للمسلمين فقط دون غيرهم وما زال أسلافه من وزراء ورؤساء يكررون نفس الخطأ مع ان كنائسهم ومتاحفهم تمتلىء بصورة العذراء مريم وهى تلبسه ومع انهم لا يحرمون على الراهبات هذا الزى فى مدارس الراهبات
ونجد فى قصيدة الستة قد تتحول يناقش مشكلة تعليمية فى جدول الضرب من خلال تجريب الحلول بدلا من حفظ الجدول وهى مشكلة تواجه المعلمين والرجل واحد منهم ولكنه ليس معلم رياضيات وإنما معلم لغة انجليزية
وربما لبعض الأدباء مشاكل مع الرياضيات منها مشكلة ناقشها المسرحى السويدى أوجست ستريند برغ فى مسرحية حلم وهى مشكلة أن جدول الضرب غير مستقيم فى مسائل 1×1=1 و2×2=4 و3×3=9 .. فالمسألة الأولى خارج معنى الضرب وهو الجمع المتكرر فالمفروض أن1×1=2 وليس 1×1=1 وقد ناقشها ستريند برج فى المسرحية من خلال شخصية الناظر
ونجده في قصيدة عصفور فضى اللون يناقش من خلال الطيور مشكلة بشرية وهى ظن بعض الناس أنهم الأقوى في الكون أو في الأرض ثم يتفاجئون بأن لا حول لهم ولا قوة أمام الكوارث التى تضربهم كالريح العاتية والفيضانات والزلازل والأمراض
يقول شاعرنا :
حلَّـق فـى الآفـــاق بيــومْ
عصفــورٌ فضىُّ اللـونْ
وعلا جــداَ..نظــرَ فقـــالَ
إنِّى أملك هـذا الكـــونْ
فسبـاع الغابــة بالأسفــل
والكلُّ صغيـرٌ وضئيــلْ
والأشجار الكبرى صارت
تٌشبه غصناً ليس يميلْ
مَنْ يُمسك بى..مَنْ يلحقنى؟
من يصل إلىَّ ويسبقنى؟
من يجرؤ أن يعلـوَ فوقى؟
الريــح فقـط ستعانقنى
ومضـى يختــار وفـى التـوِّ
لقباً فى الأسماع يُدوِّى
هـل يصبـح ملكَ الآفـــاقِ
أم يصبـح سلطانَ الجوِّ
وهو غريـقٌ فـى التفكيــرْ
سمع الطائر صوتَ زئيرْ
فإذا صقـرٌ شـرسٌ جـارحْ
جـاء ليفتك بالعصفــورْ
هرب العصفورُ وفى قلبهْ
فزعٌ..هلعٌ..رعبٌ..خوفُ
وتوارى فى العش سريعاَ
ظلَّ لسـاعـاتٍ يرتجـفُ
هـدأ الروع فجلـس يُفكــر
قــال فـإنَّ الأمــرَ جلىّ
ما أنا وسْط الكون الواسع
إلَّا عصفـــــــورٌ فضىُّ
والنتيجة في أخر القصيدة هو أن على الإنسان أن يقنع نفسه بأنه ليس مالكا للكون وأن سواه من المخلوقات ليست ملك يمينه في كل الأحوال فهو له دوره وهم لهم دورهم كل لا يتخطى حدوده
ونجده في قصيدة القدس أسير يناقش مشكلة التعود على حياة الخمول وهى حياة الأسر وهى الحالة التى وضعها كبار العالم لبقية الناس أن يحيوا كالحيوانات يطيعون وينفذون ولا يثورون طالما يقدم لهم الطعام والشراب وهو يقدم المشكلة من خلال قفص الطيور الذى فتح للطير للخروج ومع هذا ظل الطير داخل القفص لا يريد حريته يريد الحياة حبيسا
بالطبع خرج القليل من أهل فلسطين من القفص ورفعوا السلاح في وجه الغاصب المحتل دفاعا عن أنفسهم وعن غيرهم ولكن البقية ما زالت داخل القفص ترجو السلام مع أنه لا سلام لهم فالكل يعانى الحر والأسير معا
يقول شاعرنا :
يومـاً جلسَ الطفـلُ سميرْ يتأمَّـلُ قفصَ عصافيــرْ
خاطـبَ ذاكَ الطيْـرَ وقـال: طيْري..إنَّ الأسرَ مريرْ
فمِـنَ اليـوم ستحـيـا حُـرَّاً في أفـق رحـبٍ وكبيـرْ
تلهو فوق غصون الشجر وتحلـِّقُ بجـوار غـديــرْ
فاخرج واهنأ..وامرح وافرح واملأ كلَّ الكون صفيــرْ
فـتـحَ البـابَ وياللعـجـــبِ ظـَلَّ الطـيـــرُ بلا تغييــرْ
يقـفُ وينظـرُ دونَ حِراكٍ يُشبـهُ مَن لِلمَوتِ يَسيـرْ
راح سميــرُ ينـادي أبــاهُ: أبتـي إنَّ الأمــرَ خطيــرْ
قـد أطلقـتُ الطيـرَ ولكـنْ يأبـَى أنْ يمضي ويطيـرْ
قال: صغيري..طولُ الحبـس ِ قد أرضـاهُ بمِثل مَصيـرْ
أخشـى أنْ نعتــادَ الأســرَ نألفـــهُ دونَ التفكـيـــــرْ
إيَّـاكَ صغيــري فـي يـوم تنسى أنَّ القدسَ أسيـــرْ
وفى قصيدة أخرى يبدو ظاهرها معبرا عن معاناة الآلاف من أطفال فلسطين يعبر شاعرنا عن أن كثرة الظلم ستجعل أطفال فلسطين يحلمون ويكبرون ويحققون العدل المفقود
يقول شاعرنا :
فيومـاً سيَكبـُـر هـذا الغـــلامْ
ويغدو كرمح بقلـب العِـدا
يُجاهد مثل الصِّحاب الكِـرامْ
ويُنقذ أقصى بـه استنجـدا
ويغسـل عـاراً بثـوب الأنـامْ
ويَنفـُض ذلاً طويـلَ المدى
ويمضـى بقرآنـــهِ للأمــــامْ
يُحـرر شعبـاً قـد استـُعبـِدا
وإنْ مَـدَّ يومـاً يـداً للســـلامْ
يكون هـو القاهـرَ السيِّـدا
فيـا مَنْ ظننتم بنـا الانعــدامْ
وأنَّ الظـلامَ غـدا سرمــدا
وأنـَّا عقدنا عُرَى الانهــزامْ
ونحيا سُكارى وننسى الغدا
فيومـاً سيَكبُــر هـذا الغــلامْ
ويغدو كرمح بقلب العِـدا"
وفى قصيدة رقيقة أخرى حوارية بين الأطفال يعبر عما في الدنيا الكبار حيث يريد كبار العالم اقتسامه ونهب ثرواته دون مراعاة لعدالة الوجود وأنه لا ينفع أبدا أن يأخذ كل منهم ما يريد لأن الأرض ستخرب في النهاية ولن تفيد لا غنى نهب الثروات ولا فقير
يقول شاعرنا :
عادل وحســامٌ وهشــامْ
قد خرجوا والناسُ نِيامْ
يروون زهوراً زرعوها
بصبــاح حُلــو بسَّــامْ
هـذا صبـــحٌ عــمَّ شـذاه
مـا أجملـَــه مـا أحـــلاه
ما أعـذب طيره وسمـاه
بينهـــمُ قــد دار كــــلامْ
حسام:
إنَّ الصبـح بـه فرحتنــا
أصحابى هذى فرصتنـا
نأخــذهُ نحــن ثلاثـتـنــا
نملكـــه عَـبْــر الأيـَّــامْ..!
عادل:
هــذا أمــرٌ لا أفـهــمـــهُ
كيف صديقى سنـُقسِّمهُ؟
حسام:
كــلٌّ منـَّـا يأخــذ جــزءاً
فلتبدأ فى الحال..هشام
هشام:
حسناً..أنا أهوى الأزهـارْ
فستصبح لى والأشجارْ
أسقيهــا فى كـل نـهــارْ
وأعيـش بدنيـا الأحـلامْ
عادل:
وأنا اعشق هذا الطيْــر
سيكـون نصيبى لا غيْـر
وبقيـَّـة صُبح..لا ضيْـر
أنْ تأخذهـا أنت حســامْ
حسام:
حسناً..ستظل لىَ الشمـسْ
وفراشاتٌ تهمس همسْ
وهواءٌ يسرى فى النفـسْ
فيزيل عنــاء الأجســامْ
عادل:
مهلاً..كيف سيحيى طيري
مِنْ دون هواءٍ أو شجر
هيـَّـا لنفـكـِّـــر بالأمــــر
مِن غير صُراخ وخصامْ
هشام:
والأزهــار بلا استثنـاء
كيف تعيش بدون ضياء
فبنور الشمس الوضَّاء
تصحو أزهاري وتنــامْ
حسام:
وفراشاتى هـل تنتشــرُ
أو تلهو إنْ مُنِـعَ الزهـرُ
يا أصحـابى هـذا الأمـرُ
يأخذنــا لجديــدِ كــــلامْ:
الثلاثة:
ذاك صباحٌ ليس يُقـَسَّمْ
هو مِلكٌ للــــه الأعظــمْ
وعلى الخلق به قد أنعـمْ
فلنفرحْ ونعِـشْ بســلامْ