الله عليك يا زمن - سعود هلال الحربي

إنضم
19 ديسمبر 2011
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
أصبحنا نعيش متجاورين لا مندمجين فكأن أجسادنا متآلفة وقلوبنا متخالفة

ها نحن نقترب من نهاية عام لنستقبل آخر، نطوي به صفحات العمر، بعد ان سطرنا بها سيرتنا وحياتنا، عناوينها أفراحنا وأتراحنا، آمالنا وآلامنا نجاحاتنا واخفاقاتنا، وبذلك ندور في فلك الزمان ليرسم آثاره على محيانا، والأهم شعورنا بالكبر من شيخوخة الروح والقلب، فنزف مشاعرنا وأحاسيسنا ضاع في زحمة الحياة، ولكن تبقى تلك الصور القابعة في اللاشعور محتجبة عن كل شيء لتبقى اذا فني كل شيء.

بالأمس أتأمل وجهي وأقارنه بما مضى من العمر، حاولت ان أغوص في أعماق ذاتي وأتذكر كيف كنت أفكر وأشعر وأتفاعل، ولكن هيهات ثم هيهات ان أقتحم سجون نفسي بحثا عن نفسي في وقت وحياة أصبحت المشاعر والأحاسيس من تراث الماضي، وفي عالم ذابت جوانبه الانسانية الجمعية في الفردية والانكفاء وأصبحنا نعيش متجاورين لا مندمجين فكأن أجسادنا متآلفة وقلوبنا متخالفة.
الله عليك يازمن، حيث كنا في سباق معك، نحاول ان نصل قبل دورانك وأوان أعمارنا وما قدر لنا من عيش وحياة، كنا نحلم ونحلم وفورة الشباب وحب الحياة تحركنا وتدفعنا متناسين الواقع والمنطق، ولم نعلم أننا سنصل الى مرحلة الضياع والخوف من كل شيء ليزحف بذلك قلق الوجود على أرواحنا المتعبة ونصبح أسرى للوقت العبثي ومتاهات الأفكار، ونصبح بلا أمل.
ان من أكبر مآسينا انتظار قطار النهاية الذي يحملنا معه متجهين للغياب والرحيل النهائي ونصبح ذكرى مرت هنا، أو صورة من صور البشر طبعت على صفحات السنين ثم انتهت، هكذا الدنيا وهذه سنة الحياة فدوام الحال من المحال، والسعيد من كانت ذكراه عطرة ودنياه مزهرة بانسانيته، والشقي من جعل من سيرته وحياته عبئا على الآخرين وفي رحيله ذاب في عالم المجهول بصورة قاتمة غير مأسوف عليها.

د.سعود هلال الحربي

القبس

كلام جميل يصف شعوري كما يصف شعوره

ادميت قلبي