- إنضم
- 3 سبتمبر 2010
- المشاركات
- 5,654
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
يكتبها فؤاد الهاشم «الجرياوي»
.. عام 1952 لامس راس مولود اسمه «فؤاد» أرض.. «جرية»!!
«مسقط الرأس» تبعد ثلاثمائة وخمسين كيلو مترا شمال شرق الرياض!!
اسمها الكويتي «جرية» والسعودي.. «قرية» بها قمح و.. ماء!!
«الداية» المصرية قالت.. «إيه رأيك يكون اسمه.. أحمد فؤاد»؟!!
حفيد السعودي «بن الدويش» صار صديقاً لابن الكويتي «بن هاشم»!!
.. «وفرتكم» مليئة بالذباب.. و«جريتي» كالحسناء المغتسلة!
.. البداية!
.. قبل حوالي شهر ونصف.. «هاج» بي الشوق إلى.. «مسقط الرأس»! وأين يقع هذا؟! ينطقها الكويتيون «جرية»، ويقولها السعوديون بـ«القاف»- أي «قرية»- هي الآن «محافظة بشمال شرق الرياض» وبمسافة تصل إلى ثلاثمائة وخمسين كيلومترا، ومن مدينة «الدمام»- شمالاً- بمسافة ثلاثمائة وعشرين كيلو مترا، ومن الحدود الكويتية –السعودية بمسافة لا تزيد على مائة وخمسين كيلومتراً!! إدارياً هي تتبع-أقصد «مسقط الرأس»- إمارة المنطقة الشرقية!
أصل.. الحكاية!
.. قبل واحد وستين عاما- بالتمام والكمال- قرر المغفور له-بإذنه تعالى – والدي التوجه مع عدد من الكويتيين- «عددهم حوالي33»- للعمل في موانئ المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية استجابة لطلب من المغفور له –بإذنه تعالى- الملك المؤسس «عبدالعزيز بن سعود» وكان من بينهم المرحوم مبارك الحساوي والمرحوم العبدالمغني والمرحوم عبداللطيف النصف والد الزميل سامي والمرحوم ياسين الغربللي وآخرون لا اتذكر اسماءهم الان وأتمنى لو يبعث لي أولادهم بأي معلومات عنهم لنشرها حفظاً للتراث والتاريخ، وقد أبلغني بالأسماء السابق ذكرها المرحوم خالد الغربللي، وكان واحدا من شخصيات الكويت البارزة وفلاسفتها الساخرين والذي يلخص لك بكلمة واحدة وضعاً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً تحتاج لاكثر من ألف صفحة فولسكاب حتى.. تشرحه!!
بداية.. المشوار!
.. شُدت الرحال إلى «جرية» - خلال شهر يناير من عام 1950، بواسطة سيارة بريد ذات هيكل خشبي كانت هي «الإير-باص380» لذلك الزمان، تم استئجار منزل هناك علمت بان ملكيته تعود لمواطن سعودي اسمه «عبدالرزاق الصانع»، وقال لي عدد من سكان «جرية» إن الدكتور «ناصر الصانع» -أمين عام حدس أحد اقربائه- وفي هذا المنزل، كان مسقط رأس.. «فؤاد عبدالرحمن عبدالعزيز الهاشم»! أي إنني مولود داخل بيت مرتبط بـ«الحركة الدستورية» وجمعية الاصلاح الاجتماعي في.. الكويت!
***
قدوم أحمد فؤاد!
.. كان ذلك في أحد أيام يوليو1952، و«الداية» التي قامت بعملية الولادة المنزلية من مصر المحروسة وتتبع بعثة طبية مصرية موجودة في الدمام، قالت للوالدة «إن المملكة المصرية رزقت قبل أسابيع بولي عهدها الذي اطلق عليه والده الفاروق اسم أحمد فؤاد»!! ثم اكملت «إيه رأيك يكون اسمه أحمد فؤاد»؟! وافق الوالد، لكن .. بعد شهور، قرر فك الاسم المزدوج- والذي هو عادة مصرية قديمة فحذف «الأحمد» وأبقى على.. «الفؤاد»!.
«النباج»
..«جرية» أصلها مكان بئر عمره 90 سنة، مسكن بقربة أبناء البادية، وتحولت إلى بلدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام1916، كان اسمها –قديماً- «النباج» وقد ذكرها الاصفهاني باسم «الشيط العطشان»، و.. «الشيط الريان»، كانت محطة عبور الحجاج القادمين من البصرة والزبير والبحرين إلى مكة المكرمة، أنشأ بها الملك المؤسس «عبدالعزيز» قصر «عالي» في عام 1936 وافتتحه الأمير سعود- ولي العهد في ذلك الوقت- ليصبح مجمعاً للإدارات الحكومية في «جرية» وهي «المالية والجمارك والشرطة والبريد والجوازات والجنسية»، وكان هذا القصر مكان الدوام الرسمي.. للوالد طيب الله ثراه، ومازال موجوداً إلى اليوم!
محطة المركبات..الفضائية!!
.. اعتقدت ان تلك الدوائر الخضراء العملاقة وسط الصحراء وأنا أدخلها بصحبة الصديق «حسن البصيري» هي نتاج هبوط مركبات فضائية من المريخ كما نشاهد –أحياناً- تلك الاشكال الهندسية – عديمة التفسير- في حقول الذرة أو القمح في بعض دول امريكا اللاتينية، لكنني اكتشفت ان «جرية» ثاني أكبر مصدر للقمح في السعودية وبها اكبر مخزون مياه جوفية في جزيرة العرب!.. هذه هي بلدة ميلادي.. الجميلة!
أهلي وعزوتي.. «الجرياوية»!!
..أهلي وناسي «الجرياوية» استقبلونا بـ..«قوزي وعيش نثري» وكان الواقف على مدخل الشارع الرئيسي الوحيد في «جرية» هو الاخ العزيز «محمد العفتان-بوجراح» الذي يعمل في مركز جمارك منطقة «الرقعي» ثم التقينا بـ«فهد العفتان- أبو عبدالله»، والشيخ ظاهر الحسيني و«معرف بني حسين» في «جرية»، والشيخ «مطلق بن حاكم بن تريحيب الشقير الدويش- أبو فيصل» شيخ أهالي «جرية» ومن أحفاد «هايف بن شقير الدويش» الذي أشرف على بناء.. البلدة وتشاء الصدف الحميدة ان يكون الشيخ «هايف»- جد الشيخ «مطلق»- صديقاً حميمياً للوالد، ولتمتد الصداقة بعدها، من الحفيد السعودي إلى الابن.. الكويتي!
مزارع «جرية».. بلا «ذبان»!!
.. «نما إلى علمي»- ونحن هناك، ان العم العزيز «بدر المخيزيم» رئيس مجلس إدارة بيت التمويل «السابق» قد اشترى مزرعة بطول ستة كيلومترات وعرض كيلو مترين! كذلك، اشترى الاخ العزيز «أيمن بودي»- راعي الماي» مزرعة بنصف المساحة السابقة، فتوجهنا إلى مزرعة العم «بدر» الذي استقبلنا بـ«الدرابيل والحليب والبقصم»، وكان موجودا الدكتور «عبدالله المعتوق» وزير الأوقاف الأسبق الذي لم يشتر مزرعة.. حتى الآن! العم «بدر» أبلغني عن عشقه لمزرعته- القديمة- في منطقة «الوفرة»، لكن «بومشاري»- أيمن بودي- أقنعه بالشراء في «جرية»، فسألته.. «جرية فيها.. ذبان مثل الوفرة»؟! فنفى ذلك بشدة! إنها «جريتي» الحلوة واللامعة- التي تشبه حسناء خرجت للتو من مغطسها وليس مثل «وفرتكم- المتروسة ذبان»!!
زوجة المستقبل!!
.. يفكر الطفل الذي ولد قبل 58 عاماً أن يعود إلى قريته السعودية الجميلة التي غادرها وهو في الرابعة، ليستقر في مزرعة لمزايين الإبل والنعاج، فيشرب حليبها ويتدهن بزبدها، ثم يتزوج جرياوية «غضه بضه» تعيد «الشيخ إلى.. صباه»!
.. عام 1952 لامس راس مولود اسمه «فؤاد» أرض.. «جرية»!!
«مسقط الرأس» تبعد ثلاثمائة وخمسين كيلو مترا شمال شرق الرياض!!
اسمها الكويتي «جرية» والسعودي.. «قرية» بها قمح و.. ماء!!
«الداية» المصرية قالت.. «إيه رأيك يكون اسمه.. أحمد فؤاد»؟!!
حفيد السعودي «بن الدويش» صار صديقاً لابن الكويتي «بن هاشم»!!
.. «وفرتكم» مليئة بالذباب.. و«جريتي» كالحسناء المغتسلة!
.. البداية!
.. قبل حوالي شهر ونصف.. «هاج» بي الشوق إلى.. «مسقط الرأس»! وأين يقع هذا؟! ينطقها الكويتيون «جرية»، ويقولها السعوديون بـ«القاف»- أي «قرية»- هي الآن «محافظة بشمال شرق الرياض» وبمسافة تصل إلى ثلاثمائة وخمسين كيلومترا، ومن مدينة «الدمام»- شمالاً- بمسافة ثلاثمائة وعشرين كيلو مترا، ومن الحدود الكويتية –السعودية بمسافة لا تزيد على مائة وخمسين كيلومتراً!! إدارياً هي تتبع-أقصد «مسقط الرأس»- إمارة المنطقة الشرقية!
أصل.. الحكاية!
.. قبل واحد وستين عاما- بالتمام والكمال- قرر المغفور له-بإذنه تعالى – والدي التوجه مع عدد من الكويتيين- «عددهم حوالي33»- للعمل في موانئ المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية استجابة لطلب من المغفور له –بإذنه تعالى- الملك المؤسس «عبدالعزيز بن سعود» وكان من بينهم المرحوم مبارك الحساوي والمرحوم العبدالمغني والمرحوم عبداللطيف النصف والد الزميل سامي والمرحوم ياسين الغربللي وآخرون لا اتذكر اسماءهم الان وأتمنى لو يبعث لي أولادهم بأي معلومات عنهم لنشرها حفظاً للتراث والتاريخ، وقد أبلغني بالأسماء السابق ذكرها المرحوم خالد الغربللي، وكان واحدا من شخصيات الكويت البارزة وفلاسفتها الساخرين والذي يلخص لك بكلمة واحدة وضعاً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً تحتاج لاكثر من ألف صفحة فولسكاب حتى.. تشرحه!!
بداية.. المشوار!
.. شُدت الرحال إلى «جرية» - خلال شهر يناير من عام 1950، بواسطة سيارة بريد ذات هيكل خشبي كانت هي «الإير-باص380» لذلك الزمان، تم استئجار منزل هناك علمت بان ملكيته تعود لمواطن سعودي اسمه «عبدالرزاق الصانع»، وقال لي عدد من سكان «جرية» إن الدكتور «ناصر الصانع» -أمين عام حدس أحد اقربائه- وفي هذا المنزل، كان مسقط رأس.. «فؤاد عبدالرحمن عبدالعزيز الهاشم»! أي إنني مولود داخل بيت مرتبط بـ«الحركة الدستورية» وجمعية الاصلاح الاجتماعي في.. الكويت!
***
قدوم أحمد فؤاد!
.. كان ذلك في أحد أيام يوليو1952، و«الداية» التي قامت بعملية الولادة المنزلية من مصر المحروسة وتتبع بعثة طبية مصرية موجودة في الدمام، قالت للوالدة «إن المملكة المصرية رزقت قبل أسابيع بولي عهدها الذي اطلق عليه والده الفاروق اسم أحمد فؤاد»!! ثم اكملت «إيه رأيك يكون اسمه أحمد فؤاد»؟! وافق الوالد، لكن .. بعد شهور، قرر فك الاسم المزدوج- والذي هو عادة مصرية قديمة فحذف «الأحمد» وأبقى على.. «الفؤاد»!.
«النباج»
..«جرية» أصلها مكان بئر عمره 90 سنة، مسكن بقربة أبناء البادية، وتحولت إلى بلدة في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام1916، كان اسمها –قديماً- «النباج» وقد ذكرها الاصفهاني باسم «الشيط العطشان»، و.. «الشيط الريان»، كانت محطة عبور الحجاج القادمين من البصرة والزبير والبحرين إلى مكة المكرمة، أنشأ بها الملك المؤسس «عبدالعزيز» قصر «عالي» في عام 1936 وافتتحه الأمير سعود- ولي العهد في ذلك الوقت- ليصبح مجمعاً للإدارات الحكومية في «جرية» وهي «المالية والجمارك والشرطة والبريد والجوازات والجنسية»، وكان هذا القصر مكان الدوام الرسمي.. للوالد طيب الله ثراه، ومازال موجوداً إلى اليوم!
محطة المركبات..الفضائية!!
.. اعتقدت ان تلك الدوائر الخضراء العملاقة وسط الصحراء وأنا أدخلها بصحبة الصديق «حسن البصيري» هي نتاج هبوط مركبات فضائية من المريخ كما نشاهد –أحياناً- تلك الاشكال الهندسية – عديمة التفسير- في حقول الذرة أو القمح في بعض دول امريكا اللاتينية، لكنني اكتشفت ان «جرية» ثاني أكبر مصدر للقمح في السعودية وبها اكبر مخزون مياه جوفية في جزيرة العرب!.. هذه هي بلدة ميلادي.. الجميلة!
أهلي وعزوتي.. «الجرياوية»!!
..أهلي وناسي «الجرياوية» استقبلونا بـ..«قوزي وعيش نثري» وكان الواقف على مدخل الشارع الرئيسي الوحيد في «جرية» هو الاخ العزيز «محمد العفتان-بوجراح» الذي يعمل في مركز جمارك منطقة «الرقعي» ثم التقينا بـ«فهد العفتان- أبو عبدالله»، والشيخ ظاهر الحسيني و«معرف بني حسين» في «جرية»، والشيخ «مطلق بن حاكم بن تريحيب الشقير الدويش- أبو فيصل» شيخ أهالي «جرية» ومن أحفاد «هايف بن شقير الدويش» الذي أشرف على بناء.. البلدة وتشاء الصدف الحميدة ان يكون الشيخ «هايف»- جد الشيخ «مطلق»- صديقاً حميمياً للوالد، ولتمتد الصداقة بعدها، من الحفيد السعودي إلى الابن.. الكويتي!
مزارع «جرية».. بلا «ذبان»!!
.. «نما إلى علمي»- ونحن هناك، ان العم العزيز «بدر المخيزيم» رئيس مجلس إدارة بيت التمويل «السابق» قد اشترى مزرعة بطول ستة كيلومترات وعرض كيلو مترين! كذلك، اشترى الاخ العزيز «أيمن بودي»- راعي الماي» مزرعة بنصف المساحة السابقة، فتوجهنا إلى مزرعة العم «بدر» الذي استقبلنا بـ«الدرابيل والحليب والبقصم»، وكان موجودا الدكتور «عبدالله المعتوق» وزير الأوقاف الأسبق الذي لم يشتر مزرعة.. حتى الآن! العم «بدر» أبلغني عن عشقه لمزرعته- القديمة- في منطقة «الوفرة»، لكن «بومشاري»- أيمن بودي- أقنعه بالشراء في «جرية»، فسألته.. «جرية فيها.. ذبان مثل الوفرة»؟! فنفى ذلك بشدة! إنها «جريتي» الحلوة واللامعة- التي تشبه حسناء خرجت للتو من مغطسها وليس مثل «وفرتكم- المتروسة ذبان»!!
زوجة المستقبل!!
.. يفكر الطفل الذي ولد قبل 58 عاماً أن يعود إلى قريته السعودية الجميلة التي غادرها وهو في الرابعة، ليستقر في مزرعة لمزايين الإبل والنعاج، فيشرب حليبها ويتدهن بزبدها، ثم يتزوج جرياوية «غضه بضه» تعيد «الشيخ إلى.. صباه»!