- إنضم
- 24 يونيو 2015
- المشاركات
- 28,528
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
<span style="color: #31859b;]من مقتضيات الإخلاص عدم رؤية الإنسان لعمله: "حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه"، فإذا رأى المرء عمله هدده العجبُ والرياءُ وأمراضُ القلوب التي تكاد تطيح بالعمل!حينما اختلف الصحابة على الأنفال في غزوة بدر، وقال بعضهم: "نحن الذين قاتلنا"، وقال البعض: "نحن الذين حرسنا المتاع".. فأنزل الله تعالى مما أنزل: "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى". فانظر إلى الآية الكريمة أثبت الله فيها العمل "الرمي" للنبي عليه السلام "إذ رميت" وذلك لغياب رؤية العمل عن النبي ولعلو مقامه وتمام إخلاصه وكمال تجرده، أما الصحابة فقد رأى بعضهم عمله في هذا الموضع - وهم الصحابة الذين هم أفضل جيل عرفته البشرية - فلم ينسب الله لهم عملا "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم" ولم يقل: "ولم تقتلوهم إذ قتلتموهم" كما قال لنبيه "إذ رميت".قال العلماء: كل عمل صالح يحتاج إلى نية، وكل نية تحتاج إلى إخلاص، وكل إخلاص يحتاج إلى صدق، وكل صدق يحتاج إلى صدق: "ليسأل الصادقين عن صدقهم"؛ فإذا كان الصادقون سيسألون عن صدقهم، فماذا عن غيرهم؟