
الصبر ( مرحل من بيت الايجار )
الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما. وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس، وسئل عنه الجنيد فقال: ( هو تجرع المرارة من غير تعبس (
للصبر فضائل كثيرة منها: أن الله يضاعف أجر الصابرين على غيرهم، ويوفيهم أجرهم بغير حساب، فكل عمل يُعرف ثوابه إلا الصبر، قال تعالى: إنَمَا يُوَفَى الصَابِرُونَ أجّرَهُم بِغَيرٍ حِسابٍ [الزمر:10]. وأن الصابرين في معية الله، فهو معهم بهدايته ونصره وفتحه، قال تعالى: إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ [البقرة:153]. قال أبو على الدقاق: ( فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معية (
وأخبر سبحانه عن محبته لأهله فقال: وَاللّهُ يُحِبُ الصّابِرِينَ [آل عمران:146] وفي هذا أعظم ترغيب للراغبين. وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً ذلك باليمين فقال سبحانه: وَلَئِن صَبَرتُم لَهُوَ خَيرٌ لِلصَابِريِنَ [النحل:126]. وجمع الله للصابرين أموراً ثلاثة لم يجمعها لغيرهم وهي: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى: وَبَشّرِ الصّابِرينَ (155) الّذِينَ إذَآ أصَا بَتتهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّآ إلَيهِ راجِعُونَ (156) أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ [البقرة:155-157].
وقال بعض السلف وقد عُزِي على مصيبة وقعت به: ( مالي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال، كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها(
ومنها أيضاً أن الله علق الفلاح في الدنيا والآخرة بالصبر، فقال: يآأيُهَا الّذِينَ ءَامَنُوا اصبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتّقُوا اللّهَ لَعَلَكُم تُفلِحُونَ [آل عمران:200] فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور.
والنفس لا تزكى إلا بالتمحيص، والبلايا تُظهِر الرجال0،) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون( يقول ابن الجوزي رحمه الله من أراد أن تدوم له السلامة والعافية من غير بلاء فما عرف التكليف ولا أدرك التسليم).
إن أنواع الصبر ثلاثة كما قال أهل العلم وهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله.
اولا: صبر على طاعة الله،
فكثير من الناس لايمكنه الانتظار للحظات في المسجد حتى وصول الامام واذا طول الامام في الصلاة قليلا يبدأ في الزهج والتضجر علما بانه يمكن ان يجلس لمشاهدة مباراة بالساعات او يجلس في حفلة الي الصباح والكل يحفظ حديث افتان انت يا معاذ افلا يعلم هؤلاء ان معاذا قد قرأ بسورة البقرة او لايعلمون ايضا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب بالاعراف والصافات احيانا.
ويضجر بعض الناس في رمضان من العمل او من شدة الحر (الا إن سلعة الله غالية الا إن سلعة الله هي الجنة .
ثانيا: صبر عن معصية الله،
إن كنت غير متزوج فعليك بالصيام لتتجنب الزنا وإياك والغش والكذب والخداع اصبر على بيوت الايجار ولا تدخل في الربا لاتطعم ولا تشرب ولا تلبس الا بالحلال اصبر على ضنك العيش ، اصبر على الدخل القليل ما دام حلالا وسيوفقك الله الى ما هو احسن منه.
ثالثا: صبر على أقدار الله
فوطّن نفسك على المصائب قبل وقوعها، ليهن عليك وقعها. ولا تجزع بالمصاب, فللبلايا أمد محدود عند الله، ولا تسخط بالمقال فرب كلمة جرى بها اللسان هلك بها الإنسان, والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه،
وطريق الابتلاء معبر شاق تعب فيه آدم ورمي في النار الخليل وأضجع للذبح إسماعيل وألقي في بطن الحوت يونس وقاسى الضر أيوب وبيع بثمن بخس يوسف وألقي في الجب إفكاً وفي السجن ظلماً وعالج أنواع الأذى نبينا محمد r, وأنت على سنة الابتلاء سائر والدنيا لم تصف لأحد ولو نال منها ما عساه أن ينال .
يقول المصطفى r: " من يرد الله به خيراً يصب منه" رواه البخاري .
نسأل الله ان يجعلنا من الصابرين