الستر فى دين الله

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
849
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الستر فى دين الله
ستر جذر من الجذور النادر ذكر مشتقاتها فيما بين أيدينا من كتاب الله فلم يذكر إلا كلمات:
سترا ومستورا وتستترون فى المصحف
وأما كلمات جذر فى استعمالنا اليومى فهى متعددة منها :
الستر وهو يقصد به أمور متعددة :
الأول ستر الذنوب والخطايا وهو نفس معنى اعف عنا وكفر عنا سيئاتنا وهو:
ألا يعاقبنا الله على ما عملنا من ذنوب تبنا منها إليه
وهو معنى مباح
الثانى ستر جثة الميت وهو المقصود بدعاء :
واسترنا تحت الأرض
الثالث الستر من الفضيحة وهو ما يقال أن حتى العديد من المجرمين لصوص أو غيرهم يقولون وهم يرتكبون الجرائم بالدعاء:
استر على يا رب
وهو معنى قولنا :
نريد الستر وهو عدم الفضيحة ويقصد بها الأمور الدنيوية كعدم القدرة على تجهيز البنات للزواج وهو حقيقة ليس فضيحة ولا ذنب لأن التجهيز فى دين الله على الرجال كما قال سبحانه :
" وبما أنفقوا من أموالهم "
وقال :
" اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم "
وقال " لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله "
ومما يقصده الناس ألا يجدوا لهم قبر يدفنوا فيه والغريب هو أن الله أمر بدفن الموتى فى أى مكان ولا يوجد قبور ملك فلان أو علان أو أسرة أو غيره فالأرض كلها ملكية مشتركة للمسلمين كما قال سبحانه :
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "
والعار والفضيحة عند الله فى تلك الحال ليست للميت وإنما للمجتمع ككل لأنه فى تلك الحال يكون مجتمع كفر بنعم الله
إن الميت أيا كان مسلم أو كافر لابد من ستره وهو دفنه فى التربة وهى القبر
الرابع الستر فى القيامة والمقصود به أن يعفو الله عن عقابنا على خطايانا ويدخلنا الجنة وهو أمر قرره الله لكل مسلم وكل منا لا يعرف هل هو مسلم أم لا إلا ساعة تسلم الكتب المنشرة فى القيامة فليس قول كل واحد أنا مسلم يعنى أنه مسلم عند الله بالضرورة ولذا قال :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
الستارة وهى فى الاستعمال الكتبى القديم الستر وهى قطعة من النسيج أو كما نقول حاليا القماش تخفى ما خلفها من داخل البيت وهى توضع على أبواب الحجرات الداخلية أو خلف الشبابيك من أجل ادخال الهواء الذى يمتنع عن الدخول فى حالة قفل الأبواب والشبابيك فالغرض منها تغطية عورات من فى داخل البيت عمن خارجه وهى تكون من نسيج كثيف وليس نسيج كاشف وهو الشفاف وأيضا من وظائفها فى داخل البيت منع الرجال الأغراب الضيوف من كشف عورات نساء البيت وهو ما سماه الله من وراء الحجاب وهو قد يكون نسيج أو باب أو غير هذا لقوله سبحانه :
" فإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"
استر علينا أو استرنا وهى الأدعية التى يقولها الناس
الستار والستير وهى أسماء تنسب لله تعالى ويسمى الناس بعيد الستار وفى العراق يسمون البعض عبد الستير ومعناه هو :
من يستر الخطايا وغيرها مما يعتبره الناس فضايح
وهى أسماء لم ترد فى الوحى ولا توجد فى رواية الأسماء التسعة والتسعين
وأما فى كتاب الله فقد ورد التالى:
الحجاب المستور:
أخبر الله رسوله(ص)أنه إذا قرأ القرآن والمقصود إذا تحدث بالوحى أمام الناس جعل الله والمقصود أنشأ الله بين الرسول(ص) وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة وهم الذين لا يصدقون بالحساب يوم البعث حجابا مستورا والمقصود مانعا كبيرا وهو الحجاب العظيم وبكلمات مغايرة :
إن شهواتهم وهى هواهم الضال تقف حائلا بينهم وبين الإسلام
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا "
لا ستر على القوم :
وأخبرنا الله :
أن ذا القرنين (ص)أتبع سببا والمقصود نفذ أمر الله بالقتال فسار فى الأرض حتى إذا بلغ مطلع الشمس والمقصود حتى إذا وصل موضعا زمن شروق الشمس وهو أول النهار وجدها تطلع على قوم لم نجعل من دونها سترا والمراد لقاها تشرق على بشر لم يخلق لهم من قبلها ثيابا
والمستفاد:
أن القوم كانوا يعيشون عراة تماما لا يلبسون أى ملابس عليهم
وأخبرنا الله أنه قد أحاط بما لديه خبرا والمقصود أنه عرف بما صنعه ذو القرنين(ص) معرفة تامة.
وفى المعنى قال سبحانه :
"ثم اتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا "
ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم:
أخبرنا الله أن الملائكة تقول للكفار :
وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم والمقصود وما كنتم تظنون أن يعترف بمخالفتكم لله سمعكم وهى آذانكم ولا أبصاركم وهى عيونكم ولا جلودكم وهى أغطية جسمكم التى صنعت الخطايا ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون والمقصود ولكن علمتم أن الخالق لا يدرى كثيرا من الذى تصنعون ذلكم ظنكم والمقصود هذه معرفتكم الكاذبة الذى اعتقدتم فى خالقكم الذى أرادكم والمقصود أدخلكم النار فأصبحتم من الخاسرين وهم المعذبين
وفى المعنى قال سبحانه :
"وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين "
وفى الروايات وجدنا العديد من مشتقات ستر منها :
"أتانى جبرائيل فقال إنى كنت أتيتك البارحة فلم يمنعنى أن أكون دخلت عليك البيت الذى كنت فيه إلا أنه كان فى باب البيت تمثال وكان فى البيت قرام ستر فيه تماثيل وكان فى البيت كلب "رواه مسلم
والغلط تواجد الملائكة فى الأرض حيث تتواجد فى الأماكن التى ليس فيها تماثيل وكلاب وهو ما يكذب وجودها فى السماء فقط لخوفها من التواجد فى الأرض كما قال سبحانه: "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
"أومت امرأة من وراء ستر بيدها إلى رسول الله فقبض النبى(ص) يده فقال ما أدرى أيد رجل أم يد امرأة قالت بل امرأة قال لو كنت امرأة لغيرت أظفارك يعنى بالحناء "رواه أبو داود
الغلط هو تحليل تغيير خلق الله بالحناء لكونها طاعة لقول الشيطان الذى حكاه الله :
"ولأمرنهم فليغيرن خلق الله "
"قيل يا رسول الله أى الناس أفضل قال من قل مطعمه وضحكه ورضى بما يستر عورته "
والغلط أن أفضل المسلمين قليل الأكل والضحك الراضى بما يستر عورته وهو يعارض كون المجاهدين هم أفضل خلق الله كما قال سبحانه:
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"المرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة واحدة فإذا ماتت ستر القبر العشر عورات وفى رواية للمرأة ستران قيل وما هما قال الزوج والقبر رواه أبو بكر الجعابى
والغلط أن للمرأة عشر عورات بينما هى عورة واحدة كالرجل له عورة واحدة وهو قوله سبحانه:
"فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما "
وهذه هى العورة الجسدية وهى السوءة وأما العورات في كتاب الله فهى عورات زمانية ممنوع فيها الدخول عليها وعلى زوجها كما قال سبحانه :
"ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن "
"ستر ما بين أعين الجن وعورات بنى أدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله رواه الترمذى
والغلط وجود الجن فى الخلاء وهو ما نسميه الحمامات أو دور المياه أو الكنف حاليا ويعارض هذا أن الجن يعيشون في عالم مخفى عن الناس مفصول عن عالم البشر وهو عالم الغيب وهذا هو معنى اسمهم
"إن عائشة سألت النبى(ص) عن الحمام فقال إنه سيكون بعدى حمامات ولا خير فى الحمامات للنساء فقالت يا رسول الله إنها تدخله بإزار فقال لا وإن دخلته بإزار ودرع وخمار ما من امرأة تنزع خمارها فى غير بيت زوجها إلا كشفت الستر فيما بينها وبين ربها رواه أحمد
والغلط نزع المرأة خمارها فى غير بيت زوجها هو هتك للستر بينها بين الله ويعارض ذلك تحليل الله للمرأة كشف عورتها أو بعضها أمام أناس محددين هم الآباء والأبناء والأزواج وأولاد الإخوة وأولاد الاخوة والاخوات وأباء الأزواج والنساء وملك اليمين والمجانين والصغار ولم يذكر بيتا معينا والمستفاد هو أن لها نزع خمارها فى أى بيت من بيوت المذكورين طالما ليس فيه أغراب وفى المعنى قال سبحانه:
"ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى اخوانهن أو بنى إخوانهن أو بنى اخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت إيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء "​