الدنيا في عيون الحكماء والفضلاء

كفاية1

New member
إنضم
24 يوليو 2015
المشاركات
33
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


من أشد الغبن وأجهل الجهل أن يهتم المرء بالفاني على حساب الباقي، وبالترحال عن الحل، وبالزوال عن الخلد .. والدنيا جبلت على الفناء، .. فما حلوها صاف، وما نعيمها خال، بل لابد من المنغصات، ولا مفر من العقبات والكبوات.
هذا وليس المقصود من أحاديث ذم الدنيا أن نُعقّد على الناس أمورهم ومعايشهم، حتى ترى الرجل الذي منّ الله عليه بشيء من متاع الدنيا وبسطة الرزق يجلس في مثل هذه المحاضرات مكسوف البال، مطأطئ الرأس، وكأنه المقصود بالكلام، أو كأنه ارتكب جرما يستحي منه .. وهذا تقدير فاحش وفهم قاصر، فما ذكر أهل الفضل مناقص الدنيا إلا للاعتبار، وتذكرة لمن كان بها منهمكا، وفي هواها منغمسا، ولحبها شغوفا ولآخرته عبوسا، وكأن له مع الخلد في حطامها موعدا ولفراقها مجانبا.

هذه هي حقيقة الدنيا .. إقبال وإدبار، فرح وحزن, شدة ورخاء, سقم وعافية، إلا أن الله تعالى لطيف بعباده، رحيم بخلقه، فتح لهم باباً يتنفسون منه الرحمة، وتنزل منه على قلوبهم السكينة والطمأنينة، ألا وهو:
الأنس به والتعلق بجنابه جل وعلا .. فلا يزال المؤمن بخير ما تعلق قلبه بربه ومولاه.. {وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ} [العنكبوت/64] أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ: {لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ} [البلد/4].
قال بعض السلف: "الدنيا دنيئة، وأدنى منها قلب من يحبّها".


يقول الشيخ عائض القرني: "إذا كانت الحياة في البساط والسياط والسلطة والسطوة،
فأين أصحابها بعد موتهم {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً} [مريم:98]؟ ..

عاصر الشافعي خمسة ملوك،
عاشوا أغنياء وهو فقير،
هم في حشمٍ وخدم
وهو في غربة وعزلة،
بقي وذهبوا،
ذكر ونسوا،
عاش وماتوا؛
لأنه أمات الدنيا في حياته،
وأحيا الآخرة قبل وفاته،
وهم أشربوا في قلوبهم عجل العاجلة،
وأخروا في بطاقة أعمالهم الآخرة،
ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف".

:stars::stars::stars:

د/ خالد النجار .. بإختصار
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
أختنا العزيزة كفاية : اختيارك للموضوع موفق ومفيد ... أقوال في منتهى الحكمة والصواب .. وماأجمل ماذكر عن الشافعي .. حقيقة أن الإنسان لايبقى من بعده أثر غير العمل الصالح بنفعه والذكر الحسن يرفعه .. بوركت غاليتي . وننتظر في يوم آخر موضوعك الثاني .
 

رونق ضحى

New member
إنضم
29 أغسطس 2014
المشاركات
2,174
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كفاية الغالية : جزاك الله خيييرا على هذه الفوائد .
 

المحاميه ن

New member
إنضم
28 يناير 2014
المشاركات
2,918
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الاخت كفاية بارك الله فيك
اختيار فيه الكثير من الفائدة
جزاك الله خيرا
 

طاعة الله جنة

*مشرفة منتديات كويتيات الاسلامية*
إنضم
29 أكتوبر 2015
المشاركات
2,331
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
جميل جداً غاليتي كفاية أن نتوجه لله خالصين فرحين بما قدمته أيدينا في الدنيا

من عبادة وقرب وطاعة وذكر له سبحانه

فالدنيا وملذاتها بالفعل مرحلة مؤقتة

والدائم هو الله سبحانة .. فلا يُعقل أن نهتم بما هو مؤقت ونهمل ما هو دائم

ولكن حبانا الله الحياة لنعمرها بذكره وننهل من فضل كرمه لنا بها

فنتعايش ونعيش بعبادة ولا أعني هنا الفرائض من صلوات أو ما إلى ذلك ولكن

أعني أن تكون حياتنا كلها طاعة أي نعمل بنيه أن العمل لله
أن أقوم بطاعة زوجي بنيه أن طاعتي له هي أيضاً لله
أن أخدم بيتي وأبنائي أيضاً بنيه إعمار الأرض كما أمرني الله

أن تخط كل كلمة من يدي أرجوا بها رضا الله

فما أجمل الحياة حين نصبح بقربه

ونتلذذ جمال الحياة حينما نُرزق منه سبحانه القرب والحب

حينها نستطيع أن نقول .. بقلب راضي سعيد

إني عرفت الله فأورق الحب في جنباتي​