
عندما نُشعل الشموع إحتفالاً بعيد الميلاد،لابد أن نفكر ونتدارك كيف لنا أن نطفئها قبل ولادة اللحظة
وإنغراس الفكر المضلل في الأذهان؟؟
وكيف لنا أن نستبدلها بشموع مضيئة تحاكي الجانب الإيجابي من الحياة؟؟
ولنتعلم أن نُشعل شمعة من الصباح حتى المساء!!
وكيف تبقى مضيئة وتمتد لأحلامنا الوردية في المنام؟؟
فلا يكون ذلك إلا بالأمل أخواتي الكريمات....
فكثيراً مايغرقنا الحزن...وتتقاذفنا أمواج الهموم هنا وهناك!!
وتضيق بنا الدنيا بما رحبت...وننسى إن هناك مايضيء عتمة ليالينا...وظلمات اليأس وذاك الإحباط...
وقد يتحول كل شيء ضدنا.. أسوداً...قاتماً...ونتوه عن بقية الألوان...
وربما تشقلبت الموازين والمعايير النفسية والإجتماعية لدى البشر...
فتصبح الحياة بنظرهم كلعبة الشطرنج ...أبيض وأسود،وتعم الحيادية في قلوب الناس..
وياأسفاه لو انتصر اللون المعتم على جانب البياض الذي ينقش على الأمل أسماء لمعاني
جميلة..وتركمات فكر وفلسفة أذهان!!
ووجد علماء النفس أن التفكير الإيجابي أهم وأكثر فاعلية في علاج الأمراض من العلاج الطبي!!
بل إن أطباء العالم فشلوا في منح الأمل أو السعادة لإنسان أشرف على الموت...
ولكن تعاليم القرآن الكريم تمنحنا هذه السعادة مهما كانت الظروف ومهما كان الزمان والمكان..
فلننظر إلى الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت،ماذا فعل؟؟هل حزن؟؟هل كان
يائساً؟؟هل كان قلقاً أو مكتئباً أوخائفاً؟؟
أبداً لم يكن شيء من ذلك!!
لقد قالت إبنته فاطمة رضي الله عنها: (واكرباه)
فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (لا كرب على أبيكِ بعد اليوم)
انظرنَ أخواتي إلى هذا التفاؤل،النبي لحظة الموت كان سعيداً وفرحاً بلقاء ربهُ...
فماذا عنا نحن المؤمنين؟؟
هل سنقتدي بهذا الرسول العظيم ؟؟
ونُشعل شموع الأمل في نفوسنا الحية!! ونحبط براثين اليأس في نفوسنا الضعيفة!!
قال تعالى(ولا تيأسوا مِنْ روحِ اللهِ إنهُ لا ييأس مِنْ روحِ اللهِ إلا القوم الكافرونَ)
فالأمل زورق نجاة ينتشلنا من عالم اليأس المميت،ويبحر بنا بمحاذة الحكمة القائلة(إذا فقدت مالك فقد
ضاع منك شيء له قيمة،وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لايقدر بقيمة،وإذا فقدت الأمل فقد ضاع
منك كل شيء)
فلنُشعل شموع الأمل بمحبة الله...وبقلوباً صافية بيضاء!!
فطالما الله سبحانه وتعالى موجود فالأمل باقي في النفوس...
عزيزتي...
هيا اشعلي معي شمعة أمل وتفاؤل،ودعيها تضيء وجدانكِ الرقيق...ولا تطفئيها أبداً حتى لو خيم على
سماءكِ المستحيل...
واحذري اليأس فهو من يطفئ وهجكِ ويكسو عالمكِ بالسواد!!

شمعة أمل!!
أملي باالله كبير بأن تشرق شمس الحق...وينجلي الحزن...وتتحرر سوريا العريقة..وتبقى شامخة عربية!!
ويزغرد الكون فرحاً وطرباً بالنصر القريب والأمل القادم بإذن الله...
وأن يزيل الله بشار الجبان...ويمحقه بقدرته وجلال عزته...
فالأماني في مضمار السباق تحتضن الأمل وبلوغ المراد!!

شمعة أمل!!
ذات مساء...لمحتُ ضوء من بعيد!!
أستدرجتُ خطاي...فقتربتُ منه،وكان قنديل الإيمان.
أمسكتُ بوهجه،وأستحلفته أن لايعود ويتركني وحيدة في جوف الظلام...
رمقني بشعاعه،وأستطرد بقوله:اشعلي شمعة أمل وإيمان!!
وشمعتكِ ستضيء كل ظلمة تملئ الوجدان...وكل حيرة ترسم الهم في الأهداب.
اشعلتها ورقص أملي ينتظر بوح الصباح!!

شمعة أمل!!
الأمل رزنامة...دقيقة اليوم والتاريخ!!
في كل صفحة حرف أمل جديد...وعقداً من اللؤلؤ النفيس.
يجمل روحنا بتفاؤل لايضاهيه تصوير فلسفي يغوص في عمق المحيط!!
الأمل...هي تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغر حجمها،إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة في الحياة.
وتخلق دواعي الكفاح في ذات الإنسان!!
*******
:eh_s(17):عزيزاتي...هأنا انتظر شموعكن المضيئة!!