- كشف استشاري الأمراض النسائية والتوليد د. جميل شعبان في محاضرة ألقاها أول من أمس في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي عن اكتشافات علمية جديدة، يمكن تحقيقها من خلال الحبل السري للوليد بعد الولادة، وذلك خلافا للاعتقاد السائد اجتماعيا والقاضي بالتخلص من هذا "الحبل" باعتباره من مخلفات الولادة.
وقال في المحاضرة التي حملت عنوان "في الحبل السري، سر علمي وإلهي مكنون" إن "الدم الذي يسري في هذا الحبل للجنين، يحتوي على خلايا جذعية، توجد لاحقا في النخاع العظمي للشخص، تعين الإنسان على إنتاج خلايا العظم والغضاريف والعضلات، إضافة إلى خلايا الكبد والخلايا التي تشكل بطانة الأوعية الدموية".
وأوضح في المحاضرة التي قدمها الشيخ حمدي مراد أن "الخلايا الجذعية المستمدة من دماء الحبل السري، يمكن استخدامها بنجاح حيثما تطلب الأمر تدخل الأطباء لمعالجة صاحب الدم من الأمراض المستعصية، كسرطانات الدم والصدر والرئتين والرحم وأمراض المناعة الذاتية كالروماتيزم".
وبين أن الخلايا الجذعية المستمدة من هذا الحبل "قادرة أيضا على إنتاج خلايا عضلات القلب، ويمكن أن تشكل بديلا ناجحا في المستقبل لعمليات زراعة القلب"، موضحا أن الحبل السري "يتمتع بقابلية على مقاومة ظروف التجميد لأعوام طويلة".
ولفت د. شعبان أن "الخلايا الجذعية المستخلصة من دم الحبل السري، تتمتع بالعديد من المزايا، إذا ما قورنت بالخلايا الجذعية التي كان يتم زراعتها حتى الآن، والمستخلصة من النخاع العظمي أو الطرق الأخرى، وهذه المزايا تكمن في أن استخلاص تلك الخلايا من دم الحبل السري سهل وخال من المخاطر".
وقال إن "دم الحبل السري حاضر على الفور عندما يتم الاحتياج إليه، ولا يحتوي على أورام وهو إلى حد كبير خال من الفيروسات، ويتقبله الجسم في عمليات الزرع على نحو افضل من الخلايا الجذعية، البالغة سواء أكان المريض من الأقارب أو غير الأقارب للمتبرع".
وقال إن "فرصة توفير الخلايا الجذعية القيمة من دم الحبل السري للطفل وإخوانه وذويه، لا تتسنى إلا عند الولادة، ولا بد من سحب الدم من الحبل بعد الولادة مباشرة وإذا لم يحدث هذا، فإن دمه وما يحتويه من خلايا جذعية قيمة جدا، يلقى في صندوق المهملات، فيفنى إلى الأبد وبشكل لا يسمح باسترجاع الخلايا الجذعية منه مرة أخرى".
