اسباب المشكلات بين الزوجة واهل زوجها

إنضم
3 فبراير 2019
المشاركات
3,948
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
كثيرة هي المشكلات القائمة بين الزوجة وأهل زوجها ، ولحل أي مشكلة ينبغي النظر في أسبابها قبل كل شيء :1. فقد تكون هذه الأسباب راجعة لطبيعة أهل الزوج ، فبعض الناس صار الشر طبعاً لهم ، يكبِّرون الصغير ، ويعظمون التافه الحقير ، وهؤلاء ليس المشكلات فقط بينهم وبين زوجة ابنهم ، بل هي عامة تشمل الناس جميعاً ، وحل هذه المعضلة يحتاج لجهود مضنية ، بتعليمهم الخطأ من الصواب ، والخير من الشر ، وتربيتهم على الإيمان والطاعة ، وفي هذه الحال يجب على الزوج الذي يعلم هذا من طبيعة أهله أن لا يلتفت لكلامهم في زوجته ، ولا يقيم له وزناً ، وأن يساهم في إصلاح حال أهله ، ودعوتهم للخير ، وأن يخفف على زوجته إذا وقع عليها ظلم من أهله .2. وقد يكون سبب المشكلات بين الطرفين : الغيرة التي تدب في قلوب أهل الزوج ، وذلك عندما يرون تعلق ابنهم بزوجته ، وتدليله لها ، وحلُّ هذه المشكلة يكون بتعويضهم بدلال زائد ، ورعاية خاصة ، وكثرة هدايا ، مع عدم إظهار تعلق الزوج بزوجته أمامهم ، ومع إعطاء الزوج اهتماماً لهم ، وكثرة الدعاء بأن يزيل الله الغيرة من قلوبهم .3. وقد يكون سبب تلك المشكلات : ما يراه أهل الزوج على الزوجة من تقصير مع ابنهم ، أو مع أولادها ، أو في بيتها ، أو ما تبديه لهم من تصرفات شائنة ، وعدم احترام لوالدتهم ، وغير ذلك مما هو موجود فعلاً – وليس افتراء – عند كثير من الزوجات ، وهذا هو الجانب الإيجابي من تلك المشكلات ! لأن به تعرف الزوجة ما عندها من تقصير ، وتفريط ، فتصلح الخطأ ، وتجبر الخلل ، وتكمل النقص ، ولا يمكن لزوجة أن تدعي الكمال في تصرفاتها ، وأخلاقها ، وهذا أيسر الأسباب لتلك المشكلات ؛ لأن الحل سهل ويسير على الزوجة ، وهو إصلاح نفسها ، وإصلاح ما بينها وبين أهل زوجها ، بحسن التصرف ، وإعطاء كل ذي حق حقَّه من التقدير ، وبذلك تصلح ما فسد من الأمور ، وتكسب قلب زوجها لجانبها .ثانياً:الذي نراه أنه على الزوجة أن تطيع زوجها إن أمرها أن لا تخبر أحداً بما يجري بينها وبين أهله ، وهذا القرار من الزوج فيه مصلحة عظيمة تفوق مصلحة تنفيس الزوجة عن نفسها ، فمثل هذه الأمور إذا ظهرت وانتشرت : شارك كل واحد برأي ، أو اخترع مكيدة ، أو ساهم برأي منكوس لحل تلك المشكلات ، وهنا يتسع الخرق على الراقع ، وتكثر تلك المشكلات ، وتتعدد أسبابها ، وقد يشق ، أو يصعب بعده حلها .وشكوى الزوجة لأحد من العقلاء جائز ، ولا يدخل في الغيبة المحرمه وفي الوقت نفسه للزوج أن يمنعها من هذا المباح إن كان يرى مصلحة شرعية من المنع .فالذي نراه أنكِ قد أخطأتِ بمخالفة كلامه ، وبكلامك مع أختك ، وزوجة أخيك ، بما جرى بينك وبين أهل زوجك ، ولإصلاح ذلك : عليك التوبة والاستغفار ، وعدم الاستمرار في الكلام معهما في هذا الشأن ، وتوصيتهما بعدم ذِكر شيء مما قلتيه لهما لأحدٍ من الناس ، ولا داعي للاعتراف لزوجك بما فعلتيه ؛ لعدم ترتب مصلحة على ذلك ، بل قد يترتب عليه مفاسد ، منها : كراهيته لك ، ولفعلك ، ومنها : منعك من الحديث نهائيّاً مع أختك ، وزوجة أخيك ، وكل ذلك متوقع ، والشيطان له حضور بالغ في مثل هذه الأوقات ، وهو ينفخ فيها ، ويعظم شأنها ، ويوقع العداوة والبغضاء بسببها .ثالثاً:يحتاج التعامل مع زوجك وأهله لحكمة بالغة منكِ ، وأنتِ – إن شاء الله – تستطيعين التعامل مع ذلك ، وقد بان لنا ذلك من خلال قولك " لأننا تربينا على عدم الرد على من يسيء لنا ، أنا وأخواتي ، حتى الرد المؤدب لا أجيده إلا في النادر جدّاً ، وبعدها أحس بتأنيب الضمير " ، ومن خلال قولك الآخر : " وإنني عندما أذهب إليهم لا أبيِّن أني منزعجة ، أو تجرحني ، وتحرجني ، وأكون عادية ، ولكن مشحونة من الداخل " ، وهذا الأمر لا يفعله إلا من يتحكم في نفسه ، ولا يفعله إلا العقلاء من الناس .والمطلوب منك :1. تجاهل ما تسمعينه من أهل زوجك مما تعرفين أنه بقصد الاستفزاز ، وأنه محض افتراء .2. أن تصلحي شأنك ، وبيتك ، وأولادك ، وما تسمعينه منهم مما هو عندك فعلاً : فلا بدَّ من إصلاحه ، والقيام عليه حق القيام .3. حاولي التودد لأهله بحسن الأسلوب ، ورقة الكلمات ، وجميل التصرفات ، وتفقديهم بين الحين والآخر بهدية تليق بهم ، أو بطعام تصنعينه لهم ، أو بحلوى تخصينهم بها ، ومعروف أن للهدايا شأناً بالغاً في تقريب القلوب ، وإشاعة المحبة والمودة بين طرفيها .4. أحسني لزوجك بعدم ذِكر ما يجري من أهله لأحدٍ من الناس ، واجعلي ثقته فيك عالية ، ولا تجعليه يسمع منك أو يرى ما يكره .5. ومع كل ذلك : فإن هذا لا يعني السكوت الكلِّي عن الطعون والافتراءات التي توجه لك ، لكننا ننصحك برد ذلك إلى زوجك ، وتحميله مسئولية إصلاح الأمور ، وإعطاء كل ذي حقَّه ، وأظهري له حسن تربية أهلك لك .6. وأخيراً : لا بأس أن تقترحي على زوجك الانتقال من السكن القريب من أهله ، وليس واجباً عليه أن يستجيب ، فحقك إنما هو في سكن مستقل ، وأنت تتمتعين به ، لكن من الحكمة والمصلحة أن يبتعد الزوج عن سكن أهله إن كان يعلم عدم التوافق بينهم وبين زوجته ، ولعلَّ ذلك البُعد أن يساهم في تقوية الروابط بين الأطراف جميعها ، وأن يزيل من القلوب تلك الإحن ، وذلك الحقد .واستعيني بالله ربك بالدعاء ، مع القيام بما أوجب عليك من الطاعات.