« صحيفة الوطن»
رصدت الحالة وسألت اختصاصيين ومواطنين وسجلت الانطباعات
فعل شيطاني فاضح يتنافى مع الروح الاسلامية الاصيلة لا سيما وانه يتعدى على كلام المولى عز وجل بما جاء في كتابه العزيز، فقد انتشرت في الآونة الاخيرة رسالة S.M.S بشريط الاهداءات لبعض القنوات الفضائية الغنائية واصبحت مادة للتداول على شبكة الانترنت والموبايلات.
هذه الرسالة مقتبسة بالاصل من آية قرآنية في سورة الكهف، فيقول الله عز وجل :
«قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا».
والذي تقشعر له الابدان ان هذه الآية الكريمة اقتبسها بعض ضعاف النفوس وبائعو الهوى وحولوها برغبتهم النكراء الى عبارة «حبيبتي.. لو كان البحر مدادا لكلمات حبي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات حبي..» استغفر الله العظيم.
ايها الغيورون على دينكم والمطيعون لربكم ورسولكم، الحذر ثم الحذر من تداول هذه الرسالة لأنها تعبر عن مدى استخفاف مؤلفها برب السموات والارض وتجرئه على الذات الالهية وكلامه المحفوظ بتحويلها الى مسج غرامي يتناوله الكثيرون دون علم بمضمونها، فالرسالة وصلت وعلى الجميع عدم اقتراف الذنب الكبير.
كلام الله مقدس
استاذ كلية الشريعة بجامعة الكويت د.بسام الشطي :
اكد بأنه لا يجوز لأي انسان العبث بكلام الله لأن تلك الاعمال من الامور المحرمة، موضحا ان المولى عز وجل ذكر في الآية الكريمة «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون».
وتابع «الاقتباس شيء والتحريف شيء آخر وان ما قام به هذا الشخص لهو فعل آثم وشنيع ونوع من التطاول على المولى عز وجل وعلى كتابه العزيز، مطالبا بعدم تسويق مثل هذا النوع من الرسائل التي تتنافى مع ما انزله الله عز وجل.
ورأى د.الشطي ان مثل تلك التصرفات تعد بمثابة تشجيع وتطاول على ما جاء في كتاب المولى العزيز وهي جرأة يحاسب عليها من اقترف هذا الذنب الكبير، ناصحا فاعله بالتوبة والعودة الى الله والبعد عن الفسق والفجور.
ودعا د.الشطي الجميع الى عدم الاستجابة لتلك التصرفات المبغضة والتعاون على البر والتقوى وعدم افساح المجال امام ضعاف النفوس بالاستهتار والعبث بكلام الله عز وجل.
أفعال محرمة
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الاسلامية في كلية التربية الاساسية د.خالد العتيبي :
اكد بأن مثل هذه التصرفات تعد من الافعال المحرمة وعلى الجميع تجنبها وعدم تناولها والاستخفاف بمضمونها، مبينا عدم جواز الاقتباس من كتاب الله لأنه من المحرمات.
واعرب د.العتيبي عن استيائه الشديد في اتخاذ قول الله عز وجل بوابة للفسق والفجور وفعل ما لا يرضيه، مشددا على ضرورة تعظيم المولى عز وجل في النفوس، لا سيما واننا في حاجة ماسة لاحياء ذكره والرجوع اليه بعدما كثرت الذنوب والمعاصي في زمننا هذا.
ورأى ان من اقدم على هذا السلوك تجرأ على ربه وكتابه لأن نفسه تواقة الى ارتكاب المعاصي وبعيدة كل البعد عن خشية الرحمن، موضحا ان العقوبة في هذه المسألة تخضع للقضاء ولا بد من اصدار فتوى بشأنها حتى لا يكثر الكلام حولها وتتنوع الفتاوى، سائلا المولى عز وجل ان يضع الجميع نصب اعينهم محاربة تلك الافعال وعدم اتخاذها نبراسا وطريقا يسلكونها وان يخشوا الله في افعالهم وتحركاتهم حتى يفوزوا برضاه.
رجل انفعالي
وعند سؤال استاذ علم النفس بجامعة الكويت د.خضر البارون :
عن الاسباب التي دفعت هذا المقتبس للقيام بهذا التصرف من الناحية النفسية قال: هذا الشخص لا يستطيع التغلب على انفعالاته وكبحها، فالعشق سيطر عليه بدرجة كبيرة حتى اصبح كالمجنون لا يفرق بين الحق والباطل، مبينا ان هذا الشخص مراهق وتخونه التعابير ولا يستطيع استغلال تلك الكلمات الربانية المنزهة.
ورأى د.بارون ان ما يقوم بتلك الافعال لا يعلم انه لا يستطيع استخدام الكلمات في محلها الصحيح لأنه يقع تحت وطأة المرض الى جانب سيطرة الامور الدنيوية ومتاعها عليه، موضحا ان رب العباد منزه ولا يجوز لضعاف النفوس والمرضى ان يعبثوا بقوله عز وجل.
وطالب بضرورة عدم استخدام هذا النوع من الرسائل حتى لا يتشجع المرضى ويتمادوا بفعلتهم النكراء لا سيما وان ما يقومون به يتنافى مع الدين وكلماتهم التي يستخدمونها ويقتبسونها تجرح العقلاء الذين يهابون الرحمن.
تكبر واستهزاء
وابدى المحامي خالد العوضي استياءه من تلك الرسالة بقوله :
باتت تتداول بين الناس لا سيما وانها مقتبسة من كتاب الله وبها نوع من التكبر والاستهزاء بما انزل الله!! موضحا ان قانون المطبوعات وضع حدا للمهازل وتمثل بعدم المساس بالذات الالهية وبالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وشدد العوضي على ضرورة اللجوء الى الشكوى واعطاء معلومات عن المصدر الذي يبث تلك الرسائل المشينة حتى يكون عبرة للغير، مطالبا بعدم الخضوع لأهواء الذين لا يخافون الله لا سيما وان حياة الدنيا غرت بهم وتناسوا يوم الحساب الكبير.
وبين ان من يقبلون على تلك الافعال يعاقبون قانونيا لا سيما وان ما يقبلون عليه غير جائز شرعا، ناصحاً الشباب بعدم تناول تلك المسجات لأن رب العباد منزه وكلامه محفوظ ولا يجوز التطاول على ذاته.