احاديث القلوب

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
قلوبنا أوعية...  تحتوي وتسع  تفاصيل الزمان والمكان لحياتنا في هذا العالم المتلون ! عالم الحب والمحبة على مسرح الحياة وما يستثيره هذا الحب من المعاني العميقة ..فالحب في قلوبنا  خلق فطري  الأصل فيه الجوهر لاالمظهروهو إكسير القلب ،ودين الإنسانية ، ودعوة الأنبياء. ...........وعالم آخر  تحتويه القلوب .. وهو عالم الكره والبغض ، والعنف  والتدمير   وانعدام المبادئ ..وبين هذين العالمين  يجول صراع ثالث للنفس البشرية  داخل القلب !صراع الخير والشر ..ولمن تكون الغلبة يكون صلاح القلب أو فساده ..*بعض القلوب متفتح لاستقبال ومضات الخير..فيه مصباح مزهر لا يطفأ نوره ..ريّق المودة ..يورق أديمه   سنابل الحب أضعافاً مضاعفة..وبعض القلوب مغلقة عن الخير ، منغمسة في أوحال الرذيلة منكوسة .. تتخبط في الظلام .وثالثة فيها الخير والشر يعتلجان ..
*وسؤال يطرح نفسه بما أن القلب منبع الإحساس والشعور  :فكيف يتأثر ؟ هل أن القلب يسمع  و يبصر؟!  أجل ..! للقلب حواس تستجيب لما هي مهيأة له ..فللقلب أذنين يسمعانه  ..  فإذا هم العبد  بذنب انبرت روح الإيمان قائلة له : لا تفعل.. ! فيصغي إليهاويعرض عن صوت الشيطان الذي يوسوسه  : افعل !ذلك قلب المؤمن وللكافر قلب آخر يسمع صوت الباطل ويطرب له  .  .......وللقلب عينين ..فمن استنارت بصيرته أبصر ومن عميت بصيرته عمى ( فإنها لاتعمى الآبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وأعمى القلب هو الشقي  ، المتشبث بحرص على الدنيا الغافل عن الآخرة .. المصر على الذنوب .. جامد العينين لاترقّ   له دمعة .. قيل :"وما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ..وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب والخطيئة أفسد شيء للقلب. فما تزال به حتى تجعله منكوسآ ".
*
وإذا أراد  الله بعبدخيراً فتح عيني قلبه فأبصر أمور دنياه وآخرته وهداه لصالح الأعمال .. وغرس في قلبه الرحمة ... فلانَ     وأجرى في عينيه الدمعة ...  فرقَّ !.  
*إعراب القلب ~وهناك تشبيه جميل لحالات القلب ..فهو يُعربْ ويُبنى  ..!قيل :  "وأن للقلب إعراباً كالحروف، فرفع القلب ... اشتغاله بذكر الله وفتحه...   رضاه عن الله  وخفضه.... اشتغاله بغير الله، ووقفه ... غفلته عن الله "!.
فانظري إلى محل قلبك من الإعراب !
*
والقلب كالآنية معدناً .. منها النفيس ومنها الرخيص وقيل : أن أحب  القلوب إلى الله :أصفاها ... وأصلبها ... وارقّها !...............أما منبع صفاءها فهو خلوصها من الذنوب فكلما برأت  من ذنب ..   ازدادت تألقاً وصفاء حتى تصير كجوهرة نقية... لاتكدّرها  الشوائب !. .................وأما موطن  صلابتها...  ففي دين الله ..فهي الأشد على الباطل والأمضى سلاحاً والأقوى  في الذود عن حياض الحق ..!...................وأما رقتها فتتجلى في كل  فضيلة .. من الفضائل الإنسانية الشفافة النبيلة ..من مودة ولين ورقة وخفض جناح.. للأرحام ..و للأحبة وللإخوان .. وخفقات عطف وشفقة  بكل  مخلوق ضعيف ...إنه جانب آسر  يكمن بين شغاف  القلب  الخصيب .
*حديث الروح / ولي نبض آخر