إمرأة لا ترى البحر

white ro0oz

مراقبه عامه
إنضم
24 يونيو 2015
المشاركات
28,528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ونُرسلُ للبحر مكتوبنا،
نُحمِّلُهُ نورسًا تائهًا مثلَنا في السؤالِ،
نُحمِّلُهُ موجة تُربِّتَ فوق مكاتيبِنا ..
نُحَمِّلُ للبحرِ مكتوبَنا ، ربّما للمحالِ
لنرجعَ مثل الأجنّةِ،
ساعي الخيالِ يُؤرِّخُها بـ”احتمالْ”.
ونُرْسلُ للبحرِ مكتوبنا
كم تبقّى، وماذا تبقّى
لنبنيَ بيتًا لنا مِنْ رمالْ
*
لنا سفرٌ في خيالِ الحنينِ القديمِ،
لنا موعدٌ للرحيلِ،
لنا هرَبٌ، كالتعرِّي أمام المرايا،
لنا كُحَّةُ الكهْلِ ملَّ الحياةَ،
لنا شاطئٌ مِنْ رمادٍ
لنا مُمُكنٌ مُستَحيلٌ
لنا الحُلُمُ المتهدِّلُ في الخُطواتُ التي سبقتنا على الجَمْرِ،
بنا الكسْرُ في شهقاتِ “الموْسيقا” ،
كحبوةِ طفلٍ يُحاول أنْ يتعلّمَ يمشي على سُلَّمِ النَهَونْد.
*
لنا الحظُّ حيثما وقعَ النرْدُ..
لنا صُدْفَةٌ أيّها البحرُ في السَرْدِ،
حينَ يشذُّ بنا وترٌ ، لا يُشذِّبنا السردُ،
لم نتّفقْ أنْ أكونَ مُغنِّيةُ،
ولَمْ أتشيّأ أصيرُ أنا كيف صرتُ أنا،
أنا رِقّةُ النارِ حين تُلينُ الزجاجَ، فأكسُرُه
مثْل خدشيَ في لُغتي هيبةَ الناسكينَ،
ومَنْ ذا يُعاتِبُ نورسةً ..
علّمَها البحرُ رِقّةَ الجاذبيّةِ بِالرقْصِ
علّمها البحرُ كيف تُجفِّفُ مِنْديلَها،
وتبذلُ ما يُسمّونها رُوحَها.
*
سأرخي نصيفي على البَحْرِ،
أُمٌّ تُلقِّمُ مولودَها صدْرَها،
ليُصغي إلى نبْضِها،
يسكبُ اللهُ رحْمَتَهُ في الأمومةِ،
أُرْخي نصيفي على البحرِ،
كي يهدأ البحرُ منّي ومنهُ.
فلِلْبَحْر مِرآتُهُ،
ليس مِنْ حاجَةٍ للطواويس أنْ “تتمكيجَ” في حضرةِ البحر،
فالبحرُ يعلمُ ذاتَ الصدورِ،
هو البحْرُ ينظُرُنا كالصِغار، ويعشقُنا كالصغارِ،
هو البحْرُ يعلمُ خاتمةَ المسْرحيّةْ .
*
على اللهِ ،
لا يعلمُ البحرُ أين يمضي بنا..،
المعاني، سفائنُ جانحةٌ للغرقْ.
وقد شهقَ (البحْرُ) حتى نفَقْ.
وفي البحرُ، – لا ريبَ فيه- فوانيْسُكِ البابليّةُ نحو الجراحِ،
لذا، أَدّعي أنني امرأةٌ لا ترى البحرَ،
كي لا أراكَ وأَاْسى.
*
ألا أملٌ لي في النجاةِ مِنَ البحْرِ،
أنا اصطادُني البحْرُ بالبحْرِ والحُبِّ،
واصطادُني بالمرايا،
ويصطادُني بالغيابِ،
ويصطادُني بالضميرِ المؤنّثِ في قلقلي، في قلقِ البحرِ
يصطادني بالمكاتيبِ أبعثها …

……
……….
وأبعثُها ..
والصدى لا يعودْ.