مـ سهله ـو
*عضــوة شرف في منتديات كويتيات*
(( أوراق من الماضي ))
جلست على شاطئ البحر أسترجع ما مضى من ذكرياتي وماضي المرير ، فتحت مذكراتي واليتني لم أفتحها ، فتحت كتاب التعاسة فتحت كتاب البؤس والشقاء ، أنا أعلم ما يدور الآن في أفكاركم بأني فتاة سيئة خذلت أسرتها وصديقاتها ، إن كان هذا شعوركم فأنتم خاطئون ، لأني فتاة خذلها الزمن وجميع الناس ، لم يقف معي أحدا عشت في دوامة الزمن ولم أدرك حتى الآن من أنا ولماذا أنا عائشة على هذه الأرض القذرة ، كنت طفلة تلعب هنا وهناك تشاغب كل من جلس معها ، نعم وإلى الآن أنا مغرورة أعرف بأن كل من يجالسني يحبني ، لطيبة قلبي ولروحي المرحة التي لا تعرف الحزن أبدا ، تعرف الحزن أكيد ولكن لا تظهره أمام الناس ، حسدتني الناس على ما أنا فيه ، وتتساءل في كل حين أو ليس لهذه الفتاة أحزان ؟؟ ويا عيون الناس ما أبشعها كم أكره الحسد والغيرة ، تجاهلت أقوالهم وحملت أحزاني في قلبي وقفلت عليها مفتاح ، ولن يتجرأ أحدا بأن يعرف مافي قلبي من هموم وآهات ، كبرت وكبرت وأصبحت فتاة كبيرة يعتمد علي أهلي وأعطوني كل الثقة بأن أكون مسئولة عن نفسي ، وليت لم يعطوني إياها أن الفتاة أيها الناس تحتاج كل وقت لشخص يداريها ويقف معها ، ولكن من يسمع ويقن هذه الحقيقة الجميع مشغولون بأعمالهم وإشباع حاجاتهم أما أنا أخذت عهدا بأن أداري نفسي ، وأصبحت في آخر مرحلة لي في مرحلة الثانوية ، درست ودرست واجتهدت كنت محبوبة في فصلي ، وكنت أضحك تارة وأحزن تارة لأني أخاف العين تصيبني ويقولون هل هذه فتاة أم جن ! ، أحببت مدرسة وحاولت أن أجتهد في مادتها نعم وحققت هدفي ، وأصبحت أحاول أن أحافظ على مستواي التدريسي انتهى الفصل الأول من هذه المرحلة ولكن لم أتفوق ، حزنت كثيرا بكيت كثيرا أو تستغربون !! نعم إني أبكي ما الغريب في ذلك إني فتاة تحس ولها قلب كبير يحمل جميع المشاعر ، وعدت نفسي بأن أجتهد مره أخرى ولا أحزن بعد ذلك ، وعاد الموال وأخفيت مرة أخرى أحزاني ، واليتني أستطع وصلت لمرحلة لم أستطع فيها تحمل كبت مافي نفسي وعقلي ، بدأت صديقتي تحاول تعرف مافي قلبي ونفسي سألتني مره ، يا فلانة أنتي تضحكين وتلعبين وتمزحين ، بدأ وجهي يتغير لونه بدأت ألف وجهي يسارا يمينا يا الهي أين المفر؟ ، وأدركت صديقتي بأن سؤالها لا معنى له ، فقالت إني أسفه إني لم أحاول أحسدك فقلت لها مسرعتا : لا تتأسفي ولكن أنصحك بأن لا تحاولي أن تفتحي مافي قلبي لأنك ستتعبين يا فتاة وحاولت أنا أغير الجو وقلت لها ما رأيك بنكتة ابتسمت وقالت : قولي يالك من فتاة ! ، وبدأت أنا في تشغيل إذاعة النكت التي أخزنها في ذاكرتي حتى أسعد بها في حين لآخر ، عدت إلى البيت وكالعادة أبحث عن غداء هنا وهناك تعبت سئمت ، ذهبت كالعجوز التي لم تصدق بأن هناك ما يغضبها لكي تفرغ غضبها بالآخرين ، رحت لأمي وسألتها : إني تعبة عائدة من يوم شاق أولا يوجد غداء أسكت فيه الموسيقى التي داخل بطني ردت علي : لم أطبخ غداء كنت مع خالتك فرديت بعصبية أكثر : ماذا ماذا يا إلهي وردت علي : أنتي فتاة كبيرة أطبخي لك أنت مسئولة عن نفسك الآن ، وانتهى الحوار بيني وبينها وكرهت نفسي وكرهت الدنيا لا تضحكوا وتقولوا لأجل غداء أكره نفسي والدنيا التي فيها أنا ، إني أكره نفسي عندما أرى بأن من في حولي غير مهتم فيني ، إلى متى وأنا أعتمد على نفسي إلى متى وأنا أعيش وحيدة في المنزل ، وإلى زيادة معلوماتكم بأني لست في المنزل وحدي ، أو إني وحيدة أهلي ، بل لدي أخوه وأخوات ، ولكن الفتاة عندنا من أن تصل إلى سن الثالث عشر تصبح مسئولة عن نفسها وهذا حال أخوتي أيضا !! يا للحياة كم اكرها ،
ذهبت لأنام لعل وعسى أسد جوعي وأحلم بأني في مطعم ما !! بعد نومه طويلة صحيت وذهبت لأعمل لي كوبا من الشاي الدافئ وأخذت أراجع دروسي أحب الدراسة ، ستقولون بالتأكيد أيوجد شخص يحب العلم ؟! نعم ولكن ماذا افعل أنه الشيء الوحيد الذي يسليني ، أحب مادة التاريخ لأنها واقعية وليست مادة خيالة تافهة كعلم الفلسفة أني ذكية في الفلسفة ولكن أيقن بأنها بلا فائدة أجلس في حصتها نائمة فهي تعتمد على الحفظ فقط ، أحب مادة اللغة العربي بالتأكيد من أجل المدرسة فقط ، بكل تواضع فأني ذكية وممتازة في جميع المواد ، يالك من متواضعة !! ، نعم الثقة في النفس جميلة أخذ هاتفي يرن يرن ، ووجدتها صديقتي الحبيبة هيا رديت بسعادة غامرة كم أحب هذه الفتاة وقالت لي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورديت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، فبدأنا بالتحية والسلام والنميمة وكيف لا ننم ونحن فتيات ، دعتني إلى بيتها وأنها أحسست بالملل فقلت لها : ساعتين وأكون في منزلك فذهبت لها بكامل زينتي وكأنني ذاهبة لحفل زفاف ! ، استقبلتني أفضل استقبال وبدأنا بالتحدث والضحك والمرح ، وكالعادة عائدة إلى منزلي عائدة للتعاسة كم أكره منزلنا ، وهذا جزء من حياتي وجزء من مذكراتي ، أقفلت المذكرة وأشاهد بأن الغروب بدأ يحل ما أجمل الغروب وأنتي حزينة ، أني أشكي همومي وأحزاني للبحر فقط ، لأنه جبان عاجز عن الكلام ، والبحر ممتاز في أكل الأحبة وتفرقة الناس ، في الخلاصة نظرتي للحياة هي متاع زائف لا فائدة في الدنيا إلا أعمالي ، وأدعي عسى الله أن يهديني ويعطيني الصبر وكم أحلم بأن يصبح لدي أسرة أحبها وتحبني و ترعاني ، يقولون بأن الصبر مفتاح الفرج ، ممكن لن أقول مستحيل لست معقدة لدرجة إني لا أؤمن بالأمثال ، أريد أن أختم يومي هذا بآية أحبها وإذا قرأتها أحسس براحة كبيرة بسم الله الرحمن الرحيم (( الله لا اله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا لوم له مافي السموات ومافي الأرض منذ الذي يشفع عنده إلا بأذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وما يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم )) صدق الله العظيم
وأخيرا أود بنصيحة أقدمها لكل شخص يقرأ مقالاتي وقصصي لا تشكي للناس حتى لا يملون منك ولا تقول أسرارك حتى لأهلك لأنك ستصغر أمامهم وإن لم تتحمل فأصرخ وأذهب للبحر .
بقلمي المتواضع : مـ سهله ـو