أسفل سافلين

إنضم
13 أبريل 2011
المشاركات
3,156
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
السلام عليكم ..



* إذا بحثنا في آيات القرآن التي تتحدث عن جنس الإنسان سنجد أغلبها تبين شرور الإنسان ثم تستثني من حمل الإيمان ..

(( إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ))

(( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .
ثم رددناه أسفل سافلين . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ))

(( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ))


عشرات الآيات في القرآن تؤسس قيمة الإيمان , وتؤكد حقارة الكافر ..

* يقول الله تعالى حاكيا قول سيد الحنفاء عليه السلام : (( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون . الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))

فمن قيمة الإيمان العالية ترتب الأمن والهداية لحامليه , وعكسه لفاقديه ..


* ابحث ابحث .. ستجد

(( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ))

جميل أن نقارن هذه الآية بحديث اتفق على روايته الشيخان , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنت جنبا فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم .. قال : فانخنست منه فذهبت فاغتسلت ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أين كنت يا أبا هريرة ؟ فقال : كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سبحان الله إن المؤمن لا ينجس )) .


العامل المؤثر في طهارة المؤمن هو الإيمان , والعامل المؤثر في نجاسة الكافر وحقارته هو خلو نفسه من الإيمان الصحيح ..






* في الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا يقتل مسلم بكافر )) رواه البخاري وغيره ..
لماذا ؟

المؤمن لا يكافئ الكافر فهو يحمل شيئا جعله أغلى من الكافر ( هذا الشيء هو الإيمان )


على الهامش : لا يعني هذا أبدا أن الإسلام يبيح قتل المعاهد والمستأمن والذمي , ففي الحديث (( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة )) أما من ناحية العقاب الدنيوي فللحاكم أن يعزره ( والتعزير : عقوبة غير مقدرة شرعا يقدره الحاكم بحسب ما يراه من المصالح )




* ملحوظة تهمنا : عقيدة أهل السنة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ,


وإذا عرفت أن الله إذا رتب جزاء على فعل معين أو وصف معين , فإن هذا الجزاء يزداد إذا زاد هذا الفعل أو الوصف ..

فمثلا يقول تعالى : (( إن للمتقين مفازا ))
رتب المفاز على التقوى , فكلما زاد التقوى زاد المفاز .. ( وهذه قاعدة مفيدة جدا في التدبر )

(( إن الله مع الذين اتقوا )) رتب معية الله على التقوى , فكلما ازداد التقوى , ازدادت المعية وقويت ..

وهكذا في بقية الأمثلة ..


نرجع ..

إذا علمنا أن الإيمان يزيد وينقص , وأن الجزاء المرتب على الطاعة يزداد بزيادتها , فهذا يدعونا إلى زيادة الإيمان بالطاعات ,
فإنا إذا ازددنا إيمانا ازدادت طهارتنا , وابتعدنا عن النجس أكثر (( إن المؤمن لا ينجس )) (( إنما المشركون نجس ))


وازداد أمننا وابتعدنا عن الخوف أكثر (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))

وازدادت هدايتنا وابتعدنا عن الضلال أكثر ..

وازداد بعدنا عن
أسفل سافلين , وازداد أجرنا (( ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا ... ))

وازداد ربحنا وابتعدنا عن الخسارة (( إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا ... ))


رزقنا الله وإياكم إيمانا صادقا ثابتا كاملا .. آمين ..

المصدر: منتدى المعالي - من قسم: الـعـاصـمـة