أبرز شعراء العصر العباسي

إنضم
11 مايو 2005
المشاركات
530
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يُعتبر العصر العباسي من أكثر العصور الإسلامية ازدهاراً من الناحية الأدبية والثقافية، وقد ظهر فيه الكثير من الشعراء والكُتّاب الذين ظلّ شعرهم حاضراً إلى اليوم، وقد بدأ العصر العباسي منذ أن انتهت خلافة بني أمية وتمكن العباسيون من انتزاع الحكم منهم وتأسيس الدولة العباسية في عام 132 هـ، واستمرّت حتى سقوط الخلافة العباسية في العام 656 هـ، وفي هذا المقال سنذكر أهم شعراء العصر العباسي، خصوصاً أن الشعر في تلك الفترة كان مرتبطاً بحياة العرب كثيراً، وسنقدم أهم المعلومات عن أبرز شعراء العصر العباسي في هذا المقال بالتفصيل.
أبو فراس الحمداني هو الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني، يرجع أصله إلى قبيلة تغلب، ولد عام 320 هـ، قُتل أبوه وهو في الثالثة من عمره، وبهذا، تربّى أبو فراس على يد أمّه وبرعايه ابن عمّه سيف الدولة الحمداني، الذي حالما أصبح حاكماً لحلب، اصطحبه معه لحترف الأدب والفروسيّة والعلم. اشتهر مجلس سيف الدولة بالعلماء والشعراء، أمثال المتنبي، والفارابي، وغيرهم، إلا أنّه قرّب ابن عمّه منه، واصطحبه في غزواته، واستخلفه في أعماله المهمة، وانتهى الأمر أن قلّده إمارة منبج. 
عاش أبو فراس مرارة الأسر والغربة في القسطنطينية بعد ان غدر به أفراداً من حاشيته وأخذوه أسيراً، على أن يبادل الملك الروماني أبا فراس بابن أخته الذي كان أسيراً لدى سيف الدولة الحمداني. 
تأخّر سيف الدولة في افتداء أبي فراس، فوصلت غربته في السجن ما يقارب السنوات السبع، وعليه، نراه يُخلّد مشاعره وحزنه في شعره، الذي عُرف باسم الروميّات، إذ يُفرغ فيها آلامه وحسرته على طول سجنه، متسلّحاً بالصبر والجَلَد، إلى أن تمّ فداءه. 
توفي أبو فراس الحمداني عام 357هـ عن عمر يناهز السابعة والثلاثين، تاركاً وراءه إرثاً شعريّاً في الديوان العربي. 
 أبو الطيّب المتنبي اسمهُ الحقيقيّ أحمدُ بن الحسين بن الحسن الكندي، المُلّقب بالمتنبي، هو من ألمع الشّعراء العرب، يُقال إنّه ادّعى النّبوة في منطقة بادية السّماوة وتبعه البعض، وبعد أن فشل بإقناع الناس بالنبّوة سعى إلى المُلك كونه يحمل الأصول العربية من جهة الأم والأب، وتقرّب إلى الحكّام بدافع القوميّة العربيّة، وكان مُعجباً بقيادة سيف الدّولة الحمدانيّ أمير حلب وألّف له أجمل المدائح، مُعرباً فيها عن شجاعته بمواجهة جيش الرّوم. 
عُرِف بالكبرياء والشّجاعة والغرور، واتّسم شعرهُ بالجزالة والقوّة، تطرّق المتنبي في شعره إلى مواضيع عديدة، إلاّ أنّه غلب على شعره المديح والهجاء والفخر، وأيضاً اشتهر بحِكمه التي وردت في بعض أشعاره، واشتهر أيضاً ببعض القصائد الملحميّة. قُتل على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي عام 350هـ.
من جميل القصائد التي ألّفها المتنبي قصيدة (واحرّ قلباه ممن قلبه شبم): الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ منفَرِداً حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ.ابن الرومي أبو الحسن، علي بن العباس، ولد في بغداد عام 221هـ ، روميّ الأصل من أمّ فارسية، اهتمّ بالشعر منذ نعومة أظفاره. كانت حياته كئيبة ومرّة، تعكس المآسي والمصائب التي عاشها. تنوّعت موضوعات شعره بين المديح، والهجاء، والرثاء، وكان ذا مكانة كبيرة بين شعراء عصره، إلا أنّه لم يكن محبوباً، وذلك بسبب كثرة المصائب التي عاشها من احتراق قريته ونفاد المحاصيل الزراعية، ومات بعدها معظم أفراد أسرته، وهم: والده، ووالدته، وأخيه، وخالته، ثم زوجته، وأولاده الثلاثة. امتزجت الأغراض الشعرية لديه ببعضها البعض، فأدخل الفخر مع المدح، وربط المدح بالشكوى والأنين من مصاب الدنيا، وكان دائم الذكر للموت، شديد اللهجة عند الهجاء. إلا أنّه تميّز بالرثاء ووصف الطبيعة. توفي عام 283هـ مسموماً على يد وزير الإمام المعتضد خوفاً من أن يهجوه. 
 أبوالعلاء المعرّي هو أحمد بن عبد اللّه بن سليمان التّنوخي، لُقّب بحكيم الشّعراء فيليق به أن يُصنّف مع جمهور الحكماء بدلاً من طائفة الشّعراء، وتميّز عن جميع الشعراء بعلوّ الهمّة وكرم النّفس فلم يكتب شعراً قط لكسب المال أو مدح أحد، إنما كتبه لنبوغه باللّغة، كما تميّز بالفطنة والذّكاء الحاد، ونشأ في بيت علم ورئاسة وخير، فقد بصره وهو صغيراً، وبدأ بتأليف قصائده وهو في الحادية عشر من عمره، أطلق على نفسه لقب رهيب المِحبسين لأنّه حبس نفسه في بيته وفقد بصره. ألّف ديوان شعر اسمه اللزوميّات، وفي النّثر أبدع في رسالة الغفران.
من روائع المعري قصيدة غيرُ مُجدٍ في ملّتي واعتقادي: غَيْرُ مُجْدٍ في مِلّتي واعْتِقادي نَوْحُ باكٍ ولا تَرَنّمُ شادِ وشَبِيهٌ صَوْتُ النّعيّ إذا قِيـ ـسَ بِصَوْتِ البَشيرِ في كلّ نادِ أَبَكَتْ تِلْكُمُ الحَمَامَةُ أمْ غَنْـ ـنَت عَلى فَرْعِ غُصْنِها المَيّادِ صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْـ ـبَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ.