
لليوم الثاني على التوالي، بقيت قضية الكويتي المخطوف عصام الحوطي «حارة» حرارة العلاقة بين الكويت ولبنان، وعلى ذلك تواصلت المساعي الحثيثة للوصول اليه وإطلاق سراحه.
وإذ أكدت مصادر أمنية لبنانية رفيعة المستوى لـ «الراي» ان «الاشارات الأولية ترجح خطف الحوطي من عصابة ارتكبت عمليات خطف مماثلة للابتزاز المالي»، كشفت مصادر امنية لبنانية في البقاع لـ «الراي» ان الجهود الامنية والتحريات السرية بحثاً عن المخطوف عصام متواصلة، وان معطيات جديدة اصبحت بحوزة الفريق الامني المكلف بالملف تمهيدا لتحريره.
واذ رفضت هذه المصادر الافصاح عن معطياتها «حرصا على العمل الامني للوصول الى الخواتيم السعيدة»، قالت ان كافة الادلة التي تم تجميعها خلال الساعات الماضية اعطت بعض الاشارات عن المكان الموجود فيه المخطوف .
على الضفة الأخرى، كانت زوجة عصام، فوزية عرفات وسط مجموعة من الأهل، حاملة قميصه الملطخ بدمه نتيجة مقاومته خاطفيه، تناشد خاطفيه ومن مسرح جريمة الخطف، الذي زارته «الراي» ان «ارأفوا به وارحموه و...فاوضونا».
وليس ادل على لسان حال فوزية وعائلتها من الشعارات التي رفعت في الاعتصام (100 متر بعيداً عن حاجز الجيش اللبناني، اين كنتم؟) و(الساعة 11... على عينك يا تاجر) و(أهكذا تعاملون الضيف يا اهل الكرم والضيافة؟!) و(اتقوا الله في اهلكم وابنائكم) و(زوجي يعيل عدداً من العائلات المستورة (...) فهل يكون جزاؤه الضرب والخطف؟).
وبدت فوزية «مفجوعة» نتيجة المصير المجهول لزوجها بعد مضي ساعات وكأنها «دهر» على غيابه، وهي وجهت مجموعة «رسائل» عبر «الراي»:
اولاً الى الخاطفين تطلب منهم الاتصال لمعرفة ما يريدون، ولـ «التفاوض» قبل ان تدعوهم الى الرأفة به، فهو مريض بالسكري والقلب.
ثانياً الى المسؤولين اللبنانيين بضرورة الإسراع في إطلاق زوجها، فليس بهذا الاسلوب يكافأ من يحب لبنان وأهله او تكافأ الدول التي تحتضن اللبنانيين.
ثالثاً الى المسؤولين الكويتيين التي طالبتهم ببذل كل جهد مستطاع لكشف مصير عصام وإنقاذه قبل أن يلحق به أي أذى.
وما لا تقوله فوزية، تردده والدتها بـ «صوت عالٍ» وعلى مسامع الجميع «انه مريض، حرام عليكم، هل الكويت مقصرة؟ أهكذا يعامل الضيف؟ ماذا يريدون من اختطافه، فليقولوا؟ ليس من شيم اهل بعلبك معاملة الضيف بهذه الطريقة. لازم يعلقوا المشنقة (...)».
شاهد عيان يعمل في توزيع المياه صودف وجوده لحظة عملية خطف الحوطي، فروى لـ «الراي» ان «عملية خطف السيد عصام جرت امام عيني لكنني لم استطع التدخل لأنني شعرت بأن الموت سيكون من نصيبي».
وقال هذا «الشاهد» وهو يشير الى اثار لرصاصتين: «سائق ورجلان مسلحان بـ (الكلاشنيكوف) اعترضوا طريق الحوطي، قاوم فضربوه على رأسه وسحبوه من السيارة وأطلقوا رصاصتين (بدت اثارهما على الارض). كانوا في سيارة من نوع (مرسيدس 230) وكان في سيارته من نوع (كيا) حمراء اللون».
وأضاف هذا الشاهد، وهو في مقتبل العمر: «فكرت في التدخل، لكنني شعرت بأن 60 رصاصة قد تنهمر عليّ، فلم احرك ساكناً خوفاً على نفسي وعلى السيد عصام»، مشيراً الى ان سيارة الخاطفين عبرت من هنا، في اشارة الى الطريق المؤدية الى بريتال.
اما علي، شقيق فوزية، فبدا مهتماً بـ «ضبط ايقاع» المواقف التي تصدر عن والدته، واكتفى بالقول لـ «الراي»: «نتمنى على الخاطفين ونرجوهم التواصل معنا، ونحن جاهزون...». واضاف: «يا اهل بعلبك هذا (عصام الحوطي) ضيف عندكم، فمتى كان الضيف يخطف؟».
من جهتها، قالت المصادر الأمنية الرفيعة ان العصابة التي اختطفت عصام كانت رباعية، قتل قبل مدة احد افرادها واستمرت «ثلاثية» من اشخاص من آل اسماعيل وجعفر والمصري، وقامت بأكثر من عملية خطف سعياً للحصول على فدية مالية.
وأشارت المصادر الى ان سبب عدم طلب خاطفي الحوطي اي فدية حتى الآن يعود لشعورهم بأنهم تحت المعاينة الدقيقة، في اتصالاتهم وتحركاتهم.
ولم تستبعد تلك المصادر ان يكون الحوطي نقل الى منطقة قريبة من مكان خطفه كـ «بريتال» وسواها، مبدية تحفظاً في الكشف عن حصيلة التحريات حرصاً على إتمام عملية إنقاذ الحوطي بنجاح.

المصدر