¤••¤موضوع سابق مشايخ اقسموا .. تعقيبات وتجارب ¤••¤

همتي الجنة

New member
إنضم
9 ديسمبر 2011
المشاركات
62
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعقيبات وتجارب ..

على مدى ثلاثين شهراً كان هناك تتبع لهذه التجربة وثمراتها وبركاتها ،
وكانت هذه المتابعة تتم عبر البريد أو الحوار المباشر ،
وقد بلغ عدد المشاركين قرابة الخمسين ، وكنا نطالب المشاركين بالكتابة إلينا ،
للاطمئنان على سيرهم ، أو على ما يفتح الله به عليهم ،
أو للإطلاع على ما أثمر لهم هذا السير ، أو ما استجد معهم من أفكار تضاف ،
كل ذلك لتبادل الخبرات من ناحية ، وللتشجيع على مواصلة السير ،
والتواصي بذلك ، واشعال روح المنافسة ونحو هذه المعاني ..
ولقد كتب كثيرون ...
منهم من كان يكتب باختزال شديد ، ومنهم من آثر أن يكتب بإسهاب واسترسال ..
وبعضهم كان يكتب بتتابع ، ومنهم من كتب مرة ثم كف ،
وآخرون يكتبون بين الحين والحين ، ربما لنطمئن أنهم لا زالوا أحياء !!
واستعين بالله سبحانه لأعرض هنا مجموعة من تلك الرسائل ،
كثير منها اضطررنا إلى إعادة صياغتها كليا ، لأنها كانت بلهجة محلية ،
ومنها من كان تدخلنا فيها قليلا ،
ولقد آثرنا أن نحذف فقرات طويلة من بعض الرسائل ..
وسنجعل كل رسالة _ تجربة _ في تعقيب مستقل .. وبالله التوفيق .

= =
الرسالة الأولى ...
يقول صاحبها : ...
.... يكفي أن اقول :
جزاكم الله خيراً على هذه الفكرة الرائعة ، ويكفي أنني أصبحت أبادر إلى الصلاة في أول وقتها ،
لأقرأ قبل الإقامة ما يقارب نصف جزء ..
وبعد انقضاء الصلاة أكون أشد حرصا على إكمال النصف الآخر ..
ومعنى ذلك أني أنني بفضل الله ومنته أقرأ جزءا مع كل صلاة ..
ما عدا صلاة المغرب ، غير أني أعوض ما يفوت قبلها ، بالقراءة بعدها أو بعد صلاة العشاء ...
فيكون مجموع ما أقرأ في اليوم خمسة أجزاء دون أن أشعر أني أتكلف جهدا ومشقة ..
ربما فاتني هذا الخير يوما بسبب ظروف خارجة عن أراداتي ..
لكن ما ذكرته هو الأصل الآن في حياتي والحمد لله رب العالمين ..
...أهم ما سرني وأفرحني أن وفقني الله إلى أمرين اثنين في غاية الروعة والأهمية ..
أولهما المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها ..
ثم قراءة خمسة أجزاء من كلام الله جل جلاله ..
وإني لأجد بركتها واضحا خلال هذه الأشهر التي سرت فيها في هذا الطريق .
فجزاكم الله خير الجزاء ... وإني لأخصكم بالدعاء في كل صلاة ..

**

الرسالة الثانية ..
إذا كان صاحبنا في الرسالة الأولى لم يخبرنا ما أكرمه الله به خلال هذه الرحلة ،
فتأمل الرسالة التالية ، ففيها نوع بيان .. وسبحان من يقسم الأرزاق ..

تقول صاحبة الرسالة ...
حين تخرجت من الجامعة ، لم أجد نفسي في الوظيفة التي كنت آمل بها ،
ووجدتني في مكان لا يكاد أن يكون لنا فيه شغل ، سوى تمضية الوقت في قيل وقال ،
والتجول في أروقة هذه المؤسسة ..
ومنذ أن قررت أن أشارك في فكرتكم الرائعة ، وطنت نفسي أن استغل هذه الأجواء في العمل ،
فكنت أقرأ أكثر ما أقرأ في العمل ، في المكتب أو في المصلى ، وأكمل في البيت ،
ولا ينقضي اليوم إلا وقد أكملت خمسة أجزاء ، وربما أزيد عليها أحياناً ..
وشعرت أن حياتي أصبحت أكثر إضاءة ، وقلبي أكثر إشراق ، وأني أسير بقوة إلى السماء ،
ومضيت على هذا العزم شهوراً ..

ثم كانت المفاجأة ، ذلك أني انتقلت إلى وظيفة أكبر بكثير من تلك التي كنت فيها ،
وفي مكان له أهميته ، وبكيت من الفرح ، وأعطاني هذا مزيد من الرغبة في الاستمرار بهمة ..
ولم تمضِ سوى شهور أخرى حتى أكرمني الله بكرامة أخرى جديدة ،
فقد تقدم لي أحد أفاضل الناس ومن خيرة الدعاة في بلدي ،

وشعرت أن هذه كأنها مكافأة من الله لي على قوة إقبالي على كتابه الكريم ..
قناعتي أن هذا كله ببركة الإقبال على القرآن ..

فلله الحمد رب العالمين ، وقد أصبحت ألح على الله أن يزيدنا ولا ينقصنا ، وأن يكرمنا ولا يهنا ،
والعزم معقود أن أبقى على العهد الذي قطعته معكم أن أمضي في هذه الرحلة
حتى ألقى الله وهو راضٍ عني ..

= =


الرسالة الثالثة :
تركز فيها الأخت الكريمة على قضية معينة عجيبة .. وتسوق لنا تجربتها فيها .. وقد نقلنا تجربتها إلى آخرين ، فانتفع بها كثير من المشاركين .. فتأمل ..
تقول :
كنت قد عقدت العزم على أن أكتفي بقراءة جزئين ( كحد أدنى ) كل يوم ..
وكنت أشعر أني إذا نجحت في هذا وحده ، فهو إنجاز كبير ،
لأني ممن لم يكن يقرأ أكثر من نصف جزء أو أقل كل يوم ..!!
واستعنت بالله وعزمت على المضي فيما قررت ، وكان علي أن ارتب برنامجي ،
لأني شعرت أن الأمر لن يكون سهلا على أمثالي ..
وكانت رحمة الله قريبة ، فأعان على قراءة الجزئين في يسر عجيب ..
وأعطاني ذلك حافزا على أن أزيد مقدار القراءة ..
وخاصة من خلال استغلال أوقات الفراغ _ وما أكثرها _ ..

وكنت أتردد على العيادة كثيرا ، وخاصة عيادة الأسنان ،
ولاحظت أن وقت الانتظار قد يطول في الممرات ، ولا شغل لي إلا النظر في هذه وهذه وهؤلاء ..!
فقررت أن أستغل هذا الوقت الضائع ، فحملت معي مصحفي ،

ولما جلست في تلك القاعة الكبيرة ، التي تعج بالنساء والأطفال ، والداخل والخارج ،
بادرت أفتح حقيبتي وأخرج مصحفي الصغير ، فإذا بالشيطان يبرز لي ناصحا !!
كيف تفعلين هذا ؟ ألا تدرين أن هذا رياء ..!!

فعجبت من هذا اللعين كيف أنقلب ناصحا لي أن لا أعمل عملا فيه رياء !!
ولكني وجدت نفسي أبتسم وأقول له : يا سلام سلّم عليك ..!!
يا ناصح يا خائب إين كانت نصائحك في الأيام السابقة وأنا اضيع الوقت في متابعة الرائحة والجاية ،
والداخلة والخارجة ، والله لأقرأن .. !
وقرأت .. حتى إذا حان دوري .. نظرت فكانت المفاجأة التي صعقت لها ،
لقد قرأت ثلاثة أجزاء كاملة في جلسة واحدة !!!

منذ ذلك اليوم قررت أن استغل كل وقت فراغ يلوح لي بقراءة في المصحف ، حيثما كنت ..
واسأل الله أن يرزقني الإخلاص والصدق ، وأن يتقبل مني ..
بهذه الفكرة ... أصبحت أصل إلى الخمسة أجزاء والستة أيضا !!
ونسأل الله الثبات حتى الممات .....
ثم ساقت دعاء طويلا ... ...........................

= =


الرسالة الرابعة ... صدى للرسالة السابقة
وهي رسالة تحتاج إلى وقفة عندها ففيها أكثر من درس ، فتأمل :
... يقول صاحب الرسالة ..

أما أنا فإني أحفظ القرآن ، كاملاً منذ سنوات ،
غير أني كنت لا أراجعه إلا في يومي الخمس والجمعة _ أيام العطلة _
بحيث أني أختم في كل شهر مرة واحدة ..
أقسم الجزء على أربعة أسابيع ، في كل أسبوع يومين فحسب .. !
أما بقية الأيام فلا أقرأ إلا ما أصلي به فقط .. !!

وحين اطلعتُ على تجربتكم الكريمة هالني أن جزءاً كاملاً لا يستغرق قراءته عشرين دقيقة ،
ولعل الأمر معي أسرع بحكم كوني حافظاً ، هذا ما هجس في نفسي ،
وهذا ما حداني أقرر أن اشارككم هذه التجربة ، واستعنت بالله وشرعت أبحر في هذا الاتجاه ،
ووجدت أني أقرأ الأربعة الأجزاء والخمسة في يوم دون أن ألقى تلك المشقة التي كنت
أتوهم أني سألقاها ، أو التي كنت أشعر بها فعلا من قبل ، ربما العامل نفسي بحت ،
لأني كنت أشعر أن الوقت يمر ببطء حتى أقرأ جزءاً واحدا ، أما الآن فالأمر اختلف بالكلية ...

وفي رسالة أخرى يقول :

...... لقد انتفعت بتجربة الأخت التي تستغل أوقات الفراغ ، حيثما كانت ،
فقررت أن أنافس في هذا الطريق أيضا ..
فكنت أقرأ حيثما وجدت فرصة ولو لخمس دقائق أو أقل ..
أنتظر صديقا .. أنتظر مراجعة .. أنتظر في صالة مطار .. في عيادة ..
أكون في زيارة ويتركني صاحب البيت لينشغل في الداخل ..
أحيانا تحت الإشارة الضوئية إذا طالت .. وهكذا في أماكن ومواقق كثيرة ..

وأضفت أيضا ..
استغلال وجودي في السيارة _ وأنا أقود _ لأقرأ من حفظي ،
فقد أصبحت قراءة القرآن متعة وأنس ونعيم ..
كنت من قبل أقضي طريقي في سماع الأناشيد غالبا أو سماع محاضرات ..
أما الآن ففي الغالب أعيش مع كلام الله مترنما به ..

ثم أضفت إلى ذلك كله ..
الجلوس بعد صلاة الفجر إلى الشروق _ ولا سيما أيام العطل _ فأقرأ في هذا الوقت
ما يقارب الثلاثة الأجزاء في جلسة واحدة .. ثم أصلي ركعتين وانصرف ..

المهم ..
في مثل هذه الأيام التي يوفقني الله لاستغلال أوقات الفراغ ، والجلوس إلى وقت الشروق ،
أصبحت أصل إلى رقم قياسي ، لو قيل لي يوماً أنني اصله ما صدقت أصلاً ...!

لقد اصبحت أقرأ في مثل هذه الظروف عشرة أجزاء في يوم واحد ..
ولقد ختمت في مرتين القرآن في كل ثلاثة أيام ..
واسأل الله أن يعينني أن أواصل الرحلة .

لقد شعرت أني أتجدد والله ...
ووجدت بركة الإقبال على كتاب الله في داخلي مشاعر رائعة
ما كنت أعرفها إلا نفحات عابرة وسريعة لا تلبث أن تتوارى ..

فجزاكم الله عني خير الجزاء .. ولكم في كل يوم دعوة خاصة ..


الرسالة الخامسة
إذا كان صاحب الرسالة السابقة قد انتفع بتجربة تلك الأخت _ في الرسالة التي سبقت _
فسنرى هنا كيف أن غيره انتفع به ومن تجربته ...
وهكذا ينبغي أن يتعاون المسلم مع أخوانه ، فالمسلم للمسلم كاليدين تغسل إحداهما الأخرى .. فتأمل ..

يقول صاحب الرسالة ..
..... حفظت في القرآن قرابة سبعة عشر جزءاً ..ثم توقفتُ عن الحفظ ..
وسر ذلك أني لاحظت على نفسي عدم مراجعة ما حفظت ..
وكنت أشعر بثقل قضية المراجعة هذه .. بل لاحظت أنه بسبب طول فترة عدم المراجعة ،
أنني بدأت أنسى ما حفظت ..!!
وهذا ما اصابني بإحباط شديد ، وزهد في مواصلة الحفظ ...!!
وبقيت في حالة قلق على قضية الحفظ القديم الذي بدأ يتفلت من ذاكرتي ..
وحين قررت أن اشارككم هذه الطريقة المباركة ،
كان همي الأول منصرفا في بعث تلك السور التي أوشكت أن أنساها بالكلية ..

فعقدت العزم أن اسير بسيركم نفسه ولكن أحصؤ نفسي في هذه الأجزاء السبعة عشر
التي حفظتها ، حتى أنفض عن ذاكرتي غبار النسيان لها ..

ومنذ اليوم الأول ..
شعرت كأن بوابة السماء انفتحت أمامي ، وكأن الدورة الدموية نشطت في عروقي ..
وشرعت أقرأ بلهفة ونشاط ( على اعتبار أن الوقت الذي سأقضيه في هذه المراجعة قصيرا جدا
لا سيما وأنني حافظ )
ولا سيما وقد انتفعت بتجربة الأخ الكريم الحافظ ، فكنت أحاول استغل كل فرصة مواتية ،
أينما كنت ، لمزيد من القراءة ..
وأعان الله سبحانه فكنت أقرأ طوال الأشهر الثلاثة الماضية ، قرابة الخمسة الأجزاء ،
قد تزيد ، ولكنها لا تنقص عن الثلاثة بحال في كل يوم ..والحمد لله ..
وكما قلت حصرت نفسي ابتداء في الأجزاء السبعة عشر أولا ،
ريثما أستعيد حفظها جيدا ، ..

وهذا ما شعرت به خلال هذه الفترة ، مما فتح شهيتي للحفظ مجددا ،
فكانت الخطوة التالية أن أحافظ على قراءة الثلاثة الأجزاء يوميا ..
مع حفظ جديد ولو قليل ..
والحمد لله أن الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن ..
واسأل الله أن يعين ويوفق ويتقبل منا جميعا ..

= = =

الرسالة السادسة ...
وتأمل هذه الرسالة بالذات كثيراً .. يقول صاحب الرسالة ....
...
..... ومن بديع ما وجدته في هذا الطريق ..
أنني منذ جعلت حظي من كلام الله سبحانه خمسة أجزاء يومياَ ، أعيش معها ، وأكحل عيني بها ،
لاحظت ملاحظة عجيبة _ منذ أشهر ثلاثة _ :
أنني في هذا اليوم الذي أنجز هذا القدر من الأجزاء ،
تكون مقاومتي للشهوات قوية ورائعة ،
وأجد نفسي في يسر شديد أدافع الهوى ، واستعلي على وسوسة الشيطان ،
وأتغلب على ضغطة
النفس الأمارة بالسوء ..وتنفتح أمامي سبل الطاعات في يسر !

واليوم لا أخفيكم أمراً : أنني ممن تغلبهم نفوسهم كثيرا أمام الهوى ..!!
كذلك كنت ، حتى في حال اقبالي على الله بألوان العبادة .. !
غير أني اليوم لاحظت الملاحظة السابقة :
أن مقاومتي للهوى والشيطان والنفس الأمارة ، تقوى بشكل واضح جدا وكبير جدا ،
حين ييسر الله لي قراءة الأجزاء الخمسة في اليوم ..
وذلك ما يهيجني ويحثني على الاستعانة بالله والإصرار على مواصلة هذا الطريق ،
في إنجاز هذا القدر من العيش مع كلام الله كل يوم .. بل ومحاولة الاستزادة على هذا القدر ..

وفي اليوم الذي تشغلني ظروف ، أو اتهاون ، أو أتكاسل ، أو يلم بي أمر ،
فلا أصل إلى قراءة هذا القدر من الأجزاء .. ألاحظ بوضوح أن مقاومتي عادت إلى ضعفها من جديد ..!!


أنقل إليكم هذه التجربة الشخصية ، قد يجدها غيري كما وجدتها ، وقد لا يجدها ،
ولكني أسجلها هنا ، كما عاهدتكم أن أكتب إليكم بما يفتح الله به من ثمرات وبركات
في هذا الطريق .. ولعلي أوافيكم ما يستجد ..
أرجوكم ادعو لي أن يثبتني الله حتى ألقاه وهو راضٍ عني ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الرسالة السابعة
وهذه رسالة عجيبة ..فتأملها طويلا رحم الله والديك ..

يقول صاحبها بعد مقدمة طويلة .....

... ولقد كنت ألاحظ على نفسي شيئاً عجيباً .. أنني حين أراقب نفسي من خلال الساعة ..
بحيث أني أرفع رأسي مع بداية الصفحة وعند خاتمتها ، لأرى كم استغرقت فيها ،
عندما أفعل ذلك أجدني خفيفاً نشيطاً ، مندفعا لأقرأ مزيدا من الصفحات ،
وقد أكمل جزءاً كاملاً في جلسة واحدة .. بل أجدني اشتاق إلى موعد الجلسة التالية ،
أي أجد نفسي مشتاقاً للصلاة التالية لأقرأ جزءاً آخر .. وهكذا ..
هذا حين أراقب نفسي على هذه الصورة ..


ولهذا فقد يسر الله وأعان لي أن أتجاوز الثلاثة الأجزاء في اليوم ،
وقد اصل إلى الخمسة .. وحين يكون ذلك فهو بحق يوم عيد بالنسبة لي !

أما حين أقرر أن أقرأ بدون أن أرفع رأسي لمراقبة عقارب الساعة ،
فأجدني خلال تلك الصفحة ثقيلا بطيئا ، كأنما مر عليّ ساعة كاملة في قراءة صفحة واحدة فقط !!!
حتى أنني لاحظت في هذه الحالة ، أني أرغب فقط في إكمال هذه الصفحة التي أنا فيها ،
لأقوم منصرفا من المسجد بكله !!!

وأرجو أن يكون هذا أمر مؤقت ، ريثما تتبرمج نفسي وترتاض ..
على كل حال .. مضت حتى الآن قرابة الأربعة الأشهر وأنا على هذه الحال ..
حين أرفع رأسي لأراقب الوقت الذي استغرقته في قراءة كل صفحة على حدة ،
فإني أقرأ كثيرا وبلا ملل . ثم لاحظت ملاحظة أخرى أن الوقت مع مرور الأيام يتقلص ،
بحيث أصبحت في الفترة الأخيرة أقرأ الجزاء كاملاً في أقل من عشرين دقيقة ..
واسأل الله الثبات حتى الممات ... وجزاكم الله عني كل خير ..


الرسالة الثامنة .
..
( هذه رسالة جديرة بالوقوف معها طويلاً ..
فهي بحق تجربة فريدة ورائعة .. وتتضمن عبراً ودروساً كثيرة .. فتأمل )
= =
بعد المقدمة ... يقول صاحب الرسالة ...

... اعترف أني لم أواصل معكم بهذه الاندفاعة الرائعة التي رأيت عليها كثير منكم ..
واكتفيتُ بالحد الأدنى المذكور في أصل الموضوع .. وهو قراءة جزئين من القرآن كل يوم ،
لا أتخلف عنهما مهما كانت الظروف ..
ولقد اعتبرت هذا إنجاز كبير بالنسبة لي ، لأني كنت في حالة انقطاع دائمة
عن هذا النور الرباني .. فجزاكم الله خير الجزاء ..
ومع هذا فإن الشوق يهيج في قلبي أن أزيد من هذه القدر ،
لا سيما وقد أصبح قراءة الجزئين أمر عادي جدا ، لا يكلف شيئا من جهد أبدا أبداً ..
ولكن ربما بسبب ظروفي الدراسية الجامعية ، رأيت أن أكتفي بهذين الجزئين ،
كمرحلة في الطريق إن شاء الله ..وأعدكم أن ابذل جهدا أكبر بعون الله ..

ولكني في هذه الرسالة أحببت أن أسوق إليكم تجربة فريدة ورائعة ، أشرح بها صدوركم ، وربما تكون نموذجاً لآخرين ..
والدي رجل متقاعد تجاوز الستين منذ سنوات ثلاث ، فأصبح قعيد البيت ،
فهو بطبعه لا يحب الخروج كثيراً ، وكان خروجه إلى العمل في الأصل ،
ولولا ذلك لكان بقاؤه في البيت شبه دائم ..
المهم .. كنت أراه يمر في بعض الأحيان بحالة توتر ،
ربما بسبب وضعه الجديد الذي لم يعتد عليه ، وحين اطلعت على تجربتكم ،
ألهمني الله سبحانه أن أجمع ما يتعلق بفضائل قراءة القرآن ..
وبحث آخر أجمع فيه قصص الصالحين مع القرآن ..
والأصل أني جمعت ذلك لنفسي ، حتى أرغّب نفسي، وأفتح شهيتها للإقبال على القرآن
فأنافس المشاركين في هذا الطريق ..
( مرفق مع الرسالة البحثان لعل آخرين ينتفعون بهما )..
ذات يوم كنت أجلس مع أبي وكان طيب النفس ، منشرح القلب ،
قرأت عليه هذين البحثين .. وكان بطبعه يحب الذكر والمذاكرة في ما يقرب إلى الله سبحانه ..
ثم حدثته عن تجربتكم ، وقرأت عليه بعض تجارب المشاركين ..
وتحدثت بحماس عن كيف أن الإنسان يمكن أن يستغل وقته ،
ليضاعف رصيد حسناته أضعاف كثيرة جدا ، من خلال الإقبال على القرآن الكريم ..
وعجبت كيف أن الناس يتنافسون في أسواق البورصة والأسهم من أجل مضاعفة أموالهم ،
وقد يخسرون ..!!
فيكف لا يتنافسون في طريق الآخرة الذي يقربهم من الله ، ويكون الله راضٍ عنهم ...
ونحو هذا مما فتح الله به على قلبي في تلك الساعة ..
وفي اليوم التالي سافرت إلى المدينة الجامعية في مدينة بعيدة جداً عن منطقتي ..
وغبت أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب الامتحانات وبعض الظروف التي مررت بها هناك ..

ولما عدت كانت المفاجأة ..!


استقبلتني أمي بفرح شديد ، وكان أبي غائبا في بعض حاجات البيت .,.

وحدثتني أمي عما أثمرته تلك الجلسة مع أبي .. حدثتني كيف وجد له شغل وأي شغل .. !!
حدثتني كيف أصبح منشرح القلب ، لأنه يعيش مع كتاب الله سبحانه ، ولا يكاد يفارقه ،
ويقرأ فيه كثيرا ، ويشعر بفرح وانشراح .. وكان مما قالت ..
أنه إذا صلى الفجر في المسجد ربما قرأ هناك جزئين أو يزيد ..
فإذا فاتته الصلاة في المسجد ، صلى في البيت ، وجلس في مصلاه يقرأ في كتاب الله ..
فإذا انتصف النهار بادر لصلاة الضحى ، ثم يجلس ليقرأ في كتاب الله ..
وربما صلى الضحى مرتين في وقتين متفرقين .. وفي كل مرة يجلس ليقرأ القرآن ..
وفي أوقات أخرى اصبح يستمتع أنه يقرأ القرآن ، وتبدو على ملامحه مشاعر الحبور ...

وقالت بفرح :
أحسبه يقرأ العشرة الأجزاء في كل يوم ..
وقد أصبح كثير الدعاء لك والفخر بك ..لأنك دللته على هذا الطريق الذي كان غائبا عنه ،
بل إنه أصبح يشعر أن تقاعده عن العمل من أعظم وأجل نعم الله عليه ..
وقد كان يراها مصيبة حلت به !!
ولما عاد أبي إلى البيت ، تلقاني كما لم يتلقني من قبل ،
وشعرت أن مكاني في قلبه أصبح في الذروة ..
وحدثني عن رحلته مع القرآن .. وأخذ يلح على الله بالدعاء أن يثبته على ذلك ،
وكان يقول : هذا طريق يوصلني إلى الله سريعا ، فكيف سيضيع من بين قدمي ..!
ثم يستدرك يعود للدعاء أن لا يكله الله إلى نفسه ..
ثم طلب مني طلبا ، أن أجمع له فوائد متفرقة عن القرآن .. لطائف .. أسباب نزول .. ونحو هذه ..
وكان قد أخبرني أنه اشترى تفسيراً مبسطاً ليطلع على مفردات القرآن ..
وبادرت في تلك الليلة أجمع له من خلال الشبكة ، كماً لا باس به من الفوائد ، والدرر ، واللطائف
والمعلومات العامة عن القرآن ، وقصص متعلقة ببعض الآيات ... ونحو هذا ..
وأعددتها له بشكل جميل ، وأهديته إياها في صباح اليوم التالي ،
وكانت فرحته بهذه الملزمة عظيمة للغاية ..
وخلال تواجدي معهم في البيت ، لاحظت هذا الإقبال الرائع منه للقرآن ، وشغفه بتلك الملزمة ،
ورأيته يعيد القراءة فيها كثيرا ، وينقل ما يقرأ إلى الأهل ، أو إلى زواره ، ويحدثهم عن القرآن ..
ولقد غبطته والله ، وتمنيت أن يسعفني الله بمثل هذه الهمة ..
ودعوت الله سبحانه أن يوفقه ويسدده ويثبته على ذلك حتى يلقاه وهو راضٍ عنه ..


على الهامش ...
في أثناء ترتيب الرسائل ،والبحث عن رسائل معينة ، واعادة صياغة بعضها ،
ومحاولة تنسيق عرضها بطريقة معينة ،
في أثناء ذلك وصلتني عدة رسائل ، تتعلق بذات الفكرة ..

منها رسالتان لابد من الإشارة إليهما :

أما الأولى : فقد بعثت بها أخت فاضلة تؤكد أنها أصبحت تقرأ خمسة أجزاء كل يوم ،
وتؤكد أنها في غاية السعادة والفرح القلبي ، أن الله أعانها على هذا الإنجاز الكبير
الذي تجد بركته في حياتها ، وهي تلح على الله ودموعها تترقرق في عينيها
أن يثبتها الله على ذلك ، وأن يعينها على مزيد من الإقبال على الطاعات ..
وتطلب الدعاء لها ..
نسأل الله سبحانه لنا ولها الثبات حتى الممات ..

أما الرسالة الثانية :
فأيضاً من أخت كريمة فاضلة ، تذكر العجب ..!
تؤكد هذه الأخت الجليلة أنها أصبحت تقرأ عشرة أجزاء كل يوم ،
رغم المشاغل الكثيرة التي تنتظرها في نهارها ..!!
ولكن القضية تعود بعد توفيق الله .. إ
لى تنظيم الوقت .. واستغلال أوقات الفراغ ..
وجمع الهمة ، والرغبة القوية في الإنجاز ..
وتؤكد أنها تجد ثمرة هذا الإقبال على كتاب الله بوضوح ..

ثم لم تكتف بذلك ..
بل إنها حملت هذا الهم لتنقل الفكرة إلى كثيرات ممن تحتك بهن بشكل مباشر
وقد وجدت تجاوبا رائعا من كثيرات منهن للتشمير على الإقبال على مائدة القرآن
= =
الرسالة التاسعة
تقول الأخت الكريمة :

سرني ما قرأت ، وأسعدني ما وجدت ،
فلقد كنت أعاني من هذه الهوة بيني وبين القرآن الكريم ،
فربما تمر الأيام والأسابيع ولا أكاد أفتح مصحفا لأقرأ فيه ..

فلما أطلعت على فكرتكم الرائعة تحركت في عروقي حماسة شديدة ،
ورغبة جامحة ، أن أنافس في هذا الطريق ،
وإلا فما معنى أن يستطيع غيري أن يقرأ الثلاثة والأربعة والخمسة
وأكثر من القرآن وأنا لا أستطيع أن أقرأ جزءا أو نصف جزء !

غير أني عمدت إلى أن أتدرج في التنفيذ ..
فقررت أن يكون وردي اليومي _ كما جاء في أصل فكرتكم _ جزئين فقط
ولكن أضيف إليه جزءاً ثالثا من خلال السماع والإصغاء إلى تلاوة مباركة
من شيخ مؤثر ، أغذي بها قلبي ..
بشرط أن أتابع معه المصحف جزءا جزءا حتى آخر سورة
وهكذا كلما انتهيت شرعت في رحلة سماع جديدة ..

ولقد رايت أني بهذا سأحقق لنفسي عدة أهداف في نفس الوقت ،
فأنا ممن لم يتيسر لهم الالتحاق بمركز لتعليم القرآن الكريم ،
فمن خلال هذه المتابعة اليومية اصبحت أتعلم أحكام التلاوة بشكل رائع ..

قبل أن أختم رسالتي أنوه على أن الأصل هو ما ذكرته لكم :
قراءة جزئين كل يوم .. وسماع جزء كامل من المصحف المرتل ..

ويضاف إلى ذلك :
أنني أصبحت أجد متعة كبيرة أن أراجع مع نفسي ما أحفظه من القرآن
خلال حركتي في البيت وأنا أقوم بواجباتي المنزلية ..
سواء في المطبخ أو في الممرات أو الحجرات أو اينما كنت ..
لا يزال لساني يدور بالقرآن الكريم وأنا أجد لذة عجيبة لذلك .. فالحمد لله .

[وقد يكون سماعي للقرآن خلال هذه الحركة نفسها .. فتارة وتارة ..]

وعلى هذا فأحسب أني أنجز كل يوم أربعة أجزاء من القرآن أو يزيد قليلا ..
والهمة مجموعة الآن أن أوظف صلوات النافلة ..
بدءاً من صلاة الضحى وانتهاء بصلاة القيام ..


فلعلي بهذا وهذا وذاك أستطيع أن أقول أني وصلت لقراءة خمسة أجزاء كل يوم ..
ذلك طمعا أن يكرمني الله بتلك الثمرات التي قرأت عنها في أصل الموضوع .

الشيء الملفت جدا بالنسبة لي :
أنه اذا فاتني يوم أن أنجز هذا على الوجه الذي قررته ،:
تصيبني حالة حزن شديد ، وندم ، وهذا بحد ذاته اعتبره انجاز كبير ..
ذلك لأني كنت من قبل يمر الشهر كله ولا أقرأ فيه سوى صفحات ،
ومع هذا لا تهتز في شعرة من حزن أو ضيق أو ندم ، وكأن الأمر لا يعنيني ..!!

لقد أشرقت الشمس على قلبي ، وأضاءت جوانب روحي ،
ولا أشك أن هذا بفضل الإقبال على الله بالتقرب إليه بكلامه العزيز المبارك
اسأل الله لي ولكم ان يرضى عنا وأن يثبتنا على طاعته ..

الكاتب بو عبدالرحمن غفر الله له


 
إنضم
1 فبراير 2012
المشاركات
220
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعقيبات وتجارب ..

على مدى ثلاثين شهراً كان هناك تتبع لهذه التجربة وثمراتها وبركاتها ،
وكانت هذه المتابعة تتم عبر البريد أو الحوار المباشر ،
وقد بلغ عدد المشاركين قرابة الخمسين ، وكنا نطالب المشاركين بالكتابة إلينا ،
للاطمئنان على سيرهم ، أو على ما يفتح الله به عليهم ،
أو للإطلاع على ما أثمر لهم هذا السير ، أو ما استجد معهم من أفكار تضاف ،
كل ذلك لتبادل الخبرات من ناحية ، وللتشجيع على مواصلة السير ،
والتواصي بذلك ، واشعال روح المنافسة ونحو هذه المعاني ..
ولقد كتب كثيرون ...
منهم من كان يكتب باختزال شديد ، ومنهم من آثر أن يكتب بإسهاب واسترسال ..
وبعضهم كان يكتب بتتابع ، ومنهم من كتب مرة ثم كف ،
وآخرون يكتبون بين الحين والحين ، ربما لنطمئن أنهم لا زالوا أحياء !!
واستعين بالله سبحانه لأعرض هنا مجموعة من تلك الرسائل ،
كثير منها اضطررنا إلى إعادة صياغتها كليا ، لأنها كانت بلهجة محلية ،
ومنها من كان تدخلنا فيها قليلا ،
ولقد آثرنا أن نحذف فقرات طويلة من بعض الرسائل ..
وسنجعل كل رسالة _ تجربة _ في تعقيب مستقل .. وبالله التوفيق .

= =
الرسالة الأولى ...
يقول صاحبها : ...
.... يكفي أن اقول :
جزاكم الله خيراً على هذه الفكرة الرائعة ، ويكفي أنني أصبحت أبادر إلى الصلاة في أول وقتها ،
لأقرأ قبل الإقامة ما يقارب نصف جزء ..
وبعد انقضاء الصلاة أكون أشد حرصا على إكمال النصف الآخر ..
ومعنى ذلك أني أنني بفضل الله ومنته أقرأ جزءا مع كل صلاة ..
ما عدا صلاة المغرب ، غير أني أعوض ما يفوت قبلها ، بالقراءة بعدها أو بعد صلاة العشاء ...
فيكون مجموع ما أقرأ في اليوم خمسة أجزاء دون أن أشعر أني أتكلف جهدا ومشقة ..
ربما فاتني هذا الخير يوما بسبب ظروف خارجة عن أراداتي ..
لكن ما ذكرته هو الأصل الآن في حياتي والحمد لله رب العالمين ..
...أهم ما سرني وأفرحني أن وفقني الله إلى أمرين اثنين في غاية الروعة والأهمية ..
أولهما المبادرة إلى الصلاة في أول وقتها ..
ثم قراءة خمسة أجزاء من كلام الله جل جلاله ..
وإني لأجد بركتها واضحا خلال هذه الأشهر التي سرت فيها في هذا الطريق .
فجزاكم الله خير الجزاء ... وإني لأخصكم بالدعاء في كل صلاة ..

**

الرسالة الثانية ..
إذا كان صاحبنا في الرسالة الأولى لم يخبرنا ما أكرمه الله به خلال هذه الرحلة ،
فتأمل الرسالة التالية ، ففيها نوع بيان .. وسبحان من يقسم الأرزاق ..

تقول صاحبة الرسالة ...
حين تخرجت من الجامعة ، لم أجد نفسي في الوظيفة التي كنت آمل بها ،
ووجدتني في مكان لا يكاد أن يكون لنا فيه شغل ، سوى تمضية الوقت في قيل وقال ،
والتجول في أروقة هذه المؤسسة ..
ومنذ أن قررت أن أشارك في فكرتكم الرائعة ، وطنت نفسي أن استغل هذه الأجواء في العمل ،
فكنت أقرأ أكثر ما أقرأ في العمل ، في المكتب أو في المصلى ، وأكمل في البيت ،
ولا ينقضي اليوم إلا وقد أكملت خمسة أجزاء ، وربما أزيد عليها أحياناً ..
وشعرت أن حياتي أصبحت أكثر إضاءة ، وقلبي أكثر إشراق ، وأني أسير بقوة إلى السماء ،
ومضيت على هذا العزم شهوراً ..

ثم كانت المفاجأة ، ذلك أني انتقلت إلى وظيفة أكبر بكثير من تلك التي كنت فيها ،
وفي مكان له أهميته ، وبكيت من الفرح ، وأعطاني هذا مزيد من الرغبة في الاستمرار بهمة ..
ولم تمضِ سوى شهور أخرى حتى أكرمني الله بكرامة أخرى جديدة ،
فقد تقدم لي أحد أفاضل الناس ومن خيرة الدعاة في بلدي ،

وشعرت أن هذه كأنها مكافأة من الله لي على قوة إقبالي على كتابه الكريم ..
قناعتي أن هذا كله ببركة الإقبال على القرآن ..

فلله الحمد رب العالمين ، وقد أصبحت ألح على الله أن يزيدنا ولا ينقصنا ، وأن يكرمنا ولا يهنا ،
والعزم معقود أن أبقى على العهد الذي قطعته معكم أن أمضي في هذه الرحلة
حتى ألقى الله وهو راضٍ عني ..

= =


الرسالة الثالثة :
تركز فيها الأخت الكريمة على قضية معينة عجيبة .. وتسوق لنا تجربتها فيها .. وقد نقلنا تجربتها إلى آخرين ، فانتفع بها كثير من المشاركين .. فتأمل ..
تقول :
كنت قد عقدت العزم على أن أكتفي بقراءة جزئين ( كحد أدنى ) كل يوم ..
وكنت أشعر أني إذا نجحت في هذا وحده ، فهو إنجاز كبير ،
لأني ممن لم يكن يقرأ أكثر من نصف جزء أو أقل كل يوم ..!!
واستعنت بالله وعزمت على المضي فيما قررت ، وكان علي أن ارتب برنامجي ،
لأني شعرت أن الأمر لن يكون سهلا على أمثالي ..
وكانت رحمة الله قريبة ، فأعان على قراءة الجزئين في يسر عجيب ..
وأعطاني ذلك حافزا على أن أزيد مقدار القراءة ..
وخاصة من خلال استغلال أوقات الفراغ _ وما أكثرها _ ..

وكنت أتردد على العيادة كثيرا ، وخاصة عيادة الأسنان ،
ولاحظت أن وقت الانتظار قد يطول في الممرات ، ولا شغل لي إلا النظر في هذه وهذه وهؤلاء ..!
فقررت أن أستغل هذا الوقت الضائع ، فحملت معي مصحفي ،

ولما جلست في تلك القاعة الكبيرة ، التي تعج بالنساء والأطفال ، والداخل والخارج ،
بادرت أفتح حقيبتي وأخرج مصحفي الصغير ، فإذا بالشيطان يبرز لي ناصحا !!
كيف تفعلين هذا ؟ ألا تدرين أن هذا رياء ..!!

فعجبت من هذا اللعين كيف أنقلب ناصحا لي أن لا أعمل عملا فيه رياء !!
ولكني وجدت نفسي أبتسم وأقول له : يا سلام سلّم عليك ..!!
يا ناصح يا خائب إين كانت نصائحك في الأيام السابقة وأنا اضيع الوقت في متابعة الرائحة والجاية ،
والداخلة والخارجة ، والله لأقرأن .. !
وقرأت .. حتى إذا حان دوري .. نظرت فكانت المفاجأة التي صعقت لها ،
لقد قرأت ثلاثة أجزاء كاملة في جلسة واحدة !!!

منذ ذلك اليوم قررت أن استغل كل وقت فراغ يلوح لي بقراءة في المصحف ، حيثما كنت ..
واسأل الله أن يرزقني الإخلاص والصدق ، وأن يتقبل مني ..
بهذه الفكرة ... أصبحت أصل إلى الخمسة أجزاء والستة أيضا !!
ونسأل الله الثبات حتى الممات .....
ثم ساقت دعاء طويلا ... ...........................

= =


الرسالة الرابعة ... صدى للرسالة السابقة
وهي رسالة تحتاج إلى وقفة عندها ففيها أكثر من درس ، فتأمل :
... يقول صاحب الرسالة ..

أما أنا فإني أحفظ القرآن ، كاملاً منذ سنوات ،
غير أني كنت لا أراجعه إلا في يومي الخمس والجمعة _ أيام العطلة _
بحيث أني أختم في كل شهر مرة واحدة ..
أقسم الجزء على أربعة أسابيع ، في كل أسبوع يومين فحسب .. !
أما بقية الأيام فلا أقرأ إلا ما أصلي به فقط .. !!

وحين اطلعتُ على تجربتكم الكريمة هالني أن جزءاً كاملاً لا يستغرق قراءته عشرين دقيقة ،
ولعل الأمر معي أسرع بحكم كوني حافظاً ، هذا ما هجس في نفسي ،
وهذا ما حداني أقرر أن اشارككم هذه التجربة ، واستعنت بالله وشرعت أبحر في هذا الاتجاه ،
ووجدت أني أقرأ الأربعة الأجزاء والخمسة في يوم دون أن ألقى تلك المشقة التي كنت
أتوهم أني سألقاها ، أو التي كنت أشعر بها فعلا من قبل ، ربما العامل نفسي بحت ،
لأني كنت أشعر أن الوقت يمر ببطء حتى أقرأ جزءاً واحدا ، أما الآن فالأمر اختلف بالكلية ...

وفي رسالة أخرى يقول :

...... لقد انتفعت بتجربة الأخت التي تستغل أوقات الفراغ ، حيثما كانت ،
فقررت أن أنافس في هذا الطريق أيضا ..
فكنت أقرأ حيثما وجدت فرصة ولو لخمس دقائق أو أقل ..
أنتظر صديقا .. أنتظر مراجعة .. أنتظر في صالة مطار .. في عيادة ..
أكون في زيارة ويتركني صاحب البيت لينشغل في الداخل ..
أحيانا تحت الإشارة الضوئية إذا طالت .. وهكذا في أماكن ومواقق كثيرة ..

وأضفت أيضا ..
استغلال وجودي في السيارة _ وأنا أقود _ لأقرأ من حفظي ،
فقد أصبحت قراءة القرآن متعة وأنس ونعيم ..
كنت من قبل أقضي طريقي في سماع الأناشيد غالبا أو سماع محاضرات ..
أما الآن ففي الغالب أعيش مع كلام الله مترنما به ..

ثم أضفت إلى ذلك كله ..
الجلوس بعد صلاة الفجر إلى الشروق _ ولا سيما أيام العطل _ فأقرأ في هذا الوقت
ما يقارب الثلاثة الأجزاء في جلسة واحدة .. ثم أصلي ركعتين وانصرف ..

المهم ..
في مثل هذه الأيام التي يوفقني الله لاستغلال أوقات الفراغ ، والجلوس إلى وقت الشروق ،
أصبحت أصل إلى رقم قياسي ، لو قيل لي يوماً أنني اصله ما صدقت أصلاً ...!

لقد اصبحت أقرأ في مثل هذه الظروف عشرة أجزاء في يوم واحد ..
ولقد ختمت في مرتين القرآن في كل ثلاثة أيام ..
واسأل الله أن يعينني أن أواصل الرحلة .

لقد شعرت أني أتجدد والله ...
ووجدت بركة الإقبال على كتاب الله في داخلي مشاعر رائعة
ما كنت أعرفها إلا نفحات عابرة وسريعة لا تلبث أن تتوارى ..

فجزاكم الله عني خير الجزاء .. ولكم في كل يوم دعوة خاصة ..


الرسالة الخامسة
إذا كان صاحب الرسالة السابقة قد انتفع بتجربة تلك الأخت _ في الرسالة التي سبقت _
فسنرى هنا كيف أن غيره انتفع به ومن تجربته ...
وهكذا ينبغي أن يتعاون المسلم مع أخوانه ، فالمسلم للمسلم كاليدين تغسل إحداهما الأخرى .. فتأمل ..

يقول صاحب الرسالة ..
..... حفظت في القرآن قرابة سبعة عشر جزءاً ..ثم توقفتُ عن الحفظ ..
وسر ذلك أني لاحظت على نفسي عدم مراجعة ما حفظت ..
وكنت أشعر بثقل قضية المراجعة هذه .. بل لاحظت أنه بسبب طول فترة عدم المراجعة ،
أنني بدأت أنسى ما حفظت ..!!
وهذا ما اصابني بإحباط شديد ، وزهد في مواصلة الحفظ ...!!
وبقيت في حالة قلق على قضية الحفظ القديم الذي بدأ يتفلت من ذاكرتي ..
وحين قررت أن اشارككم هذه الطريقة المباركة ،
كان همي الأول منصرفا في بعث تلك السور التي أوشكت أن أنساها بالكلية ..

فعقدت العزم أن اسير بسيركم نفسه ولكن أحصؤ نفسي في هذه الأجزاء السبعة عشر
التي حفظتها ، حتى أنفض عن ذاكرتي غبار النسيان لها ..

ومنذ اليوم الأول ..
شعرت كأن بوابة السماء انفتحت أمامي ، وكأن الدورة الدموية نشطت في عروقي ..
وشرعت أقرأ بلهفة ونشاط ( على اعتبار أن الوقت الذي سأقضيه في هذه المراجعة قصيرا جدا
لا سيما وأنني حافظ )
ولا سيما وقد انتفعت بتجربة الأخ الكريم الحافظ ، فكنت أحاول استغل كل فرصة مواتية ،
أينما كنت ، لمزيد من القراءة ..
وأعان الله سبحانه فكنت أقرأ طوال الأشهر الثلاثة الماضية ، قرابة الخمسة الأجزاء ،
قد تزيد ، ولكنها لا تنقص عن الثلاثة بحال في كل يوم ..والحمد لله ..
وكما قلت حصرت نفسي ابتداء في الأجزاء السبعة عشر أولا ،
ريثما أستعيد حفظها جيدا ، ..

وهذا ما شعرت به خلال هذه الفترة ، مما فتح شهيتي للحفظ مجددا ،
فكانت الخطوة التالية أن أحافظ على قراءة الثلاثة الأجزاء يوميا ..
مع حفظ جديد ولو قليل ..
والحمد لله أن الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن ..
واسأل الله أن يعين ويوفق ويتقبل منا جميعا ..

= = =

الرسالة السادسة ...
وتأمل هذه الرسالة بالذات كثيراً .. يقول صاحب الرسالة ....
...
..... ومن بديع ما وجدته في هذا الطريق ..
أنني منذ جعلت حظي من كلام الله سبحانه خمسة أجزاء يومياَ ، أعيش معها ، وأكحل عيني بها ،
لاحظت ملاحظة عجيبة _ منذ أشهر ثلاثة _ :
أنني في هذا اليوم الذي أنجز هذا القدر من الأجزاء ،
تكون مقاومتي للشهوات قوية ورائعة ،
وأجد نفسي في يسر شديد أدافع الهوى ، واستعلي على وسوسة الشيطان ،
وأتغلب على ضغطة
النفس الأمارة بالسوء ..وتنفتح أمامي سبل الطاعات في يسر !

واليوم لا أخفيكم أمراً : أنني ممن تغلبهم نفوسهم كثيرا أمام الهوى ..!!
كذلك كنت ، حتى في حال اقبالي على الله بألوان العبادة .. !
غير أني اليوم لاحظت الملاحظة السابقة :
أن مقاومتي للهوى والشيطان والنفس الأمارة ، تقوى بشكل واضح جدا وكبير جدا ،
حين ييسر الله لي قراءة الأجزاء الخمسة في اليوم ..
وذلك ما يهيجني ويحثني على الاستعانة بالله والإصرار على مواصلة هذا الطريق ،
في إنجاز هذا القدر من العيش مع كلام الله كل يوم .. بل ومحاولة الاستزادة على هذا القدر ..

وفي اليوم الذي تشغلني ظروف ، أو اتهاون ، أو أتكاسل ، أو يلم بي أمر ،
فلا أصل إلى قراءة هذا القدر من الأجزاء .. ألاحظ بوضوح أن مقاومتي عادت إلى ضعفها من جديد ..!!


أنقل إليكم هذه التجربة الشخصية ، قد يجدها غيري كما وجدتها ، وقد لا يجدها ،
ولكني أسجلها هنا ، كما عاهدتكم أن أكتب إليكم بما يفتح الله به من ثمرات وبركات
في هذا الطريق .. ولعلي أوافيكم ما يستجد ..
أرجوكم ادعو لي أن يثبتني الله حتى ألقاه وهو راضٍ عني ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الرسالة السابعة
وهذه رسالة عجيبة ..فتأملها طويلا رحم الله والديك ..

يقول صاحبها بعد مقدمة طويلة .....

... ولقد كنت ألاحظ على نفسي شيئاً عجيباً .. أنني حين أراقب نفسي من خلال الساعة ..
بحيث أني أرفع رأسي مع بداية الصفحة وعند خاتمتها ، لأرى كم استغرقت فيها ،
عندما أفعل ذلك أجدني خفيفاً نشيطاً ، مندفعا لأقرأ مزيدا من الصفحات ،
وقد أكمل جزءاً كاملاً في جلسة واحدة .. بل أجدني اشتاق إلى موعد الجلسة التالية ،
أي أجد نفسي مشتاقاً للصلاة التالية لأقرأ جزءاً آخر .. وهكذا ..
هذا حين أراقب نفسي على هذه الصورة ..


ولهذا فقد يسر الله وأعان لي أن أتجاوز الثلاثة الأجزاء في اليوم ،
وقد اصل إلى الخمسة .. وحين يكون ذلك فهو بحق يوم عيد بالنسبة لي !

أما حين أقرر أن أقرأ بدون أن أرفع رأسي لمراقبة عقارب الساعة ،
فأجدني خلال تلك الصفحة ثقيلا بطيئا ، كأنما مر عليّ ساعة كاملة في قراءة صفحة واحدة فقط !!!
حتى أنني لاحظت في هذه الحالة ، أني أرغب فقط في إكمال هذه الصفحة التي أنا فيها ،
لأقوم منصرفا من المسجد بكله !!!

وأرجو أن يكون هذا أمر مؤقت ، ريثما تتبرمج نفسي وترتاض ..
على كل حال .. مضت حتى الآن قرابة الأربعة الأشهر وأنا على هذه الحال ..
حين أرفع رأسي لأراقب الوقت الذي استغرقته في قراءة كل صفحة على حدة ،
فإني أقرأ كثيرا وبلا ملل . ثم لاحظت ملاحظة أخرى أن الوقت مع مرور الأيام يتقلص ،
بحيث أصبحت في الفترة الأخيرة أقرأ الجزاء كاملاً في أقل من عشرين دقيقة ..
واسأل الله الثبات حتى الممات ... وجزاكم الله عني كل خير ..


الرسالة الثامنة .
..
( هذه رسالة جديرة بالوقوف معها طويلاً ..
فهي بحق تجربة فريدة ورائعة .. وتتضمن عبراً ودروساً كثيرة .. فتأمل )
= =
بعد المقدمة ... يقول صاحب الرسالة ...

... اعترف أني لم أواصل معكم بهذه الاندفاعة الرائعة التي رأيت عليها كثير منكم ..
واكتفيتُ بالحد الأدنى المذكور في أصل الموضوع .. وهو قراءة جزئين من القرآن كل يوم ،
لا أتخلف عنهما مهما كانت الظروف ..
ولقد اعتبرت هذا إنجاز كبير بالنسبة لي ، لأني كنت في حالة انقطاع دائمة
عن هذا النور الرباني .. فجزاكم الله خير الجزاء ..
ومع هذا فإن الشوق يهيج في قلبي أن أزيد من هذه القدر ،
لا سيما وقد أصبح قراءة الجزئين أمر عادي جدا ، لا يكلف شيئا من جهد أبدا أبداً ..
ولكن ربما بسبب ظروفي الدراسية الجامعية ، رأيت أن أكتفي بهذين الجزئين ،
كمرحلة في الطريق إن شاء الله ..وأعدكم أن ابذل جهدا أكبر بعون الله ..

ولكني في هذه الرسالة أحببت أن أسوق إليكم تجربة فريدة ورائعة ، أشرح بها صدوركم ، وربما تكون نموذجاً لآخرين ..
والدي رجل متقاعد تجاوز الستين منذ سنوات ثلاث ، فأصبح قعيد البيت ،
فهو بطبعه لا يحب الخروج كثيراً ، وكان خروجه إلى العمل في الأصل ،
ولولا ذلك لكان بقاؤه في البيت شبه دائم ..
المهم .. كنت أراه يمر في بعض الأحيان بحالة توتر ،
ربما بسبب وضعه الجديد الذي لم يعتد عليه ، وحين اطلعت على تجربتكم ،
ألهمني الله سبحانه أن أجمع ما يتعلق بفضائل قراءة القرآن ..
وبحث آخر أجمع فيه قصص الصالحين مع القرآن ..
والأصل أني جمعت ذلك لنفسي ، حتى أرغّب نفسي، وأفتح شهيتها للإقبال على القرآن
فأنافس المشاركين في هذا الطريق ..
( مرفق مع الرسالة البحثان لعل آخرين ينتفعون بهما )..
ذات يوم كنت أجلس مع أبي وكان طيب النفس ، منشرح القلب ،
قرأت عليه هذين البحثين .. وكان بطبعه يحب الذكر والمذاكرة في ما يقرب إلى الله سبحانه ..
ثم حدثته عن تجربتكم ، وقرأت عليه بعض تجارب المشاركين ..
وتحدثت بحماس عن كيف أن الإنسان يمكن أن يستغل وقته ،
ليضاعف رصيد حسناته أضعاف كثيرة جدا ، من خلال الإقبال على القرآن الكريم ..
وعجبت كيف أن الناس يتنافسون في أسواق البورصة والأسهم من أجل مضاعفة أموالهم ،
وقد يخسرون ..!!
فيكف لا يتنافسون في طريق الآخرة الذي يقربهم من الله ، ويكون الله راضٍ عنهم ...
ونحو هذا مما فتح الله به على قلبي في تلك الساعة ..
وفي اليوم التالي سافرت إلى المدينة الجامعية في مدينة بعيدة جداً عن منطقتي ..
وغبت أكثر من ثلاثة أسابيع بسبب الامتحانات وبعض الظروف التي مررت بها هناك ..

ولما عدت كانت المفاجأة ..!


استقبلتني أمي بفرح شديد ، وكان أبي غائبا في بعض حاجات البيت .,.

وحدثتني أمي عما أثمرته تلك الجلسة مع أبي .. حدثتني كيف وجد له شغل وأي شغل .. !!
حدثتني كيف أصبح منشرح القلب ، لأنه يعيش مع كتاب الله سبحانه ، ولا يكاد يفارقه ،
ويقرأ فيه كثيرا ، ويشعر بفرح وانشراح .. وكان مما قالت ..
أنه إذا صلى الفجر في المسجد ربما قرأ هناك جزئين أو يزيد ..
فإذا فاتته الصلاة في المسجد ، صلى في البيت ، وجلس في مصلاه يقرأ في كتاب الله ..
فإذا انتصف النهار بادر لصلاة الضحى ، ثم يجلس ليقرأ في كتاب الله ..
وربما صلى الضحى مرتين في وقتين متفرقين .. وفي كل مرة يجلس ليقرأ القرآن ..
وفي أوقات أخرى اصبح يستمتع أنه يقرأ القرآن ، وتبدو على ملامحه مشاعر الحبور ...

وقالت بفرح :
أحسبه يقرأ العشرة الأجزاء في كل يوم ..
وقد أصبح كثير الدعاء لك والفخر بك ..لأنك دللته على هذا الطريق الذي كان غائبا عنه ،
بل إنه أصبح يشعر أن تقاعده عن العمل من أعظم وأجل نعم الله عليه ..
وقد كان يراها مصيبة حلت به !!
ولما عاد أبي إلى البيت ، تلقاني كما لم يتلقني من قبل ،
وشعرت أن مكاني في قلبه أصبح في الذروة ..
وحدثني عن رحلته مع القرآن .. وأخذ يلح على الله بالدعاء أن يثبته على ذلك ،
وكان يقول : هذا طريق يوصلني إلى الله سريعا ، فكيف سيضيع من بين قدمي ..!
ثم يستدرك يعود للدعاء أن لا يكله الله إلى نفسه ..
ثم طلب مني طلبا ، أن أجمع له فوائد متفرقة عن القرآن .. لطائف .. أسباب نزول .. ونحو هذه ..
وكان قد أخبرني أنه اشترى تفسيراً مبسطاً ليطلع على مفردات القرآن ..
وبادرت في تلك الليلة أجمع له من خلال الشبكة ، كماً لا باس به من الفوائد ، والدرر ، واللطائف
والمعلومات العامة عن القرآن ، وقصص متعلقة ببعض الآيات ... ونحو هذا ..
وأعددتها له بشكل جميل ، وأهديته إياها في صباح اليوم التالي ،
وكانت فرحته بهذه الملزمة عظيمة للغاية ..
وخلال تواجدي معهم في البيت ، لاحظت هذا الإقبال الرائع منه للقرآن ، وشغفه بتلك الملزمة ،
ورأيته يعيد القراءة فيها كثيرا ، وينقل ما يقرأ إلى الأهل ، أو إلى زواره ، ويحدثهم عن القرآن ..
ولقد غبطته والله ، وتمنيت أن يسعفني الله بمثل هذه الهمة ..
ودعوت الله سبحانه أن يوفقه ويسدده ويثبته على ذلك حتى يلقاه وهو راضٍ عنه ..


على الهامش ...
في أثناء ترتيب الرسائل ،والبحث عن رسائل معينة ، واعادة صياغة بعضها ،
ومحاولة تنسيق عرضها بطريقة معينة ،
في أثناء ذلك وصلتني عدة رسائل ، تتعلق بذات الفكرة ..

منها رسالتان لابد من الإشارة إليهما :

أما الأولى : فقد بعثت بها أخت فاضلة تؤكد أنها أصبحت تقرأ خمسة أجزاء كل يوم ،
وتؤكد أنها في غاية السعادة والفرح القلبي ، أن الله أعانها على هذا الإنجاز الكبير
الذي تجد بركته في حياتها ، وهي تلح على الله ودموعها تترقرق في عينيها
أن يثبتها الله على ذلك ، وأن يعينها على مزيد من الإقبال على الطاعات ..
وتطلب الدعاء لها ..
نسأل الله سبحانه لنا ولها الثبات حتى الممات ..

أما الرسالة الثانية :
فأيضاً من أخت كريمة فاضلة ، تذكر العجب ..!
تؤكد هذه الأخت الجليلة أنها أصبحت تقرأ عشرة أجزاء كل يوم ،
رغم المشاغل الكثيرة التي تنتظرها في نهارها ..!!
ولكن القضية تعود بعد توفيق الله .. إ
لى تنظيم الوقت .. واستغلال أوقات الفراغ ..
وجمع الهمة ، والرغبة القوية في الإنجاز ..
وتؤكد أنها تجد ثمرة هذا الإقبال على كتاب الله بوضوح ..

ثم لم تكتف بذلك ..
بل إنها حملت هذا الهم لتنقل الفكرة إلى كثيرات ممن تحتك بهن بشكل مباشر
وقد وجدت تجاوبا رائعا من كثيرات منهن للتشمير على الإقبال على مائدة القرآن
= =
الرسالة التاسعة
تقول الأخت الكريمة :

سرني ما قرأت ، وأسعدني ما وجدت ،
فلقد كنت أعاني من هذه الهوة بيني وبين القرآن الكريم ،
فربما تمر الأيام والأسابيع ولا أكاد أفتح مصحفا لأقرأ فيه ..

فلما أطلعت على فكرتكم الرائعة تحركت في عروقي حماسة شديدة ،
ورغبة جامحة ، أن أنافس في هذا الطريق ،
وإلا فما معنى أن يستطيع غيري أن يقرأ الثلاثة والأربعة والخمسة
وأكثر من القرآن وأنا لا أستطيع أن أقرأ جزءا أو نصف جزء !

غير أني عمدت إلى أن أتدرج في التنفيذ ..
فقررت أن يكون وردي اليومي _ كما جاء في أصل فكرتكم _ جزئين فقط
ولكن أضيف إليه جزءاً ثالثا من خلال السماع والإصغاء إلى تلاوة مباركة
من شيخ مؤثر ، أغذي بها قلبي ..
بشرط أن أتابع معه المصحف جزءا جزءا حتى آخر سورة
وهكذا كلما انتهيت شرعت في رحلة سماع جديدة ..

ولقد رايت أني بهذا سأحقق لنفسي عدة أهداف في نفس الوقت ،
فأنا ممن لم يتيسر لهم الالتحاق بمركز لتعليم القرآن الكريم ،
فمن خلال هذه المتابعة اليومية اصبحت أتعلم أحكام التلاوة بشكل رائع ..

قبل أن أختم رسالتي أنوه على أن الأصل هو ما ذكرته لكم :
قراءة جزئين كل يوم .. وسماع جزء كامل من المصحف المرتل ..

ويضاف إلى ذلك :
أنني أصبحت أجد متعة كبيرة أن أراجع مع نفسي ما أحفظه من القرآن
خلال حركتي في البيت وأنا أقوم بواجباتي المنزلية ..
سواء في المطبخ أو في الممرات أو الحجرات أو اينما كنت ..
لا يزال لساني يدور بالقرآن الكريم وأنا أجد لذة عجيبة لذلك .. فالحمد لله .

[وقد يكون سماعي للقرآن خلال هذه الحركة نفسها .. فتارة وتارة ..]

وعلى هذا فأحسب أني أنجز كل يوم أربعة أجزاء من القرآن أو يزيد قليلا ..
والهمة مجموعة الآن أن أوظف صلوات النافلة ..
بدءاً من صلاة الضحى وانتهاء بصلاة القيام ..


فلعلي بهذا وهذا وذاك أستطيع أن أقول أني وصلت لقراءة خمسة أجزاء كل يوم ..
ذلك طمعا أن يكرمني الله بتلك الثمرات التي قرأت عنها في أصل الموضوع .

الشيء الملفت جدا بالنسبة لي :
أنه اذا فاتني يوم أن أنجز هذا على الوجه الذي قررته ،:
تصيبني حالة حزن شديد ، وندم ، وهذا بحد ذاته اعتبره انجاز كبير ..
ذلك لأني كنت من قبل يمر الشهر كله ولا أقرأ فيه سوى صفحات ،
ومع هذا لا تهتز في شعرة من حزن أو ضيق أو ندم ، وكأن الأمر لا يعنيني ..!!

لقد أشرقت الشمس على قلبي ، وأضاءت جوانب روحي ،
ولا أشك أن هذا بفضل الإقبال على الله بالتقرب إليه بكلامه العزيز المبارك
اسأل الله لي ولكم ان يرضى عنا وأن يثبتنا على طاعته ..

الكاتب بو عبدالرحمن غفر الله له





الله يبارك فيكى ويرضى عليكى المولى وكل من كتب فى هذه الرساله ويجعلكم من اهل الله وخاصته