الأول من نوعه في الكويت والخليج وآمن للكبار والصغار
أحمد الحربي يعالج مرضاه في غرف الملح
يشفي من الربو والاكزيما والصدفية والتهابات الجهاز التنفسي
كتبت – ايناس عوض:
تزخر الطبيعة بالعناصر والمواد البسيطة والمعقدة,
التي يمتاز غالبيتها بطاقات شفائية هائلة تعرف عليها الانسان بفطرته,
وأكد العلم الحديث بأدواته وأبحاثه فوائدها العلاجية
والتي تضاهي في قوتها وفعاليتها وسائل العلاج الطبية التقليدية.
في هذا السياق قال رئيس الجمعية الكويتية
للعلاج الطبيعي الدكتور أحمد الحربي:
إن العلاج بكهوف وغرف الملح هو أحدث ما توصل اليه الباحثون
في مجال العلاج الطبيعي
وهو علاج ناجع للأمراض التنفسية والجلدية
وآمن تماماً للكبار والصغار ولا يترتب عليه أي آثار جانبية
وهنا نص الحوار معه:
بداية نود أن توضح لنا الفروقات بين الطب التقليدي والطب الشمولي أو الطبيعي؟
يوجد الكثير من الفروقات بين الطب التقليدي والطب التكميلي أو الشمولي وهو المصطلح الأدق والأصح من مسمى الطب البديل, اذ لا يمكن للعلاجات الطبيعية التي تدخل طبعاً في اطار الطب التكميلي أو الشمولي بديلاً عن الدواء أو الجراحة في بعض الحالات المرضية, وبنظرة فاحصة الى النوعين من الطب نجد أن كل أدوات وعلاجات الطب التقليدي تركز على أعراض المرض وتتجاهل تماماً أسبابه ما يزيد من تفاقمه ويضاعف من الآثار الجانبية للادوية المستخدمة في العلاج, ويمكننا تشبيه عملية العلاج في الطب التقليدي والمتمثلة تحديداً في أخذ الدواء بعملية اغلاق جهاز انذار الحريق, بينما في الطب الشمولي نتعامل مع أعضاء الجسم في الانسان كوحدة متصلة متكاملة ويكون التركيز على سبب المرض الحقيقي وليس العارض المترتب عليه, وهذا ما يجعل العلاج بالوسائل الشمولية الطبيعية أكثر تأثيراً وقوة وأماناً أيضاً بسبب تجنب استخدام المواد غير الطبيعية والتي يترتب عليها الآثار المعاكسة.
ما أهم الحالات المرضية والأمراض التي ثبتت فعالية علاجها
بالطب الشمولي بصورة أكبر من علاجها بالطب التقليدي؟
يوجد الكثير من الأمراض التي عالجها الطب الشمولي بفعالية تفوق علاجها بالطرق والعلاجات التقليدية منها على سبيل المثال لا الحصر, الربو وآلام الظهر, والانزلاقات الغضروفية, والاكتئاب, وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وسكر الدم وارتفاع ضغط الدم وحصوات الكلى والروماتزم وخشونة المفاصل.
وما أحدث العلاجات التي تمت اضافتها أخيراً
الى العلاجات الطبيعية المعتمدة والمرتبطة بالطب الشمولي؟
في كل يوم يمر يثبت العلم الحديث بأبحاثه فعالية الكثير من المواد الموجودة في الطبيعة وقدرات على تحقيق الشفاء للكثير من الأمراض, ولكن أحدث الاكتشافات في هذا الاطار هو علاج الأمراض التنفسية والجلدية باستخدام كهوف وغرف الملح, وحقيقة يشرفني أن أكون أول من أدخل هذا النوع من العلاجات الى الكويت والشرق الأوسط.
صدفة الاكتشاف
وما العلاج بكهوف وغرف الملح, وكيف تم اكتشافه؟
اكتشاف الطاقات الشفائية لكهوف الملح كان وليد الصدفة وقوة الملاحظة
عند مجموعة الأطباء في دول اوروبا الشرقية وتحديداً أوكرانيا وبولندا والمانيا,
ففي عام 1843 نشر الطبيب البولندي فيلكس بوزكوسكي Felix Boczkowski ملاحظاته حول وجود نسبة منخفضة من أمراض الجهاز التنفسي لدى العاملين في منجم ملح ولزكا Wieliczka الواقع جنوبي بولندا, وأرجع بوزكوسكي ذلك إلى استنشاقهم لجزيئات الملح الجافة. ثم سجل الطبيب الالماني كارل هيرمان شباناجل خلال الحرب العالمية الثانية ملاحظاته عن التحسنات الجذرية التي طرأت على مرضاه الذين في اختبأوا كهف Kluterth Pohe karst الملحي أثناء القصف الشديد الذي تعرضت له ألمانيا خلال تلك الحرب. وبتجمع الملاحظات الطبية عن فعالية استنشاق حبيبات الملح الدقيقة جداً في كهوف الملح الصخري لمرضى الربو والجيوب الأنفية ومن يعانون من امراض جلدية فتح مجال البحث العلمي الذي أكد الفعالية الكبيرة للملح كمادة تتكون من الكلور والصويوم, وفي الوقت الحالي يتم تنظيم رحلات علاجية لمرضى الربو والامراض الجلدية كالصدفية والاكزيما, تشمل زيارات منتظمة لكهوف الملح الاستشفائية التي تنتشر بشكل ملحوظ في مناطق مختلفة من أوروبا فهناك كهف سولوت فينو في أوكرانيا وكهف ولزكا Wieliczka في بولندا وكهف بيستريانسكاBystrianska في سلوفاكيا.
وقد بقي العلاج بكهوف الملح تحت سطح الأرض الوسيلة الوحيدة للعلاج في أوروبا الشرقية وروسيا حتى العام 1987 م, الى أن بنى أحد أطباء العلاج الطبيعي المشهورين في روسيا أول غرفة من الملح الصخري المستخرج من أعماق الأرض لتحاكي بيئة الكهوف الملحية وهي تمتاز بكفاءة مماثلة لتلك الكهوف التي تقع على عمق 300 متر تحت سطح الأرض, ومن بعد ذلك انتشرت الفكرة في باقي دول أوروبا والعالم.
ما خصائص العلاج بغرف الملح؟
كما ذكرت سابقاً فإن العلاج في غرف الملح التي تحاكي في أجوائها بيئة الكهوف الملحية آمن تماماً لأنه خال من الأدوية, وله خصائص علاجية مذهلة من أهمها إنه قاتل للبكتيريا, ومضاد للالتهاب, ومذيب للبلغم, كما انه يزيل آثار ومسببات الحساسية.
كما يعمل الملح أيضاً على تقليل حموضة أنسجة الجسم خصوصا المخ وتثبيت انتظام دقات القلب, وعلى العكس من الاعتقاد السائد فإن الأملاح تعمل على تنظيم ضغط الدم واتزان مستويات السكر في الدم, فالأملاح عناصر ضرورية لمرضى السكر والوقاية من تقلصات العضلات ويمنع الملح سيلان اللعاب الزائد من الفم وخصوصا عند النوم ويقوي أنسجة العظام وينظم النوم ويعتبر مثل التنويم المغناطيسي ولكن بصورة طبيعية كما يحافظ على الطاقه الجنسية.
ما الامراض التي يمكن علاجها بغرف الملح؟ وهل يوجد سن معينة لهذه الطريقة العلاجية؟
العلاج في غرف الملح يناسب الجميع والرضع والحوامل وهو فعال في علاج الامراض التنفسية والجلدية مثل الربو, الالتهاب الشعبي, الكحة المزمنة, الجيوب الانفية, الأكزيما, التهاب البلعوم المزمن والمتكرر, الصدفية, والتليف الكيسي, بالاضافة الى المدخنين الذين يعانون من نوبات ضيق التنفس.
ما الآثار المفيدة للعلاج في غرف الملح؟
العلاج في غرف الملح يخفف العطاس والكحة وقصر النفس, فتصبح عملية التنفس أسهل, كما انه يزيل جزيئات حبوب اللقاح المحمولة بالجو والتي تعلق بمجرى التنفس وتسبب الحساسية, ويزيل أيضاً المخاط والبلغم اللزج من الرئتين, واحتقان الجيوب الانفية, مما يساهم في رفع مناعة الجسم, ويقلل من الحاجة لاستعمال البخاخ والمضادات الحيوية, وبناء عليه لا يحتاج المريض الى زيارة المستشفيات والمراكز الصحية لان نوبات الاصابة باعراض المرض ستتراجع بصورة ملحوظة.
كيف يتم العلاج في غرف الملح؟
وما مدته ومتوسط عدد الجلسات اللازمة للحالات المرضية السابقة الذكر؟
غرف الملح تكون مجهزة بوسائل الترفيه مثل التلفاز, وتكون درجة الحرارة فيها معتدلة وتزود باجهزة خاصة تعمل على انتاج رذاذ يحتوي على حبيبات ملحية دقيقة جدا لا ترى بالعين المجردة ليستنشقها المريض, ويمكث المريض في الغرفة لمدة تتراوح بين 40 و60 دقيقة, ويبلغ متوسط عدد الجلسات اللازمة لعلاج معظم الحالات المرضية التنفسية والجلدية سبع جلسات بمعدل جلسة واحدة اسبوعياً.
هل توجد أي آثار جانبية للعلاج في غرف الملح؟
العلاج في غرف الملح آمن تماماً ولايترتب عليه أي آثار جانبية
لانه يعتمد على مادة طبيعية هي الملح,
وبعض الحالات قد تشعر بجفاف في الحلق بعد انتهاء الجلسة
لكن هذا العارض يزول فوراً بتناول كوب من الماء.
المصدر
جريدة السياسة