حيرة كبيرة تحيط أقطار نفسي كأنها شرك علق به طير ..! مأسورة تحيطني قضبان الحياة.. كلما وجدت ثغرة حاولت النفاذ منها ..ضاقت واستحكمت وسدت علي السبيل .. عندما يهفو الطير إلى التحليق ..وهو يشتاقه أبداً .. يحدث أجنحته المخذولة ..كيف أطير بك وريش أحلامي قد تبدد .. ؟!من أين تأتي النجاة ، وقد هوت سلالم العمر الادنى ..فكيف أجتاز هذه المسافات صعداً إلى آخر الدرجات ..تلك التي توصلني إلى فضاء يحملني دون حاجة إليك ..كيف أخرج من شيء يخيل إليّ أحياناً أنه مثل ( سم الخياّط )وأنا مثلي إنسان ؟!حين تنحدر دمعة واحدة في لحظة حيرة تفشي مكتوم الالموتهيج البدايات كلها ، وتعبر جسر الحياة من أوله الى لحظته الراهنة كل العذابات تتفتق .. وكل الهموم تستفيق ..وتعلق بغصة في الريق ..ماذا بعد أن يستحكم طوق الحيرة عنق المُحير ..هل من نجاة ؟ يتلفت وعروق الحبال تشد رقبته ..فلا يرى من خلف نظارته السوداء إلا عتمة الافكار يغلق أبواب نفسه عليه ... يلوذ بركن قصي بعيداً بعيداً عن كل حي يغلق عينيه ويجاهد ليفتح مصاريع ..قلبه .. وما هي إلا هنيهات من عمر الزمان .. حتى يشعر بانسياب مريح يتسلل إلى اوردته الظامئة فيرويها على مهل ..يؤوب من رحلة الحيرة العمياء إلى الضياء وهاتف يهز أعماقه ...هذا هو حبل النجاة فتمسك به ...ولا تفلته ..هو وحده سوف ينجيك .. لاتلتفت حولك ولا تطمع بأحد .. فليس لك إلا الله ، وكفى بالله . حديث الروح
